جيل العمالقة

جيل العمالقة


09-15-2020, 05:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1600187361&rn=2


Post: #1
Title: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 09-15-2020, 05:29 PM
Parent: #0

05:29 PM September, 15 2020

سودانيز اون لاين
ابو جهينة-السعودية _ الرياض
مكتبتى
رابط مختصر



عندما كانت الديناصورات تحكم العالم.
وقف بنو البشر ،، ينتظرون فتاتها.
عاشوا في هلع ،، يقتاتون ثمار الأشجار ،، يشربون من مياه البرك خوف الإقتراب من موارد العمالقة و يجمعون المياه المتجمعة في الحفر التي تخلفها أقدام الديناصورات و هي تدوس على الأخضر و اليابس .و سكنوا في الكهوف خوف الموت سحقا.

و لكن .....
هناك ...
و في بقعة مباركة من الأرض التي قال الله ( أنه جاعل فيها خليفة ) ،، زاحم بعض العمالقة هذه الديناصورات في أرضها ،،
و مثل نبات الصبار الصحراوي ،، يقف متحديا ظروف المناخ و خطوط الطول و العرض ،،
و كبذور ( العشر ) التي لا تعترف بنوع التربة أو مذاق الماء ،، و لا تأبه إن إنتفع الناس بشجرتها أو تركوها حتى تجف سيقانها و أوراقها و تتطاير ضفائر أسلاكها الفضية.
و كريح السموم ،، ينفلت من بين ثنايا الأشجار و سفوح الجبال ،، يجفف حبات الحنطة و يُسقِط ( البرم ) ....
و كغمامات الخريف المُزجى سحابا داكنا يجري من الشرق إلى الغرب ، ليعود شمالا ثم ينحرف جنوبا ،، في تراكم مستمر يبشر بالودْق ليخْضَر الزرع و يمتليء الضرع.

Post: #2
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 09-15-2020, 05:31 PM
Parent: #1

كحبات الرمال ،، تصحبها الرياح في سهولة و يسر ،، فتنثرها على شجيرات السافنا ( غنيها و فقيرها ) ،، ثم على ذرا الغابات العالية ( الإستوائية منها و غابات السنط و الطلح ) ،، و تلال الشرق المترابطة السلاسل و جبال الغرب المخضرة و أوتاد الشمال بكنوزها المخبوءة ،،
و في هيبة تيجان الملوك و عروشهم و صولجاناتهم ،، و بهاء قصورهم ،، و همهمة جحافلهم تشحذ سنابك خيولهم الأصيلة تدك فلول الدخلاء و الطامعين ،،
و في نبل الأميرات ،، و خبايا خدورهن ،، و أسرار وصيفاتهن ،، و شموخ و أنفة الملوك و السلاطين و حكمتهم و جبروتهم.
و في سحر طلاسم الكجور ،، و أحجبة ( الفقرا ) و محاياتهم ،، و في عبق بخور حلقات الزار و صوت إيقاعاته
و في دقات النوبة في حلقات الذكر الصوفي المحلق بين زخات الغبار
و في ألوان ثياب الدراويش
و في حدة نصال الرماح و شفرات السيوف
و في طقطقة مسابح اللالوب
و في إنسياب الأذان في البكور ،، و في صوت شيخ يتلو أوراده في هجعة الليل و الناس نيام

و في دعوات الأمهات المقالدات لفلذاتهن المهاجرة بأن ( يحفضك الرحمن من كل إنس و جان )
و في صرير أقلام الأردواز على اللوحات تخط كلام الله على ضوء نيران التقابة
و في أنين الحيران عند تلقي العقاب على الفلقة على يد الفكي و الشيخ في الخلوة و المسيد
و في تصاعد أبخرة القراصة و الكسرة و البفرة و التيلبون من بين فتحات الطبق ،، و في تحمل ( القرقريبة ) لحر ( الدوكة و الصاج ) بعد برد ماء العجين ،،
و في كرم حاتم بالجود بالموجود من صحاف أم رقيقة و عصيدة الدخن و أم تكشو و الكول و المرس و التقلية و التركين و الكسرة الجافة المعطونة بالماء و الملح
و في علو المزاج عند جلسات الجبنة و القهوة و العجوة ،، و شاى العصاري و طعم اللقيمات
و في فرح أكبادنا بهدوم العيد و العيدية و بالخروف المربوط بحبل قصير و أمامه كومة برسيم

Post: #3
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 09-15-2020, 05:32 PM

و في العزة بالدين و الحمد و الشكر يملآن الميزان و القلوب عند تكبير جموع الحجيج و دموع التوبة تشق المآقي و الخدود ، و جبال مكة تردد الدعاء السرمدي
و في فرحة والدين ،، يعمِد القسيس إبنهما بالماء المقدس و أجراس الكنيسة تدق معلنة ميلاد مؤمن جديد ، يؤمن بطهارة مريم العذراء ، و بمعجزات المسيح الممنوحة له من الذات الإلهية ، يرتل الإنجيل و يدير خده الأيمن للمسيء.
من بين كل هذا و ذاك ،، و هذه و تلك
أطل جيل من العمالقة يضارع الديناصورات طولا ،، و لكنه يبزها نبلا و شهامة و يفوقها خلقا و كرم محتد ، و يمتاز عنها بكل مافي هذا الزخم من صفات الأنبياء و الرسل ،، و حميد خصال الملوك و السلاطين ، فتبعثر أبناؤه و أحفاده كتسرب الدماء في شرايين الجسد الواحد ، شعوبا و قبائل و بطونا و أفخاذا ،، ملأ الرحمن قبضته من كل التراب ،، و خلقهم من عجين صلصاله ، و نفخ فيهم روح واحدة ،، هي نفس الروح إلى أن يرث الله الأرض و من عليها.

Post: #4
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 09-15-2020, 05:33 PM
Parent: #3

للتعديل

Post: #5
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 09-15-2020, 05:35 PM
Parent: #4

للتعديل

Post: #6
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 09-15-2020, 05:36 PM
Parent: #5

للتعديل

Post: #8
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 09-15-2020, 05:38 PM
Parent: #6

للتعديل

Post: #7
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ABUHUSSEIN
Date: 09-15-2020, 05:37 PM
Parent: #4

متابعة
سلام استاذنا

Post: #9
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 09-15-2020, 05:42 PM
Parent: #7

سلام ابو حسين

هذه من ذكريات قديمة تقريبا عام ٢٠٠٦

شكرا للمتابعة

دمتم

Post: #10
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 09-15-2020, 05:44 PM
Parent: #9

دار أبواتي .. دار صبواتي
سيرتك في القلب يوماتي مطرية

وفوق أرضك فناجرة كيف
.. وخُدام ضيف ..
ودرقة وسيف وصقرية

ونيلك نيل ..
بعد تسّب ..روى القنديل
رقد مرتاح ..
وسّـد راسو حلفا خليل
وبين سيقانو ..
نايمة جزيرتو مروية

Post: #11
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 09-15-2020, 05:45 PM
Parent: #10

