* مِسْمارُ جُحا)

* مِسْمارُ جُحا)


12-24-2020, 12:03 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1608807836&rn=0


Post: #1
Title: * مِسْمارُ جُحا)
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 12-24-2020, 12:03 PM

11:03 AM December, 24 2020

سودانيز اون لاين
دفع الله ود الأصيل-
مكتبتى
رابط مختصر




(1)
• جحا ، أحد أشهر الشخصيات سواءٌ أكانت حقيقيةً أو وهميةً و التي
• وردت كثيراً في تراثنا الشعبي الذي يُقال إنه يتيمُ فال أب ولا أمَّ له، كان
رجلًا يجمعُ بين صفاتٍ نقاضَ كاغباء ااقرب إلى العبط المسوق على الدورشة،
• و ايضاً كحدة الذكاء و الفطنة ؛ إذ يتصرف بالمواقف الصعبة بحيلة ودهاء، و لكن
• في قالبٍ أقبرب إلى من الكوميديا السودء ، و ظل كروكية جحا من الشخصيات التي
• تُضرب بها الأمثال و تطير بحاويه الأخبار و تسير الرُّكبان ،منذ قديمٍ و حتى بزماننا
• هذا.فالجميع يعرفها صاغراً عن كابر، وحكايتنا اليوم والتي تظل يستدعيهاحالنا المايل
• كما أوشكل الزمان أن يعفو عليهاو يأكل الدهر ويشرب هي عن "مِسْمارُ جُحا .

Post: #2
Title: Re: * مِسْمارُ جُحا)
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 12-24-2020, 12:21 PM
Parent: #1


(2)
• يحكى أن جحا كان رجلاً فقير اً، و قد ضاق به الحال ذرعاً ، ففكر بحل يرد عنه
• الفقر والحاجة ، فلم يهتدِ سوى إلي بيع داره الموروثة عن أبيه ، ولكن دونما نيةٍ
• اللتفريض في شبر ٍمنهفيها ؛،وكانت هي كل ما يملك . و في ذات يوم عرض جحا
• داره للبيع ، أتاه رجلٌ ميسور اشتراها منه و أعطاه ثقلها ذهباً خالصاً، ولكن جحا اشترط
• على المالك الجديد شرطًا مستغرباً ، و هو أن يترك مسمارًا هنالك في الحائط فقبل الرجل
• الشرد دونما تمحيصٍ في عواقبه، فوجود المسمار لن يضايقه بشيء و لما جاء اليوم
• التالي ذهب جحا إلى صاحب الدار ، مستأذناً بالدخول ليطمئن على مسماره ،

• تعجب المالك من طلبه ، و لكنه رحب به بحسن نيةٍ أحسن له الوفادة و الرفادة فقدم له
• الطعام و الشراب ، و انصرف جحا راشداً ؛ ثم عاد في اليوم الذي يليه؛ بذات حجة الاطمئنان
• على مسماره المزعوم ، ولما دخل جلس وشرب و أكل ، وخلع جبته و تهيأ للنوم ، فسأله
• المالك الجديد ، ماذا ستفعل يا جحا !فرد عليه قائلًا : سأنام الليلة تحت ظلِّ مسماري ،

• و هكذا ظل جحا على هذا الحال شهراً ، يذهب للمنزل ؛ بحجة الاطمئنان
• على مِسْمارُ جُحا».. ، وكان يتحين دائمًا أوقات تناول وجبات الطعام ، فلما
طال به الحال هكذا، ضاق الرجل ذرعًا بتناحته و ثقالة دمه ترك له
• الدار بما فيها ، ورحل تاركاً له جمل الدار بما حمل وحوَت.

Post: #3
Title: Re: * مِسْمارُ جُحا)
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 12-24-2020, 12:41 PM
Parent: #2

(3)


(3)
العبرة من المثل :
* هناك بعضُ وليس كل الناس يستغلون غيرهم فيغمطون
حقوقهمبدون وجه حقٍّ و بألاعيبَ و حُججٍ واهية ليس لها مصرانٌ ،
ويسعَون لأخذ ما ليس لهم ، وهذه صفات منبوذةٌ يفر منها الناس ، و ما
فعله حجا عيبٌ كبيرٌ ؛ ذلك بأنك فإذا تركت لغيرك بمحض إرادتك المعتبرة
شرعاً و قانوناً أو حتى عُرفاً ، و سواءٌ أكان ذلك بيعاً بثمنٍ أو كانت هبةٌ وعطيةً
ما من ورائها جزية فهو له ولم يعد لك؛ فليس لك أن تعمل على مضايقته
أو إرغامه بأية حيلةٍ على تركه لك، فذاك ليس من المروءة في شيء إطلاقاً.

