منظمة التماس تقيم ندوة عن: مفاوضات جوبا وتحديات السلام (المتحدث أ. محمد النور كبر)

12:03 PM February, 03 2020

سودانيز اون لاين
Biraima M Adam-أمريكا الشمالية
مكتبتى
رابط مختصر

بريمة

الحبيب الاديب بريمة ... تحياتي ..
يا سلام الاديب كبر ..
أهم حاجة التسجيل صوت وصورة

تحياتي الاحباب كبر وبريمة

سلامات بريمة ..
دا تنوير مهم لازم تحرصو على تنزيل الفيديو هنا .

الحبيب علي ول أبا الملك

سوف نتواصل مع ناس كندا .. لكي نرفق فيديو الندوة في هذا البوست.

بريمة

محمد النور كبر رجل قبلي متعصب ومتقلب الاراء والأطوار، لذلك من الصعب الاستماع اليه وأخذ حديث بالجدية.

أختشي يا العبار دينق ..

بريمة

العبار بريمة بلل

دعوتك دي دعوة حقيقية ولا دعوة مراكبية ساكت؟

يعني هل لأنت ح تركب طيارة ولا عربيتك وتسافر كندا تحضر الندوة المهببة دي ؟

العبار دينق،

ح نسعي أن تكون الندوة لايف .. حتى تكون هناك مشاهدة من جميع أنحاء العالم .. وتعم الفائدة.
ول أبا كبر، رجل خبير ومتمكن والمنبر هنا خير شاهد علي النحت الذي يقوم به في مواضيع في غاية التعقيد.

أنا أفتكر ح تكون الندوة في غاية الأفادة.

بريمة

لكي تعم الفائدة.

بريمة

في الندوات الإنسان يتحرر من قيود اللغة لتوصيل فكرته ورأيه
أعتقد كبر سيبدع في ذلك لما يملكه من مقدرات لغوية لمسناها في كتاباته
تمنياتنا له بتقديم المفيد
شكرا بريمة

عيييك ول أبا حيدر،

وين الحيي بيك .. مرحب بعوتك ..

بريمة

لكي تعم الفائدة.

بريمة

نتمنى نشر الندوة او على الاقل تلخيص محتواها.

نحمد النور كبر رجل عنصري وقبلي،و كل مواقفه وأرائه تنطلق بإنحياز تام.

في انتظار رابط اللايف بتاع الندوة مع تحديد الساعة حسب توقيت السودان

تحياتي

يا ناس كندا .. أفتونا .. لو بتقدروا تعملوا لينا الندوة لايف ...


بريمة

***

بريمة

ول ابا بريمة ..حبابك يا صديقي
كتر خيرك على الجهد والإعلان ،
والتحية للأصدقاء: على عبد الوهاب ، بيت الأشباح دينق ، محمد على طه الملك ، حيدر حسن ، تبلدي واسامة الخواض..
والتحية والشكر لمنظمة التماس لأتاحة الفرصة ، والتحية لأهلنا بمدينة كالقري بالمشاركة في الحضور الذي منحنا زاد كبير.

تم تسجيل الندوة ، وسوف نضيف الفيديو لاحقا.
الندوة عبارة عن ورقة اعددتها ، وسوف انشر الورقة ايضا ، لأنها اكثر دقة من الحديث الذي اختصر بعض التفاصيل.

كتر خيركم جميعا..

كبر

مفاوضات جوبا وتحديات السلام بمناطق التماس

8 فبراير 2020



محمد النور كبر






مقدمة:


