07:28 PM May, 03 2020 سودانيز اون لاين
أبوذر بابكر-
مكتبتى
رابط مختصر
هذا المساءُ
أمنيةٌ زرقاء
إستعارت جناحيها
من ريشِ النشيدِ
لتسافرَ فى سماءِ الضوءِ
وتعانقُ جسد السديمِ
هذا البهاءُ
أغنيةٌ خضراء
مدت هديلَها
بين دخانِ العناصرِ
وإختلاجِ العشبِ
حين نادته النوافذُ
أو حين أهداها الندى
حلمَ الورودِ
وفضةَ الحلمِ القديمِ
رأيتُ الشمسَ
تكتبَ التذكارَ
على خدودِ الصمتِ
ناراً من قدسيةِ الكلامِ
فيغرقُ الهمسُ القصي
فى بوارِ الماءِ
فى قاعِ الوجودِ
يساومه الهتافُ
بصوتِه الحجرى
ليبيعَه صحوَ
المزاميرِ العظامِ
رأيتُ الشمسَ
تقطعُ موعداً للريحِ
للقاءِ أفواجِ الغمامِ
لفريضةِ الرقصِ الذي
يعلو ويهبطُ
فوق سجادِ الوئامِ
كلُ البيوتِ الآن
تختزن النهارَ
كلُ العيونِ الآن
تعبّ رائحةَ الضياءِ
رأيتُها
تختارُ درباً عالياً
أعلى من كلِ شواهقِ الخصامِ
مملوءة بالسحرِ
أعذبُ من كلِ وشوشةِ الحمامِ
رايتُها
ترتاحُ فى شغفِ التفاصيلِ الحميمةِ
مثل إبتهالاتِ البذورِ السمرِ
فى رحمِ الثمارِ
هذا المساءُ بصوته
يبكى تواريخَ البكاءِ
أصداءَ الهزيمة
يدنى تباريحَ الهواءِ المرِ
كيما تكون قريبةً من وجههِ
يرتق جرحَها بالطينِ
بالحليب
بالدعوات
بالأمنياتِ الخضرِ
بصندلِ الليلِ الحزينِ
والآن أغنيتي
أبنوسةُ الضوءِ العتيقِ
أيقونةٌ فى جيدِ قصتنا القديمة
الآن أغنيتي
عصفورة ٌ
دمُها من ريقِ نهرنا الصديقِ
وحزنُها
معلقٌ على الصباحِ
فوق شرفةِ البريقِ
يا ايتها التي
من أحلامنا تأتى
هزي إليكِ
بكلِ جذوعِ العشقِ
تتساقط الأقمارُ
عاشقةً وعازفةً
فالآن نكتب الأسماءَ
حين يعربدُ المدادُ
وحين ترقص الكلماتُ
فى الألواحِ
الآن أنتِ
إسمنا
وطنٌ
من إشتهاءِ الخلدِ
من أولِ الأحزانِ فى دمِنا
حتى نهاياتِ الجراحِ
حتى مشرقَ الأفراحِ