الى هنا يلزمنا تفسير وآضح و منطقى للشخصية السودانية.. مفهومها و اسلوبها فى رفض الظلم ثم اسقاط الحكومات ثم ادارة شئون السودان.. لان الدائرة اللعينة التى نلف و ندور حولها.. قد استهلكت بفعل كثرة الاستعمال.. فقط هى مغلقة و محكمة.. وهى بذلك تنكمش و تتقلص.. و لا تنفتح.. ولا علاقة لها بتضحيات السودانيين منذ الازل و الى يومنا هذه.. هى فقط دائرة ملتهبة..
و ما يهمنى بل ودفعنى لفتح هذا البوست هو أننى أتمنى أن تستمر روح التفاؤل التى تسود السودان اليوم.. رغم كثير من السلبيات و منقصات و اختطاف علنى لثورة 19 ديسمبر.. و ليس العكس.. ولا أود أن أفتح باب مناحة لا اول لها و لا آخر.. لاننا ببساطة شديدة.. قضينا العمر كله فى مناحات ضد الظلم.. و حينما انتصر المارد على الخونة فى نهاية المطاف.. ظهر لنا الخونة from within
تتميز الشخصية السودانية بالقوة البدنية و الفكرية و الروحية.. و يساعد فى تغذية هذه الصفات.. الالتزام بالاسرة.. التكافل الاجتماعى.. و كثير من الصفات التى لا يسعنى المجال لحصرها.. ولكننا فى حالة الوطن.. ورغم عشقنا له و التضحيات التى تقدم بلا ادنى تردد من اجله.. الا ان الله سبحانه و تعالى ايضا.. ابتلانا بضعاف النفوس و الخونة من ناحية.. ثم العنف و البطش العنيف الذى يلازم الشخصية السودانية.. حتى ولو كان هدفها مصلحة البلاد.. فى اعتقادهم...
أعطى مثالا بالثورة المهدية.. 1881-1885.. حينما كان السودان مهيأ للتغير الجذرى.. بعد أن أرهقته ضرائب الدولة العثمانية و قوات الجيش المصرى.. كان الامام المهدى قد قضى 40 يوما فى مغارة فى الجزيرة ابا عام 1881.. وأعلن للناس بعد خروجه ان الرسول عليه افضل الصلاة و السلام قد جاءه فى المنام برفقة الخلفاء الراشدين.. قام من كرسيه.. و طلب منه الجلوس مكانه.. وأمره بتطهير العباد من الفساد!
كان الجهل هو السائد فى ذلك الزمان.. ثم الحاجة الى من يخلص الناس من عذاب الاستعمار.. ثم كاريزما الامام المهدى.. فماذا كانت النتيجة ؟ 24 ألف قتيل يوم سقوط الخرطوم سنة 1885..
من أين جاءت تلك الوحشية.. و الناس قد كانوا مسحوقين تماما ؟ و هل يعقل كل ذلك البطش لدرجة ان المثل الذى ارتبط بتلك الفترة هو أت فاكر الدنيا مهدية ؟
من أمثلة ذلك البطش.. كان الاطفال يرفعون فى الهواء ثم يتلقونهم بالحربة.. نزع الملكية.. سبى النساء.. تجارة الرق..
فهل كانت تلك الممارسات الشنعية.. ضرورية ؟ علما بأن الهدف الاساسى فى تلك المرحلة من تاريخ السودان.. قد كان استقلال السودان ليس الا..
انتهت تلك المرحلة من تاريخ السودان بخيرها و شرها.. وأعتبرناها تدرجا طبيعيا فى الحياة السياسية السودانية.. ولكن.. مالم نجد له أى تفسير حتى تاريخه هو الاتى: الدفاع المستميت عن الامام المهدى و كذلك عبدالله التعايشى حتى اليوم.. أحتفاظ سلسال آل المهدى بممتلكات تم نزعها من السودانيين البسطاء فى زمن المهدية من اراضى و نخيل و رقيق وغيره.. التعامل مع السودان على أساس انه ملكية لساسال المهدى.. ممارسة البطش و العنف المغلفين بالدين الاسلامى حتى تاريخه.. حتى قرر الشعب السودانى المسحوق فى عام 2020.. أن ينزع ثوب القداسة من حفيد الامام.. و يعيده من نيالا الى الخرطوم.. وهو لا يصدق أن كراهية الشعب قد وصلت بالطائفية حد الطرد..
فهل يورث العنف ؟ لان المهدى الحفيد قد أعاد تاريخ جده الى السطح.. وتعامل مع السودان ايضا كملكية خاصة.. ومارس نفس البطش فى الاعوام 86 و منتصف 89
فبماذا نفسر الانتليجنسيا السودانية التى تدافع عن هذه الانظمة.. و تتمسح فى احذيتهم..
روعة الشعب السودانى كما ذكرت.. قد تجسدت فى شباب ثورة ديسمبر.. ثم السودانيين حول العالم.. بعد سلسلة من الثورات طوقت هوامش السودان فى الثلاثة عقود لحكم الانقاذ.. بل وقد حدث فى الهوامش ما هو أفظع مما حدث فى ثورة 19 ديسمبر.. ولكن لانها تتميز بالقومية.. وبأنها حدثت فى قلب الخرطوم فجذبت انظار العالم.. أصبح لها وقع فريد.. و ملأنا الاحساس بالامل و وبدأ العمل الجاد فى تأسيس دولة المواطنة و القانون التى لم يتمتع بها السودان فى تاريخه...
وحتى أوضح هذه اللكن بشكل أوضح أعطى مثالا بما حدث فى الكويت بعد الغزو العراقى.. فقد كان الكويتيون ايام الحرب يقودون مقاومة مسلحة شرسة.. و مقاومة اجتماعية لخدمة الكويتيين فى السراديب.. و الذين انتزعت اسماء المنازل للمستهدفين منهم.. ولقد كان الشيخ جابر عليه رحمة الله يرسل الفلوس من السعودية.. تستلمها المقاومة الاجتماعية و تحولها الى عملة عراقية لتشترى بها لوازم العيش للكويتيين فى مخابئهم.. دخلت قوات التحالف الدولية سنة 1991.. واسقطت صدام.. و حررت الكويت.. فماذا حدث ؟ الذين كانوا فى السراديب و المخابئ قد خرجوا الى العلن على اساس انهم هم من قاد الثورة.. وبدأوا يتزاحمون على المناصب و المكافءات..الخ بينما المقاومة الحقيقية.. سلمت ما لديها من عهدة للحكومة الكويتية.. و عادت الى بيوتها.. وانخرطت فى حياتها العادية..
فأن لجان المقاومة هى الوحيدة التى تواصل الثورة.. وتقوم بواجبات الحكومة.. من أمن و مراقبة..الخ و تسلم المجرمين الى الحكومة.. ثم تحفظ الحكومة هذه البلاغات فى الاضابير..
فأن لجان المقاومة هى الوحيدة التى تواصل الثورة.. وتقوم بواجبات الحكومة.. من أمن و مراقبة..الخ و تسلم المجرمين الى الحكومة.. ثم تحفظ الحكومة هذه البلاغات فى الاضابير..
العنف الذى حدث ايام الثورة.. ليس ببعيد عن عنف الانقاذ.. وليس ببعيد عن أى عنف فى تاريخ السودان.. بل و انه مقتبس من اشاكل العنف فى تاريخ السودان.. و لا احتاج لرصد العنف الذى حدث فى ثورة ديسمبر.. و الجرائم و الفظائع التى ارتكبت ضد الشباب و النساء و الاطفال.. ورغم التوثيق الكامل لتلك المذابح.. الا ان هناك مماطلة و اضحة.. لان الذين مارسوا تلك الجرائم هم اليوم اعضاء فى الحكومة.. بل و استمر العنف فى دارفور بعد الثورة بالشكل الذى يوضح التناقض فى الشخصية السودانية.. لماذا يستمر العنف فى دارفور ؟ وما علاقة القتل بالسلطة ؟
العنف الذى حدث ايام الثورة.. ليس ببعيد عن عنف الانقاذ.. وليس ببعيد عن أى عنف فى تاريخ السودان.. بل و انه مقتبس من اشاكل العنف فى تاريخ السودان.. و لا احتاج لرصد العنف الذى حدث فى ثورة ديسمبر.. و الجرائم و الفظائع التى ارتكبت ضد الشباب و النساء و الاطفال.. ورغم التوثيق الكامل لتلك المذابح.. الا ان هناك مماطلة و اضحة.. لان الذين مارسوا تلك الجرائم هم اليوم اعضاء فى الحكومة.. بل و استمر العنف فى دارفور بعد الثورة بالشكل الذى يوضح التناقض فى الشخصية السودانية.. لماذا يستمر العنف فى دارفور ؟ وما علاقة القتل بالسلطة ؟
العنف الذى حدث ايام الثورة.. ليس ببعيد عن عنف الانقاذ.. وليس ببعيد عن أى عنف فى تاريخ السودان.. بل و انه مقتبس من اشاكل العنف فى تاريخ السودان.. و لا احتاج لرصد العنف الذى حدث فى ثورة ديسمبر.. و الجرائم و الفظائع التى ارتكبت ضد الشباب و النساء و الاطفال.. ورغم التوثيق الكامل لتلك المذابح.. الا ان هناك مماطلة و اضحة.. لان الذين مارسوا تلك الجرائم هم اليوم اعضاء فى الحكومة.. بل و استمر العنف فى دارفور بعد الثورة بالشكل الذى يوضح التناقض فى الشخصية السودانية.. لماذا يستمر العنف فى دارفور ؟ وما علاقة القتل بالسلطة ؟
صاح أول حاجة اتخلصوا من الصادق المهدي وبعدين قبلو علي قحت! بعد ناس قحت يقحوتها مرة واحدة أليس من الأجدى تتحدثي في البداية عن فساد من هم ممسكون بالأمور كلها وبيدهم البلد الأن قبل التحدث عن التاريخ؟ هل تريدين أن تتحدثين عن قحت بعد أن تصبح قحت مجرد تاريخ!!!
هل تريدين أن تتحدثين عن قحت بعد أن تصبح قحت مجرد تاريخ!!! .... أول حاجة تشكر على الدخول و التعليق.. ثانيا انا حتى التاريخ أنا لم أتناوله بعد... وثالثا البوست عمره بضعة ساعات.. فلا تستعجل.. سوف أتناول كل ما أستطيع.. قبل أن (تدخل قحط فى دفاتر التاريخ)!
هل تريدين أن تتحدثين عن قحت بعد أن تصبح قحت مجرد تاريخ!!! .... أول حاجة تشكر على الدخول و التعليق. ثانيا احتى التاريخ أنا لم أتناوله بعد... وثالثا البوست عمره مجرد ساعات.. فلما العجلة على سلخ قحط ؟.. سوف أتناول كل ما أستطيع..ان شاء الله... قبل أن (تدخل قحط فى دفاتر التاريخ)!
ارجو من القراء الكرام ان يتخيلو معى كمية الدماء التى سالت فى اركان السودان الاربعة..
فى فترة الحكم العثمانى و الادارة المصرية.. الامام المهدى.. الاستعمار البريطانى... جعفر نميرى.. الديمقراطية الثالثة للصادق المهدى.. عمر البشير.. حمدان دقلو.. و حتى تاريخ كتابة هذا البوست.. أما ابراهيم عبود فهو الحاكم الوحيد الذى خلا ملفه من أى انتهاك لحقوق الانسان.. ولكن.. هذا وفى رايى الشخصى أنه لم يجد الوقت لارتكاب تلك الانتهاكات.. لان الدستور الذى رسمه ابراهيم عبود لادارة دولته قد كان كفيلا بان يغرق ما بقى من المناطق التى لم تغطيها الدماء..
هذا باختصار ما اتحدث عنه.. فقد ثبت بالدليل القاطع أن العنف هو الصفة الاساسية فى حكم السودان.. و هذا ما قد يفسر الشخصية الانفعالية و السريعة الغضب لكثير من السودانيين.. لان السودانى يولد ويعيش ويموت تحت رحمة بطش حكامه.. و اهمالهم لمتطلباته الاساسية..
أما اذا تناولنا أسباب هذا البطش.. فهى لا تخلو من جهل الحكام السودانيين ببلدهم.. حتى جغرافيته وديموغرافيته و أثنياته.. هذا عدا الجهل التام بمفهوم ادارة الدولة.. فالصراع حول السلطة فى السودان بين الطائفيين و الاسلامويين و اليساريين.. صراع دموى لا رحمة فيه للخصوم..
