الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودفق المشاعر

الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودفق المشاعر


11-30-2020, 02:09 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1606698597&rn=0


Post: #1
Title: الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودفق المشاعر
Author: الطيب عبدالرازق النقر
Date: 11-30-2020, 02:09 AM

01:09 AM November, 29 2020

سودانيز اون لاين
الطيب عبدالرازق النقر-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





بسم الله الرحمن الرحيم
الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودفق المشاعر
لم تسعى الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تبذل أدنى جهد لتجسير الفجوة بينها وبين الدول العربية، فرغم تعاطف الكثير من شعوب هذه الدول مع الجمهورية خاصة في ظل هذا الظروف العصيبة التي تمر بها واستهدافها من العدو الصهيوني باغتيال عقولها الراجحة، إلا أنه يصعب تصنيفها كدولة صديقة، وأي باحث سياسي مبتدئ يستطيع أن يعثر على الأسباب التي تجعل صلاتنا مع دولة إيران لا تخلو من حرب تشب، وصلح يعقد، فالخطاب السياسي والأيديولوجي الذي تتبناه الجمهورية يتنافى تماماً مع الخطاب السائد في البلدان العربية، والمرجعية الدينية التي تفرز الديناميكية الوطنية والتي تحظى بكل احترام وتبجيل في تلك الدولة المستهدفة من الدول الإمبريالية هي مثار كراهية وبغض عندنا لخوضها في الرموز الدينية وتناولها لهم بالتهكم والازدراء، والواقع الذي لا يشوبه شك أو تسومه مبالغة، أن عدم الود والتناغم هذا ليس حصراً على مجموعة أو نخبة معينة من المجموعات الدينية التي تقطن البلاد العربية، بل من معظم هذه المجموعات عدا المجموعات التي تدين للمرجعية الشيعية بالولاء، وفي الحق أن الشعوب العربية تتعاطف مع الجمهورية لموقفها الداعم للقضية الفلسطينية، ولتصديها لغطرسة الولايات المتحدة وربيبتها إسرائيل، ولكنها في ذات الوقت تبغض تدخلها السافر في اليمن ودعمها للحوثيين، وعرقلتها هي وروسيا لطرق الإصلاح السياسي الذي كان من الممكن أن يتم لولا تبنيهم الحفاظ على نظام بشار الأسد الشمولي في سوريا الجريحة، ولاحتلالها لجزر الإمارات الثلاث، كما أن الشعوب العربية تمقت الجمهورية الإيرانية لأنها لم تراعي كوابح الخصوصية العربية حينما أخضعت القرار السياسي في العراق لسيطرتها، والعراق رغم كل الانتكاسات التي مرً بها وما زال يمر بها، فهو القطر الذي حمل تراث الحضارة العربية والإسلامية، كما أن له قائد باق رغم رحيله يتطلع كل الناس إلى تقليده، وما زال يحظى هذا القائد بإعجابهم وتقديرهم، ومحبته عندهم لا تحصى ولا تستقصى، فهو ببطولته التي أطهرها في مقصلة إعدامه جعلت الكثير تفيض عليه وعلى العراق العظيم مكانة شديدة التأنق والإشراق.
مسألة أخرى تجعل الود لا يطغى في صلاتنا بدولة إيران وهي اضطهاد الجمهورية الإيرانية لأهل السنة في شتى نواحي الجمهورية، فرغم كرور الأيام وتطور الزمن، ما زالت ايران تضفي طابعاً قدسياً في التنكيل بأهل السنة وتعذيبهم وقتلهم وحملهم على تغيير معتقدهم، وهذه الأفعال تنم عن عدم المساواة في الحقوق، ويكفي أن نزعم أن طهران عاصمة البلاد لا يوجد فيها مسجداً واحداً يرتاده أهل السنة الأمر الذي يصعب من القيام بالتكاليف الشرعية لأهل هذه الطائفة، ونحن إذا قارنا وضع أهل السنة في الجمهورية بأهل الشيعة في الخليج العربي نستطيع أن نجزم بيقين لا يخالطه شك أن وضع الشيعة أفضل،ً فلا يوجد قمع للشيعة أو تضييق عليهم في قضايا العبادات في عالمنا العربي وإن وجد فهو أقل ضراوة مما يلقاه أهل السنة في إيران.
لم أكن أود مطلقاً أن أتحدث عن الأسباب التي توهي من صلاتنا بالجمهورية الإسلامية الإيرانية بهذه الأريحية التحليلية، بل غايتي التي كنت أنشدها هي التشظي والانفجار الذي من الممكن أن يسود في المنطقة، خاصة إذا ابتلعت الجمهورية الطعم وأقدمت على الثأر لمقتل عالمها النووي "فخري زاده" من الكيان البغيض، ورغم أن المنطقة حاضنة للتوتر، إلا أنه ليس في مقدورنا أن نرى نموذج آخر يهوي وتوتر جديد يتصاعد وتنفطر له أفئدتنا، فايران رغم كل التفاوت الذي بيننا وبينها ورغم النزعة الشعبوية والتيار الديني الذي تمثله والذي لا نتوافق معه من الأساس، إلا أننا لا نستطيع أن نتحمل أي ضيم يلحق بهذه الجمهورية خاصة من دولة نمقتها كل المقت ولا نستطيع أن نتقبل فكرة وجودها بأي زاوية من الزوايا، ما نتمناه ونرجوه أن تحل مشاعر الطمأنينة وتسود لتشمل هذه المشاعر مواطني تلك الجمهورية وتشملنا نحن، وليس في حديثي سذاجة مصطنعة، أو نفاق صريح، فأنا أبغض أن أرى الكيان يثبت سيطرته على منطقتنا وأن يفعل فيها ما يشاء، فالولايات المتحدة القوى العظمى يحركها هذا الكيان الناقم على دولة إيران ويصر هذا الكيان على محق برنامجها النووي وأن يحول دون تحقيق تفوقها، ما تريده إسرائيل أن تخضع الجميع لإرادتها وتمنعهم من الأخذ بأسباب القوة والنهضة، لقد أخضعت الكثير من الأنظمة العربية وجعلتها تلبي صاغرة ما تنشده ودفعت هذه الأنظمة الخانعة أن تنظر للعداء التاريخي معها باعتباره صفحة من صفحات الماضي التي يجب أن تنطوي، ولكنها عجزت أن تفعل نفس الشيء مع ايران.
رغم العصبيات الضيقة، والخلافات المذهبية، يؤلمنا أن تطال إيران بأذى، كما يؤلمنا هذا التعسف ضد أي دولة إسلامية أولت اهتمام متزايد بالتعويل على نفسها وأرادت استيعاب التطورات الجذرية في مختلف العلوم بعقول أبنائها بعد أن ضن عليها الغرب بهذه العلوم حماية لريادته، وحرصاً على تفوقه في هذا المجال، لا تحتاج ايران منا لعناصر تعبئة وحشد، فليس لنا ما نقدمه لها سوى أن الله يحفظ شعبها من كيد العدى وتربص المتربصين.
الطيب النقر