التراب المقدس .. الفيتوري

وَسِّدْ الآنَ رَأْسَكَ
فَوْقَ التُّرَابِ المقدَّس
وَاركَعْ طويلاً لَدَى حَافَةِ النَّهْرِ
ثَمَّةَ من سَكَنَتْ رُوحُهُ شَجَرَ النِّيلِ
أَوْدَخَلتْ في الدُّجَى الأَبنوسيّ
أَوْخَبَّأَتْ ذَاتَها في نُقُوشِ التَّضَارِيس
ثَمَّةَ مَن لَامَسَتْ شَفَتَاهُ
القرابِينَ قَبْلَكْ
مَمْلكةُ الزُّرْقَةِ الوثنيِة...
قَبْلكَ
عاصِفَةُ اللَّحَظاتِ البطيئِة..
قَبْلكْ
يا أيُّها الطيْفُ مُنْفلِتاً مِنْ عُصُورِ الرَّتَا بِةِ والمسْخِ
مَاذا وراءك
في كتب الرمل؟
ماذا أمامك؟
في كتب الغيم
إلاّ الشموس التي هبطت في المحيطات
والكائنات التى انحدرت في الظّلام
و امتلاُؤك بالدَّمْع
حتَّى تراكمت تحت تُراب الكلام
****
وسد الآن راسك
متعبة’’ هذه الرأس
مُتعبة’’..
مثلما اضطربت نجمة’’ في مداراتها
أمس قد مَرّ طاغية’’ من هنا
نافخاً بُوقه تَحت أَقواسها
وانتهى حيثُ مَرّ
كان سقف رَصَاصٍ ثقيلاً
تهالك فوق المدينة والنّاس
كان الدّمامة في الكون
والجوع في الأرض
والقهر في الناس
قد مرّ طاغيةُ من هُنا ذات ليل
أَتى فوق دبّابةٍ
وتسلَّق مجداً
وحاصر شعباً
غاص في جسمه
ثم هام بعيداً
ونصَّب من نفسه للفجيعة رَبَّا
****
وسد الآن رأسك
غيم الحقيقة دَربُ ضيائك
رجعُ التَّرانيم نَبعُ بُكائك
يا جرس الصَّدفاتِ البعيدة
في حفلة النَّوْء
يشتاقك الحرس الواقفون
بأسيافهم وبيارقهم
فوق سور المدينة
والقبة المستديرة في ساحة الشَّمس
والغيمةُ الذَّهبيَّةُ
سابحة في الشِّتَاءِ الرمادي
والأفق الأرجوانى والارصفة
ورؤوس ملوك مرصعة بالأساطير
والشعر
والعاصفة

Post: #12
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 09-15-2020, 05:46 PM
Parent: #11

نواصل

Post: #13
Title: Re: جيل العمالقة
Author: osama elkhawad
Date: 09-16-2020, 05:24 AM
Parent: #12

Quote: و لكن .....
هناك ...
و في بقعة مباركة من الأرض التي قال الله ( أنه جاعل فيها خليفة ) ،، زاحم بعض العمالقة هذه الديناصورات في أرضها ،

محاولة متخيلة للتوفيق والجمع بين قصة الخلق التوراتية ونظرية التطور.

Post: #14
Title: Re: جيل العمالقة
Author: بدرالدين بابكر مصطفى
Date: 09-16-2020, 10:02 AM
Parent: #13

متابعة لصيقة
شكراً ابا جهينة




Post: #15
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 09-16-2020, 11:50 AM
Parent: #14

تحياتي استاذنا الخواض

*

محاولة متخيلة للتوفيق والجمع بين قصة الخلق التوراتية ونظرية التطور

*

تماما
ولكن هل المحاولة اقتربت من التوفيق ؟
واصل يا استاذ اسامة

Post: #16
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 09-16-2020, 11:51 AM
Parent: #15

تحياتي اخي بدر الدين

شكرا للمتابعة

دمتم

Post: #17
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 09-16-2020, 11:58 AM
Parent: #16

صادني الصاد (محلق) وابتليت بي غيك
دعجة وكحلة وبضوي مع الكواكب ضيك
رفك عالي فوق للمعالق طيك
وسويتلي صي صي يا المقفره صيك
مرقت بي هنا بي اضانها
سمعت كرة
وفوق كارتوت شخيتيرا
تخين خره
قلاتو الوهاط بي لشقة
قبلوه محره
يا باسط النعم اسقيها في هل المره
، ود عريج دومتك خرفت قلب القلادة كدوبة
وايدك طولت من شقة البادية
أوام دنقلا الفي اللجة قلب الهوبة
اترتع تقول شارب لذيذ الكوبا

من عيشة الرذيلة ابليس حرمنا
ومن الحاجة التعيبنا نعزقدمنا
نحن اولاد كمال وافر كرمنا
تستر الحال بارنا ان اصدمنا
ضراع المسافات والواطة المتسعة
عينو في الكرباج ويابي اللسعة
ابيض ليهو زنقدة يعوم بالنسعة
طيار السعودي قام من البلد يوم تسعة


يمشي ام تتالي الليلة باروو وزايرو
اتخنتل متل زرع الذرة الفي جزايرو
نهداً دابوا قام عراوي زرايرو
قال للناس تراهو الموت بشيل الدايرو
الادب الرفيع دارساه بدري دراسة
والذوق والظرف من امهاته وراثة
الا معاي دايما قوة راسه
من عيشة الرذيلة ابليس حرمنا
ومن الحاجة التعيبنا نعزقدمنا
نحن اولاد كمال وافر كرمنا
تستر الحال بارنا ان اصدمنا
ود عريج دومتك خرفت قلب القلادة كدوبة
وايدك طولت من شقة البادية
أوام دنقلا الفي اللجة قلب الهوبة
اترتع تقول شارب لذيذ الكوبا

***

مسدار من ( مسدار )

Post: #18
Title: Re: جيل العمالقة
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-16-2020, 12:46 PM
Parent: #17


و كغمامات الخريف المُزجى سحابا داكنا يجري من الشرق إلى الغرب ، ليعود شمالا ثم ينحرف جنوبا ،، في تراكم مستمر يبشر بالودْق ليخْضَر الزرع و يمتليء الضرع.









[URL] [Profile] [Edit] [رد على الموضوع]

Share
Facebook
Twitter
Email
WhatsApp
Copy Link
Facebook Messenger


09-15-2020, 05:31 PM

ابو جهينة
Quote: كحبات الرمال ،، تصحبها الرياح في سهولة و يسر ،، فتنثرها على شجيرات السافنا ( غنيها و فقيرها ) ،، ثم على ذرا الغابات العالية ( الإستوائية منها و غابات السنط و الطلح ) ،، و تلال الشرق المترابطة السلاسل و جبال الغرب المخضرة و أوتاد الشمال بكنوزها المخبوءة ،،
و في هيبة تيجان الملوك و عروشهم و صولجاناتهم ،، و بهاء قصورهم ،، و همهمة جحافلهم تشحذ سنابك خيولهم الأصيلة تدك فلول الدخلاء و الطامعين ،،
و في نبل الأميرات ،، و خبايا خدورهن ،، و أسرار وصيفاتهن ،، و شموخ و أنفة الملوك و السلاطين و حكمتهم و جبروتهم.
و في سحر طلاسم الكجور ،، و أحجبة ( الفقرا ) و محاياتهم ،، و في عبق بخور حلقات الزار و صوت إيقاعاته
و في دقات النوبة في حلقات الذكر الصوفي المحلق بين زخات الغبار و في ألوان ثياب الدراويش و في حدة نصال الرماح و شفرات السيوف
و في طقطقة مسابح اللالوب و في إنسياب الأذان في البكور ،، و في صوت شيخ يتلو أوراده في هجعة الليل و الناس نيام
و في دعوات الأمهات المقالدات لفلذاتهن المهاجرة بأن ( يحفضك الرحمن من كل إنس و جان )
و في صرير أقلام الأردواز على اللوحات تخط كلام الله على ضوء نيران التقابة
و في أنين الحيران عند تلقي العقاب على الفلقة على يد الفكي و الشيخ في الخلوة و المسيد
و في تصاعد أبخرة القراصة و الكسرة و البفرة و التيلبون من بين فتحات الطبق ،، و في تحمل ( القرقريبة ) لحر ( الدوكة و الصاج ) بعد برد ماء العجين ،،



