دولة الطفيليين

دولة الطفيليين


03-10-2020, 08:02 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1583823720&rn=0


Post: #1
Title: دولة الطفيليين
Author: sadiq elbusairy
Date: 03-10-2020, 08:02 AM

08:02 AM March, 10 2020

سودانيز اون لاين
sadiq elbusairy-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



قراءة في المحاولة (الفاشلة) لاغتيال رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك:

محاولةاغتيال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في تقديري بعيدة كل البعد عن العمل السياسي المباشر بمعنى أوضح ليس هناك جهة سياسية او طامعة في الحكم لها علاقة مباشرة بالحدث، و بتفنيد بسيط لهذا الرأي نحدد أولا الأطراف‏ المتصارعة على السلطة
- جماعة الهبوط الناعم
- الكيزان
- قحت
- حميدتي
- الحركات المسلحة
- الأحزاب السياسية خارج او داخل قحت.
إذا تحدثنا عن دوافع كل هؤلاء على حدى سنجد أنه ليس من مصلحتها أن تقدم على عمل متهور مثل هذا إضافة إلى أن نظرية المؤامرة لا تنطبق هنا أيضا لأسباب كثيرة ‏بمعنى أن من يتهم الكيزان بالعملية فذلك غير منطقي لسبب واحد أن صراع الحكومة الإنتقالية و المجلس السيادي في إتجاهات الأزمة الإقتصادية و ملف السلام و العلاقات الإقليمية و الدولية و تعثر هذه القضايا بشكل واضح يصب في مصلحة الكيزان أكثر منه في مصلحة الثورة بمعنى اوضح ‏الكيزان على الأقل في هذه المرحلة هناك من يخدم مصالحهم دون ان يمدوا أيديهم هم في غنى عن تسليط الضوء عليهم اكثر من ذلك، و لعلكم تابعتم سجالات كثيرة في الاونة الأخيرة حول فشل الحكومة الانتقالية و مقارنتها بحكومة النظام البائد، من ناحية أخرى من يرى أن العملية هي تغطية على فشل الحكومة بيد قحت او غيرها للتعجيل‏ بالانتخابات المبكرة اعتقد من يفكر هكذا فقد جانبه الصواب، ببساطة قحت ممكن تعلن فشل الحكومة الانتقالية و تستخدم الحق الدستوري بتعجيل الانتخابات و تحقيق مأربها دون قطرة دم او اغتيالات، اما حميدتي فخططه تسير على قدم وساق بل المرحلة يعتبرها مرحلته ليظهر بمظهر البطل المنقذ ‏و يجني منها ثمار أكثر من ما يتوقع بل أي عمل كهذه المحاولة يعكر عليه مسار خططه، الأحزاب السياسية الأخرى غير راضية عن حكومة حمدوك و لكن الخلل و الفشل اللازمها يعطيها فرصة ذهبية لتسويق لبرامجها على انقاض ذلك الفشل، الحركات المسلحة حذرة جدا في اي تحرك يأتيها بمردود‏ سلبي في هذه المرحلة لانها مرحلة التعبئة الجماهيرية بالنسبة لها و أي فعل كهذا قد ينسف تماما مجهوداتها في التعبئة، طيب من الذي فعلها ؟
قبل فترة من الزمن تحدثت في مقامات أخرى عن أن هناك قوة خفية نمت خلال الثلاث عقود التي حكم فيها النظام البائد و هي من الطفيلين و مافيا السودان الحديثة ‏قد يستخف البعض بهذه المسميات و هذا القدر من القوة التي اصف بها هذه المجموعات و هي ذات المجموعات التي اسقطت الدكتور محمد يوسف أبو حريرة ، و بالنظر إلى الرابط بين افرادها ظل يتعاظم في فترة النظام البائد و ظلت تتمدد و هي التي أحدثت خلل في انظمة سابقة و حتى بعض من الأحزاب السياسية إذ ضمت عضوية بعض الاحزاب السبعض منهم، الأن هذه العصابة اكثر التئام و تعاضد من ما سبق‏ لانها مرحلة فيصلية بالنسبة لهم، ففي حالة نجحت الحكومة الإنتقالية في العبور و تأسيس دولة القانون ستكون ملاحقة بكل تأكيد، اما إذا عاد الكيزان (و تظل فرضية قائمة بحسب الواقع)، سيعود الكيزان لتصحيح أخطأهم التي احدثت الخلل في نظامهم ‏و افسدت قياداتهم و نسفت مشروعات الحركة الإسلامية
إذا هذه العصابة ايضا ستواجه محاربة شرسة في حال عودة الكيزان، اما إذا سيطر حمدتي على الوضع برمته فذلك يعني اما التسليم او النهاية حتى يجدوا لهم ثغرة فيه ليس لان حمدتي رجل نزيه بل لأنه اصبح ينافسهم و تمدد اقتصاديا و علاقاته مع المحاور العربية و الاروبية ‏يمكن وصفها بالقوية و التي تغنيه من الالتفات إليهم او الاستفادة منهم بل محاربتهم لتحقيق مصلحته فهو أصبح دولة قائمة بذاتها رغم أن نقطة ضعفها هو حميدتي ذاته لانه فقط ببقائه على قيد الحياة تبقى دولته و بزواله تزول فحميدتي ظاهرة مؤقتة لا جزور و لا استراتيجية ممتدة له، هذه العصابة لم يرق لها الآلية التي‏تشكلت قبل يومين لحل الأزمة الإقتصادية لانها ستجعلها في مواجهة علنية مع حميدتي، و هم يعلمون تماما ان محاولتهم لاغتيال رئيس الوزراء ليس القصد منها التخلص من حمدوك إنما هي لإعادة مسار الحكومة الانتقالية لسيرته الأولى دون الآلية، كيف سيتحقق لها ذلك؟، بالتأكيد لمحاولة الاغتيال ‏ستخلق بشكل عفوي تضامن مع حمدوك و ستضعف بذلك أثر الالية في الواقع، ببساطة الشعب سوف يعزي المحاولة إلى العنف الذي بدأت به الآلية في مواجهة تجار العملة و الذين هم بشكل مباشر أو غير مباشر جزء من العصابة و كذلك المهربين و المحتكرين و من في حكمهم، و بذا تحدث الفوضى و هي
‏المناخ المناسب لاستمرار هذه العصابة و لن تستطيع حكومة ضعيفة بمعنى لا تملك زمام الأمور بشكل كامل أن توقف نشاطهم بل سيصبح في مرحلة من المراحل دور هذه العصابة مقنن بل مسيطر كذلك، الصراع الان الحقيقي بين عصابة حميدتي و عصابة السوق الأسود مافيا السودان الحديثة و التي
‏أرادت اليوم ان تقول أنها أيضا لديها قوة (ناسفة) و هذا في حد ذاته تطور نوعي خلقته فترة الظلام ابان العهد البائد للكيزان التي مكنت امثال هؤلاء ليس في سهولة اقتناء السلاح بل حتى في مفاصل الدولة و التحكم في قراراتها.
هذا راي ليس بالضرورة يبرئ ايا من اصحاب المصلحة في احداث فوضى في المشهد السوداني انما يفصل بشكل بسيط استراتيجية كل منهم في ذلك اي احداث الفوضى