في هذه الورقة..
سوف نتحدث عن اربعة محاور: مطلب السلام السوداني ، تعريف مناطق التماس ، طبيعة مفاوضات جوبا (2019/2020) ، والتحديات التي تواجه السلام السوداني ، بالتركيز على مناطق التماس..!
اٍذن..!
في هذه الورقة ، سوف نحاول مقاربة بعض الموضوعات التي تهم مستقبل السودان ، والمستقبل لن يكون بلا حاضر ، والحاضر لن يكون بلاماضي. سوف نحاول ان نقارب موضوعة السلام في السودان ، ليس من باب انها الفريضة الغائبة وفقط ، وانما من باب محاولة الإجابة على جدلية مطلب السلام السوداني:هل هي محنة اهل السودان في استمرأ التسكع في مدن العالم بحثا عن سلام في السودان ، ام هي محنة التفكير السوداني الخاطئ تجاه مطلب السلام ؟
ولكي نربط هذه الجدلية بالواقع السوداني على مستوى الأرض وليس مستوى النخبة الفوقي ، سوف نتحدث بصورة مقتضبة للتعريف بمناطق التماس التي نظن ان تغييبها (على الأقل في مفاوضات جوبا 2019/2020 ، وان كان ، هذا التغيب ، يشكل استمرارية تغييب مستمر منذ اعلان اقتراح استقلال السودان في ديسمبر 1955 ، وحتى اللحظة) سيكشل تحدي كبير لأي سلام منشود في السودان ، وسوف يقتصر تعريفنا بتلك المناطق بانها اغنى مناطق السودان (بشقيه:دولة السودان ودولة جنوب السودان) ، وكيف صارت هذه المناطق ، هي مناطق الصراع الدموي الحقيقي وليس صوالين النخبة (سواءا في الخرطوم أو جوبا)، منذ لحظة اعلان ميلاد الدولة السودانية (الوطنية)، وسوف نوضح بان النخبة السودانية التي تتصارع وفق قوانين صراع غريبة من شاكلة سؤال الهوية :سودان عربي ام افريقي ، سودان مسلم ام غير مسلم ، دستور اسلامي ام دستور علماني..سودان دينكا ام سودان نوير.. الخ ..هي نفسها النخبة التي تجرب ذخيرتها الحية في فضاءات بعيدة عن الصوالين ، وهي الفضاءات التي نسميها مناطق التماس..!!.. الفضاءات التي تظهر فيها ثقافة (لو راجل طالعني الخلاء..)..وهي الثقافة التي تمارسها النخبة السودانية بمختلف اطيافها ، حيث تجعل من الخرطوم أو جوبا (الميز/المكان العالي المصون/ مكان كرسي السلطة/الرمز الذي يجب الحفاظ عليه وفق شفرة سرية متفق عليها بين اطياف النخب السودانية (مسلحة/مدنية/ هامش/ مركز..الخ) بينما تكون (الدروة/مكان التدريب على ضرب النار بالذخيرة الحية/مكان احداث الخسائر غير المهمة..الخ)..هي مناطق بعيدة عن الخرطوم ، بعيدة عن جوبا ، وهي مناطق التماس..مناطق الثروات في السودان وجنوب السودان..!
و سيكون مدخل لحديثنا عن مناطق التماس :لماذا هي اغني مناطق السودان (بشقيه) وتحوى اكثر ثروات السودان من ناحية القيمة الإقتصادية ، وفي نفس الوقت هي اكثر مناطق السودان التي مثلت دور (الدروة/ مكان التجريب للصراعات الدموية)..!
في المحور الثالث.. سوف نتحدث عن مفاوضات جوبا (2019/2020) من الناحية الشكلية التي تتبع نموذج الإتحاد الأفريقي وغيره من التجارب المتعلقة بالسودان (بالتركيز على الدور السويسري في اتفاقية وقف اطلاق النار بجبال النوبة 2002 ) ، ثم الحديث عن الناحية الموضوعية والتي تتعلق بمرجعية مفاوضات جوبا والمواثيق السودانية ذات الصلة..!
في المحور الرابع ، سوف نتحدث عن التحديات التي ستواجه مفاوضات جوبا (فيما يخص سلام السودان المزعوم)، وهذه الورقة تذهب الى اتجاه: ان هذه المفاوضات لن تنتج سلام حقيقي في السودان ، وانما هي مناورات في اتجاه اعادة الأزمة السودانية بحذافيرها (منذ اغسطس 1955 )..!! وسوف توضح الورقة اسباب التشاؤم ، وتقدم بعض المقترحات لإحداث التفاؤل..!

مطلب السلام: محنة التسكع في مدن العالم بحثا عن السلام ام محنة التفكير الخاطئ؟


في اغسطس 2019 ، قدم الباحث البريطاني المهتم بشئون السودان وافريقيا ، أليكس دوال ، وبالتعاون مع مؤسسات عديدة منها كلية لندن للدراسات الإقتصادية والسياسية وبرنامج بحوث النزاعات التابع لمؤسسة سلام العالم ، ورقة بعنوان: السودان: تحليل اطار عمل للتسوق السياسي ، ومن ضمن الفرضيات التي توصل اليها: أن قادة السودان السياسيين يفتقرون الى المقدرات والموارد والخبرات والسمعة الجيدة لإدارة السودان.!
وايضا ، من ضمن فرضيات أليكس دوال : ان السودان كمكان للتسوق السياسي يمكن ان يتم تنظيمه وفقا للإحتمالات التالية:توظيف كليبتوقراطية مركزية ، أو اقلية احتكارية متصارعة ، أو اعادة تنظيم المنافسة الحرة.
منذ اقتراح استقلال السودان في 19 ديسمبر 1955 (والمفارقة المضحكة ان حركة المقاومة المسلحة انطلقت في مدينة توريت في اغسطس 1955 ، قبل اشهر من اقتراح استقلال السودان..!!) ، وطيلة عمر الدولة الوطنية السودانية ، البالغ خمسة وستين سنة ، لم ينعم السودان باستقرار وسلام ، حتى ولو بصورة نسبية ، سوى بعض من سنوات (1973-1983) وهي الحقبة التي تلت اتفاقية السلام بين حكومة نظام مايو وحركة انانيا في مارس 1972. وبالتالي فان السودان انفق خمسة وخمسين سنة بحثا عن استقرارو سلام حقيقي ودائم. في نفس الوقت انفق السودان اثنين وخمسين سنة تحت حكم العسكر (1958-1964 ، 1969-1985، 1989-2019). وهي الأنظمة الشمولية التي لم تستطع تحقيق الإستقرار الحقيقي في السودان ، سواء استقرار سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي ، وبالتالي بناء دولة مواطنة تحترم الجميع.ناهيك عن فترات الديموقراطية الهشة.