الأخ أبوجهينة

يا سلام على هذه اللغة الشعرية التي رسمت بها هذه اللوحة الجميلة التي تمزج التاريخ بالجغرافيا بالطبيعة بالبشر...العمالقة..الناس الطيبين....

.......... ، المتسامحين الناس البركة...الحبوبين...والطبيعة المعطاءة..
تصويرك ده ذكرني كتابات عالم الجغرافيا المصري جمال حمدان الذي أبدع كتاب : شخصية مصر.. دراسة في عبقرية المكان ..

برضه كتب في ذلك الكتاب متغزلاً في وصف مصر من خلال المزج بين الحقائق الجغرافية الموقع والمناخ والبشر..

واصل
يا أستاذ أبوجهينة..

Post: #19
Title: Re: جيل العمالقة
Author: osama elkhawad
Date: 09-16-2020, 04:09 PM
Parent: #18

اختلف مع الاستاذ محمد عبدالله الحسين في جزئية المقارنة بين خطابي جمال حمدان في "وصف مصر"، وابوجهينة في "جيل العمالقة"..

جمال حمدان ملزم في خطابه الجغرافي بالوقائع الصحيحة، اما السارد ابوجهينة فمن حقه ان يمزج الواقع بالخيال ، وكما رأينا فقد حاول ان يمزج بين نظرية التطور الداروينية وقصة الخلق التوراتية.

فلا احد يمكن ان يحاكمه بخطأ ذلك المزج، وهذا ما لايتوفر لباحث جغرافي عليه الاستناد على الحقائق المثبتة.


Post: #20
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 09-16-2020, 08:10 PM
Parent: #18

شكرا اخي محمد عبدالله على هذا المرور الفخيم
ارجو ان تتحفنا بشذرات تناسب المقصود من هذا المزج المتنوع

دمتم ابدا

Post: #21
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 09-16-2020, 08:14 PM
Parent: #20

اخي العزيز استاذنا اسامة

تحايا سامقة

* وكما رأينا فقد حاول ان يمزج بين نظرية التطور الداروينية وقصة الخلق التوراتية.
*

تماما

لا فض فوك

شكرا للمرور البهي

Post: #22
Title: Re: جيل العمالقة
Author: osama elkhawad
Date: 09-16-2020, 09:14 PM
Parent: #21

Quote: يعمِد القسيس إبنهما بالماء المقدس و أجراس الكنيسة تدق معلنة ميلاد مؤمن جديد ، يؤمن بطهارة مريم العذراء ، و بمعجزات المسيح الممنوحة له من الذات الإلهية ، يرتل الإنجيل و يدير خده الأيمن للمسيء.

في هذا المقطع يبدو المسيح في تفسيره الاسلامي اي كنبي مُنحت له المعجزات.

بينما نجد التفسير المسيحي للمسيح يرتكز على عقيدة الاقانيم الثلاثة :
"الآب والابن والروح القدس"

أي عقيدة التثليث.

هل توجد كنيسة تتبنّى "الهرطقات " كما في التفسير المسيحي ؟؟

وكما قلنا في مداخلة سابقة لا يمكن محاكمة النص السردي الابداعي بمقاييس الحقائق.

ويتبقّى سؤال :
لماذا نجد كنيسة مهرطقة في هذا النص السردي؟؟

Post: #23
Title: Re: جيل العمالقة
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-16-2020, 09:32 PM
Parent: #22

مساء الخير عليكم (حسب توقيتنا)

كلامك صحيح أستاذنا أسامة..لكن هناك وجهة للمقارنة.ز
جمال حمدان التزم بالحقائق ولكن من منظور جمالي و شاعري أيضاً.. فطرحه للحقائق جاء كأنه قصيدة.. حتى استخدامه لكلمة عبقرية المكان هي
خروج عن اللغة المتعارف عليها في حقل الجغرافية.. و طبعا لا ضير ، طالما أن الحقول المعرفية صارت تتماس في أكثر من نقطة ..و أنت سيد العارفين..
فالجغرافيا تتناول البشر ، ..الانسان..تتناول الطبيعة...لذا تمايلات الحواجز لتسمع بمرور التعبيرات و الأفطار و المقارنات..

و الأستاذ أبوجهينة أيضاً مزج الواقع برؤية جمالية..فهناك نقطة التقاء بينهم..فذلك تناص ذكرني بكتاب جمال حمدان.

ويمكن أن أورد لك مقتطفات من وصف جمال حمدان..

Post: #24
Title: Re: جيل العمالقة
Author: osama elkhawad
Date: 09-17-2020, 01:22 AM
Parent: #23

شكرا استاذ محمد على ردك الذي ألقى مزيداً من الضوء على فكرتك الاساسية.

قلت سيدي:
Quote: فهناك نقطة التقاء بينهم..فذلك تناص ذكرني بكتاب جمال حمدان.

لعل ايراد مقتطفات من "شخصية مصر "، سيثري البوست ويلقي ضوءًا على ماذكرته من "تناص".

مع تقديري .

Post: #25
Title: Re: جيل العمالقة
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-17-2020, 04:59 AM
Parent: #24