الاثنين 30/11/2020

Post: #2
Title: Re: الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودفق المشا
Author: الطيب عبدالرازق النقر
Date: 12-02-2020, 05:51 PM
Parent: #1




لاقيت في هذا المقال عقابيل وأكدار من بلاد الرافدين

رحم الله القائد صدام شخصية تستحق أن تحظى بألوان البحث والتفكير

Post: #3
Title: Re: الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودفق المشا
Author: علي عبدالوهاب عثمان
Date: 12-02-2020, 06:14 PM
Parent: #2

الحبيب الطيب .. تحياتي
مشكلة العرب انهم لا يتوافقون مع بعضهم بل مثل ( الضرات ) تماماً
مكايدة ومؤامرات .. الخ
مع أنهم محاصرون بأخطر الدول الشعوبية عبر التاريخ
الفرس ايران
الاتراك
اليهود اسرائيل
الحيش اثيوبيا
هذه الدول لديها عزة قومية لا حدود لها ولا توجد منها نسخ متكررة من الدول
وهم يحملون في اللاشعور العداوة للعرب
ومما سيساعدهم في تحقيق أهدافهم جهل العرب وحقدهم لبعضهم وتآمر مع آخر
لتدمير اخاه .. ولا ننسى الجهل وعدم التخطيط .. إلخ

على عكس تلك الدول الشعوبية .. فهي ماضية في طريقها ومنها من وصلت
الى الهدف والآخرون في الطريق ..

العرب في عصر الانحطاط

تحياتي الحبيب الطيب



Post: #4
Title: Re: الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودفق المشا
Author: الطيب عبدالرازق النقر
Date: 12-03-2020, 07:05 PM
Parent: #3



أخي الحبيب علي

من الحق علينا ألا نفني أنفسنا في العروبة أو في الأفريقانية، علينا أن تشتد عنايتنا بسودتنا وكفلى

دعونا نتجرد من هذين العنصرين إن استطعنا التجرد منهما..أنا هنا لا أدعو لانسلاخ كامل من منظومة العروبة أو الافريقانية ولكن أدعو للانكفاء على السودنة والتقوقع حول حياضها

أزمة الهوية أزمة طاحنة هي سبب كل تلك الحروب التي اشتعلت وما زالت تشتعل

دعونا نطبق ما ذهب إليه الراحل د. جون قرنق الذي اتفق معه تماما في كل ما ذهب إليه في هذا الإطار