سراج النعيم يكتب : الصغير الخفي (وري الدكتور أكرم التوم الطفي النور منو).. وهزم الحكومة الانتقالية

سراج النعيم يكتب : الصغير الخفي (وري الدكتور أكرم التوم الطفي النور منو).. وهزم الحكومة الانتقالية


05-11-2020, 05:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1589215946&rn=0


Post: #1
Title: سراج النعيم يكتب : الصغير الخفي (وري الدكتور أكرم التوم الطفي النور منو).. وهزم الحكومة الانتقالية
Author: زهير عثمان حمد
Date: 05-11-2020, 05:52 PM

05:52 PM May, 11 2020

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر




............
شكل فيروس (كورونا) المستجد واقعا مريرا للمواطن السوداني في الداخل والخارج، والذي جعله يقف حائرا أمامه، وأمام إدارة الحكومة الانتقالية لملفه الشائك المتشابك، ورغماً عما ذهبت إليه خرج إلينا الدكتور أكرم التوم وزير الصحة مستهترا بالداء واصفا إياه بالفيروس (الصغير)، إلا أن هذا الصغير الذي لا يرى بالعين المجردة (وراهو الطفي النور منو)، وهزم الحكومة الانتقالية إنسانيا واقتصاديا لأنها لم تدير الأزمة بالصورة المثلى، خاصة وأن تركيبة الجائحة معقدة جدا، ما حدا بها أن تصبح لغزا محيرا، ويكتنفها الكثير من الغموض، وعليه لم يستطع العلماء فك طلاسمها.
إن الفيروس الصغير الذي استهاب به الدكتور أكرم التوم لم يجد له العلماء في جميع أنحاء العالم (لقاحا)، لذا ستطول فترة بقائه وسطنا، وبالتالي لا حل سوي التعايش معه، لأنه سيظل سرا من الأسرار العلمية إلى أن تكتشف حقيقته فيما بعد، وهذا يؤكد أن لا حلول علمية على المدي القريب سوي أن يتضرع الناس بالدعاء لله أن ينجلي الفيروس من على وجه الأرض، فالفيروس مدمر لحياة الإنسان، نعم مدمر لها أكثر من الآلة العسكرية، لأنه قاتل خفي، وما أن يقتحم حياتك بطريقته الماكرة، إلا ويفعل بها ما يشاء، ولا يكتفي باحتلال حياة الإنسان فقط، بل ينتج المزيد من الفيروسات، فالجائحة لم نأخذ منها الدروس والعنبر من حيث العودة إلى الله سبحانه وتعالي، لأن التجربة الأشد قسوة وإيلاما أثبتت فشل البشر في القضاء على الوباء نسبة إلى الاستخفاف، مما قاد لهذا الوضع المذري إنسانيا واقتصاديا، والذي أدخل في النفوس الهلع والخوف.
مما لا شك فيه، فإن الفيروس الصغير أصبح هاجسا خطيرا لكل دول العالم لدرجة أنه هزم دولا عظمي تمتلك أقوي الأسلحة النووية، لأنه قادر على ترجيح الموازين لصالحه، وذلك بعد أن سيطر على العالم باثره، وعليه أصبح لا حديث للسكان يعلو على الحديث عنه بعد أن أحدث هزة عميقه في حياة كل الناس، وهذه الهزة ستظل آثارها باقية حتي بعد إعلان انتهاء (الجائحة)، وإن دل هذا على شيء، فإنما يدل على أن الإنسان مهما بلغ من شأو، سطوة، كبرياء، طغيان، دكتاتورية وجبروت يظل ضعيفا أمام إرادة الله العلي القدير الذي قال في محكم تنزيله : (ظنوا أنهم ما نعتهم حصونهم من الله، فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، وقذف في قلوبهم الرعب)٠