هذه مقتطفات من الكتاب استجابة لطلب استاذنا الخواض :
مقتطفات من كتاب شخصية مصر:
بالمناسبة جمال حمدان كان يدرس بجامعة القاهرة فرع الخرطوم و بدأ في مشروع لدراسة مدينة الخرطوم..و لكنه قبل ان يبدأ أو بدأ لا أدري عاد الى مصر.
لاحظ اللغة الشعرية الممزوجة مع العرض الجغرافي (ولا أقول الحقائق) ..وبالتالي قد لا تقبل بها ولكنك لن تختلف معها:
فرعونية هى بالجد، ولكنها عربية بالأب، ثم إنها بجسمها النهرى قوة بر ولكنها بسواحلها قوة بحر، وتضع بذلك قدما فى الأرض وقدما فى الماء، وهى بجسمها
النحيل تبدو مخلوقا أقل من قوى ، ولكنها برسالتها التاريخية الطموح تحمل رأسا أكثر من ضخم.
وهى بموقعها على خط التقسيم التاريخى بين الشرق والغرب تقع فى ا|لأول ولكنها تواجه الثانى وتكاد تراه عبر المتوسط”..
إنها المركزية العارمة الطاغية بأمر التاريخ وبحكم الجغرافيا. وهكذا تظل المركزية ملمحا تاريخيا أساسيا في شخصية مصر.
*لعل من أبرز ملامح الشخصية المصرية، المركزية الصارخة طبيعيا وإداريا. وهي صفة متوطنة لأنها قديمة قدم الأهرامات، مزمنة حتى اليوم”
* الجغرافيا تاريخ متحرك والتاريخ جغرافيا ساكنه”
* لقد قيل بحق أن التاريخ ظل الإنسان على الأرض، بمثل ما أن الجغرافيا ظل الأرض على الزمان".
*البيئة قد تكون في بعض الأحيان خرساء، ولكنها تنطق خلال الإنسان، وربما تكون الجغرافيا صماء، ولكن ما أكثر ما كان التاريخ لسانها".
يقول جمال حمدان: وهكذا جمعت مصر في آنٍ واحد بين قلب أفريقيا وقلب العالم القديم، وأخذت من المداريات زَبَدَها دون زِبْدها، فظفرت من النيل بجائزته
الكبرى دون موقعه الداخلي الصحيق المعوق، واستبدلت به موقع البحر المتوسط المتقدم المتألق، واكتفت من العروض السفلى واستبدلت بحرارتها الحيوية
المشرقة دون تطرفها الوائد، ثم استكملتها بمؤثرات عروض الخيل الملطفة المنعشة، فكان صيفاً بلا سحاب وشتاءً بلا صقيع هي أصلاً حياة بلا مطر.
وفي جميع الأحوال فإن مصر هي واسطة كتاب الجغرافيا تحولت الى فاتحة كتاب التاريخ. وفي جميع الأحوال أيضاً فإن السبق الحضاري ملمح أساسي بلا نقاش
في شخصية مصر.
ثمIهي مصر ; وإن تكن إفريقية بأرضها ومائها، إلا أنها قوقازية أوروبية بجنسها ودمائها، والمصريون بهذا المعنى أنصاف أو أشباه أوروبين. هي إذاً قطعة من
إفريقيا، لكنها بضعة من أوروبا، في إفريقيا وليست منها، ومن أوروبا وليست فيها. غير أنها الى ذلك آسيوية التوجيه والتاريخ والتأثير والمصير، إنها بآسيا وإليها.
وفي المحصلة الصافية فإن مصر نصف أوروبية، ثلث آسيوية، سدس إفريقية. وفي داخلها تبدأ أوروبا عند الاسكندرية، وآسيا عند القاهرة، وإفريقيا عند أسوان.
وكما أن تعدد هذه الأبعاد يعني تعدد الجوانب وثراء الشخصية لا انفصامها، فإن مصر لا تشعر بينها، بدوار جغرافي، إنما تظل في التحليل الأخير وفي نواتها
الدفينة، مصر العربية فقط دون ازدواجية.. كيف، ولماذا؟.
فرعونية هي بالجد، ولكنها عربية بالأب. غير أن كلا الأب والجد من أصل مشترك ومن أعلى واحد. فعلاقات القرابة والنسب متبادلة وسابقة للاسلام بل والتاريخ.
وما كان الاسلام والتعريب إلا إعادة توكيد وتكثيف وتقريب.. ولهذا فإن التعريب وإن كان أهم وأخطر انقطاع في الاستمرارية المصرية، إلا أنه لا يمثل ازدواجية
بل ثنائية. فلا تعرض ولا استقطاب بين المصرية والعربية، إنما هي اللحمة والسُداة في نسيج قومي واحد.
وهي بجسمها النحيل تبدو مخلوقا أقل من قوي، ولكنها برسالتها التاريخية الطموح تحمل رأسا أكثر من ضخم، وهي بموقعها على خط التقسيم التاريخي بين
الشرق والغرب تقع في الأول، ولكنها تواجه الثاني وتكاد تراه عبر المتوسط".
****************************************************************************************
تحياتي


Post: #26
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 09-17-2020, 12:47 PM
Parent: #25

سلام كبير اخي اسامة واخي محمد

شكرا لهذا النقاش الثر
سأعود بحول الله

Post: #27
Title: Re: جيل العمالقة
Author: abdulhalim altilib
Date: 09-17-2020, 03:39 PM
Parent: #26

وحتى تعود أخي أبو جهينة .. سوف نكون في الانتظار لك
وللاستاذين الفاضلين ود الخواض و ود عبدالله الحسين ،
فقد أثريا الساحة ونشرا كل جميل ومبهج ونثرا زهور التدقيق
والمقاربة والتحليل في حقول معرفتنا ، فجلسنا حضورا نستمتع
بثلاثتكم .. وفي حضوركم وحروفكم يطيب الجلوس .

مودتي ،،،

( ليمو )


Post: #28
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 09-18-2020, 04:30 PM
Parent: #27

سلام اخي العزيز ليمو

شكرا للمرور البهي

دمتم

Post: #29
Title: Re: جيل العمالقة
Author: مجدي عبدالرحيم فضل
Date: 09-18-2020, 05:43 PM
Parent: #28

نتابع

باهتمام

.

استاذنا ابوجهينة

والضيوف الكرام

الخواض

وودالحسين

اضافة جيدة للنقاش

نواصل

بعد طول انقطاع من المنبر


أبوقصي


Post: #30
Title: Re: جيل العمالقة
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-19-2020, 07:34 AM
Parent: #29

صباح الخير

نسيت أقول أن موضوع البوست يندرج كذلك تحت مفهوم شاعرية المكان وهو التعبير الذي ابتدعه باشلار ..ويقصد به

باختصار حسب تعبيري، شغف وتأثير المكان والزمان السابقين(زمان ومكان النشأة) دواخل و ذاكرة الشخص، باعثة نوع من الحنين و الشغف و التوق لذلك الماضي

حتى ولو كانت الذكريات المتعلقة بهما قاسية ولا تخلو من معاناة ..

لذا ففي اعتقادي الموضوع متعدد و مكثف الاشارات و الدلالات و المحمولات...


Post: #31
Title: Re: جيل العمالقة
Author: طارق عبد اللطيف نقد
Date: 09-19-2020, 09:46 AM
Parent: #30

يا سلام يا ريس ابو جهينة
و المتداخلين الافاضل ...
هكذا يعود لمنبر سودانيز اون لاين ألقه و ابداعه
متابعين كتباتك الثرة و مفرداتك الماتعه باهتمام يا ريس ....

Post: #32
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 09-19-2020, 11:55 AM
Parent: #29

سلام اخي مجدي

مشكور على الطلة البهية

دمتم

Post: #33
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 09-19-2020, 11:58 AM
Parent: #32

اخي الاستاذ محمد عبدالله

*

نسيت أقول أن موضوع البوست يندرج كذلك تحت مفهوم شاعرية المكان وهو التعبير الذي ابتدعه باشلار ..ويقصد به

باختصار حسب تعبيري، شغف وتأثير المكان والزمان السابقين(زمان ومكان النشأة) دواخل و ذاكرة الشخص، باعثة نوع من الحنين و الشغف و التوق لذلك الماضي

حتى ولو كانت الذكريات المتعلقة بهما قاسية ولا تخلو من معاناة ..

لذا ففي اعتقادي الموضوع متعدد و مكثف الاشارات و الدلالات و المحمولات...
*


هذا هو بيت القصيد

Post: #34
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 09-19-2020, 12:01 PM
Parent: #33

ابو عبداللطيف

سلام كبير ابن العم طارق نقد

اطلالتك فتحت نوافذ كثيرة اطل منها بورداب الزمن الجميل

ليتهم يعودون كما كان ا في سابق عهدهم يزاحمون المنبر ويترسونه مشاركات

دمتم

Post: #35
Title: Re: جيل العمالقة
Author: osama elkhawad
Date: 09-21-2020, 01:38 AM
Parent: #34

أشكر الاستاذ محمد عبدالله الحسين على الاقتباسات التي اوردها من كتاب شخصية مصر..

في البدء سأعلق على المعلومة التالية التي اوردها محمد :
Quote: حتى استخدامه لكلمة عبقرية المكان هي خروج عن اللغة المتعارف عليها في حقل الجغرافية..


مصطلح "عبقرية المكان" مصطلح جغرافي معروف قبل كتاب جمال حمدان ...

يقول جمال حمدان في مقدمة كتابه السالف ذكره :

أما خلافي الآخر مع صديقنا محمد فهو حول ماورد في تعليقه التالي:

Quote: فذلك تناص ذكرني بكتاب جمال حمدان.

استخدام لغة شاعرية في وصف المكان ليس حكرا على أحد.

ولا يمكن أن يُنسب إليه كتناص،

إلا اذا كان بين استخدامه واستخدام من عاصره أو أتى بعده متشابهات واضحات.

ولهذا لا يمكن الحديث عن تناص بين "جيل العمالقة" و"شخصية مصر".

عموماً في الاختلاف رحمة التعرف على وجهات نظر متعددة، وأساليب متنوعة...

وشكرا لابوجهينة الذي أوحى لنا نصه بهذا الاختلاف "الشاعري"و الفكري .

وتحياتي لكل المتداخلين وأخصّ بالذكر :
مجدي والمر وطارق نقد.

وقد أعود ...

Post: #36
Title: Re: جيل العمالقة
Author: أحمد الشايقي
Date: 09-21-2020, 10:09 PM
Parent: #35



وأنت منهم

هذا الشبل من ذاك الأسـد

الريس أبو جهينــة تحيات عاطرة

أحمد الشايقي

Post: #37
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 09-22-2020, 12:08 PM
Parent: #36

شكرا استاذنا أسامة على التعليق

دمتم

Post: #38
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 09-22-2020, 12:10 PM
Parent: #37

تحياتي اخي الاستاذ احمد الشايقي على المرور البهي


Post: #39
Title: Re: جيل العمالقة
Author: osama elkhawad
Date: 09-25-2020, 10:56 PM
Parent: #38

Quote: و مثل نبات الصبار الصحراوي ،، يقف متحديا ظروف المناخ و خطوط الطول و العرض ،،
و كبذور ( العشر ) التي لا تعترف بنوع التربة أو مذاق الماء ،، و لا تأبه إن إنتفع الناس بشجرتها أو تركوها حتى تجف سيقانها و أوراقها و تتطاير ضفائر أسلاكها الفضية.
و كريح السموم ،، ينفلت من بين ثنايا الأشجار و سفوح الجبال ،، يجفف حبات الحنطة و يُسقِط ( البرم ) ....
و كغمامات الخريف المُزجى سحابا داكنا يجري من الشرق إلى الغرب ، ليعود شمالا ثم ينحرف جنوبا ،، في تراكم مستمر يبشر بالودْق ليخْضَر الزرع و يمتليء الضرع.

كحبات الرمال ،، تصحبها الرياح في سهولة و يسر ،، فتنثرها على شجيرات السافنا ( غنيها و فقيرها ) ،، ثم على ذرا الغابات العالية ( الإستوائية منها و غابات السنط و الطلح ) ،، و تلال الشرق المترابطة السلاسل و جبال الغرب المخضرة و أوتاد الشمال بكنوزها المخبوءة ،،
و في هيبة تيجان الملوك و عروشهم و صولجاناتهم ،، و بهاء قصورهم ،، و همهمة جحافلهم تشحذ سنابك خيولهم الأصيلة تدك فلول الدخلاء و الطامعين ،،
و في نبل الأميرات ،، و خبايا خدورهن ،، و أسرار وصيفاتهن ،، و شموخ و أنفة الملوك و السلاطين و حكمتهم و جبروتهم.
و في سحر طلاسم الكجور ،، و أحجبة ( الفقرا ) و محاياتهم ،، و في عبق بخور حلقات الزار و صوت إيقاعاته
و في دقات النوبة في حلقات الذكر الصوفي المحلق بين زخات الغبار
و في ألوان ثياب الدراويش
و في حدة نصال الرماح و شفرات السيوف
و في طقطقة مسابح اللالوب
و في إنسياب الأذان في البكور ،، و في صوت شيخ يتلو أوراده في هجعة الليل و الناس نيام

و في دعوات الأمهات المقالدات لفلذاتهن المهاجرة بأن ( يحفضك الرحمن من كل إنس و جان )
و في صرير أقلام الأردواز على اللوحات تخط كلام الله على ضوء نيران التقابة
و في أنين الحيران عند تلقي العقاب على الفلقة على يد الفكي و الشيخ في الخلوة و المسيد
و في تصاعد أبخرة القراصة و الكسرة و البفرة و التيلبون من بين فتحات الطبق ،، و في تحمل ( القرقريبة ) لحر ( الدوكة و الصاج ) بعد برد ماء العجين ،،
و في كرم حاتم بالجود بالموجود من صحاف أم رقيقة و عصيدة الدخن و أم تكشو و الكول و المرس و التقلية و التركين و الكسرة الجافة المعطونة بالماء و الملح
و في علو المزاج عند جلسات الجبنة و القهوة و العجوة ،، و شاى العصاري و طعم اللقيمات
و في فرح أكبادنا بهدوم العيد و العيدية و بالخروف المربوط بحبل قصير و أمامه كومة برسيم

و في العزة بالدين و الحمد و الشكر يملآن الميزان و القلوب عند تكبير جموع الحجيج و دموع التوبة تشق المآقي و الخدود ، و جبال مكة تردد الدعاء السرمدي
و في فرحة والدين ،، يعمِد القسيس إبنهما بالماء المقدس و أجراس الكنيسة تدق معلنة ميلاد مؤمن جديد ، يؤمن بطهارة مريم العذراء ، و بمعجزات المسيح الممنوحة له من الذات الإلهية ، يرتل الإنجيل و يدير خده الأيمن للمسيء.


هل يصدّق القارئ ان الاقتباس الطويل أعلاه، لا يمثّل جملة مفيدة؟؟؟

هذه أطول جملة أقرأها في حياتي...

طيب ،

هنالك سؤالان:
السؤال الأول : لماذا لا يشعر القارئ "غير المدرّب" بأنها جملة غير كاملة أو غير مفيدة؟

السؤال الثاني:
وكيف يمكن أن تكون جملة مفيدة؟؟

بالنسبة للسؤال الأول ، لا يشعر القارئ غير المدرّب بأنها جملة غير مفيدة، لان هنالك مشاكل في رسم "الترقيم"..

فقد تمّت إضافة نقاط وقف ، كما تمّ السهو عن إضافة واو قبل "كحبات الرمل".