ولقد لفت نظرى فى اسمرا.. أبان فترة الرئيس المخلوع البشير .. أن معظم الاحزاب السودانية كونت معسكرات للقتال فى اسمرا.. حتى قوات التحالف الخاصة بعبد العزيز خالد.. الحزب الشيوعى السودانى قام بمحاولة انقلابية فاشلة فى زمن النميرى.. وحزب الامة قاد انقلاب ما يسميه السودانيون بانقلاب المرتزقة.. الحزب الوحيد الذى لم يرفع السلاح فى السودان هو الحزب الجمهورى.. هذا لاننا لم نجربه فى حكم السودان..
وفى هذا الصراع المحتدم الابدى بين السودانيين المتعطشين للسلطة... تغيب التنمية تماما.. وفى الوقت الذى حسم فيه العالم مشكلة الجوع و العلاج و التعليم الاساسى و البنية التحتية.. و نظرة عامة الى العاصمة فقط.. يتضح لنا أننا نعيش فى فترة ما قبل التاريخ.. و لا يختلف حكامنا ابدا عن الوحوش المتعطشة للدماء.. كى تسيطر على المواطن.. و تذله و تهينه أو تقتله..
أعتقد ان زائير الان هى من حدود دولة جنوب السودان.. تأثيرات دول الجوار و الدول ذات المطامع فى السودان, كارثية.. بل هى عواصف أكثر قوة من الكتاحة السودانية الخالصة.. نضرب مثال بليبيا.. و أذكر منها فى فترة جعفر نميرى حينما تأزم الوضع الامنى و الاقتصادى.. وفر السودانيون الى ليبيا طلبا للعمل.. فكان طلب تأشيرة ليبيا يستغرق خمسة عشر يوما أو أكثر.. يحجز الشخص مكانه فى الصف ليذهب الى حيث يريد للاستحمام و الاكل ثم يعود ليزحف فى الصف.. طار السودانيون الى ليبيا و تم استقطابهم فى العمالة البسيطة. ثم عوملوا أسوأ معاملة تخطر على قلب بشر.. وأذكر خطاب وصلنى من شخص اسمه سومى... وصلنى الخطاب فى القاهرة .. وطلب منى صاحبه التبليغ عن حالات انتهاكات صارخة ضد العمالة الوافدة من السودانيين الىى ليبيا.. وغيرهم.. وضرب مثالا بالسجن الموجود تحت الارض.. ويمر من فوقه قطار يعمل على مدار الساعة.. هذا كنوع من ضرب الحالة العصبية و العقلية..
المهم فى الامر.. ليبيا عادة تحتضن المتآمرين على السودان من السودانيين أنفسهم.. و تساعد الحكومات السودانية لتقمع شعبها.. و تستقطب الشباب السودانى لاعمال ارهابية.. و يساعد على هذه الاحوال المضطربة للسودانيين فى ليبيا.. مشكلة دارفور.. حيث يفر المواطن من جحيم الحرب ليتوه فى الصحراء.. أو يموت عطشا.. أو يباع !
و قصدى من هذا الاستعراض البسيط لعلاقتنا مع الجارة ليبيا.. لآذكر السودانيين بالعلاقة غير المتكافئة بيننا و ليبيا.. و بالتالى تنشط هى فى تصدير المشاكل لنا.. فيما حكوماتنا منشغلة بقتل المواطنين مواطنيها..
فالعلاقة مع ليبيا سالبة.. و لم ننعم بحسن الجوار و العلاقات الدبلوماسية الجيدة.. و احترام ليبيا للسودانيين..
مشكلة السودان مع تشاد هى فرار الشعبين من و الى البلدين.. فقد كانت تشاد مقرا استراتيجيا للاجئين الدارفوريين .. تماما مثل استقبال السودان اللاجئين التشاديين ايام حسين حبرى.. فالعلاقة مع تشاد تبدو افضل نوعا من بقية دول الجوار الافريقى .. أما أفريقيا الوسطى Republique du centre Africaine فرعايا هذه الدول تتسرب الى السودان باستمرار.. حاملة معها الجوع و الامراض و العادات الاجتماعية الغريبة و تفضيل المصالح الذاتية فوق الوطن و الدجل و الشعوذه...الخ و الحرب مع من يدفع اكثر من الحكومة او المعارضة.. خاصة و ان حدودنا الغربية مفتوحة على مصراعيها.. و تضرب الفوضى غرب السودان من شتى النواحى.. منهم من حارب مع الانقاذ كمرتزقة.. و منهم من حارب مع حميدتى.. و يوجد سودانيين فى افريقيا الوسطى و لكن ليس كباقى دول الجوار الافريقى.. بسبب مشكلة اللغة الفرنسية.. مثل تشاد , غير ان تشاد تتحدث العربية ايضا.. ايضا السودان لم ينعم بعلاقة فيها فوائد ثرة للشعب.. و انما علاقات دبلوماسية تتأرجح حسب الاوضاع المتأرجحة فى البلدين..
أما دولة جنوب السودان.. فلا حاجة لنا باستعراض علاقتنا معهم.. هذا لانهم سودانيين انفصلوا بسبب تعالى الحكومات الشمالية.. حاربوا الشمال منذ منتصف الاربعينيات.. ولكن فى 1955 أصبح التمرد رسميا فى جنوب السودان بما يسمى تمرد توريت.. و أستمر حتى 2005 اتفاقية نيفشا.. ثم الانفصال فى يوليو 2011.. الجنوب كان هدفا دائما لبطش حكومات الشمال.. أو التجار.. سواء كانوا تجار بضاعة.. أو تجار بشر..
و لقد بدأت بذرة الشك من ناحية الجنوبيين فى السياسيين الشماليين.. فى فترة المفاوضات مع الملك فاروق لنيل حق تقرير المصير للسودان.. وذلك من 1938 الى 1956.. حيث استمر سيناريو الشك و الاحباط ثم الغبن ثم الانفجار.. فقد كانت وفود الاحزاب الشمالية تطير الى مصر .. و تفاوض الملك فاروق بشأن السودان.. دون مشاركة الجنوبيين, النوبة, الفونج,دارفور و شرق السودان.. و تكرر الموقف فى مؤتمر المائدة المستديرة (صححونى فى هذه الجزئية رجاءا).. هذه البذرة التى نمت و ترعرعت بفعل غرور و استعلاء الحكام فى المركز.. حتى افرزوا لنا ما يسمى بالهامش.. و استمرت الدماء تسيل بغذارة فى كل أرجاء السودان.. و خصوصا جنوب السودان.. الذى لم يهدأ حتى نال استقلاله ! و نتمنى ان لا يمتد الانفصال الى المكونات الاخرى التى ذكرتها.. و التى كان لها نفس نصيب الاستعلاء و الاحتقار.. ثم اعلان الحرب و القتل مثل جنوب السودان.. هذا الجزء من السودان الذى اصبح اليوم دولة اخرى.. قد ارتوت ارضه بالدماء الغزيرة للجنوبيين و الشماليين الذين كانوا يرسلونهم ليحاربوهم أيضا...
ولكن المؤلم فى حقيقة شعب السودان.. و السبب حكوماتنا الجاهلة و الغير وطنية.. أن جميع دول مجلس التعاون الخليجى بناها السودانيون.. منذ سبعينيات القرن الماضى.. و ما يزالون.. كفاءات و عمال مهرة و غير مهرة.. و عمالة..الخ فى حين ان السودان تدهور كثيرا فى هذه الفترة.. حتى وصلنا الى ما نحن عليه.. فأصبح السودانى يعود فى عطلته الرسمية الى السودان ويهرول نحو بلده الثانى..
ما من حكومة سودانية بذلت أى مجهود فى تجفيف منابع السفر الى الخارج.. و النتيجة أيضا.. أن السودان قد ترك عاريا لاهواء سياساتنا الخرقاء...
فماذا كانت نتيجة عطاءنا غير المحدود لدول مجلس التعاون الخليجى ؟ فقد طمعت أكثر فى الشخصية السودانية , بعد أن خبرت سمو اخلاقها و قوتها البدنية و الذهنية و العصبية كما قلت فى بداية البوست.. و قررت أستخدامنا فى تصفية حساباتها الخاصة.. مستخدمة الخونة من السودانيين وضعاف النفوس.. فكانت الصفقات تتم فى السر.. و بذلك و دون أن يشعر السودانيون.. وجدنا أنفسنا نحارب للسعوديين حروبهم.. ضد دولة عربية عزيزة على السودان.. وهى اليمن..
و بعد كووول هذا المشوار نحو الحرية و الديمقراطية.. وبعد فيضانات الدم التى سالت فى كل بقاع السودان.. تتلكأ الحكومة السودانية الانتقالية اليوم.. فى اعادة الشباب السودانى و قفل هذا الملف المخزى و المؤلم و الذى يهدد مستقبل علاقاتنا مع اليمن... تماما مثلما حاربنا مع جيش صدام حسين ضد الكويت.. و كل العالم يشهد ان الكويت ليس محافظة من محافظات العراق حتى تطالب بها العراق.. ثم ليبيا ايضا.. حيث يحارب السودان ضد قوات دولية كما حدث فى عهد صدام.. و يحارب الى جانب حفتر.. حرب غير متكافئة.. و تنبئ بمستقبل الشباب السودانى الذى يشارك فيها... و فى كل الاحوال التى ذكرتها فى التورط العسكرى مع الدول العربية.. فالسودانيون مرتزقة.. يتم بيعهم وشرائهم كما الفراخ.. حتى تجرأت سيئة الذكر الامارات و خدعت مجموعة من السودانيين للعمل فى الامن.. أتضح فيما بعد أنهم سوف يحاربون كمرتزقة فى اى دولة تختارها الامارات.. و بمنتهى الوقاحة.. تسب الامارات الشباب الذى رفض هذها المهزلة و عاد الى وطنه.. بأنها كانت تقدم لهم فرص عمل بدلا من الجلوس بلا عمل.. علما بأن الامارات مارست معنا كل اساليب الخديعة و الغش و التآمر فى فترة ثورة 19 ديسمبر.. وارسلت الاسلحة و الذخيرة للبرهان و حميدتى.. ثم سيارات الدفع الرباعية لاستخدامها فى حرب المدن.. ثم وأثناء مفاوضات الحكومة الانتقالية مع حملة السلاح فى جوبا.. ترسل لعبدالعزيز الحلو.. ضاربة بالمباحثات عرض الحائط.. ثم تعرض عليه مبلغ 15 مليون دولار.. هل عرفتم الامارات تقدم أى خدمة مجانا ؟ و لماذا يمنحها القادة السودانيون كل هذا الاحترام.. فيما تهين هى الشعب ؟
لماذا كل هذا الخنوع و الانكسار لدول أخرى.. و التفريط فى اعظم دول العالم.. وهو السودان و ترابه و انسانه و تاريخه المهول ؟
الله غالب..
Post: #27 Title: Re: الّكتاحة.. Author: علي عبدالوهاب عثمان Date: 02-04-2020, 03:47 PM Parent: #26
تسلم يا على.. تعبنا و الله من الولولة و بلاهة حكوماتنا.. ما ممكن الواحد يعيش و يموت على القهر دا..
و أنا بكتب فى البوست دا.. أتذكرت لما كنا صغار فى المرحلة الابتدائية.. و كان فى مظاهرة من اول كادقلى لى آخرها.. و نحنا جارين و را المظاهرة ما فاهمين و لا عارفين حاجة..
و كيلك الله.. العمر كولو ضاع فى جنس دا.. حتى فى كندا.. ودرجة الحرارة تحت الاربعين.. زائد 20 سرعة الرياح.. يعنى درجة الحرارة ناقص ستين.. تلقانا نحنا السودانيين.. و اقفين فى الشوارع نهتف.. وبعد دا كووولو.. الحكومة الانتقالية تمّقصنا بالطريقة دى..
تسلم يا على.. تعبنا و الله من الولولة و بلاهة حكوماتنا.. ما ممكن الواحد يعيش و يموت على القهر دا..
و أنا بكتب فى البوست دا.. أتذكرت لما كنا صغار فى المرحلة الابتدائية.. و كان فى مظاهرة من اول كادقلى لى آخرها.. و نحنا جارين و را المظاهرة ما فاهمين و لا عارفين حاجة..
و كيلك الله.. العمر كولو ضاع فى جنس دا.. حتى فى كندا.. ودرجة الحرارة تحت الاربعين.. زائد 20 سرعة الرياح.. يعنى درجة الحرارة ناقص ستين.. تلقانا نحنا السودانيين.. و اقفين فى الشوارع نهتف.. وبعد دا كووولو.. الحكومة الانتقالية تمّقصنا بالطريقة دى..
ما معقول ياخ..
Post: #30 Title: Re: الّكتاحة.. Author: علي عبدالوهاب عثمان Date: 02-04-2020, 04:58 PM Parent: #29
الحكومة الانتقالية تمّقصنا بالطريقة دى.. =============== الاستاذة .. نور .. تحياتي آسف لمقاطعة تسلسل أفكارك الأمر واضح المشكلة تكمن في عدم الخبرة في بعض الوزارات مع حبي وتقدير للجميع ( وزارة الشباب ، الاوقاف ، التجارة ، الخارجية .. إلخ ) لأن الخبرة مهمة جداً جداً والوزارات هي الادوات التي تساعد رئيس الوزراء في اتخاذ القرارات .. مساعدة رئيس الوزراء في اجتماعات ( مجلس الوزراء ) هي الأهم الخبرة التراكمية مهمة جداً وعامل السن مهم للخبرة الاجتماعية وكيفية التعامل وقراءة الآخر
موضوع الوزارات و عدم الخبرة.. دى قد تكون آثارها قليلة على المرحلة الانتقالية.. وأن كانت غلطة الحرية و التغيير فى أسلوب التعيينات.. و التكالب على المناصب.. وأهمال مسألة تراكم الخبرات.... المهم فى الآمر.. أنا موضوعى هو التآمرات الخارجية على السودان.. وبايادى سودانية.. وخاصة المجال العسكرى..
فقد أعتادت الدول العربية على (أستخدام) السودانيين ليحاربوا لهم حروبهم مقابل المال.. حتى حولوا ابنائنا الى مرتزقة دولية.. وهذا الامر يكلفنا طاقة بشرية هائلة لا يمكن استبدالها أو تعويضها.. علما بأن السودان قد ساعد مختلف الدول فى الماضى للحصول على الحرية.. و لكن دون مقابل.. و قد كانت العلاقات الخارجية قوية و متكافئة.. و كان للسودان مكانة دولية مرموقة..
حاربت قوة دفاع السودان بجانب الحلفاء فى الحرب العالمية الثانية 1862 حاربت قوة دفاع السودان فى المكسيك.. 1854 1856 حروب محمد على باشا ضد روميل فى الصحراء الغربية(هذى لنا فيها رأى) 1948 حرب فلسطين 1960 شاركوا فى حفظ السلام فى الكونقو 1973 حاربوا مع المصريين فى شبه جزيرة سيناء و كذلك شاركوا فى حفظ السلام فى 1979 تشاد 1989 ناميبيا شاركوا مع قوات حفظ السلام تحت لواء جامعة الدول العربية و اعادوا الحكومة المدنية فى جمهورية جزر القمر ثم مرة اخرى استعادت المظلات السودانية جزيرة أنجوان لجزر القم عام 2008
كل ما ذكر اعلاه قد تم بدون بيع او شراء.. ووفقا للمواثيق الدولية.. و حفظا لكرامة الجندى السودانى.. فيما عدا الحرب مع محمد على باشا لاننا كنا تحت استعماره..
الان بدأ بيع و شراء الجندى السودانى و المواطن السودانى للحرب مع كل من يدفع.. ولقد بدأت هذه الجرائم مع الانقاذ.. و تتواصل الان على يد عسكريين فى الحكومة الانتقالية.. و باختصار حميدتى و البرهان..
السودان دائما دوره ايجابى مع دول الجوار و الدول العربية.. فيما نعانى من سلبيات فى علاقاتنا معهم.. فعلاقتنا مع مصر غير شائكة و لا معقدة.. فهى فى وضوح الشمس فى رابعة النهار..
مصر تتعامل مع السودان على اساس انه احد محافظاتها.. و تتعامل معنا بنفس اسلوب الادارة المصرية فى السودان ايام محمد على باشا.. و تتوسع تدريجيا باتجاه الجنوب.. فيما تقف حكوماتنا عاجزة عن وقف هذا التوسع.. بل وان عبود قد باعهم وادى حلفا.. متجاهلا كل طلبات الاهالى و السودانيين عامة بعدم بيع و ادى حلفا.. ولكنه فعلها.. وشرد شعب بالكامل ملئ بالحسرة و الالم.. أنتشروا حول العالم وذابوا فى مجتمعاته و نسوا أمر السودان..
ثم وضعت يدها على حلايب و شلاتين.. ثم اتفقت مع الانقاذ لمنحها الاف الافدنة فى شمال السودان للزراعة.. و مع الانفجار السكانى فى مصر..(120 مليون نسمة).. تتشبث مصر بالاراضى السودانية أكثر فأكثر.. هذا عدا بقية الثروات التى لا تحصى و لا تعد..
حسنا.. ما الذى يجعل الحكومات السودانية تركع امام مصر.. و لا تقدر حتى على اعادة ممتلكاتها.. و تصمت عن أنتهاكات مصر فى السودان.. فقد نشرت الاستخبارات المصرية فى السودان ايام الثورة.. و ارسلت لنا الدقيق المسرطن الذى لم ترضاه لشعبها.. و تتآمر مع أيييى دولة تتآمر ضد السودان.. خاصة السعودية و الامارات و قطر..
وبما ان مصر هى الاقرب الى السودان من حيث الحدود الجغرافية.. والتاريخ و التراث و نهر النيل.. ألا انه من المهم جدا تنقية هذه العلاقة من الشوائب.. و التعامل معها بمستوى النّدية.. فاذا أتت مصر أولا.. فالسودان ايضا بالنسبة لنا نحن شعب السودان.. أولا.. فلا ارى حلا للعلاقة مع مصر غير النّدية..
نجوى عباس محمد احمد قدح الدم او ( شندلر عباس قدح الدم) الكانت في استقبال البرهان و نتنياهو أمس و هي من رتبت لتفاصيل الزيارة ... خريجة هندسة ميكانيكية جامعة الخرطوم ، عملت بوكالة الفضاء الأمريكية ناسا ، ثم معهد ابحاث الطاقة و الفضاء التابع لناسا بأسبانيا ، نالت الدكتوراة في مجال الطاقة من المانيا ، تزوجت من أستاذها المشرف عليها ، وهي حاصلة على الجنسية النمساوية .. عملت بمنظمة حماية البيئة في يوغندا ، و كانت دخلت في صراع مع السفير السوداني في كمبالا عادل شرفي بمساندة علي كرتي الذي وعدها بمنصب الأول ، واللي لجأ الى بريطانيا ، و كانت من اغرب السوابق تعيين سفيرة للسودان تحمل جنسية غربية في مثل المنصب الحساس دا ... لكنها استحقت المنصب لما أقنعت كرتي بأنها قادرة على اقناع موسيفني بطرد المعارضة من اوغندا ، و فعلا بدعم من الحكومة سافرت تلات مرات لكمبالا ، و تكللت مساعيها بزيارة موسيفني للخرطوم بعد طول جفوة ، و زار موسفيني منزل نجوى و اهلها في الخرطوم .. و تم تكريمها بوسام النيلين هي و صلاح قوش في نهايات العام ٢٠١٨م من قبل الرئيس المخلوع قبل الثورة .. و يذكر ان نجوى لها علاقات طيبة مع مصر و المانيا و صلاح قوش و بن زايد. ...
كلنا حريصون على نجاح هذه الثورة.. خاصة و أنها قد جاءت بعد معاناة و عذاب يمتد لمئآت السنين.. وهذا رأيى.. طرد الانجليز.. استقلال السودان ثورة اكتوبر ثورة 85 يلتقى شعب السودان مرة اخرى ليفجر... ثورة 19 ديسمبر
الا ان الاحزاب المتمثلة فى قوى الحرية و التغيير و نداء السودان بجميع احزابهم قفزوا فوق السلطة.. و نقلوا جرثوم الكورونا الى االحكم الانتقالى.. حتى بدأت الاصوات التى كانت تنتقد فى همس خوفا على الثورة.. بدأت تجأر بالنقد الحاد..
يقينى أن أننا وللمرة الالف واقعون تحت احتلال أجنبى هلامى.. لا نستطيع أن نتبين شكله بجلاء.. لانه يعمل فى الخفاء.. و هذا الاستعمار لا يريد لنا النجاح طبعا... فهو يريد السودان ضعيفا و متطاحنا, ليستفرد هو بثرواته البشرية و الطبيعية.. و يعرف جيدا نقاط ضعف القادة السودانيين.. لذلك برز نتنياهو قبل التوقيع بين مصر و اثيوبيا و السودان بخصوص السد , فى هذا الشهر فبراير..
الطريقة التى تمت بها المقابلة بين البرهان و بقية الخونة.. طريقة تآمرية تمت فى الظلام قبل ان تنتهى من أغراضها.. لذلك تنفى وزيرة الخارجية علمها بالامر.. ووزير الاعلام أيضا ينفى معرفته بالخبر.. ويترك الامر بالشكل الذى يثير البلبلة وسط الشعب... فقد كان من المفروض استطلاع الرأى العام فى هذه الخطوة الخطيرة.. حتى لا تتحمل الحكومة الوزر لوحدها..
التآمرات العسكرية علنية الان.. وشراء حميدتى للسلاح من روسيا لم يكن سر.. واستقدامة لجنود روس للحرب فى ليبيا على حسابه ليس سرا.. و الترس الذى بناه بين الدعم السريع و القوات المسلحة شاهد و مطلع.. و هلع الامارات و تعاملها مع السودان كما لو أنه (بيت أبوها).. يدل على مدى سطوتها و قوتها و أموالها فى التعامل مع حكومتنا.. أبنائنا فى اليمن حتى الان وزيرة الخارجية الموقرة لم تنهى المسألة.. وطآئرات اماراتية تقل الشباب السودانى من مطار الخرطوم و البعض الاخر من مطار الجنينة.. و الحكومة لا تصدر بيانا و لا تستطيع أن تقول للامارات تلت التلاتة كم.. وقد علمت ان حميدتى يسيطر على المطارات.. و التصنيع الحربى.. و جهة ثالثة نسيتها الان..
فالخوف كل الخوف من أن تنجح هذه التآمرات.. حينئذ يعلم الله وحدة ماذا يحدث للشعب السودانى.. فبقدر عظمة هذا الشعب.. حكوماتنا مهلهلة.. و أعتقد أن حمدوك يعانى معاناة ما انزل الله بها من سلطان.. أنظر الى شعرراسه فى ستة أشهر فقط كرئيس للسودان.. و مشكلته فى رأيى هى أنه رئيس محدود الصلاحيات.. الاحزاب خدعته..
أتابع سردك وإستعراضك القيم لماضى وحاضر الحكم فى السودان عجبنى أسلوب (الفلاش باك) .. لا أريد مقاطعتك لأنه أفضل للبوست أن تواصلى إستعراضك لنهايته ولكن أسمحى لى بإشارات سريعة:
الثورة المهدية فى رأيى لم يكن هدف محمد أحمد المهدى وخليفته (تحرير السودان). هى حركة دينية صارت ثورة دينية أساسها معتققد دينى (المهدى المنتظر)، ورسالته لكافة البشر وخاصة المسلمين (خطابات الخليفة لملكة بريطانيا لتسلم فتسلم، والملك السنوسى فى مصاف أبوبكر الصديقة، ومحاولة فتح مصر) ولم تقم دولة بإسم السودان، بل دولة إسمها (المهدية) وقبل المهدية وقبل غزو جيوش محمد على باشا للسودان والحكم التركى، من كانوا مواطنيين فيما يعرف اليوم بقطر السودان، لم يكن يسمون أنفسهم سودانيين، فالإسم أطلقه عليهم وعلى منطقة حدودها تتعدى سودان اليوم. كانو مجرد شعوبأً وقبائل لتعارفوا، ولذلك الغزو التركى كل منطقة أكلت تارها لوحدها تصديا للغزو. وقبل التركية ورجوعا لما قبل الميلاد لم تكن هنالك دولة باسطة سيطرتها على كل سودان اليوم، وما كان موجود فى حقب زمانية مختلفة من ممالك كانت مسمية بأسماء أخرى، أخرها فى التاريخ الحديث مملكة سنار أو السلطنة الزرقاء وحدودها لا تشمل كل سودان اليوم، وقد إنحسرت قبل التركية.
ذكرتى قبل الإستقلال أن الأحزاب السياسية التى وصفتيها بالشمالية أنها كانت تسافر لمصر لتفاوض الملك فاروق على تقرير المصير هذه المعلومة غير صحيحه، لم تفاوض أو تلتقى بالملك، التفاوض على تقرير المصير كان مع حكومة الثور المصرية (برئاسة محمد نجيب) التى أطاحت بالملك فاروق. أما عن غياب عناصر سودانية بعينها ذكرتيها غابت وترمين اللوم على ما صنفتيهم أحزاب شمالية، فساعود له بعد فراغك من السرد.
عن طلبك تصحيحك عن مؤتمر المائدة المستديرة، فهو أساسأً كان بين ما كان عليه الوضع آنذاك بين الأحزاب المفترض تمثل (شمال زمان) والإخوة الجنوبيين (ممثلين بأحزاب (جنوبية) .. وإذا جاز لى أن أضيف لم يكن آنذاك قضايا مناطق أو أثنيات أخرى سودانية لا شرقا ولا غربا .. لا دارفور لا كردفان لا جنوب النيل الأزرق أو غيرها مطروحة، لم يكن إقصاء لمن أراد المشاركة الآن من السهل إلقاء اللوم على أحزاب (المركز) الذى يصنف (شمالى اليوم وليس اآنذاك) أو بالأحرى (عربى) .. ولكن اتمنى فى طرحك لو شملت تحليل تفصيلى أكثر لماذا غاب من ذكرتيهم وقضاياهم عن مؤتمر المائدة المستديرة.