Post: #2
Title: Re: دولة الطفيليين
Author: علي عبدالوهاب عثمان
Date: 03-10-2020, 08:18 AM
Parent: #1


أصبح دولة قائمة بذاتها رغم أن نقطة ضعفها هو حميدتي ذاته لانه فقط ببقائه على قيد الحياة تبقى دولته
و بزواله تزول فحميدتي ظاهرة مؤقتة لا جزور و لا استراتيجية ممتدة له، هذه العصابة لم يرق لها الآلية التي
‏تشكلت قبل يومين لحل الأزمة الإقتصادية لانها ستجعلها في مواجهة علنية مع حميدتي، و هم يعلمون تماما ان محاولتهم
لاغتيال رئيس الوزراء ليس القصد منها التخلص من حمدوك إنما هي لإعادة مسار الحكومة الانتقالية لسيرته الأولى دون الآلية، كيف سيتحقق لها ذلك؟
===========================
الحبيب صادق .. تحياتي ..
يا سلام لم أكن أتوقع أن أقرأ مثل هذا التحليل
نعم هذه العصابة التي ذكرتها استنتاج وقراءة للواقع
وخطورتها أن ملامحها غير واضحة حالياً
-----
مداخلتك عن حميدتي أيضاً فيها عمق
لأن المنظومة تدور حول شخصية حميدتي

شكراً الحبيب .. قراءة رائعة ..













Post: #3
Title: Re: دولة الطفيليين
Author: sadiq elbusairy
Date: 03-10-2020, 11:06 AM
Parent: #2

الاخ علي عبد الوهاب
شكرا لك على حسن الاطرأ، و التفاعل المميز

هناك من يريد للسودانين ان يعيشوا في دوامة الفقر و الاستغلال و الاستغباء، و كل واحد من هؤلاء يلعب بطريقته، فهم هذا الواقع ضرورة للمضي في ثورة مكتملة الاركان

Post: #4
Title: Re: دولة الطفيليين
Author: sadiq elbusairy
Date: 03-10-2020, 11:06 AM
Parent: #2

الاخ علي عبد الوهاب
شكرا لك على حسن الاطرأ، و التفاعل المميز

هناك من يريد للسودانين ان يعيشوا في دوامة الفقر و الاستغلال و الاستغباء، و كل واحد من هؤلاء يلعب بطريقته، فهم هذا الواقع ضرورة للمضي في ثورة مكتملة الاركان