بالنسبة للسؤال الثاني:
كل ذلك الاقتباس كان باعتباره تمهيداً للحدث الجليل "ظهور جيل من العمالقة"..

وتكتمل الجملة الطويلة جداً بالعبارة التالية:
Quote: من بين كل هذا و ذاك ،، و هذه و تلك
أطل جيل من العمالقة يضارع الديناصورات طولا


وقد استخدم الكاتب "هذا، ذاك، هذه، تلك" للإشارة الى كل الحوادث الكثيرة السابقة التي مهّدت لظهور "جيل من العمالقة"...

Post: #40
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 09-26-2020, 01:38 PM
Parent: #39

أديبنا النحرير اسامة الخواض

هذا التفكيك المحترف لهذه الجزئية من النص، هو سبر لأغوار كانت حتى بالنسبة لي مجرد استرسال لرؤى تتراءى أمامي كشريط سينمائي يقبع في المخيلة ، ويتنقل بين فيافي وصحاري ووديان الوطن الوريف
لله درك
سلمت يمناك
دمتم ابدا

Post: #41
Title: Re: جيل العمالقة
Author: علي عبدالوهاب عثمان
Date: 09-26-2020, 03:09 PM
Parent: #40

Quote: وايدك طولت من شقة البادية
أوام دنقلا الفي اللجة قلب الهوبة
اترتع تقول شارب لذيذ الكوبا


اديبنا الرائع أبوجهينة .. يا سلام
بدأت قراءة البوست ووجدت اسم دنقلا في عمق احدى القصائد
بالمختصر ما فهمت المقصود ( اوام دنقلا )

انت مبدع حقاً .. ارجو تجمع هذه الدرر في كتب ( مهم جداً )

مودتي الحبيب ابوجهينة المبدع

Post: #42
Title: Re: جيل العمالقة
Author: osama elkhawad
Date: 09-26-2020, 03:42 PM
Parent: #41

Quote:
أديبنا النحرير اسامة الخواض

هذا التفكيك المحترف لهذه الجزئية من النص، هو سبر لأغوار كانت حتى بالنسبة لي مجرد استرسال لرؤى تتراءى أمامي كشريط سينمائي يقبع في المخيلة ، ويتنقل بين فيافي وصحاري ووديان الوطن الوريف
لله درك
سلمت يمناك
دمتم ابدا

أعمل الآن يا ابوجهنية على إعادة ترقيم تلك الجملة الطويلة الخرافية، وسأنشرها حال الفراغ من ذلك.

وبعد ذلك سيرى القارئ الطول الخرافي لتلك الجملة ...

Post: #43
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 09-26-2020, 04:55 PM
Parent: #41

اخي علي عبد الوهاب

طبعا دة مسدار معروف من المسادير القديمة
و في الغالب اتى الاسم ( اوام ) من :

وتطلق الكلمة أيضًا على كل ما هو قوي وصلب ولهذا ينسب البعض اسم المدينة إلى صفة ملكها الدنقل أو، دو- إن - قل بالنوبية أي القوي المقيم في قلعة كبيرة على النيل، بل أن البعض يرى بأن دونقلا هو تحريف لكلمة دور القلاع (أو دار القلعة) نسبة إلى قلعة كبيرة في المكان كانت مطلة على النيل.

وكما يقال، المعنى في بطن الشاعر

Post: #44
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 09-28-2020, 02:22 PM
Parent: #43

أعمل الآن يا ابوجهنية على إعادة ترقيم تلك الجملة الطويلة الخرافية، وسأنشرها حال الفراغ من ذلك.

*

في الانتظار استاذنا الخواض

Post: #45
Title: Re: جيل العمالقة
Author: osama elkhawad
Date: 09-28-2020, 05:08 PM
Parent: #44

أهلاً ابوجهينة

قمت بإعادة الترقيم، بحيث ان الناظر الى النص حتى دون قراءة حرف منه،

سيلاحظ ان كل السطور تنتهي بفاصلة ، وهذا يعني ان هنالك ما بعدها:

ومثل نبات الصبار الصحراوي،
يقف متحديا ظروف المناخ وخطوط الطول والعرض،
وكبذور (العشر) التي لا تعترف بنوع التربة أو مذاق الماء،
ولا تأبه إن انتفع الناس بشجرتها،
أو تركوها حتى تجف سيقانها وأوراقها وتتطاير ضفائر أسلاكها الفضية،
وكريح السموم،
ينفلت من بين ثنايا الأشجار وسفوح الجبال،
ويجفف حبات الحنطة ويُسقِط (البرم)،
وكغمامات الخريف المُزجى سحابا داكنا يجري من الشرق إلى الغرب،
ليعود شمالا ثم ينحرف جنوبا،
في تراكم مستمر يبشر بالودْق ليخْضَر الزرع ويمتلئ الضرع،
وكحبات الرمال،
تصحبها الرياح في سهولة ويسر،
فتنثرها على شجيرات السافنا (غنيها وفقيرها)،
ثم على ذرا الغابات العالية (الاستوائية منها وغابات السنط والطلح)،
وتلال الشرق المترابطة السلاسل،
وجبال الغرب المخضرة وأوتاد الشمال بكنوزها المخبوءة،
وفي هيبة تيجان الملوك وعروشهم وصولجاناتهم،
وبهاء قصورهم،
وهمهمة جحافلهم تشحذ سنابك خيولهم الأصيلة تدك فلول الدخلاء والطامعين،
وفي نبل الأميرات،
وخبايا خدورهن،
وأسرار وصيفاتهن،
وشموخ وأنفة الملوك والسلاطين وحكمتهم وجبروتهم،
وفي سحر طلاسم الكجور،
وأحجبة (الفقرا) ومحاياتهم،
وفي عبق بخور حلقات الزار وصوت إيقاعاته،
وفي دقات النوبة في حلقات الذكر الصوفي المحلق بين زخات الغبار،
وفي ألوان ثياب الدراويش،
وفي حدة نصال الرماح وشفرات السيوف،
وفي طقطقة مسابح اللالوب،
وفي انسياب الأذان في البكور،
وفي صوت شيخ يتلو أوراده في هجعة الليل والناس نيام،
وفي دعوات الأمهات المقالدات لفلذاتهن المهاجرة بأن (يحفضك الرحمن من كل إنس وجان)،
وفي صرير أقلام الأردواز على اللوحات تخط كلام الله على ضوء نيران التقابة،
وفي أنين الحيران عند تلقي العقاب على الفلقة على يد الفكي والشيخ في الخلوة والمسيد،
وفي تصاعد أبخرة القراصة والكسرة والبقرة والتيلبون من بين فتحات الطبق،
وفي تحمل (القرقريبة) لحر (الدوكة والصاج) بعد برد ماء العجين،
وفي كرم حاتم بالجود بالموجود من صحاف أم رقيقة وعصيدة الدخن وأم تكشو،
والكول والمرس والتقلية والتركين والكسرة الجافة المعطونة بالماء والملح،
وفي علو المزاج عند جلسات الجبنة والقهوة والعجوة،
وشأى العصاري وطعم اللقيمات،
وفي فرح أكبادنا بهدوم العيد والعيدية،
وبالخروف المربوط بحبل قصير وأمامه كومة برسيم،
وفي العزة بالدين والحمد والشكر يملآن الميزان والقلوب عند تكبير جموع الحجيج،
ودموع التوبة تشق المآقي والخدود،
وجبال مكة تردد الدعاء السرمدي،
وفي فرحة والدين،
يعمِد القسيس ابنهما بالماء المقدس وأجراس الكنيسة تدق معلنة ميلاد مؤمن جديد،
يؤمن بطهارة مريم العذراء،
وبمعجزات المسيح الممنوحة له من الذات الإلهية،
يرتل الإنجيل ويدير خده الأيمن للمسيء،

/B]

Post: #46
Title: Re: جيل العمالقة
Author: osama elkhawad
Date: 09-28-2020, 05:21 PM
Parent: #45

آسف يبدو ان نظام ويرد يختلف عن نظام المنبر من حيث الحجم.