ذكرتى السيدة قدح الدم وهى من حيث الموطن السودانى أمدرمانية ولكنها من حيث الأثنية ماذا تصنفيها؟ (عباس قدح الدم كان له إسهامت وطنية معلومة إبان الحركة الوطنية وبعدها) .. إستنكرت أن تعين سفيرة للسودان وهى تحمل جنسية دولة آخرى وأؤيدك فى هذا التحفظ. وحيث انك لم تأت بعد لتحليل قحت وأكيد لن يخلو عن حكومة حمدوك، فأرجو أن تستصحبى هذا التحفظ، فيما رأيك فى أن يعين حمدوك وزير دولة للخارجية عمر قمر وهو يحمل جنسية أمريكية وزوجته أجنبية من أحد الدول الأفريقية، بغض النظر عن عدم دستورية التعيين ومدى أهليته للمنصب أو حقيقة الدواعى لإبتداع وزير دولة للخارجية.
* عن تعليقك بأن حمدوك مهموم والأحزاب خدعته، فى رأيى أنه خدع نفسه والثوار، فهو ليس أهل لهذا المنصب، وهو السبب الأساسى لتعثر حكومته وتعثر الثورة .. أيضا هذه إشارة لم أقصد بها التأثير على طرحك ..
** لا يفوتنى أن أقول وأنت تطرحين هذا الطرح المفيد .. أننى تحسرت على تعينات قحت وحمدوك .. فأنت الأستاذة نور تاور بآفاقك الواسعة ومعرفتك وثقافتك عن السودان وما تحملي من هموم الوطن كنتى ستكونين إضافة كبيرة ضمن كابينت الحكومة خاصة وشعار الثورة إعطاء فرصة للنساء للمشاركة والقيادة.
شرفتنى كثيرا بهذه المداخلة المحترمة مثل صاحبها.. ما أود أن افعله فى هذا البوسط فقط هو ربط الماضى بالحاضر.. ثم الاشارة الى مواطن الخلل التى تجعلنا نلف و ندور فى دائرة جهنمية.. تعيدنا دائما الى الوراء و تجعلنا نهبا لاطماع خارجية لا ترحم...
موضوع المهدية و أنت محق فى كل ما كتبت.. فان ميزته أنه حاضر غائب فى السياسة السودانية.. حتى اصبح كاحد أضلاع المثلث فى السياسة السودانية.. يرفضها كثير من الناس.. ويؤمن بها و يفاخر بها و يدافع عنها كثير من الانتلجنسيا.. لذلك فهو يحتمل كل التمحيص و الكر و الفر حتى يتم (غربال) كامل لهذه الحركة الدينية و السياسية و الثورية فى تاريخ السودان..
و موضوعى أيضا هو أهمية قراءة التاريخ قراء صحيحة حتى نكسر الطوق المؤلم الذى يؤذى السودان دائما.. فلا أذكر من الذى قال اذا لم نقرأ تاريخنا جيدا, نعيد تكرار الاخطاء.. فنحن لم نقرأ تاريخنا جيدا.. و من قرأه لا يستفيد منه.. لاننا لم نقرأ فى تاريخ السودان غير كتب شبيكة.. حتى و صلنا الى مرحلة ثورة عملاقة.. تتقاذفها الاهواء.. و نخشى عليها من الانهيار..
أما موضوع قدح الدم.. فأنا لم أكتبه.. فقد و جدته فى الواتساب.. و أحضرته هنا للبحث و التدقيق.. و قد صدق حسى بتعليقك على المقال.. و لكن ما يهمنى فى أمرها.. رغم سيرتها الذاتية العظيمة.. ألا أنها من فلول النظام البائد.. حينما كانت الانقاذ على علاقة سرية مع اسرائيل .. من خلال مكتب صغير فى تل ابيب يسمى مكتب خدمات.. فهى التى تابعت هندسة هذا اللقاء حتى مصافحة الرجلين نتنياهو و البرهان.. أما فى أمر هذا اللقاء نكتب فى الصفحة التالية..
عموما.. أشكرك جزيل الشكر.. و أنتظر دخولك فى أى وقت.. لان مداخلاتك تقّيم ما أعوج من طرحى و تعود به الى المسار الصحيح..
أستيقظ السودان على لقاء بين البرهان و نتنياهو فى عنيبى عاصمة يوغندا يوم امس.. و ترك اللقاء حالة من الهرج و المرج و الدهشة.. بسبب عنصر المفاجأة فى أمر خطير مثل تطبيع السودان مع اسرئيل.. فى دولة مسلميها أكثر من ذوى الديانات الاخرى.. و منهم متشنجين دينيا و صوفيين و مشايخ خلاوى...الخ و قد يؤدى عنصر المفاجأة الى انفراط فى الامن و هذا ما لا نحتاجه.. و بغض النظر عن تطبيع أو لا تطبيع.. فقد كان لزاما على الحكومة الانتقالية عرض الامر لاستفتاء عام.. ثم طرح النتيجة فى برلمان منتخب.. ثم يصل الامر الى مجلس الوزراء.. ليكون القرار ملزما..
فما الذى حدث ؟ فقد بدآ البرهان من الاخر.. بل انه تخطى كوووول مكونات الحكومة بقحترييها و مهنييها..الخ. بل خارجيتها و أعلامها... أهم وزارتين فى هذا الامر.. كل هذا لم يحدث.. مما يدل على أن الامر تم بشكل تآمرى.. و تم الترتيب له لفترة طويلة..
فما علاقة البرهان بهكذا أمور ؟ الاجابة هى أنه جامل ووافق على حساب شعب السودان.. و سلمنا كما النعاج لاسرائيل.. ووضع رئيس الوزراء امام الامر الواقع.. و الذى اصدر بيانا مقتضبا بدوره يوافق على اللقاء.. كخطوة ايجابية نحو مصلحة السودان على حد تعبيره.. فيما أن الامر واضح جدا.. فقد وجد الحمدوك نفسه أمام الامر الواقع.. و قرر القبول حتى لا يثيثر البلبله مع البرهان.. أو أنه موافق على الامر.. و تكتم عليه منذ البداية.. وفى هذه الحالة فهو أما خائف أو خائن للشعب..
يعنى أمران.. أحلاهما مر.. تماما مثل كتاحة الدستور الدائم للبلاد.. التى لم نصل اليه بعد 64 سنة استقلال..
فبالرغم من أن يوغندا و كينيا الان هما حدود دولة جنوب السودان ألا أن هناك الكثير الذى يمكن أن يقال عن علاقة السودان مع هاتين الدولتين.. و خصوصا فى الثلاثة عقود لحكم الانقاذ حيث عّجت يوغندا و كينيا بالمعارضة السودانية.. و خاصة المعارضة المسلحة.. و تحديدا الحركة الشعبية لتحرير السودان.. ثم الحركة الشعبية قطاع الشمال.. ثم المهاجرين من مختلف انحاء السودان.. المهاجرين الجنوبيين فى لجوء دائم اليها.. و قد كان ليوغندا نصيب الاسد فى استقبال اللاجئين من جنوب السودان.. و الذين ذابوا بسهولة فى المجتمع اليوغندى بسبب تشابه الثقافة و الهوية الافريقية و اللغة و السحنة و العادات و التقاليد..
أذكر فى شان العلاقة مع يوغندا.. فقد كنت مدّرسة للغة الانجليزية فى ثانوية جوبا للبنات فى فترة النميرى.. وهى مدرسة داخلية.. ملصق بها مدرسة متوسطة للبنات, أيضا داخلية.. و قد كانت تسمى مدرسة اديس ابابا المتوسطة للبنات.. خلف المدرستين كانت هناك قاعدة عسكرية او مخزن مهمات عسكرية .. لا أعلم تحديدا.. ولكن كانت تتم صيانة الاليات الحربية فى ذاك المكان..
فى داخلية اديس ابابا كانت الفتيات تضع جميع مقتنياتهن فى (شنط حديد) و يضعن الشنط تحت الاسّرة.. و مع أول طلقة رصاص يسمعنها.. يهرولن الى الغابة بأتجاه الحدود اليوغندية.. معتقدات ان الحرب قد عادت.. و قد تكرر المشهد عدة مرات.. و فشلت المدرسة فى اللحاق بالفتيات فى الغابة..
فقد كانت يوغندا هى العمق الاستراتيجى للجنوبيين قبل استقلالهم.. ثم جارة صديقة لهم الان.. رغم تدخلها فى السياسة الداخلية لجنوب السودان.. ومن قبل فى السودان.. حيث اتسمت علاقتها مع السودان بالكر و الفر بين الحكومة و المعارضة تماما كما تفعل مصر مع السودانيين المقيمين لديها.. و الان مساندة فصيل عسكرى ضد الاخر فى دولة جنوب السودان..
نفس ما قلناه عن يوغندا يتكرر فى كينيا مع تغييرات طفيفة.. و لقد استقبل كينيا السودانيين باستمرار.. سواء لاجئين أو مقيمين.. حركة شعبية ام مواطنين عاديين.. و هى تمنح كل مساعداتها و تأييدها لاقامة المؤتمرات السودانية وورش العمل و المحاضرات.. وتقوم بدور الوسيط احيانا بين السودانيين.. سواء كان من داخل منظمة الايقاد او خارجها.. و لا يجد السودانى مشكلة فى الحصول على عمل فى نيروبى..
أما علاقتنا مع ارتريا و أثيوبيا.. فهى بالرغم من التشابه بيننا و بينهم فى عدة أمور.. و مشاركتنا نهر النيل مع اثيوبيا .. ألا ان العلاقة معقدة بشكل غريب مع ارتريا..
مؤكد الكيزان وجهاز مخابراتهم هم مهندسو هذه المصيبة عشان يضحكوا علينا زي ما ضحكوا علينا مرات ومرات منذ 12 ابريل وحتى الأن في دعمهم الخفي لكل خطوة وعمل ضار بالثورة وبالسودان وأهله.
المصيبة هينة.. بتتباصر زى ما السودانيين بيعملوا كل مرة مع الحكومات بتاعتنا الهبلة دى.. المشكلة فى الايادى الخفية مهندسة خراب السودان.. ديل لا حصر لهم و لا عد.. و جابوا لينا القلق.. و ما فضل لينا الا نرمى الودع عشان نعرفهم.. فى وكت غالى جدا حيضيع مننا على حساب حاجات أهم.. فى جهد حيضيع مننا.. و الله غالب...
مباحثات جوبا.. و ما ادراك ما مباحثات جوبا.. 8 فصائل لا لها جنود او سلاح او ارضية تحارب منها و لا يحزنون.. التوقيع مع مالك عقار لا افهم معناه.. فالرجل ايضا ليست له أى صفة عسكرية.. شعب النيل الازرق يرفضه بسبب فسادة فى الفترة الانتقالية للحركة الشعبية 2005-2011 اضافة الى انه لم يكن له فصيل حتى ايام قرنق.. ثم ثالثة الاثافى.. التوقيع مع التوم هجو..
ثم وفى فترة المفاوضات و كما ذكرت فى صدر البوست.. ارسلت الامارات فى طلب الحلو.. وهناك تسريب عن 15 مليون دولار.. ثم و بعد عودة الحلو الى جوبا.. يغادر ابناء جبال النوبة الى ليبيا من مطار الجنينة.. و لا تصدر الحكومة أى بيان لتوضيح الامر..
أولا الحلو قائد للحركة الشعبية شمال بوضع اليد.. مثل كثير من قادة الحركات المسلحة.. قلنا آآآآمين.. ثانيا الحلو قام بالتخلص من المستنيرين من ابناء النوبة فى الحركة و احدا أثر الاخر.. بمعنى الفصل من الخدمة او التهميش حتى يغادر من تلقاء نفسه.. حتى لا يسمع أى نقد.. أو تتعرقل مسير ته بالشكل الذى يرضاه.. ثالثا النوبة ليسوا هم فقط الشريط الجنوبى للولاية و المتاخم لجنوب السودان.. فالولاية لها حدود جغرافيا كاملة و مساحتها مساحة اسكتلندة .. ولكنه يتخذ القرارات المصيرية التى تهم الاقليم بمفرده أو اصدقاؤه.. مسألة العلمانية التى فرضها على طاولة المباحثات لن يتم قبولها بهذه الطريقة.. وهو يعلم ذلك جيدا.. و أعنى أنه لا يمكن أن يفرضها أما العلمانية و أما تقرير المصير.. فهل اجرى استفتاءا ليعرف رأى أهالى الولاية ؟(و هذا ممكن جدا).. رابعا سير المفاوضات يقول انها لم تتقدم مع الحلو.. و السبب و بأختصار.. هو أن عبدالعزيز قد اختار تقرير مصير الاقليم.. ولكنه يشترى الوقت.. وهناك عشات من الايادى العالمية الخفية تعمل فى هذا الاتجاه.. خامسا حكومتنا الموقرة التى تربط قيام المجلس الاستشارى بالمفاوضات... فهذا معناه أن الحكومة الانتقالية سوف لن تنعم بمجلس استشارى.. و سوف تظل الدولة هكذا بلا رقيب او حسيب.. خصوصا السادة الوزراء و ما يقومون به من (خرمجة)..