كبر

محاولات تحقيق السلام:


استمرت فترة الديموقراطية الأولى لسنتين فقط (1956-1958) ، وكانت مليئة بالمناكفات والمشاكسات بين النخب السودانية ، وفي نفس الوقت كانت الحرب في الجنوب دخلت عامها الثالث. انتهت الفترة الديموقراطية بتدخل الجيش في السياسة (نظام ابراهيم عبود). في ظل هذا النظام بدأت استكشافات البترول في السودان بالتركيز على مناطق التماس ، وفيما يخص الحرب في الجنوب فاختار النظام المواجهة العسكرية ولم يفكر في احداث سلام عبر المفاوضات والجلوس لتحديد اسباب الحرب ومحاولة المعالجة بصورة سلمية.
في اكتوبر 1964 ، حدثت ثورة السودان الأولى ضد الحكم الديكتاتوري ، وبعد سقوط نظام عبود ، تكونت حكومة فترة انتقالية بقيادة سر الختم الخليفة ، وكانت حرب الجنوب بلغت السنة العاشرة . في اول محاولة لتحقيق السلام ، تم عقد مؤتمر المائدة المستديرة (16-29 مارس 1965) ، بدأ المؤتمر في جوبا ولكن لظروف توترات امنية تم اكمال المؤتمر في الخرطوم.كان هناك مراقبين للمؤتمر من عدة دول افريقية (اوغندا ، كينيا ، تنزانيا ، غانا ، نيجيريا). اهل الجنوب دخلوا المؤتمر عبر ثلاث مجموعات: مجموعة تطالب بالوحدة ، مجموعة تطالب بالإنفصال ، ومجموعة تطالب بحكم ذاتي في اطار دولة واحدة (كونفدرالية).وبالرغم من التوصيات التي خرج بها المؤتمرون ، ومحاولة تقديم حقوق للتمييز الإيجابي للجنوبيين الإ ان مؤتمر المائدة المستديرة لم يستطع وقف الحرب في الجنوب.
النخبة السودانية في الخرطوم ، كانت مشغولة بجدل عقيم وغير واقعي : حيث ظهرت بوادر الدعوة لدستور اسلامي ، وجمهورية اسلامية ، وبلغ التشاكس حده الأقصى بطرد نواب الحزب الشيوعي من البرلمان المنتخب.
في فترة الديموقراطية الثانية ، كانت النخبة السودانية اكثر التزاما تجاه القضايا الأقليمية ، ونشاط كبير في هذه القضايا ، فاستضافت الخرطوم مؤتمر يخص القضية الفلسطينية (مؤتمر اللاءات الثلاث) ، ولكن هذا النشاط لم يكن له معادل في القضية السودانية الداخلية قضية السلام. والمفارقة الطريفة أن النخبة السودانية كانت تدافع عن حق الفلسطينين وهي تعلم ان الشعب الفلسطيني فيه تنوع ديني (اسلام ومسيحية) وفي نفس الوقت تناست هذه النخب التنوع السوداني وانما كانت تسعى لفرض هوية عربية اسلامية في حالة انكار تام للتنوع السوداني.
في 1972 ، تمكن نظام مايو من توقيع اتفاقية سلام مع حركة انانيا التي كانت تقود الحرب في جنوب السودان ، وكانت الإتفاقية في اديس ابابا.هذه الإتفاقية منحت الجنوب حكم ذاتي في اطار دولة واحدة. ساد استقرار نسبي في الجنوب ، استمر لمدة عشرة سنوات (1973-1983) وفي ظل هذه الفترة ظهرت الشركات الأمريكية (شيفرون وغيرها) في التنقيب عن البترول في مناطق التماس والبحث عن ثروات سودانية اخرى لم تدخل مطلقا في حساب النخب السودانية. في مايو 1983 عاد الجنوب للحرب وظهرت الحركة الشعبية لتحرير السودان. في المقابل قام جعفر نميري باعلان الغاء اتفاقية اديس ابابا واعلن قوانين سبتمبر ومحاولة توجه السودان لأن يكون دولة احادية الهوية (دولة عربية اسلامية) وذلك في حالة انكار تام للتنوع السوداني.
في 1985 حدثت ثورة السودان الثانية ضد نظام مايو الديكتاتوري ، ونجحت الثورة في اسقاط نظام جعفر نميري. ومثلها ومثل ثورة اكتوبر ، لم يكن من بين شعاراتها أي شعار يتحدث عن السلام في السودان. في حكومة الفترة الإنتقالية (لمدة سنة) لم يكن هناك حديث عن سلام ، وفي المقابل كانت الحركة الشعبية لتحرير السودان تعتبر ان حكومة الفترة الإنتقالية هي امتداد لمايو (مايو2).
في مارس 1986 ، كان اعلان كوكادام (اثيوبيا) في محاولة للتفاهم مع الحركة الشعبية وضرور احلال السلام في السودان ، في نفس السنة (1986) كان هناك المؤتمر الإقتصادي والذي لم يتطرق لقضايا مناطق التماس او حتى التفكير فيها كان مناطق تحتوي على ثروات كبيرة يعلم العالم بها وينظر اليها بصورة لا يعرفها اهل السودان. في نوفمبر 1988 ، كانت اتفاقية الميرغني وقرنق ، والتي نجحت في احداث تفاهمات كبيرة مع الحركة الشعبية ، وهي الأتفاقية التي نالت توافق كبير من اهل السودان ، عدا الجبهة القومية الإسلامية التي رأت في تلك الإتفاقية خيانة للسودان وتوجهه الديني الإسلامي.
في مارس 1989 اقترح رئيس الوزراء الصادق المهدي اتفاقية سميت باتفاقية القصر ، وفيها تفاهمات مع الحركة الشعبية وضرورة الجلوس للتفاوض لإحداث السلام السوداني.
وبالرغم من انكار الجبهة الإسلامية لأتفاقية الميرغني قرنق ، الإ انها (بعد سيطرتها على الحكم عبر انقلاب عسكري ) حاولت التفاوض مع الحركة الشعبية وذلك في ابوجا (مايو1992 ، ابريل 1993). في 1994 كانت مبادرة دول ايغاد لإحداث السلام في السودان. في 1995 عقدت المعارضة السودانية (مدنية ومسلحة) مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية ، وفيه اقرت مبدأ حق تقرير المصير للجنوب وضرورة فصل الدين عن الدولة. في يوليو 1999 كانت المبادرة المصرية الليبية فيما يخص السلام في السودان.في 2002 بدأت المفاوضات في ميشاكوس (كينيا) بين الحكومة والحركة الشعبية ، وايضا في نفس السنة كانت مفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية (قطاع جبال النوبة) في سويسرا والتي توصلت الى وقف اطلاق النار.في سنة 2003 ، كانت مذكرة ناكورا (كينيا) بين الحكومة والحركة الشعبية. في النصف الأول من سنة 2003 انطلقت الحرب في دارفور.في نوفمبر 2003 تم التوقيع على اتفاقية نيفاشا للسلام الشامل. في 2006 وقعت الحكومة السودانية اتفاقية جوبا مع بعض الحركات المسلحة في دارفور ، واستمرت المفاوضات مع حركات دارفور المسلحة في سرت ليبيا ، ثم الدوحة قطر 2009. في 2013 وقعت الجبهة الثورية ميثاق الفجر الجديد والذي يسعى لوضع اطار لإيجاد سلام واستقرار في السودان ، معظم بنود هذا الميثاق ظهرت في اعلان قوى الحرية والتغيير لسنة 2019 والذي صار جزء اساسي للوثيقة الدستورية الصادرة في اغسطس 2019 والتي تحكم الفترة الإنتقالية لمدة ثلاث سنوات تنتهي في سنة 2021.
جعلت الوثيقة الدستورية ان فترة الست اشهر من الفترة الإنتقالية تخصص لأحلال سلام شامل في السودان. في سبتمبر 2019 بدأت مفاوضات السلام السودانية في مدينة جوبا ، وهي مستمرة حتى الان.