ساحاول اعادة ترقيمها مرة اخرى حتى يظهر مقصدي واضحا بدون استنثاء، وهو ان تنتهي كل السطور بفاصلة.

Post: #47
Title: Re: جيل العمالقة
Author: osama elkhawad
Date: 09-28-2020, 07:48 PM
Parent: #46

أهلاً أبو جهنية ومتابعي "جيل العمالقة".

هذه محاولة لإعادة الترقيم بحيث تكون آواخر كل السطور منتهية بفاصلة،

ممّا سيجعل القارئ يشعر بالطول الخرافي للمقطع أدناه ،

بدون حتى أن يقرأ كلمة واحدة:

ومثل نبات الصبار الصحراوي،
يقف متحديا ظروف المناخ وخطوط الطول والعرض،
وكبذور (العشر) التي لا تعترف بنوع التربة أو مذاق الماء،
ولا تأبه إن انتفع الناس بشجرتها،
أو تركوها حتى تجف سيقانها وأوراقها،
وتتطاير ضفائر أسلاكها الفضية،
وكريح السموم،
ينفلت من بين ثنايا الأشجار وسفوح الجبال،
ويجفف حبات الحنطة ويُسقِط (البرم)،
وكغمامات الخريف المُزجى سحابا داكنا،
يجري من الشرق إلى الغرب،
ليعود شمالا ثم ينحرف جنوبا،
في تراكم مستمر يبشر بالودْق،
ليخْضَر الزرع ويمتلئ الضرع،
وكحبات الرمال،
تصحبها الرياح في سهولة ويسر،
فتنثرها على شجيرات السافنا (غنيها وفقيرها)،
ثم على ذرا الغابات العالية،
الاستوائية منها وغابات السنط والطلح)،
وتلال الشرق المترابطة السلاسل،
وجبال الغرب المخضرة وأوتاد الشمال بكنوزها المخبوءة،
وفي هيبة تيجان الملوك وعروشهم وصولجاناتهم،
وبهاء قصورهم،
وهمهمة جحافلهم تشحذ سنابك خيولهم الأصيلة،
تدك فلول الدخلاء والطامعين،
وفي نبل الأميرات،
وخبايا خدورهن،
وأسرار وصيفاتهن،
وشموخ وأنفة الملوك والسلاطين وحكمتهم وجبروتهم،
وفي سحر طلاسم الكجور،
وأحجبة (الفقرا) ومحاياتهم،
وفي عبق بخور حلقات الزار وصوت إيقاعاته،
وفي دقات النوبة في حلقات الذكر الصوفي المحلق بين زخات الغبار،
وفي ألوان ثياب الدراويش،
وفي حدة نصال الرماح وشفرات السيوف،
وفي طقطقة مسابح اللالوب،
وفي انسياب الأذان في البكور،
وفي صوت شيخ يتلو أوراده في هجعة الليل،
والناس نيام،
وفي دعوات الأمهات المقالدات لفلذاتهن المهاجرة،
بأن (يحفضك الرحمن من كل إنس وجان)،
وفي صرير أقلام الأردواز على اللوحات،
تخط كلام الله على ضوء نيران التقابة،
وفي أنين الحيران عند تلقي العقاب على الفلقة،
على يد الفكي والشيخ في الخلوة والمسيد،
وفي تصاعد أبخرة القراصة والكسرة والبقرة،
والتيلبون من بين فتحات الطبق،
وفي تحمل (القرقريبة) لحر (الدوكة والصاج)،
بعد برد ماء العجين،
وفي كرم حاتم بالجود بالموجود من صحاف أم رقيقة،
وعصيدة الدخن وأم تكشو،
والكول والمرس والتقلية والتركين،
والكسرة الجافة المعطونة بالماء والملح،
وفي علو المزاج عند جلسات الجبنة والقهوة والعجوة،
وشأى العصاري وطعم اللقيمات،
وفي فرح أكبادنا بهدوم العيد والعيدية،
وبالخروف المربوط بحبل قصير وأمامه كومة برسيم،
وفي العزة بالدين والحمد والشكر يملآن الميزان والقلوب،
عند تكبير جموع الحجيج،
ودموع التوبة تشق المآقي والخدود،
وجبال مكة تردد الدعاء السرمدي،
وفي فرحة والدين،
يعمِد القسيس ابنهما بالماء المقدس،
وأجراس الكنيسة تدق معلنة ميلاد مؤمن جديد،
يؤمن بطهارة مريم العذراء،
وبمعجزات المسيح الممنوحة له من الذات الإلهية،
يرتل الإنجيل ويدير خده الأيمن للمسيء،

Post: #48
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 09-28-2020, 10:18 PM
Parent: #47

الخواض

لا نملك إلا أن نقول لك : سلمت يمناك
وأكرر الشكر على هذي النافذة التي كانت طلتك منها لهذا النص تجعلها في صورة اخرى بقراءة مختلفة

دمتم ابدا

Post: #49
Title: Re: جيل العمالقة
Author: osama elkhawad
Date: 09-29-2020, 04:40 PM
Parent: #48

Quote:
الخواض

لا نملك إلا أن نقول لك : سلمت يمناك
وأكرر الشكر على هذي النافذة التي كانت طلتك منها لهذا النص تجعلها في صورة اخرى بقراءة مختلفة

لا شكر على واجب اخي المبدع ابوجهينة..

وصحيح ما قلته عن قراءة النص بصورة مختلفة، وقد تكون مختلفة تماماً إلى حد بعيد.