اللغط حول لقاء البرهان و نتنياهو يتصاعد بشكل محموم.. انفجار الموقف بين حميدتى و البرها ن بعد عودة الثانى من يوغندا.. مؤشر سيئ و لا يطمئن.. فقد اشتبك الرجلان حينما سأل حميدتى للبرهان: لماذا لم تخبرنى بالامر.. (كلمة من هنا و كلمة من هناك) أنفجر الموقف حتى وضع الحرس سلاحهم فى حالة الاستعداد.. بعدها هرول البرهان الى القيادة و التقى بافراد جيشه.. و اتصل حميدتى بوحدات الدعم السريع فى العاصمة.. و طلب منهم ان يكونوا فى أهبة الاستعداد..
و هذا ما فتئنا نتحدث عنه بأن الامر ليس قبول او رفض التطبيع المحتمل مع اسرائيل.. و لكن كل الاجراءات خطأ.. ثم الشارع العام السودانى الذى يغلى الان.. ثم المتربصين الذين يطربون الان و يعملون جاهدين لتوسيع رقعة الازمة... ثم الحكومة التى وجدت نفسها فى موقف لا تحسد عليه.. ثم اتهام الشارع للبرهان بأنه يهيئ نفسه لحكم السودان من خلال اسرائيل و امريكا.. وذلك من خلال هندسة قطر و السعودية و الامارات و مصر.. ثم القحتريين الذين أقتطعوا الوقت الذى يقضونه فى الصراع حول المناصب.. وبدأوا يصدرون بيانات الاستنكار و الرفض..
هذه الورطة سوف لن نخرج منها سالمين.. و أعنى أننا نحن شعب السودان.. من سيدفع الثمن كالعادة..
لا يوجد الكثير الذى يعكر صفو العلاقات بين البلدين.. و العلاقة أذلية بينهما.. و يشترك شعب البلدين فى كثير من العادات و التقاليد و الديانة و الهوية الافريقية و نهر النيل.. مشكلة واحدة فقط تتوسع و تتعمق حتى أصبحت تهدد شعب السودان فى الفشقة.. أحدى محليات القضارف الخمسة بشرق السودان.. حتى صرح والى القضارف ميرغنى صالح فى العام 2004 بأن اثيوبيا تحتل نحو مليون فدان بواسطة الشفته الاثيوبيين.. وهم جماعات تقول عنهم الحكومة الاثيوبية , جماعات متفلته..
وهذا هو أصل المشكلة..
عام 1902 فى فترة الحكم الثنائى البريطانى المصرى.. تقدم لورد كتشنر حاكم السودان انذاك.. بمذكرة تقدم بها الى الحكومة البريطانية.. طالبا ترسيم الحدود بين السودان و أثيوبيا.. و بعد موافقة بريطانيا.. تم الترسيم بواسطة ميجور قوين.. و بذلك سميت الحدود بين البلدين باسم خط قوين.. من هنا بدأت مشكلة الحدود بين السودان و اثيوبيا على النحو التالى:
1957-1964 أستولى 7 مزارعين اثيوبيين على 3 فدادين فى الفشقة فى جبل اللكود.. 1964-1967 استولى 27 مزارعا أثيوبيا على 33 ألف فدان 1972-1991 أستولى 52 مزارع أيوبى على 84.55 فدان 2004 أستولى الاثوبيون على 754 فدان حينها صرح و الى القضارف ميرغنى صالح بأن الاراضى السودانية المحتلة هى مليون فدان تقريبا.. 2015 قتلوا 16 مواطنا سودانيا و احتلوا 265 كلم فى الستيت و باسلام شرقا .. حتى القلابات جنوبى القضارف و تايا حتى جبل دقلاش.. 2016 تم تشكيل لجنة بين الطرفين لتحديد احداثيات خط قوين ووضع العلامات.. الا أن ذلك لم يتم لانه فى العام 1963 كانت منظمة الوحدة الافريقية قد صادقت على عدم تغيير الحدود المرسومة بواسطة الاستعمار.. وأعتمادها حدودا فاصلة بين الدول المستقلة.. و بالتالى أصبح خط قوين هو المعترف به دوليا بين السودان و أثيوبيا..
يصبح الحل الوحيد للسودان أن يطرد الاثيوبيين الى حدودهم.. و يعيد للمزارعيين السودانيين أراضيهم.. و يوقف الهجوم الاثيوبى المتكرر على المزارعين السودانيين.. و يلاحظ أن كل تأخير فى حل المشكلة.. يزيد من تعقيدها.. و مع العلاقة الجيدة بين حمدوك و الرئيس الاثيوبى .. فيمكن أن يكون الحل سهلا جدا..
العلاقة بيننا و بين اريتريا معقدة للغاية.. ويبدو أن البوابة الخلفية لشرق السودان تعج بكثير من الامور التى لا يدرى عنها.. ألا أهل شرق السودان.. و من ثم عاصمته..
فمنذ انهيار العلاقة بين اريتريا و اثويبيا فى منتصف القرن الماضى.. و قرار الايرتريين بفض الاتحاد الفدرالى مع اثوبيا بنهاية الحرب العالمية الثانية.. أعلنت ارتريا الحرب على اثوبيا و طالبت بالانفصال.. حتى تحصلت عليه فى عام 1992 .. 30 عاما من القتال كان الاريتريون يتدفقون على السودان باستمرار و بشكل مكثف.. لان السودان هو اول نقطة لانطلاقهم الى العالم الخارجى.. فقد كانت المنظمات الدولية توفر لهم الاحياجات الاساسية فى معسكرات ام قولجى و الشوك فى القضارف.. حتى يحين موعد مغادرتهم الى بلد اللجوء النهائى.. ولكن يطول بقائهم فى تلك المعسكرات الى بضعة سنين..
وفى هذه الثلاثين عاما.. تسرب الاف الاريتريون الى السودان بحثا عن العمالة البسيطة.. و انتشروا فى السودان حتى يخيل الى القادم الى الخرطوم بأنها قد أصبحت عاصمة لاريتريا.. و نشط الفساد فى زمن الانقاذ فى التعامل مع الاريتريين فى الحدود و غير الحدود.. فقد كانت المحليات تبتزهم بالجبايات.. و كانت تجارة البشر تتم على قدم و ساق... 300 جنيه سودانى (للراس) كما كان تجار البشر يطلقون عليهم.. و أصبح الوجود الاريترى فى السودان مؤثرا على السودان المنهك اصلا بمشاكله الاقتصادية.. و بنيته التحتية.. أنتشر كثير منهم فى شرق السودان.. و أذكر هنا أن هؤلاء اللاجئين لا يخضعون لفحص طبى.. و لكنهم يدخلون كما هم.. بعد 30 سنة حرب و فقر و جوع و مرض.. و لكن الملفت حقا.. هو انتشار الايدز فى شرق السودان.. و اذكر فى احصائية للمرض فى جامعة البحر الاحمر سنة 1990 كانت النسبة مرتفعة..
المهم.. العلاقة بين الحكومات ايضا لم تكن جيدة.. فقد اتسمت بالكر و الفكر و الشكاوى للمنظمات الدولية و هكذا.. فقد اتهمت الحكومة السودانية الحكومة الاريترية باستقبال المعارضة السودانية فى اراضيها.. المسلحة منها و المدنية.. و أتهمت اريتريا السودان بايواء و دعم جماعات اسلامية فى اريتريا عام 1994 .. وهكذا.. من 1992 و حتى 2018 سقوط البشير.. حتى اصبحت المشكلة حقيقية بين البلدين.. ويصعب حلها ببساطة... خاصة و ان كثير من الاريتريين قد أتخذوا السودان موطنا لهم.. ولكنهم لم يحصلوا على الجنسية السودانية.. مما يجعلهم نهبا للقلق مع أى توتر فى السودان.. كما و أنهم أضافوا عبئا كبيرا على الخدمات العامة فى العاصمة السودانية كما أسلفت.. و أنهم يشكلون الطبقة الدنيا من الشريحة السكانية فى السودان... و لا وقت لديهم و لا امكانيات تدفعهم الى تطوير انفسهم.. مما يقود الى جرائم مختلفة..
وعلى العموم.. الوجود الاريترى فى السودان معقد.. و يجب ان تسارع حكومة البلدين فى معالجة هذه الامور.. اضافة الى مشكلة الحدود بين البلدين التى تتعرض للكر و الفكر بلا حل نهائى..
Quote: الأمر واضح المشكلة تكمن في عدم الخبرة في بعض الوزارات مع حبي وتقدير للجميع ( وزارة الشباب ، الاوقاف ، التجارة ، الخارجية .. إلخ ) لأن الخبرة مهمة جداً جداً والوزارات هي الادوات التي تساعد رئيس الوزراء في اتخاذ القرارات .. مساعدة رئيس الوزراء في اجتماعات ( مجلس الوزراء ) هي الأهم الخبرة التراكمية مهمة جداً وعامل السن مهم للخبرة الاجتماعية وكيفية التعامل وقراءة الآخر
حبيبنا علي تحياتي. منذ بداية الثورة يدور لغط عن حكومة كفاءات تدير المرحلة الانتقالية وكل هذا اللغط طلع ماسورة. أبسط المهام وهي تفكيك النظام السابق من مفاصل الدولة لم تستطع القيام بها.
نأتى لدخول الاجانب الى السودان و من أى مدخل.. خاصة العرب من الشمال و النيجيريين من الغرب.. و دخول كيانات مختلفة الى السودان.. معناه زيادة انصهار كثير من الثقافات و المفاهيم و الاديان.... و من ثم زيادة الابداع.. و هذا دليل قوة و متانة و جمال.. لو ان الوافدين الى السودان اعتبروا انفسهم سودانيين مع المكونات الاخرى.. مما يعنى الاعتراف و القبول بالاخر..
ولكن الغريب فى امر العرب الوافدين هو ان السكان الافارقة قبلوا وجودهم.. وآما الوافد فاستنكر وجوده مع الافارقة بالرغم من لا احد ارسل بطاقة دعوة لاجداده.. حتى سمعنا مقولة السياسى زعيم حزب سياسى عريق فى لندن.. فى منتصف القرن الماضى.. حينما استلم الميكرفون وبدأ يتحسر على وجوده فى السودان رغم أنه عربى الاصل.. فقاطعه احد الحضور..ليه ما ترجع بلدك ؟ فرد عليه قائلا: أرجع كيف بعد ما لونى بقى كدا ؟ يقصد أن اختلاط اهله بالسودانيين أكسبه سمرة اللون الشديدة..
هذا الموضع حساس.. و كريه على النفس.. و قد قاد السودان الى التهلكة.. حتى انتبه الشباب فى ثورة ديسمبر و رددوا شعارات مناهضة للعنصرية.. و لكن لا يمكن غض البصر عن الامر .. و كأنه لم يكن.. يجب مراجعة هذا الملف لازالته من الوجود السودانى تماما.. فالحنين الى العروبة التى انتمى اليها السودانى من اجداده الللاجئين.. أكبر بكثير من الاحساس بالانتماء الى السودان الذى وجدوه افريقيا خالصا.. و من هنا برزت مشكلة الاستعلاء العرقى بسبب الدين و اللغة و العرق.. فتعالوا على بقية مكونات الشعب... خصوصا الحكام السودانيين الذين يعيشون فى الخليج العربى فى عقلهم الباطن.. و يشعرون بالدونية فى حضرته و بالتالى (يتآمرون معهم على السودان).. الذى يحملون جنسيته و انتمائهم الحقيقى..