من المؤكد أن الفيروس أضحي مخيفا، وكلما مر عليه يوما جديدا يزداد الخوف للمصير المجهول الذي ينتظر البشرية، فالفيروس جعل الإنسان يهاب الالتقاء بالآخرين، مما ساعد على خلق شرخ في المجتمع، والذي لم يعد يتواصل الأهل مع بعضهم البعض حتي في حال الوفيات، ويكتفون بالاتصالات الهاتفية أو التعزية من خلال الإعلام البديل، ورغماً عن ذلك الشرخ خرج علينا الدكتور أكرم التوم ليخبرنا بأنه قادر على التقلب على الجائحة الصغيرة، والتي لا أدري كيف عرفها صغيرة، وهي لا تري بالعين المجردة، المهم هو أن (الوباء) هزمه، وهزم كل دولة تمادت في كبريائها أمام الفيروس المستجد، وبالمقابل لا حلا أمام الحكومة الانتقالية سوي التعايش مع الفيروس المستجد لأن قرار تمديد حظر التجوال ليس حلا بقدر ما أنه يضاعف من معاناة إنسان السودان، والذي دخل في (ورطة) حقيقية من الناحية الإنسانية والاقتصادية معا، هكذا أثبتت السلطات الصحية في السودان فشلها الذريع في إدارة أول ملف يعترض طريقها.
إن الجائحة ابتلاء من الله سبحانه وتعالى، لذلك على من اختار الظلام أن يعود إلى النور، وأن يعيد حساباته في علاقته بالله، وأن تعيد الحكومة الانتقالية حساباتها في حقوق الإنسان والحريات الشخصية، خاصة وأن الفيروس الصغير جعلها تلجأ لفرض الحظر برا، بحرا وجوا، مما أدي إلى تشريد أبناء السودان في عدد من الدول، التي قامت باجلاء مواطنيها الراغبين في العودة إلى بلادهم من الأراضي السودانية، وأكثر ما حز في نفسي عدم مقدرة عالقين سودانيين تسديد مبالغ علاج مرضاهم بمصر إلى أن توفوا إلى رحمة مولاهم، وعلى خلفية ذلك رفضت المستشفيات تسليمهم الجثامين، فاين الحكومة الانتقالية مما يجري مع العالقين السودانيين بمصر؟، خاصة وأنها اغلقت الأبواب في وجههم بالتدابير الاحترازية الوقائية في حين فتحت الأبواب لآخرين، هذه هي سياسة حكومتنا الانتقالية التي وضعت مواطنيها في الحظر الإجباري داخل المنازل دون أن تجد لهم حلولا ناجزة من الناحية الإنسانية والاقتصادية، فلا يمكن أن يستمر هذا الوضع الراهن على ما هو عليه لأنه سيتلاشي أن طال الزمان أو قصر.
أومن تمام الإيمان أن الفيروس ظهر وانتشر للفساد، للظلم، والديكتاتورية التي يشهدها العالم بصورة عامة، والذي ربما نسي أو تناسي أن الله يمهل ولا يهمل، هكذا هي الجائحة، ولسان حالها يقول : (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)، لذا سيظل هذا الوباء يتربص بالإنسان ما لم يعود للإيمان بالله، وان يترك الهوس الذي لا يجلب له إلا المزيد من السخط، خاصة وأن هنالك انتكاسات أخلاقية.
من الملاحظ في أزمة الفيروس أنه لم تتم مراعاة ظروف الفقراء والمساكين والضعفاء الذين سحقت أصواتهم، ولم يلتفت إليهم احدا، مع العلم أن كل العالم يتعامل مع (الوباء) من ناحية إنسانية إلا بعض الدول تتعامل معه لمعالجة أزماتها السياسية والاقتصادية، مما يجعلني ادرجها ضمن الدول المخالفة لسجل حقوق الإنسان، فالاجراءات والقرارات خاطئة لعدم دراسة آثارها على المواطن الذي وجد حرياته الشخصية محدودة، لا تصب في صالحه، وبالتالي لا يدري ماذا يفعل، ومن أين يأتي بالمال لاستجلاب مستلزماته في ظل حظر التجوال بسبب الفيروس الخفي، والذي دق ناقوس الخطر منذ ظهوره، ثم شن حربا خفية على الإنسان، مما نجم عن ذلك فتكه بالكثير من الضحايا في جميع أنحاء العالم، ولا سيما ما يجري الآن ينطبق عليه قوله سبحانه وتعالي : (وكانت قرية آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون).