جيشنا جيش الهنا حردان مننا:الباقر العفيف

جيشنا جيش الهنا حردان مننا:الباقر العفيف


08-25-2020, 05:50 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1598374254&rn=1


Post: #1
Title: جيشنا جيش الهنا حردان مننا:الباقر العفيف
Author: عماد الدرديرى
Date: 08-25-2020, 05:50 PM
Parent: #0

05:50 PM August, 25 2020

سودانيز اون لاين
عماد الدرديرى-
مكتبتى
رابط مختصر




مقدمة
انسحب الجيش من مواقعه التي كان يؤمنها في ولاية نهر النيل. ولا ندري على وجه القطع ما هو السبب. هل هو احتجاج على "والية الولاية" المدنية، أم احتجاج على كونها امرأة، أم لأن الوالية الجديدة أرادت إعادة تشكيل اللجنة الأمنية؟ ونتيجة هذه الحردة أنه سُرِقَت خزنة بها أموال عامة، مرتبات موظفين. استنجدت الوالية بالمركز فأرسل حميدتي قوات الدعم السريع ليملأ الفراغ الأمني الذي خلفه الجيش الحردان ويحفظ الأمن في الولاية.

وتقاعس الجيش والقوى الأمنية الأخرى في دارفور وظلت تتفرج على القبائل تقتل بعضها بعضا. فجاء حميدتي لينقذ المشهد.

وانسحب الجيش والقوى الأمنية الأخرى من المشهد في بورتسودان وترك الناس يتماوتون ليومين أو ثلاثة قبل أن يجيء حميدتي لإنقاذ المشهد في شرقنا الحبيب ويوقف "درفرته"، أي تحويله لدارفور جديدة.

وقع قتال بين مجموعات الرُّحَّل والمزارعين في جنوب كردفان في مناطق سيطرة الحركة الشعبية، تتضارب الأقوال حول دور الجيش والدعم السريع فيها. فإذا بحميدتي هناك يحاول إعادة الأمن للمنطقة.

ما الذي يجري حقيقة؟
فما هذا الذي يجري؟ هل هو تمرد غير معلن من الجيش والقوى الأمنية الأخرى؟ هل هو رفض للثورة والتغيير الذي أراده الشعب؟ ما هي "بالضبط كدا" الرسالة التي يريد قادة الجيش أن يرسلوها للشعب؟ هل يريدون أن يقولوا لنا "لازم نحكمكم بالغصب" وإلا فسوف لن تنعمون بالأمن؟ هل أصبح جيشنا كله تحت سيطرة الكيزان؟ أم ماذا؟

نعلم أن الكيزان قد استهدفوا الجيش وحاولوا بشتى الأساليب إفراغه من روحه وهويته القديمة وإحلال روحهم الخبيثة وعقيدتهم الشيطانية في محلها، ولكن ما لم نعلمه هو درجة النجاح التي حققوها، وهي بالطبع تمثل في ذات الوقت درجة الخراب الذي حاق بالجيش. ما يتبدى لنا الآن يشير إلى أن جيشنا جيش الهنا الذي ظل تائها كقوم موسى في تيه سيناء الكيزانية لثلاثين عاما، لم يجد موساه الذي يخرجه من ذلك التيه بعد.

والشواهد على ذلك كثيرة. فهل كان يعقل أن الجيش الذي في سجل شرفه القائد الذي أمر جنوده في الكويت قائلا "أرضا ظروف"، والجيش الذي في سجله شرفه أن منع استباحة مدينة بنغازي في الحرب العالمية الثانية، وحفظ أعراض الليبيات وكرامتهن، هل يعقل أنه نفس الجيش الذي يقف مكتوف الأيدي يتفرج على الشباب العزّل النِيَام يُقتَلون بأبشع الطرق في خواتيم الشهر الحرام. وعلى الكنداكات الطاهرات الشريفات تجوس وسطهن الضباع البشرية يقتسموهن ويغتَصبوهن أمام بواباته؟

هل يُعْقَلُ هذا؟ وحتى بعد أن وقعت الواقعة التي "ليس لوقعتها كاذبة" كنا نظنها ستكون "خافضة رافعة" في داخل الجيش وأنها سترج أرضه رجا وتَبِسُّ جباله بَسَّا فتجعلها "هباء منبثا". فهل يُعقَل أن يكون رد الفعل على هذه الطامة الكبرى والجريمة البشعة هي العبارة الخانعة الخاضعة الميتة "حدس ما حدس"؟ بالطبع لا يُعقَل. إذن هذا الجيش ليس جيشنا وإنما هو جيش الكيزان، وسيظل يحمل هذا العار في جبينه إلى أن تخرج منه ثلة من الشرفاء تسترد له شرفه المضاع.