ولكن المؤلم هو ان العرب لا يعترفون بعروبة السودانيين.. و يتعاملون معه كطبقة دونية.. و بالتالى يتدخلون بهذا الشكل السافر فى شئوننا الداخلية.. بواسطة السودانيين الذين يّدعون العروبة.. ولقد تمت محاولات كثيرة لتعريب السودانيين.. نجحت فقط فى الظاهر.. ولكن العقلية السودانية الجامعة هى سيدة الموقف.. فنسمع عن فلان جده العباس, و الاخر جده على بن ابى طالب, و من الاشرف.. وجده الرسول (ص)...الخ صحيح انها تتراجع و تعود.. ولكن كل المؤشرات تدل على قرب نهايتها.. فما الضرر فى ان ينتمى الشخص الى اى جهة يحب.. على ان نلتقى فى الجنسية و الهوية السودانية ؟
فمحاولات فرض اللغة العربية بالبندقية و الصواريخ و اسلحة الدمار الشامل.. و خصوصا فى عهد الانقاذ.. كلفتنا أرواح لا تحصى و لا تعد.. و تسببت فى انفجار دامى فى السودان للمواطنين المضطهدين حتى حملوا السلاح.. هذه الحرب لاكثر من 30 عاما.. فهل يتخيل القارئ الضرر الذى احدثته هذه الحرب فى الاقتصاد و الامن و البنى التحتية و خلافه ؟ و جاءت اللغة العربية خصما على بقية اللغات السودانية أو الانجليزية التى انحسرت تماما أو الفرنسية التى لم تدخل السودان بشكل عام.. كلها حجج استعملتها الحكومات السودانية لتطويع السودانيين الافارقة... و اذا كانت الحجة تعليم الدين الاسلامى.. فالدين الاسلامى منتشر فى بقاع الارض.. و يمارسونه بلغاتهم الام.. ولم يقتلوا شعوبهم بسبب اللغة العربية.. من هذه الدول على سبيل المثال.. نيجيريا, السنقال, القابون, الصين, الشيشان فى روسيا الفلبين, الهند و هكذا..
لذلك و لمعالجة و احدة من أم المشاكل فى السودان و هى العنصرية.. يجب ان تستصدر القوانين القطعية لحسم هذه الامور.. ويجب ان يكون الدستور الدائم للبلاد وااضحا و محددا فى ذات الامر..
صحيح انهم تسربوا الى السودان عبر مئات السنين.. حينما كانوا فى طريقهم الى الحج.. و عند العودة.. يستقرون فى السودان.. و تدريجيا انتشروا فى كافة انحاء السودان.. ولم يشكل وجودهم مشاكل للسودان.. فقد تدرجوا و تسربوا و توسعوا فى كل البلد... حاصلين على الجنسية السودانية.. و منتجين يحبون العمل و أكفاء فى اداء العمل.. خاصة العمالة الثقيلة.. ولكنهم كانوا مجرد مجموعات منغلقة على نفسها.. و لا تتحدث الا لغتها الام.. رغم الاختلاط مع السودانيين.. و أخيرا.. وفى السنوات الاخيرة.. ابتداءا من منتصف القرن الماضى.. بدأوا يهتمون بالتعليم.. و يتداخلون بشكل اكبر مع السودانيين.. مع الحفاظ على لغاتهم كما اسلفت و عاداتهم..الخ.. ولقد أضاف وجودهم قوة الى قوة السودان.. وخاصة الفن.. فمنهم عائشة الفلاتية.. عبدالعزيز محمد داؤود شرحبيل احمد و طابور من الاسماء لا اذكره..
أما فى السياسة.. يكفى ان علم استقلال السودان.. رفعه الزعيم اسماعيل الازهرى..
ذاكرة الامة ـ محمد سيف الدولة الخميس، 6 فبراير 2020 السودان فى الوثائق الصهيونية
أهدى الوثيقة التالية للشعب السودانى وقواه الوطنية والثورية الذين أدانوا اجتماع عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادى السودانى مع نتنياهو واعلنوا رفضهم القاطع للتطبيع مع (اسرائيل). *** فى شهر سبتمبر من عام 2008 القى "آفى ديختر" وزير الامن الداخلى الصهيونى الأسبق، محاضرة فى معهد ابحاث الامن القومى الاسرائيلى، عن الاستراتيجية الاسرائيلية فى المنطقة، تناول فيها سبعة ساحات هى فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وايران و مصر والسودان. نشرتها الصحف العبرية. وفى الجزء الخاص بالسودان، كانت اهم المحاور كما يلى:
· ان اضعاف الدول العربية الرئيسية بشكل عام، واستنزاف طاقاتها وقدرتها هو واجب وضرورة من اجل تعظيم قوة اسرائيل واعلاء منعتها فى مواجهة الاعداء، وهو ما يحتم عليها استخدام الحديد والنار تارة والدبلوماسية ووسائل الحرب الخفية تارة اخرى · والسودان بموارده ومساحته الشاسعة، كان من الممكن ان يصبح دولة اقليمية قوية منافسة لدول مثل مصر والعراق والسعودية. · كما انه يشكل عمقا استراتيجيا لمصر، وهو ما تجسد بعد حرب 1967 عندما تحول الى قواعد تدريب وايواء لسلاح الجو المصرى وللقوات الليبية، كما انه ارسل قوات مساندة لمصر فى حرب الاستنزاف عام 1968. · وعليه فانه لا يجب ان يسمح لهذا البلد ان يصبح قوة مضافة الى قوة العالم العربى. · ولابد من العمل على اضعافه وانتزاع المبادرة منه لبناء دولة قوية موحدة. · فسودان ضعيف ومجزأ وهش افضل من سودان قوى وموحد وفاعل. · وهو ما يمثل من المنظور الاستراتيجى ضرورة من ضرورات الامن القومى الاسرائيلى. · ولقد تبنى كل الزعماء الصهاينة من بن جوريون وليفى اشكول وجولدا مائير واسحاق رابين ومناحم بيجين وشامير وشارون واولمرت خطا استراتيجيا واحدا فى التعامل مع السودان هو: العمل على تفجير ازمات مزمنة ومستعصية فى الجنوب ثم دارفور. · وانه حان الوقت للتدخل فى غرب السودان وبنفس الآلية والوسائل لتكرار ما فعلته اسرائيل فى جنوب السودان. · وان النشاط الصهيونى فى دارفور لم يعد قاصرا على الجانب الرسمى، بل يسانده فى ذلك، كل المجتمع الاسرائيلى بمنظماته وقواه وحركاته وامتدادته فى الخارج. · وان الدور الامريكى فى دارفور يسهم بشكل فعال فى تفعيل الدور الاسرائيلى. · وامريكا مصرة على التدخل المكثف فى السودان لصالح انفصال الجنوب وانفصال دارفور على غرار ما حدث فى كوسوفو. · وان اسرائيل نجحت بالفعل فى تغيير مجرى الاوضاع فى السودان، فى اتجاه التأزم والتدهور والانقسام، وهو ما سينتهي عاجلا ام آجلا الى تقسيمه الى عدة كيانات ودول مثل يوغوسلافيا. · وبذلك لم يعد السودان دولة اقليمية كبرى قادرة على دعم الدول العربية المواجهة لاسرائيل. *** وقبل ان نعرض نص المحاضرة، نراجع معا ما جاء فى وثيقة صهيونية اخرى حول نفس الموضوع، نشرتها مجلة كيفونيم لسان حال المنظمة الصهيونية العالمية عام 1982تحت عنوان "استراتيجية اسرائيل فى الثمانينات"، ونشرناها نحن بعنوان: "الوثيقة الصهيونية لتفتيت الامة العربية"، حيث جاء فيها ما يلى: · ان مصر المفككة والمقسمة الى عناصر سيادية متعددة، على عكس ماهى عليه الآن، سوف لاتشكل أى تهديد لاسرائيل بل ستكون ضمانا للزمن والسلام لفترة طويلة، وهذا الامر هو اليوم فى متناول ايدينا. · ان دول مثل ليبيا والسودان والدول الابعد منها سوف لايكون لها وجود بصورتها الحالية، بل ستنضم الى حالة التفكك والسقوط التى ستتعرض لها مصر. فاذا ما تفككت مصر فستتفكك سائر الدول الاخر، ان فكرة انشاء دولة قبطية مسيحية فى مصر العليا الى جانب عدد من الدويلات الضعيفة التى تتمتع بالسيادة الاقليمية فى مصر ـ بعكس السلطة والسيادة المركزية الموجودة اليوم ـ هى وسيلتنا لاحداث هذا التطور التاريخى. ان تفتيت لبنان الى خمس مقاطعات اقليمية يجب أن يكون سابقة لكل العالم العربى بما فى ذلك مصر وسوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية. · والسودان أكثر دول العالم العربى الاسلامى تفككا فانها تتكون من أربع مجموعات سكانية كل منها غريبة عن الأخرى، فمن أقلية عربية مسلمة سنية تسيطر على أغلبية غير عربية افريقية الى وثنيين الى مسيحيين. *** نص المحاضرة
يتساءل البعض فى اسرائيل: لماذا نهتم بالسودان ونعطيه هذا القدر من الأهمية؟ ولماذا التدخل فى شئونه الداخلية فى الجنوب سابقا وفى الغرب دارفور حاليا طالما أن السودان لا يجاورنا جغرافيا، وطالما أن مشاركته فى إسرائيل معدومة أو هامشية وارتباطه بقضية فلسطين حتى نهاية الثمانينات ارتباطا واهيا وهشا؟ وحتى لا نطيل فى الإجابة يتعين أن نسجل هنا عدة نقاط محورية تكفى لتقديم إجابات على هذه التساؤلات التى تطرح من قبل ساسة وإعلاميين سواء فى وسائل الإعلام وأحيانا فى الكنيست:. 1 https://zakerataloma.blogspot.com/2020/02/blog-post_6.html؟m=1https://zakerataloma.blogspot.com/2020/02/blog-post_6.html؟m=1
اتضح من المتابعة الدقيقة ومن مصادر وطنية موثوق بها افادة ان صالة كبار الزوار بمطار الخرطوم هى عبارة عن بؤرة لايمكن وصفها لتهريب الذهب والعملات الاجنبية (الدولار) ... وهاكم التفاصيل .......
قامت شركة (دال وكنانة) فى الماضى بإنشاء صالات ال (VIP) بمطار الخرطوم لتسهيل مغادرة ووصول زوارهم واوكلت إدارة هذه الصالات لشركة كومون المملوكة لضابط الامن الشعبى المدعو/يوسف محمد الحسن لفترة من الزمن وبعد خلافات مع بعض رموز النظام البائد تم انهاء عقد الشركة واوكلت الى (شركة ساس) لإدارة المطارات
ومن غرائب وعجائب السودان ان شركة ساس مديرها التنفيذى هو المدعو/يوسف محمد الحسن
والمعروف ان معظم تهريب الذهب كان يتم عبر صالات الVIPويتم فتح الصالة للمشتركين ب١٨٠٠ جنيه ولغير المشتركين يتم تحويل الطلب لوسيط شركة EXIT 1بقيمة ٣٠٠٠ جنيه والمملوكة لكل من :-
٦٠٪ الهئية الاقتصادية العسكرية ٣٠٪ شركة مطارات السودان القابضة ورئيس مجلس الادارة هو الفريق البرهان....سبحان الله
كان من المفتر٥ض ان ينتهى عقد شركة (ساس) لإدارة الصالات فى ابريل ٢٠٢٠ ويتم طرح عطاء مفتوح لادارة الصالات وبقدرة قادر تم تجديد عقد الشركة بواسطة احد ضباط الجيش لمدة (٧ ) سنوات قادمة.
🟥 رسالة عاجلة للجنة ازالة التمكين ومحاربة الفساد
ندعو لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد لاصدار قرار بالغاء تجديد عقود إدارة مطار الخرطوم فورا ووقف نزيف موارد الدولة والمعلوم ان معظم التهريب (الذهب والدولار) يتم عن طريق مطار الخرطوم وما زال.
🔳 رسالتنا الاخيرة للجنة ازالة التمكين والفساد راجعوا وتابعوا ثقب السودان الاسود عن طريق صالة كبار الزوار بمطار الخرطوم يتم تهريب ثروة السودان (الذهب والدولار) وغيرها .....!؟؟؟
٦٠٪ الهئية الاقتصادية العسكرية ٣٠٪ شركة مطارات السودان القابضة ورئيس مجلس الادارة هو الفريق البرهان....سبحان الله ...
لماذا يجب ان يكون رؤساءالسودان.. و طاقم الحكومة.. دائما و أبدا فى حالة فساد وبطش ؟ ما الذى يخرج مكنون الفساد و البطش فى كرسى السودان.. من الامام المهدى و حتى البرهان.. عسكريين و مدنيين.. ما معنى هذه الكورونا السياسية السودانية ؟ الامام المهدى بعد البطش و القتل.. كان يسترق السودانيين.. حفيده الصادق مارس نفس الشئ من 1986 الى 1989 الازهرى ارتكب جملة اخطاء فى السودنة عطلت نمو البلد.. عبود لم يجد الفرصة المناسبة.. جعفر نميرى.. عمر البشير.. البرهان..