كبر

الخطأ في التفكير:


في كل محاولات البحث عن سلام دائم في السودان ، تمارس فيها النخب السودان نهج خاطئ للتفكير فكل الأمر محصور في الحل السياسي وتقاسم السلطة والثروة ومحاولة تحديد هوية للسودان هل هو عربي ام افريقي ؟ هل يجب ان يكون دولة دينية ام دولة علمانية؟
عاش السودان كدولة علمانية لمدة 83 سنة (1899-1982) ، منها 26 سنة في عهد الدولة الوطنية. في نفس الوقت عاش السودان كدولة دينية لمدة 30 سنة في عهد نظام الجبهة الإسلامية (1989-2019).
في كل النموذجين (علماني/ديني) لم يحدث سلام واستقرار حقيقي في السودان ، وانما ظلت البلد تتآكل وتنهار سنة تلو الأخرى.
ومع كل محاولات البحث عن سلام ، لم يحقق السودان سلام دائم وشامل.
اذن قضايا الهوية وعلاقة الدين بالدولة هي ايدولوجيات خاطئة يتم استخدامها لتكييف الوضع في السودان ، ولم تفكر النخب السودانية في السودان كواحد من اغنى دول العالم وان به ثروات عديدة وان المطلب الأساسي هو تنمية السودان والنهوض به من دولة ذات عوز وفقر الى دولة ذات انتاج واستقلال في الإقتصاد والتنمية.
اضافة لذلك ، ظلت النخب السودانية فاقدة للإرادة والثقة في بعضها البعض ، لذلك كما قال اليكس دوال هي نخب تفتقد المقدرات والموارد وتتميز بسمعة غير جيدة لإدارة السودان.