وربما تدخل هذه الجملة خرافية الطول "موسوعة جينتس" للأرقام الأدبية القياسية
ههههههه

Post: #50
Title: Re: جيل العمالقة
Author: جلالدونا
Date: 09-29-2020, 06:51 PM
Parent: #49

سلام استاذنا ابو جهينة و الجميع هنا
فى الربط بين النص و قصة الخلق المتتخيلة الذى جاد به استاذنا الخواض
ذلك الخيال الذى طال الآلهة فى نشأة الآلهة
Quote: في ذلك الزمان في (دنو) ضرب المحراث(خاراب)
الأرض عدة ضربات
فولد لهما (أماكاندو) فبنو مدينة (دنو) ذات المعقلين التوأمين
و أصبح (خاراب) سيد مدينة دنو.
وأذ التفتت الأرض نحو أبنها أماكاندو و قالت له تعال أضاجعك.
فضاجعها و قتل أباه خاراب و دفنه في دنو.
وصار هو سيد المدينة و أتخذ من أخته البكر (البحر) زوجة له.
ولد (لاخار) وهو أبن (أماكاندو) و قتل أباه و دفنه في دنو.
وأتخذ من أمه البحر زوجة و ذبحت البحر أمها الأرض.
وفي السادس عشر من شهر كسلم أصبح لاخار سيد (دنو).
وأتخذ أبن لاخار أخته النهر زوجة له.
وقتل أبن لاخار أبوه و أمه البحر و دفنهما في نفس القبر و أصبح هو سيد دنو.
وقام حفيد لاخار و تزوج اخته سيدة المروج (أوا أيداك)
فنبت العشب في الأرض و أمتلات الزرائب بالماشية.
فقتل أمه النهر ووضعها في القبر وأصبح سيد المدينة.
وولد خارخانوم الذي تزوج من أخته (نين جشتينا) كرمة السماء.
وقتل أباه و أمه المروج ووضعهما في القبر نفسه
وفي السادس عشر من الشهر أصبح هو سيد المدينة.
وولد أبن خارخانوم الذي أتخذ له زوجة وأصبح سيد المدينة.
و هكذا تتكاثر الآلهة إلى أن ظهرت الآلهة (أنليل ونسكو وننورتا).

Post: #51
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 09-29-2020, 11:12 PM
Parent: #50

سلام اخي جلالدونا

شكرا لايراد هذه المتخيلة


Post: #52
Title: Re: جيل العمالقة
Author: osama elkhawad
Date: 09-30-2020, 04:16 AM
Parent: #51

اهلا جلال

قبل ظهور العلم كانت الاساطير والاديان تقدم ققصها عن خلق الكون..

بعد العلم لم تعد تلك القصص صالحة لمعرفة طريقة خلقه.

ولكن ما زال السؤال الاساس مطروحاً:

من خلق الكون؟ أو ما خلق الكون؟؟

هذا ليس سؤالاً بسيطاً.

هو سؤال معنى وضرورة أو عبثية الوجود الانساني.

Post: #53
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 10-02-2020, 04:17 PM
Parent: #52

استاذنا اسامة الخواض
*
من خلق الكون؟ أو ما خلق الكون؟؟

هذا ليس سؤالاً بسيطاً.

هو سؤال معنى وضرورة أو عبثية الوجود الانساني.

*

وهذا معترك آخر يحتاج الى نفاج آخر

مع تحياتي

Post: #54
Title: Re: جيل العمالقة
Author: ابو جهينة
Date: 10-02-2020, 04:20 PM
Parent: #53

ومثل نبات الصبار الصحراوي،
يقف متحديا ظروف المناخ وخطوط الطول والعرض،
وكبذور (العشر) التي لا تعترف بنوع التربة أو مذاق الماء،
ولا تأبه إن انتفع الناس بشجرتها،
أو تركوها حتى تجف سيقانها وأوراقها،
وتتطاير ضفائر أسلاكها الفضية،
وكريح السموم،
ينفلت من بين ثنايا الأشجار وسفوح الجبال،
ويجفف حبات الحنطة ويُسقِط (البرم)،
وكغمامات الخريف المُزجى سحابا داكنا،
يجري من الشرق إلى الغرب،
ليعود شمالا ثم ينحرف جنوبا،
في تراكم مستمر يبشر بالودْق،
ليخْضَر الزرع ويمتلئ الضرع،
وكحبات الرمال،
تصحبها الرياح في سهولة ويسر،
فتنثرها على شجيرات السافنا (غنيها وفقيرها)،
ثم على ذرا الغابات العالية،
الاستوائية منها وغابات السنط والطلح)،
وتلال الشرق المترابطة السلاسل،
وجبال الغرب المخضرة وأوتاد الشمال بكنوزها المخبوءة،
وفي هيبة تيجان الملوك وعروشهم وصولجاناتهم،
وبهاء قصورهم،
وهمهمة جحافلهم تشحذ سنابك خيولهم الأصيلة،
تدك فلول الدخلاء والطامعين،
وفي نبل الأميرات،
وخبايا خدورهن،
وأسرار وصيفاتهن،
وشموخ وأنفة الملوك والسلاطين وحكمتهم وجبروتهم،
وفي سحر طلاسم الكجور،
وأحجبة (الفقرا) ومحاياتهم،
وفي عبق بخور حلقات الزار وصوت إيقاعاته،
وفي دقات النوبة في حلقات الذكر الصوفي المحلق بين زخات الغبار،
وفي ألوان ثياب الدراويش،
وفي حدة نصال الرماح وشفرات السيوف،
وفي طقطقة مسابح اللالوب،
وفي انسياب الأذان في البكور،
وفي صوت شيخ يتلو أوراده في هجعة الليل،
والناس نيام،
وفي دعوات الأمهات المقالدات لفلذاتهن المهاجرة،
بأن (يحفضك الرحمن من كل إنس وجان)،
وفي صرير أقلام الأردواز على اللوحات،
تخط كلام الله على ضوء نيران التقابة،
وفي أنين الحيران عند تلقي العقاب على الفلقة،
على يد الفكي والشيخ في الخلوة والمسيد،
وفي تصاعد أبخرة القراصة والكسرة والبقرة،
والتيلبون من بين فتحات الطبق،
وفي تحمل (القرقريبة) لحر (الدوكة والصاج)،
بعد برد ماء العجين،
وفي كرم حاتم بالجود بالموجود من صحاف أم رقيقة،
وعصيدة الدخن وأم تكشو،
والكول والمرس والتقلية والتركين،
والكسرة الجافة المعطونة بالماء والملح،
وفي علو المزاج عند جلسات الجبنة والقهوة والعجوة،
وشأى العصاري وطعم اللقيمات،
وفي فرح أكبادنا بهدوم العيد والعيدية،
وبالخروف المربوط بحبل قصير وأمامه كومة برسيم،
وفي العزة بالدين والحمد والشكر يملآن الميزان والقلوب،
عند تكبير جموع الحجيج،
ودموع التوبة تشق المآقي والخدود،
وجبال مكة تردد الدعاء السرمدي،
وفي فرحة والدين،
يعمِد القسيس ابنهما بالماء المقدس،
وأجراس الكنيسة تدق معلنة ميلاد مؤمن جديد،
يؤمن بطهارة مريم العذراء،
وبمعجزات المسيح الممنوحة له من الذات الإلهية،
يرتل الإنجيل ويدير خده الأيمن للمسيء،

*
من بين كل هذا و ذاك ،، و هذه و تلك
أطل جيل من العمالقة يضارع الديناصورات طولا ،، و لكنه يبزها نبلا و شهامة و يفوقها خلقا و كرم محتد ، و يمتاز عنها بكل مافي هذا الزخم من صفات الأنبياء و الرسل ،، و حميد خصال الملوك و السلاطين ، فتبعثر أبناؤه و أحفاده كتسرب الدماء في شرايين الجسد الواحد ، شعوبا و قبائل و بطونا و أفخاذا ،،
ملأ الرحمن قبضته من كل التراب ،، و خلقهم من عجين صلصاله ، و نفخ فيهم روح واحدة ،، هي نفس الروح إلى أن يرث الله الأرض و من عليها.