و حتى الحركات المسلحة فى هوامش السودان.. و بالرغم من أنهم يحاربون من أجل قضايا عادلة.. الا انهم غارقون فى الفساد و البطش و القتل (السبهللى).. ليس ما يمارس ضد الحكومة , (هذه حرب) و لكن ما يفعلونه فى جنودهم اذا كان ذلك الجندى يهدد بكشف الفساد.. أو ينتقد قائده بغرض الاصلاح.. أو حتى يطالب بعض الامدادات و اللوجستك.. فقد طارت رقاب فى ذلك الخلاء و تلك الوديان و الجبال.. و تم تعذيب المخالفين للرأى بأبشع الطرق.. و فى نفس الوقت اذا وقع الجندى فى يد الحكومة.. فلن يصدق القارئ ما يحدث له.. ثم يجلس ذلك السفاح فى طاولة مفاوضات.. يقدم شروطا تعجيزية.. و على فكرة الشروط التعجيزية نابعة من عدم الثقة فى الحكومات.. فهل تلوم أى سودانى فى عدم الثقة فى حكومته ؟ و احيانا تكون مثل تلك الشروط نابعة من رغبة فى الانفصال.. و العمل السرى المرتبط به.. بالتعاون مع دول تهدف الى تمزيق السودان..
دائرة جهنمية تحرق الاخضر و اليابس.. و الشعب السودانى هو وقود النار فى هذه الدائرة..
فمن نحن ؟ و لماذا كل هذا العنف؟ وكثرة الكلام و اللغط ؟ و معاداة بعضنا البعض و لابسط الاسباب؟ وفى نفس الوقت تجد هذا السودانى المتعطش للدماء.. يتعامل مع الشعوب الاخرى بادب و ذوق و رقى ما بعده رقى.. حتى اكتسبنا هذه السمعة العالمية الجيدة.. و تحبنا شعوب العالم..
لماذا هذا العداء لبعضنا البعض ؟ قد افهم بعض الاسباب و ليس جميعها.. مثلا.. العنصرية الرق الاستعلاء العروبى الاسلاموى..
و مع السيناريو المتداول الان بالتامر بين البرهان و حميدتى للتخلص من حمدود واستلام السلطة، نعود الى نقطة البداية لتبدا مرحلة اخرى جديدة من حكم العسكر لا ندرى ما يحدث فى النصف قرن المقبل فى السودان..فمهما كان حمدوك رءيس بلا صلاحيات، وخذلته قوى الحرية و المهنيين و نداء السودان، الا ان حمدوك اتى بارادة الشعب و هو من نتطلع الى التغيير الى الديمقراطية فى عهده..
تؤكد قبائل البنى عامر شرق السودان, المقولة الانثروبولوجية وهى.. لا يوجد جنس نقى.. أى there is no pure race فهى تنتشر فى القرن الافريقي.. ثم تتمدد حتى الجزائر و المغرب... وفى مقال للصحفى احمد محمد عثمان ادريس فى صحيفة صدى الاحداث السودانية عام 2018 كتب :
قبيلة البنى عامرمن القبائل العربية التى نزحت الى السودان.. و ترجع جذورها الى بنى عامر و عامر بن هلال و عامر بن على بن ثابت.. و لهم علاقات تصاهر بالحضارمة و يسكنون جنوب طوكر فى مناطق عقيق و عقيتاه و عيتربة و آيتو عدوبنا وقرورة.. و يقال أن أصولهم من اليمن و لهم صلات باريتريا.. أما الامتدادات الخارجية فتتمثل فى دهك الى شمال مصوع.. و قديما حتى سنار.. وهم ذات اصول عربية اسلامية.. وهم فرع رئيسى من فروع قبيلة البجا التى لها 6 نظارات.. أما الامتدادات العربية فهى اليمن, العراق, الاردن, السعودية, جنوب مصر, شمال غرب اريتريا, الحبشة, المغرب .. أما حياتهم الاقتصادية فتعتمد على الزراعة.. ثم أمتهنوا التجارة بعد انضمامهم للمؤتمر الوطنى..أنتهى
كان لابد من المقدمة الطويلة فى شأن البنى عامر حتى نستطيع فهم ما حدث فى بورتسودان بين البنى عامر و النوبة.. خصوصا بعد أن زرع المؤتمر الوطنى الفتنة بينهم وبين مكونات المجتمع السودانى فى بورتسودان.. ونحن نعرف الاعيب المؤتمر الوطنى.. مستخدمين الدين الاسلامى و الانتماء العروبى مدخلا لهكذا فتنة.. خاصة و ان سئ الذكر صلاح قوش قد نشأ و ترعرع فى بورتسودان !
فقد بدأ نزوح النوبة الى بورتسودان قهرا او اختيارا منذ عام 1985- 1986 وهى فترة الديمقراطية الثالثة حينما اشعل الصادق المهدى جبال النوبة بالقتل و السحل و الحريق..الخ و سكنوا بجوار البنى عامر و الحباب .. والحيان يسميان حى فيليب للنوبة وحى دار النعيم للحباب و البنى عامر.. و قد نشأت فتنة طبقية بين تلك القبائل, زرعها المؤتمر الوطنى.. مثلما يفعلونها فى السر و العلن بوصف النوبة باقذع السباب ثم تحريض القبائل العربية بعد تحريك نعرة العروبة و الاسلام..
فقد أرسلت بصات محملة بالنقرز الى بورتسودان ليلة فض الاعتصام ! مما يدل على ربط الحدثين معا.. و عاثوا فى البلد فسادا ثم عادوا فى نفس البص الذى أتى بهم.. و أحرقوا حى فيليب.. تطور الامر بين تبادل اصابع الاتهامات حتى وصل الى ما نعرفه عن تلك الازمة..
و شرق السودان مثل بقية الاقاليم السودانية.. يعانى من الفقر المدقع و انعدام البنية التحتية.. و سببه الاول هو الجفاف ثم تجاهل الحكومات لقضاياهم الرئيسية.. فهم يعيشون حياة الكفاف جنوبى ولاية البحر الاحمر, جنوب طوكر, وبقرى, عيدب, ودرهيب , عيتربة و قرورة.. وقد دفع الجفاف المواطنين الى النزوح من محلية عقيق جنوبى البحر الاحمر... بالهجرة الى مناطق مأهولة فى طوكر و سواكن وبورتسودان.. الغليان الذى يحدث فى شرق السودان لا يقتصر على الصراعات بين الاهالى فقط.. و لكن تحركه الجماعات الاثيوبية كما أسلفت.. فى التغول على الاراضى و قتل المواطنين.. ثم نفس الشئ مع الاريتريين.. و يعانى حرس الحدود كثيرا للتصدى لهجمات الاريتريين.. بل و يقتلون حرس الحدود أحيانا.. ثم الانتشار المكثف للاريتريين و الاحباش فى السودان.. و تاثيرهم السلبى على الحياة الاجتماعية و الاقتصادية فى السودان.. لاحظ ان عدد سكان اثيوبيا يفوق ال 80 مليون.. ومع هجوم الجراد هذا العام.. فسوف يواجه الاهالى مزيدا من الهجمات..
كل ما يحدث فى شرق السودان.. يعود فى الاصل الى ما يحدث فى مختلف انحاء السودان.. وهو أزمة الحكم فى السودان.. و مواصلة دوراننا فى الدائرة الجهنمية.. حتى الوصول الى الحكم الديمقراطى المدنى الذى يجب ان نعض عليه بالنواجز.. كمقدمة لتغيير جذرى فى السودان.. و ذلك بكسر الدائرة الجهنمية.. و الخروج من حالة الفوضى العارمة فى السودان.. و التى امتدت لمئات السنين..
نعود للمشهد السودانى الان و مراجعة ما يّزكى نيران الدائرة السودانية العنيدة.. تداعيات لقاء البرهان مع نتن ياهو.. قد اضافت الى الفوضى العارمة التى يعيشها السودان اليوم.. و حاله أشبه بالدخول من احد بوابات جهنم و العياذ بالله.. أضافت أبعادا أخرى للازمة السودانية...
الظهور المفاجئ للبرهان فى كمبالا سبب هذه الربكة.. تضارب تصريحات الحكومة بعد عودته سبب آخر للهرجلة.. تصريح البرهان نفسه بأنه المسئول عن تلك المقابلة , تصريح غبى.. فالبرهان عسكرى و لا علاقة للعسكر بالتطبيع مع اسرائيل.. و المجلس السيادى ليس هو المسئول ايضا عن هكذا علاقات مع اسرائيل.. معظم الشعب السودانى مسلم و حساس جدا فى العلاقة مع اسرائيل.. و مع ذلك كان يجب اجراء اتستفتاء شعبى.. ثم يعرض الامر على البرلمان الذى ليس بذات و جود.. ثم مجلس الوزراء لاجازة كل تلك الاجراءات.. و لكن..
فقد هرول البرهان الى اسرائيل ليضمن كرسى السلطة فى السودان.. و الذى ستحميه اسرائيل و امريكا.. و ذلك اذا تصاعدت الازمة الاقتصادية الى اعلى سقف(لا سمح الله).. صلاح قوش المجرم الهارب.. يعمل بذات الوقت لينتزع هذا الكرسى الملتهب.. حميدتى له اسلوبه الخاص فى التحرك نحو ذات الكرسى.. الصادق المهدى يهرول بدوره للوصول الى الكرسى الذى أنتزع منه عدة مرات بسبب عدم كفائته.. و فساده و بطشه.. ثم يأتى طابور الخط الثانى.. وهذا ما لا نستطيع عده..
ماراثون كرسى السلطة فى السودان.. يوضح ببساطة ما نتحدث عنه فى الدائرة الجهنمية...
نحن شعب يحب الطغاة.. و قساة القلوب.. و المتعطشين للسلطة الذين يفعلون أى شئ للثبات فى الكرسى.. و يبدو أن الدكتاتوريات التى تعودنا عليها.. قد تركت بصماتها فى نفوس وعقلية الشعب السودانى.. و يبدو أنه و بعد سقوط الممالك النوبية القديمة.. و بعد أن اصبحت البوابة الشمالية و الشرقية و الغربية.. مشرعة تماما أمام أى شخص يريد أن يدخل الى السودان.. ثم تلتها الدولة العثمانية فى استرقاقنا.. ثم الادارة المصرية.. ثم المهدية... ثم الاستعمار البريطانى.. ثم وفى 64 عاما هى عمر الحكومات الوطنية.. تحّصل فيها السودان على اثنى عشر عاما فقط من الديمقراطية.. و هى ديمقراطيات الصادق المهدى الدكتاتورية الفاشلة.. أى 52 عاما من حكم العسكر.. ثم المقاومة السودانية لحكم العسكر..(ايضا حروب و دماء غزيرة)..
لا حول و لا قوة الا بالله العلى العظيم.. الان.. و بعد 6 أو7 أشهر من الحكوم المدنى الذى اتى به الشعب العظيم.. ما زال مجرمى الانقاذ فى السجون.. أو طلقاء أحرار يتمتعون بالحرية التى أتى بها الشعب السودانى.. بل و يحيكون المؤامرة تلو المؤامرة.. لاسقاط الحكم المدنى ! و يكيلون للحكم المدنى فى حرية لم يألفوها فى الانظمة السابقة.. و ما زال تسليم الرئيس المخلوع و عصابته للجنائية الدولية محل لغط.. بين نعم و لا..
فما الذى يمنع تنفيذ حكم الاعدام فيهم اجمعين و فى ساعة و احدة ؟ و ما الذى يمنع تصفية المؤسسات الحكومية جميعها من المجرمين و بقايا نظام الانقاذ ؟ و ما الذى يمنع تشكيل البرلمان بما له من أهمية قصوى فى الرقابة و المحاسبة على رموز الدولة ؟ و ما الذى يمنع تعيين كل الكوادر الحكومية فى اقليم السودان التى تركتها الحكومة الوطنية بلا حكومة كاملة , و قابلة لاى انفجار ضدها ؟! و ما الذى يمنع تنفيذ الاهداف التى جاءت من اجلها الثورة ؟
لا املك الاجابة الدقيقة لهكذا وضع.. ولكن.. تقاسم السلطة مع الدكتاتوريين هو الذى شل الثورة.. و ترك المواطن فى حالة تخبط خطير..
و الله غالب..
Post: #73 Title: Re: الّكتاحة.. Author: يوسف الطيب احمد إدريس Date: 02-14-2020, 09:07 PM Parent: #72
سلام الست نور وضيوفها
عندي صاحبي سعودي سألني سؤال دخلني في حيص بيص قالي انتو السودانيين على المستوى الشخصي متعلمين وفاهمين بس بلدكم منتهية ومدمرة ؟ السبب شنو ؟ صراحة سؤال عجزت اجاوب عليهو اجابة مباشرة
أى سودانى فى مكانك حيدخل فى حيص بيص.. وما يقدر يجاوب.. لان الاجابة على السؤال دا مستحيلة.. ولو كنت حتسّمع ليه تاريخ السودان.. برضو الاجابة حتكون ناقصة و مغلوطة.. لان تاريخ السودان أما انه مكتوب غلط.. أو انه حذفت بعض اجزاءه و اضيفت اجزاء مزيفة لصالح هذا المسئول او المّلة او تلك.. ولو قلت حكوماتنا هى سبب.. برضو اجابة خاطئة.. حيقول ليك وانتو بتعملوا شنو.. ولو قلت احنا السودانيين بنقضى عمرنا كولو نحارب الحكومات الظالمة.. حيقول ليك و انتو اصلا بتجيبوا الظالم ليه.. ولو قلت بجوا فى ضهر دبابة و يسرقوا الكرسى بالليل.. حيقول ليك و ين الامن و الحرس.. هى بلدكم ما عندها أمن ولا حرس.. وهكذا..