* وهي ظاهرةٌ للأسف قد درجنا على ممارستها بكثافةٍ من قِمَم أهرام
السلطة لدى أشرف شريف ٍثم نزولاً إلى الدرك الأسفل من منزلة الرجرجة
و الدهماء حيث أشعث أغبر ضعيفٍ . فذلك دونما مراعاةٍ و لا هم يحزنونَ
لعهودٍ قد قُطِعتْ ،و لا اتفاقياتٍ قد أُبرِمت و لا حتى وثائقَ دستوريةٍ ممهورة
بدماءٍ ثوريةٍ مهدرةٍ سدًى باتت الآن في عِداد القضايا التي تجاوزتها سرعة
الإيقاع، فسَحِقت تحت الرجلين "زي صوت طفلة وسط اللمة منسية"
في وتيرة تدافُع الأحداث وعفى عليها الزمان و توشك
على الأيلولةٍ إلى سقوطٍ (ناعمٍ) وسهواً بالتقادُم!!


Post: #4
Title: Re: * مِسْمارُ جُحا)
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 12-25-2020, 09:00 AM
Parent: #3


《3》
▪عوضاً عن إشارتنا بالبنان لنطبظ به الأعور في أم إنسان
عينه لنقول له:"صه يا كنارُ، فأنت أعور"؛ لقد آثرنا العروضَ إذ
فيه منودحة عن الشقاق؛ و ذلك خوفاً من الفاعل بعد حذفه و
ليس خوفاً عليه . لذلك بدلاً تسمية الحالات بألقابها لجأجنا إلى
التعميم؛ و بعداك نخليالفي"قلبو أبو الحُرقُص براو بيرقُص".

▪ مآخذنا على على أساليب البعض ، زرافاتٍ كانوا أم
وحداناً، أو حتى تياراتٍ و دولاً و أحلافً ، و كل حزب بما
لديهم فرِحون ،لا يبتعد كثيراً أبداً عن فكرة «مِسمار جُحا»،.

▪ فكلهم يستخدمون الحِجج الواهية للوصول إلى أهدافهم
و ترسيخ أباطيلتهم، ليس هذا فقط إنما ينتهجون ذات الألاعيب
في التأثير في نفوس أتباعهم لإقناعهمىبأنهم على حقٍّ أبلجَ و أن
كل ما عداه باطل لجلجٌ ليس إلا. و لتبرير جرائمهم يأتون شيئاً
فرياً ليشعروا حيرانهم بأن الخلاص و الفوز بالجنة و الزحزحة
من النار سيكون حتماً على أيدي أحبارهم.

Post: #5
Title: Re: * مِسْمارُ جُحا)
Author: دفع الله ود الأصيل
Date: 12-25-2020, 12:45 PM
Parent: #4


《5》
لو قمنا بتحليل تصرفات البعض وتتبعنا مبرراتها الفعلية سنجد بأنها مستندة
على سبب وحيد يجعلهم يسلكون مسلكاً معادياً للآخر، و السعي لإقصاء أو اغتيال
شخوص من هم على غير هواه.، ألا و هو جرثونة النرجسبة و الغيظ الداخلي الدفين
على الآخر. هذا نهجٌ شائعٌ لدى كثيرٍ حتى من نشطاء و قادة العمل العام ؛ إذ يزرعونه
داخل نفوس منتسبيهم ، بغيةَ غسل العقول ، وتوجيه البشر نحو شرورهم.

●نحن نواجه نعيش عُقداَ صماء و توجهات هدامة و مزعزعة لأمن و سلامة الكل.
ممن يرون في أنفسهم الأصلح لكل شيء وأنهم يواجهون حرباً ضد مناهضي الصلاح،
للخطيئة أو الإثم نوعان، ما ظهر و ما بطن لقول الله تعالى (وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ)
فالظاهر كالزنا والسرقة.وما ظهر من الآثام، وهذه أقرب إلى التوبة، أما الباطن من الآثام
فهو خطرٌ كبير ٌعلى الفرد، يجعله يتنمر على التوبة، و يرى في نفسه الصلاح، وأنه ليس
بحاجةٍ لمراجعة تصرفاته ويتراجع عن الأخطاء التي ترافقها، وبما أن الكبر حجاب،
فهو يحجب الإنسان عن الحقيقة، فيجعل منه طاغية يرى في نفسه ملاكاً.

▪«الإخوة المتزمتون» مزقهم الإثم الباطن، وأعمى بصائرهم وأبصارهم عن حقائق
أنفسهم، ولهذا تجدهم يحاولون بناء أمجادهم على جماجم الأبرياء، حتى ولو أفقروا
من في الأرض، يسعون لضمان أمنهم بترويع الآخرين، يحافظون على حياتهم بوأد من
يعاندهم ، ويبنون مصالحهم مع الباطل للوصول إلى أهدافهم، ولهذا دائما ما نحذر
من أية أيديولجياتٍ شاطحةٍ، فذاك الإثم الباطن الذي يدمر الإنسانية جمعاء.