Post: #1
Title: وما تلك بيسراك ؟
Author: أبوذر بابكر
Date: 03-25-2020, 01:48 PM
Parent: #0
01:48 PM March, 25 2020 سودانيز اون لاين
أبوذر بابكر-
مكتبتى
رابط مختصر
كانت اليُمنىَ
تحيطُ بخصرِ المدينة
كان الوقتُ عميقاً
ولا وقتَ فيه
كان النهر غريقاً
ولا ماءَ فيه
كان عميقاً
بصمته
بموتِه الطويلِ
مثل صحراءٍ
لا يكذبُ الرمل فيها
مثل بحرٍ
يقتات من جسدِ القَدرِ
يعتاش من خيبةِ السفنِ
كانت المدينةُ
تغسل عينيها
من وعثاءِ السهرِ
وتحكّ أصابعَ قلبها
من دمِ برتقالِها القتيلِ
وما تبقى
من رائحةِ الأناشيدِ الحزينة
وما تلكَ بيسراكَ؟
قلتُ
هى أمنيتى
أتوكأ على سناءِ وعدها البريقْ
أهشُ بها على ندمى
أمدّ وسادةً من لحمِ الماءِ
فُوقَ ألحفةِ الحريقْ
أطلب الخلاصَ من عدمى
من وحشتى الدفينة
ما تلكَ بيسراكَ؟
هى أغنيتى
أولمتها للعابرينَ حديقةً
فليأكلوا
خبزَ المراثى نشوةً
لينشدوا
بوحَ المواتِ المرِ فينا
فوقَ أشلاء السكينة
كنا
عند مشارفِ زهوِنا
حدثنا الموتَ
تمرداً وحقيقةً
حديثَ الندِ للندِ
النهرُ باع أمسَه
وغادرَ
الظلُ غافلَ همسَه
وغادرَ
والدمعُ جسرُ آهةٍ سخينة
فلتعبرى
يا مواكبَ البكاءِ
بين الخدِ والخدِ
ولتأخذى على جناحِك الشظِى
تقوانا ورجسنا
عشقنا ونزقنا
موتنا وشوقنا
خذى موالدَ الضياءِ
إشعلى شموسها السجينة
ما تلكَ بيسراكَ؟
تلكَ ميتةُ الحياةِ
وحياةُ موتِنا الثمينة
فهى فى براثنِ الطوفانِ
مهجة السفينة
هل أتاكَ نداءُ الشجنِ؟
هى
التفاتةِ الدروبِ
نحو قادمٍ جديدْ
هى
ما يكابدُ الغريبُ حين يشتهى
عناقَ أهلهِ وشوقَه العنيدْ
هى
ما يزفه المساءُ من أنينْ
هى
العناءُ والرجاءُ وحرقةُ النشيدْ
هى إنهمارُ بؤسنا
من رقاعِ وقتنا الضنينْ
هل رآك حارسُ الزمنِ؟
هى حلمنا
هى النشيجُ والنحيبْ
هى حاجبُ الأبوابِ
تطرقها الأصابعُ والشفاه
ولا مجيبْ
ما تلك بيسراكَ؟
هى
ما عناه الليلُ حينما أتاكَ
عبأ الضياءَ فى محاجرِ النجومِ
حين ضج فى الظلامِ نورُهُ
هى صوت موتنا الرحيبْ
هى ارتعاشةُ الغيومِ
وطيبُ وجهها الخصيبْ
هى ما يسيرُ فى دمائِنا معربداً
طمىٌ من الأسى
هى انتفاضةُ الهمومِ
ولن تغيب عن دماكَ
هى اللهيبُ
هى اللهيبْ
|
Post: #2
Title: Re: وما تلك بيسراك ؟
Author: عبدالله الشقليني
Date: 03-25-2020, 04:16 PM
لم تزل يا أبوذر ماجدا تقبّل كلمات الشعر حتى تذوب في وجدك
لك الشكر كله منذ الفجر إلى آخر الليل
|
Post: #3
Title: Re: وما تلك بيسراك ؟
Author: أبوذر بابكر
Date: 03-26-2020, 06:42 AM
Parent: #2
ولك التقدير الكبير والإعزاز النمير
يا شقليني
من ألف الغبطة وحتى ياء التغني
|
Post: #4
Title: Re: وما تلك بيسراك ؟
Author: Abdalla Gaafar
Date: 03-29-2020, 05:07 PM
Parent: #3
ياصديقي
كالعهد بك
أناقة الجروف وجمال الكتابة
ودي وتقديري
عبد الله جعفر
|
Post: #5
Title: Re: وما تلك بيسراك ؟
Author: حسام الدين حمودة
Date: 03-29-2020, 05:18 PM
Parent: #4
أيقونة أخرى أمر بها اليوم ،، ويا لرب الشعر يجتاح المدينة ،، ويسكب فيها من كل حرف منمق ،،، شوقاً وروح معذبة وسكينة ،،
كلمات تتسابق وتحث الخطى نحو مخارج لها علّنا نستمع ،،،
روعة الشعر في إنسيابه وإنهماره بدون تصنع ،،،
تحياتي
|
Post: #7
Title: Re: وما تلك بيسراك ؟
Author: أبوذر بابكر
Date: 03-30-2020, 09:21 AM
Parent: #5
تحياتي يا حسام
اسعدك الخالق و ملأ أيامك بما تحب وتشتهي
هو الشعر
فريقنا فى تيه الوقت ولؤم اللحظات
وبخلها بفرحها الشحيح
|
Post: #6
Title: Re: وما تلك بيسراك ؟
Author: أبوذر بابكر
Date: 03-30-2020, 07:44 AM
Parent: #4
تحياتي يا عبد الله
رفيقي فى غار الحنين
هذي وتلك يا صاحبي
من قديم الكتابة
آثرت بذلها حينا ومكانا
على أمل أن تنأى بنا ولو قليلا عن فجائع المرض والخوف
والنقص في الأفراح
|
Post: #8
Title: Re: وما تلك بيسراك ؟
Author: أبوذر بابكر
Date: 10-18-2021, 08:49 AM
ثم
إهداءا
إلى حبيبتي الخرطوم
وهي تئن تحت سنابك الظلام
لا عليك يا صديقتي
فغدا ستشرق الشمس
|
|