الحل الوحيد فى رايى.. و ممكن تتخارج بنصف الخسائر .. تقول ليه.. صراعات اثنية وفكرية و دينية.. عشان كدا مافى واحد فى السودان مستحمل التانى.. ودا البيعملوه حكامنا. و يحركوا النعرات القبلية و الاثنية و الدينية.. ويشغلوا الناس بامور تافه عشان هم ينفردوا بالسلطة.. و دا اللى جاب اجلنا.. و الخلاك تورطتنى بى سؤال زى دى..
أنا البكتب نفسى قام.. خليك انت قدام السعودى صاحبك..
أجد كل مشاعرى و تفكيرى يتجه الى جبال النوبة اليوم.. بعد سماعى لشريط فيديو لنساء من كيقا غرب مدينة كادقلى.. المنظر يدل على الفقر و البوؤس و الخروج توا من محرقة الحرب.. ولكن الحماس و العفوية و الامل و التحدى السافر لكل ما هو غير انسانى.. وضعنى فى حالة النوستالجيا التى تهزنى الان.. فقد كان الغناء الذى يرددنه هو.. الحرية معانا.. عايزين نرفع علمنا.. و العزة لى سوداننا..
شريط وضعة ابن عمتى مصطفى عبدالرحيم.. المهموم بالوطن.. فى الفيس بوك.. هذه الاجواء قادتنى الى هذا الجزء من السودان.. و الذى لا يتخيل كائنا من كان.. بأن أحدا سوف يخرج من محرقة حرب الصادق المهدى و عمر البشير.. و انتقام الحركة الشعبية.. حيا يرزق.. فقد اشتعل الاقليم من أقصاه الى أقصاه لاكثر من ثلاثين عاما.. فى حرب غير متكافئة استخدمت فيها حكومة البشير كل اسلحة الدمار الشامل الحديثة.. و أزالت قرى بأكملها.. و نشرت المقابر الجماعية فى طول الولاية و عرضها.. ثم خّلفت المرضى عضويا و نفسيا و عقليا.. وذوى الاحتياجات الخاصة.. (اضافة الى مليون و كسر من الموتى من الجهتين)... هذا لان الحركة الشعبية الام.. و قبل الحركة شمال.. كانت تستخدم الولاية كقاعدة عسكريسة تنطلق منها الى تأمين حدودها الجنوبية.. حتى انضم اليهم ابناء جبال النوبة و استلموا المهمة.. الذى حدث فى دارفور لا يرتقى الى ما حدث فى جبال النوبة.. عفوا لا اعنى التقليل من حالة دارفور.. و لكن هذه حقائق.. لان دارفور تقع فى حدود دولية.. و بذلك لفتت انظار الالعالم بالكامل.. أما فى جبال النوبة.. فقد كانت الحرب سرية.. بالرقم من كل ما فعله ابناء جبال النوبة لتوصيل القضية الى المحافل الدولية... لان حكوماتنا لا تخاف الله.. و لكنها تخشى غضب المحافل الدولية.. رغم انهم نجحوا اخيرا و قاموا بتحجيم عمر البشير الى حد ما.. عن طريق قوات حفظ السلام الدولية.. ووسطط تلك الجبال و الوديان و الغابات و السهول.. حدث ما لا يمكن أن يصفه أى شخص .. مهما أوتى من القدرة على التوثيق... فقد كانت حرب ابادة بكل المقاييس..
جبال النوبة التى تطابق مساحتها اسكتلندا.. محاطة ب 99 جبلا.. لحكمة لا يعلمها الا الله.. فيها من الخيرات ما لا يمكن عده او حصرة.. أضافة الى حوض مائى يروى شمال كردفان بكل بساطة.. الطبيعة الساحرة تنقلك الى اجواء عجيبة لانها تحلق بك فى فضاء سرمدى لا يوجد فى كوكب الارض.. تكسوا الجبال سجاجيد خضرا فى فصل الخريف.. ولا يتخيل الرائى أن ذلك عشب اخضر.. هدوء مطبق لم يكسره غير صوت الاسلحة التى دخلت مع الحرب.. شعب جميل, بسيط, تلقائى.. له من العادات و التقاليد ما يسمو به اخلاقيا الى ارفع المستويات الانسانية..
و مع ذلك.. وبدلا من تكون الولاية مصدر خير و ثروة اقتصادية قوية للسودان و خارجه.. فر اهلها كما يفر المعافى من الكلب الجربان.. منذ عام 1986 حرب المراحيل للصادق المهدى.. حتى وصلوا الى بورتسودان.. و أسسوا لانفسهم حى أسموه حى فيليب.. ثم بدأ الانتشار فى مختلف انحاء السودان و خارجه.. حتى و ادى حلفا شمالا.. و الجنينة غربا.. و جنوب السودان قبل وبعد أن اصبح دولة مستقلة.. هذا غير التهجير القسرى الذى مارسته الانقاذ.. لتمزيق جذور النوبة..uprooting و بدلا من ان كانوا ملاكا للاراضى يّصدرون عائد عملهم الى مدن السودان المختلفة.. أنتهى بهم الحال فى المدن الكبيرة للسودان.. و بيع الشاى, و الاطعمة و الاعمال البسيطة.. كما و ان الجهل بالقراءة و الكتابة قد قسم ظهورنا.. و اخرجت الحركة الشعبية اجيال و اجيال لا يعرفون القراءة و لا الكتابة.. وهذا ما أثر فى عملية الدمج و التسريح فى الفترة الانتقالية للحركة الشعبية من 2005 الى 2012 و نتج التوتر العصبى و الاحساس بالظلم للجندى فى الحركة.. الى ارتكاب الجرائم.. و قد كنت شهودا على ذلك فى قسم الحوادث فى مستشفى كادقلى.. و هذا ما سوف يحدث مرة اخرى فى حال نجاح مفاوضات جوبا..
اخذتم فكرة الان عن الدائرة الجهنمية لجبال النوبة..
لقد بدأ السودان بقبائل و اثنيات متفرقة متناحرة تتعالى على بعضها البعض.. الاستعمار لم يوحدنا.. بل العكس.. اقفل بعض الاثنيات مثل النوبة و الجنوب فيما يسمى بسياسة المناطق المقفولة.. و قام بتمكين البيوتات الطائفية الدينية..(الاستعمار البريطانى).. و أذل السودانيين بالبيع و الشراء فى زمن محمد على باشا.. الملح و ريش النعام و العبيد.. وبيع السودانيين حتى فى شمال غرب افريقيا ايام المولى على و اسماعيل الحلبى.. الامام المهدى لم يوحد تلك القبائل لانه ايضا مارس الرق و بطش بالشعب.. بالرغم من انه بدأ مشواره كرجل دين.. معتقدا أنه المهدى المنتظر.. الحكومات الوطنية لم توحدنا.. لان الحكم الوطنى الذى بدأ بسياسة السودنة لم يجمعنا ايضا..(اسماعيل الازهرى).. بل عمق الفرقة و الاحساس بالغبن.. ثم بقية الحكام (الغير) و طنيين.. فقد أستمرت و باصرار شديد سياسة العبيد و اولاد البلد حتى ثورة 18 ديسمبر.. بل و قد ظهرت فى الجيش و بقية القوات النظامية بالتدرج فى الترقيات.. فالجندى الذى يوصفونة بالعبد.. لديه سقف معين فى الترقيات لا يستطيع أن يتخطاه.. بل و ان الرئيس البشير المخلوع قد ذهب الى اقصى حد فى مسألة التفرقة العنصرية.. بتطبيق حروب الابادة فى الجنوب و جبال النوبة و النيل الازرق ودارفور.. حتى وصلت ضحاياه الى بضعة ملايين.. كما وقد وضعها صراحة قائلا : ما داير اييييى نوباى.. الوافدين السودانيين أما انهم تقوقعوا فى مجتمعاتهم مثل الوافدين من غرب افريقيا..(حتى وقت قريب)... أو رافضيين للمكون الزنجى السودانى الاصل.. لانهم يشعرون بالاستعلاء العروبى و الاسلامى و الاثنى ضده.. بالرغم من ان الوافد السودانى الذى يستميت فى انتمائه العروبى.. ترفضه الدول العربية وهو فى نظرها (عبد) مثل بقية السودانيين..
و عليه ثورة ديسمبر قد تكون البداية لعهد جديد و السودان الذى يستحق كل هذه التضحيات من بناته و ابنائه عبر القرون.. و لكن.. ولنكن صريحين.. هناك مياه ما زالت تجرى تحت الجسر بغزارة وتدفق شديد السرعة.. و سياسات عمرها مئات السنين.. لا يمكن أن تنمحى بمظاهرة أو قانون أو جرة قلم..
يلزم السودان اكتمال الدائرة الانثروبولوجية الاجتماعية التى تصهر المجتمعات.. حتى تتحقق مقولة الموسيقار الراحل المقيم اسماعيل عبدالمعين وهى.. أن السودان شعب خلاصة !!!! فقد قابلت الرجل فى نيروبى قبل وفاته بقليل فى منزل المحامى عمر عبدالعاطى.. و من جملة ما أتحفنا به هوهذه المقولة التى حفرت نفسها فى عقلى ووجدانى بقوة.. ثم أستقرت..
وحتى ذلك الحين.. و الى حين ان اكون انا و جيلى ومن قبلنا و من بعدنا بقليل , عظاما نخرة.. فنحن و بناتنا و احفادنا.. من كافة الوان الطيف البشرى الاثنى و الدينى ..الخ صابنها بس!! ما لها حل منطقى آخر..
لان هذا التفاعل السودانى , ثلاثى القوة و الابعاد.. سوف لن يستقر الا أن تكتمل دورته الاجتماعية التى قدرها له الله سبحانه و تعالى.. و انتبه اليها علماء الانثروبولوجيا..
ودمتم جميعا بخير.. جزيل الشكر و الف شكر لقرائى الكرام نساءا و رجالا.. و مليون شكر للمتداخلين الكرام.. شرفتونى كتير..
Quote: ولكن المؤلم هو ان العرب لا يعترفون بعروبة السودانيين.. و يتعاملون معه كطبقة دونية.. و بالتالى يتدخلون بهذا الشكل السافر فى شئوننا الداخلية.. بواسطة السودانيين الذين يّدعون العروبة.. ولقد تمت محاولات كثيرة لتعريب السودانيين..
نور تحياتي. دائين استحكموا في المجتمع السوداني وتناميا في عهد الكيزان. العروبة. عقدة اللون الأبيض او الفاتح.
دائين استحكموا في المجتمع السوداني وتناميا في عهد الكيزان. العروبة. عقدة اللون الأبيض او الفاتح. ...
كنت قد اقفلت البوست بالامس.. لاننى اوصلت فكرتى العامة حول أس الازمة السودانية للقارئ.. ولكن و حتى لا اتهم بتجاهل مداخلتك.. أعود اليوم..
و موضوع العروبة هو أس المشاكل الرئيسية فى السودان كما تكرمت أنت.. و السبب وآضح.. وهو حالة النوستالجيا التى تتعمق فى الشخص العربى الوافد الى السودان.. مهما طال الزمن ووصل الى مئات السنين.. ومهما حدث اختلاط ببقية مكونات المجتمع السودانى.. حتى صار اللون (الفاتح) هو رمز للجمال و الوجاهة فى السودان.. وانتعشت تجارة الكريمات التى تفتح البشرة للنساء.. و تسببت و تتسبب فى سرطانات الجلد التى لا يهتم بها احد..
ثانيا اللغة العربية التى تناولتها من قبل فى هذا البوست.. و التى وصل حد الحكام السودانيين الى فرضها بحد اسلحة الخراب الشامل و الاسلحة المحظورة دوليا.. فى زمن المشير المخلوع.. بل و ان حروب المركز ضد الهامش.. انبنت على تحريك العروبة و الاسلام (المفّصل) كنوع من الاستعلاء العروبى.. فى زمن الصادق المهدى و عمر البشير.. على العموم ملخص رأيى فى الازمة السودانية.. او الدائرة السودانية الشريرة كما اسميها.. موجود فى المداخلة الاخيرة..