كبر

المطلب الثاني: مناطق التماس:


مناطق التماس هي المناطق الممتدة في شريط الحدود بين السودان وجنوب السودان وشريط الحدود 1200 كليوميتر ، وتقع في خمس ولايات سودانية (النيل الأزرق ، النيل الأبيض ، جنوب كردفان ، غرب كردفان ، جنوب دارفور) في جنوب السودان ولايات (اعالي النيل ، الوحدة ، بحر الغزال).تتميز هذه المناطق بانها مناطق الثروات (مياه ، بترول ، يورانيوم ، نحاس ، كروم ، غابات ، ثروة حيوانية ، اراضي زراعية) ، وفي نفس الوقت هي المناطق التي تكثر فيها الحروب والنزاعات الدموية التي ادت الى تغيير التركيبة السكانية والنزوح المستمر لإنسان تلك المناطق. فهي مسرح الحروب على الجانبين (السودان وجنوب السودان).
في تقرير للأمم المتحدة في سنة 2014 ، اشارالى ان السودان يعاني تحديات اجتماعية وسياسية واقتصادية. وان اثر الحرب في النيل الأزرق وجنوب كردفان جعل من 1.2 مليون نسمة في حاجة لمساعدات انسانية.ووضعت الأمم المتحدة استراتيجية تقوم على عدة محاور: انقاذ الحياة ، الحماية من النزاعات والعنف ، تعزيز الصمود للأسر والمجتمع المحلي ، دعم الحلول طويلة الأمد. وبالطبع لم تنسى الأمم المتحدة ان تضع تقديرات مالية (950 مليون دولار) وتطلبها من الدول المانحة لمساعدة السودان.
لم تتحدث الأمم المتحدة عن استخدام امكانياتها للمساعدة في احداث سلام شامل ودائم في السودان. في نفس الوقت لم تتحدث الدول التي تدعي انها صديقة للسودان عن احداث سلام شامل ودائم في السودان ، لسبب بسيط ان كل هذه الجهات لمست في النخب السودانية غياب الإرادة والإصرار على خلق ايدولوجيات منغلقة وعلى ضوءها يتم تعريف وتكييف الصراع السوداني السوداني.

كبر

البترول واليورانيوم في مناطق التماس:


بدأت استكشافات البترول في السودان في 1959 ، وبدأ التفكير في اقامة صناعة بترول في السودان في 1975 حينما دخلت الشركات الأمريكية (شيفرون) للعمل على تطوير هذه الصناعة. في سنة 1977 تم الإعلان عن وجود اليورانيوم في جبال النوبة وحفرة النحاس بجنوب دارفور. وحينما انطلقت الحرب في 1983 تم طرد شركات البترول بواسطة الحركة الشعبية بحجة ان اموال البترول تستخدم في تمويل الحرب ضدها.
تلك الكشوفات تم تأكيدها في سنة 1986 ، حينما كشف برنكمان عن وجود اليورانيوم بكميات كبيرة في منطقتين بجبال النوبة (واحدة في الوسط والأخرى في الشرق) وهي مناطق كرون (القرون) وعـُرو.
في ظل نظام الجبهة الإسلامية ، عاش السودان في عزلة وانقطاع ، واستقدمت الحكومة بعض الشركات (ماليزيا /الهند/الصين/كندا) للعمل على تطوير صناعة البترول في السودان.قام النظام وقتها بالإستعانة ببعض المنشقين من الحركة الشعبية واستضافهم في مدينة كادقلي باسم القوات الصديقة.هذه القوات قامت بحرق عدد كبير من قرى النوير حتى تسهل عملية صناعة البترول.
في مايو 2019 ، اصدرت منظمة (انفو نايل) تقرير بعنوان: الجانب المظلم لصناعة البترول في السودان. والتقرير اعتمد على بحث حقلي شمل بعض مناطق صناعة البترول في ولاية غرب كردفان (البرصاية ، مطيرة ، موجو ونيم). كشف التقرير عن وجود سميات (مياه صناعة البترول ) وانتشار مواد مشعة لوثت مجاري المياه والأراضي الرطبة في ولاية غرب كردفان.وتوصل التقرير الى حقائق خطيرة فيما يتعلق بالأرض والإنسان والحيوان. في مجال الأرض هناك ظاهرة تصحر وازالة لغطاء الأشجار مما ساهم في خلق نزاعات دموية عديدة بين بطون المسيرية. في مجال الإنسان فلقد وجد التقرير انتشار امراض غريبة (غير معروفة) ، شيوع حالات الإجهاض ، مشاكل في الكُلي.في مجال الحيوان ظهور بعض الأورام الغريبة ، وجود دواجن بلا ريش ، نزيف دم في الأبقار وحالات موت مستمرة لأسباب غير معروفة.

كبر

مناطق التماس ومفاوضات نيفاشا:


في اتفاقية نيفاشا 2005 للسلام ، لقد تم هندسة وضع غريب لمناطق التماس ، وذلك فيما عرف ببرتكولات المناطق الثلاث (النيل الأزرق ، جنوب كردفان/جبال النوبة ومنطقة أبيي) وتم تجاهل جنوب دارفور/حفرة النحاس ، وتجاهل جنوب النيل الأبيض. هذه الوضعية مررتها النخبة السودانية المتفاوضة (الحكومة والحركة الشعبية) ، مما يجعلنا نخلص ان هذه النخب لا تملك امرها وليست لها الإرادة في حل مشاكل السودان، على استعداد للتفريط في مناطق الثروات في سبيل تقاسم السلطة.
في مفاوضات الحكومة مع الحركة الشعبية قطاع الشمال (وهو الوضع الذي استمر في الحكومة الإنتقالية) ، تم اسقاط منطقة أبيي وابعادها من حسابات التفاوض ، وفي كل الأحوال لم يكن هناك تمثيل حقيقي لأهل مناطق التماس ، خصوصا جنوب النيل الأبيض ، غرب كردفان ، وجنوب دارفور.وفوق ذلك لم تضع النخب السودانية في اعتباراتها الثروات التي تتمتع بها تلك المناطق وهي صمام الأمان لمستقبل السودان الحقيقي. فالنخب السودانية تشغل نفسها بايدولوجيات زائفة ، ودونما تشعر تجد نفسها بانها تطبق اجندات القوى العظمى التي لا تريد السوداني ان يفكر في السودان كدولة غنية وتمتلك مقدرات وثروات الأجدى التفرغ للإستفادة منها.
نهج التغييب لمصالح واهل مناطق التماس ظهر جليا في مفاوضات جوبا الحالية ، فليس هناك تمثيل حقيقي لأهل هذه المناطق ولا المشاكل التي نجمت عن صناعة البترول الغير منضبطة ، وانما الأجندة المطروحة هي نفسها الأجندة التي ظلت النخب السودانية تكررها وعلى مدى عمر الدولة الوطنية البالغ خمس وستين سنة.

كبر

المطلب الثالث: مفاوضات جوبا 2019/2020:


مطلب السلام ، ظهر في شعارات ثورة ديسمبر2018 (حرية ، سلام ، وعدالة والثورة خيار الشعب). فالحرية تحققت نسبيا باسقاط النظام الشمولي ، وكان السلام هو المطلب الثاني حيث حددت الوثيقة الدستورية ان الست اشهر الأولى من عمر الفترة الإنتقالية تخصص لعملية السلام.
مرجعية التفاوض في مفاوضات جوبا تعتمد على الوثيقة الدستورية 2019 (وهي الوثيقة التي استوعبت مبادئ ميثاق الفجر الجديد ، ميثاق اعلان قوى الحرية والتغيير). وحددت الوثيقة قضايا السلام في الفصل الخامس عشر ، في المواد (68 ،69 ،70).ووضحت الوثيقة الدستورية أن أي اتفاقيات سلام يتم التوصل اليها ستكون جزء من الوثيقة ، بغية ان تكون اساس لدستور السودان الدائم.
في اغسطس 2019 ، قدم رئيس جنوب السودان سليفا كير الدعوة للفرقاء السودانيين لإجراء مفاوضات سلام في جوبا ، وهي الخطوة التي دعمها الإتحاد الأفريقي ومجموعة دول الإيقاد والإتحاد الأوربي وغيرها من المنظمات والمجموعات الدولية.
نموذج التفاوض ، يتبع لمنهجية الإتحاد الأفريقي في ادارة عمليات السلام ، حيث يتم تحديد الأطراف المتفاوضة ، تحديد الوساطة ، عملية بناء الثقة بين الأطراف ، تحديد اجندة التفاوض ثم البدء في التفاوض.وهو نهج مقارب للتفاوض بين الحركة الشعبية/قطاع جبال النوبة والحكومة في 2002 والذي كان في سويسرا وبوساطة سويسرية امريكية ، وانتهى الى اتفاق وقف اطلاق النار في جنوب كردفان مما كان مدخلا لمفاوضات كينيا التي انتهت باتفاقية نيفاشا.
المختلف في هذه العملية عن عمليات التفاوض السابقة (طيلة عمر الدولة الوطنية) ان المتفاوضون هم اصلا كان يشكلون قوى المعارضة ضد نظام الجبهة الإسلامية الشمولي (1989-2019). والفرضية هي انهم اقرب للإتفاق بحجة انهم كان يعارضون على مبدأ واحد هو اسقاط النظام ثم التفرغ لبناء السودان.
هذا الوضع النموذجي لآطراف التفاوض ، التي يفترض انها ذات هوية واجندة متوحدة ، تم نسفه في مرحلة تحديد الأطراف ، فالقوى المسلحة طلبت ان يتم التفاوض في شكل مسارات جغرافية وليس في شكل طرفين فقط (حكومة/معارضة).وبالتالي تم خلق خمس مسارات (مسار دارفور ، مسار الشمال ، مسار الشرق ، مسار الوسط ، ومسار المنطقتين النيل الأزرق وجنوب كردفان).اضافة لذلك ظهرت مجموعات اخرى تطالب بانضمامها لعملية التفاوض مثل مبادرة لا لقهر النساء ومبادرة منسم (تحالف يضم 18 منظمة مدنية وشبابية ، والمرأة).
نجحت عملية التفاوض حتى اللحظة في توقيع اتفاق نهائي فيما يخص مسار الشمال ومسار الشرق ، وبعض التوافقات المتقدمة في مسار دارفور وجزء من الحركة الشعبية شمال(جناح عقار) ، وبعض التفاهمات المتقدمة مع الحركة الشعبية (جناح الحلو). وقاطعت حركة تحرير السودان (عبد الواحد) المفاوضات بصورة تامة.
في يناير 2019 ، طلب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك من مجلس الأمن تطبيق الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة وارسال بعثة لتحقيق السلام السوداني.

كبر

المطلب الرابع: تحديات السلام في مفاوضات جوبا:


السؤال الذي يتبادر للذهن: لماذا فشلت كل مفاوضات السودان فيما يخص السلام طيلة عمر الدولة الوطنية وظل السودان في حال عدم استقرار وغياب للسلام لمدة خمس وستين سنة؟..وماهو الجديد الذي يمكن ان تضيفه مفاوضات جوبا؟
في مفاوضات جوبا ، كما ذكرنا سابقا ، بانها نظريا هي مفاوضات يفترض ان تكون بين حلفاء وليس بين فرقاء.
المفاوضات اظهرت حال انقسام واضح من جانب الحركات المسلحة ، وظهر قسمان:
اولا: قسم يعتقد ان صراعه كان مع نظام الجبهة الإسلامية وبالتالي توصل الى احداث اتفاق مع الحكومة الإنتقالية ، وهذا القسم يضم مكونات الجبهة الثورية (الحركة الشعبية جناح عقار ، حركة العدل والمساواة جناح جبريل ، حركة تحرير السودان جناح مناوي ، تحالف قوى تحرير السودان) ، ومسار الشمال (حركة كوش) ومسار الوسط (التوم هجو).
ثانيا: قسم يرى ان صراعه مع الدولة السودانية وطبيعتها ولا يثق في حكومة الفترة الإنتقالية ويعتبرها امتداد للنظام السابق (الإنقاذ2)، ويضم الحركة الشعبية جناح الحلو ، وحركة تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور ، غض النظر عن المقاطعة التامة لعملية التفاوض.
في مسار الشمال طرحت مشاكل السدود والطرق والنفايات السامة (ناتج تعدين الذهب).
اما مشاكل مناطق التماس ، وهي الأخطر ، لم تكن جزء من النقاش في عمليات التفاوض ، ناهيك عن ضرورة اعادة تعريف السودان بانه بلد غني بالثروات.لم تظهر مشاكل الرعاة وضرورة توطين الرعاة واستقرارهم والتخلي عن نهج طرق الرعي المفتوح ، لم تظهر قضايا الأثار السلبية لصناعة البترول وضرورة تأسيس صناعة بترول بطرق صديقة للبيئة والإنسان.
الحركات التي تكيف الصراع بانه مع الدولة السودانية ، تتمسك باجندة محددة مثل (علمانية الدولة) ، (الوحدة الطوعية) ، و(حق تقرير المصير).وهي في اعتقادنا ايدولوجيات زائفة فرضت على السودان من جهات اخرى تعرف حقيقة السودان اكثر مما يعرفه اهله.
كما ذكرنا سابقا ، بان السودان عاش 83 سنة كدولة علمانية ، منها 26 سنة في دولة الإستقلال ، وفي نفس الوقت عاش 30 سنة كدولة دينية ، وفي كل التجربتين لم يحدث سلام دائم في السودان ، ولم يتوافق اهل السودان على دستور دائم للبلاد..فما هو الجديد الذي يمكن أن يحقق من شرط العلمانية أو الدولة الدينية؟
حق تقرير المصير، نرى ثماره في تجربة جنوب السودان ، فبالرغم من استقلال الجنوب وعلمانية الدولة هناك الإ انها لم تنجح في تحقيق سلام واستقرار وانما عادت الدولة للحرب في السنة الثانية من عمرها.
نظريا يمكن ان يتم تضمين حق تقرير المصير في الإتفاق النهائي في مفاوضات جوبا ، ولكن عمليا ستكون هناك اشكالات كبيرة في تطبيقه على ارض الواقع. لأن السؤال وقتها سيكون من يحق له ممارسة الإستفتاء للإستقلال عن السودان؟ كيف ستكون وضعية وحدود الدولة الجديدة؟ والأهم ماذا سيكون مصير مناطق التماس الممتدة لمسافة 1200 كيلوميتر والغنية بالثروات؟
مفهوم الوحدة الطوعية ، هو مفهوم غامض من يطلقه يحاول ان يجعل منه مدخل لحق تقرير المصير. ولكن السؤال الذي يجب ان يطرح هنا: هل هذا المفهوم هو الدعوة للكونفودرالية (حكم ذاتي في اطار سودان موحد ، كما هو مطلب بعض الجنوبيين في مؤتمر المائدة والمستديرة 1965، والذي تحقق في اتفاقية اديس ابابا 1972)؟
المشكل ليس فقط في التباري لإحداث اتفاقيات وكلام منمق وجميل يكون من صنعه اكثر الناس عدم اقتناع به ، فتجارب الدولة السودانية في البحث عن السلام انتجت اتفاقيات كثيرة وتسكع في مدن العالم ولم تحدث سلام في السودان. فهنا يجب ان نسأل انفسنا (كسودانيين) أين الخطأ؟