الجيش والاستفزاز
قادة جيشنا دائمو الشكوى من الاستفزاز. هم مُستَفَزَّون على طول. فمنذ انفجار الثورة ظلَّ قادة الجيش والمتحدثون باسمه في حالة استنفار دائم لرصد استفزازات الشعب ضد جيشهم. هم تستفزهم الشعارات التي يرددها المتظاهرون. وتستفزهم فتاة صغيرة تتدرب على قيادة المظاهرات على طريقة آلاء صلاح. ولقد سمعتُ البرهان بأذني وهو يحتج بألم مُمِض على شعار "معليش ما عندنا جيش".

• فإذا استعرضنا تصريحات قادة الجيش عن الاستفزاز والتي أوردتها الصحف في الفترة ما بين مايو ٢٠١٩ وفبراير ٢٠٢٠ نجدها على النحو التالي:

• البرهان دعا إلى عدم الاستجابة إلى الهتافات والأقوال المستفزة للقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى وشدد على أن القوات المسلحة لا تتنكر لأي شخص جاء لمساندتها وخص بذلك مجاهدي الدفاع الشعبي.
• البرهان: لقد صبرنا على الاستفزازات التي تعرضت لها القوات المسلحة وقوات الشرطة والأجهزة الأمنية لهدف سامٍ وهو الحفاظ على أمن البلاد والذي نعتبره هدفاً منشوداً لكل سوداني غيور على وطنه”
• البرهان يشدد على عدم الالتفات للأصوات النشاز التي تستهدف أداء الشرطة، وإثبات أن الشرطة موجودة بمهنيتها المعهودة في أداء الواجب.
• البرهان: القوات المسلحة ستظل قوية وعصية مهما تحدث عنها المشككين في قدراتها وأنها ستظل صخرة تتكسر عندها كل سهام الاستهداف.
• البرهان يدعو لدى لقائه ضباط وضباط صف وجنود منطقة الخرطوم العسكرية اليوم، عدم الاستجابة إلى الهتافات والأقوال المستفزة للقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى.
• الكباشي: إن هناك جهات استغلت قوى إعلان الحرية والتغيير للتصعيد مع المجلس العسكري، وعملت على بث الشائعات وإحداث فتنة بين قوات الدعم السريع والجيش.
• الفريق أول هاشم عبد المطلب رئيس هيئة أركان الجيش السابق "هناك تصعيد واستفزاز واضح ضد الجيش وقوات الدعم السريع، وهذا ما لا نحتمله
• الفريق هاشم يحذر من التحرش أو استفزاز القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والشرطة والأمن.
• الفريق البرهان أدان "لإستفزاز المباشر والإساءة البالغة للقوات المسلحة وقوات الدعم السريع علماً بأن قوات الدعم السريع ولدت من رحم هذا الجيش العظيم.
• الفريق الرهان يدين التصعيد الإعلامي الغير مبرر واللهجة العدائية التحريضية ضد القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.
• الفريق البرهان: الخطاب العدائي خلق حالة من الفوضي العامة والإنفلات الأمني الغير مقبول في العاصمة القومية والولايات.
• البرهان: "على قوات الشرطة ألا تلتفت للأقوال السالبة التي ظلت تتعرض لها ورغم ذلك ظلت تقوم بواجبها على الوجه الأكمل، وأنها ضد الإجرام وليست عدواً للشعب
• وعندما علق العسكر التفاوض لمدة 72 ساعة ذكروا من ضمن المطالب عدم التحرش أو الاستفزاز للقوات المسلحة وقوات الدعم السريع والشرطة والامن وهي تعمل لحمايتكم وحماية الامن العام.

لماذا؟
والملاحظ أنه في جميع تلك التصريحات والشكاوى والتحذيرات لم يطرَح هؤلاء القادة ولا مرة واحدة سؤال "لماذا"؟ لماذا انقلب الشعب على جيشه الذي كان يتغنى له بأنشودة "جيشنا يا جيش الهنا الحافظ مالنا وعَرِضْنَا ودمَّنا"؟ وما الذي دعاه ليلقي بتلك الأنشودة وراء ظهره ليردد بدلا عنها ذلك الشعار المؤلم "معليش معليش ما عندنا جيش"؟ هل يا ترى الشعب جنَّ أم فقََد المحنَّة؟ أم ركبته روحٌ شيطانية جعلته يُلبس الحق بالباطل فيرى الحق باطلا والباطل حقا؟ ليت قادة الجيش يطرحون على أنفسهم السؤال الدائم الذي يطرحه على نفسه بائع اللبن الفقير تيفيي بطل فيلم "عازف الكمان على السطح" حين يقول: "هذا من هذا الجانب، فماذا من الجانب الآخر"؟

نواصل