الخطأ هو نهج التفكير الخاطئ تجاه عملية السلام في السودان ، وهذا النهج ورثناه منذ الإستقلال وحتى اللحظة ويقوم على قدرتنا الفائقة في خلق ايدولوجيات مزيفة على ضوئها نخلق صراعاتنا لنجد انفسنا في خانة التعقيد الفائق وان مشكلة السلام في السودان هي مشكلة عويصة ولا يمكن ايجاد حل لها.
من نتائج تربية نهج التفكير الخاطئ ، اننا طورنا غياب الإرادة السودانية الحقيقية وايضا طورنا عدم الثقة في بعضنا البعض للحد الذي جعلنا نظن بان لا طريق للمعالجة سوى ان يتقسم السودان الى دويلات عديدة.
بعض من الحركات المتفاوضة في جوبا والحركات المقاطعة للتفاوض ، تعتقد جزما بان الحكومة الإنتقالية هي امتداد للنظام السابق وان لا ثقة فيها.
في اثناء مفاوضات جوبا ، تم لقاء بين عبد العزيز الحلو وجعفر الميرغني ، وصدر بيان مشترك ولم يلامس البيان أي من قضايا السلام الجوهرية وانما صدرت عبارات عامة من شكلة التفهم لموقف الحركة الشعبية.
بعده ، كان مؤتمر رئيس حزب الأمة الصادق المهدي حول قضايا الراهن ، وبدأ الصادق المهدي بصورة عدوانية تجاه زيارة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لمدينة كاودا واعتباره بانه منح الحركة الشعبية تفويض كأنها دولة مستقلة ، وفي نفس الوقت تناسى الصادق المهدي أن كاودا مدينة سودانية ومن حق رئيس الوزراء زيارتها وزيارة أي بقعة سودانية. في نفس الوقت اشار الصادق المهدي الى لقاء الحلو وجعفر الميرغني باعتباره اصطياد في المياه العكرة ومحاولة التكسب في دعاية انتخابية رخيصة.
هذا النهج في التفكير ، هو الذي اضاع الديموقراطية الثانية ، وهو النهج الذي اضاع فرص السودان العديدة في احداث سلام ومنذ سنوات سابقة.
ولكن ،
هل هناك بصيص امل؟ وكيف تحقيق الأمل في السلام وجعله واقع؟
نعم.
اولا: لابد من اتباع نهج جديد للتفكير والمقاربة لقضية السلام في السودان. فقضية السودان لا تكمن في حل مشكلة الهوية او طبيعة الدولة علمانية ام دينية ، ولا في تقسيم السودان مرة اخرى ، وانما تكمن في ضرورة اعادة تعريفنا لهويتنا من منظور ما نملك من ثروات ومقدرات . فالعالم اليوم لا يهمه ان يكون السودان افريقي او عربي ولا يهمه ان يكون السودان دولة دينية ام علمانية ، وانما تهمه الثروات السودانية التي يبحث الجميع طرق التحصل عليها والإستفادة منها (عدا السودانيين الذي يشغلون انفسهم بايدولوجيات زائفة).
ثانيا: ان تكون الديموقراطية قيم راسخة في الذات السودانية ، ديموقراطية تؤمن بالتنوع وتؤمن بان السودان بلد غني بالثروات ولابد من استغلالها بصورة تنفع السودان والعالم. أي برنامج انتخابي لا يقدم افكار واقعية تتعلق بتعريف السودان كدولة غنية يجب اسقاطه وعدم التعامل معه بتاتا لأن طريقة صياغة البرامج في السابق تشغل نفسها بالأيدولوجيات الزائفة وبالتالي ترسخ نفسها كأدوات تخدم مصالح الأخرين اكثر من خدمتها لمصالح السودان.
ثالثا: يجب النظر بجدية لمناطق التماس ، ويجب الأ تكون مسرح للحروب في المستقبل (ثقافة طالعني الخلآء:أي مناطق التماس) ، ومثل هذا النظر هو الوضع في الإعتبار ثروات مناطق التماس وانها عامل مهم في بناء مستقبل السودان.
وحتى لا يشمت فينا الأجانب من امثال اليكس دوال بان النخب السودانية تفتقد المقدرات والموارد وانها نخب ذات سمعة سيئة وبالتالي لا تستطيع ادارة السودان ، فعلى اهل السودان أن يعوا تجارب الماضي والعمل على عدم تكرارها.


الخاتمة:

في هذه الورقة تحدثنا عن اربعة مطالب: محاولات تحقيق السلام في السودان ، تعريف مناطق التماس ، طبيعة مفاوضات جوبا ، ثم ختمنا بحديثنا عن تحديات السلام بالتركيز على مناطق التماس.


كبر

شكراً ول أبا كبر علي الأرفاق.

بريمة

شكرا كبر على بسط الورقة.

تحتوي الورقة على فكرة جوهرية تخالف ما تعارف عليه الباحثون والساسية حول "أساس" مشكلة السودان.

فالورقة تقدم فرضية ترتكز على ثروات السودان، حين تقول في اكثر من موضع، وهذا واحد منها:

Quote: فقضية السودان لا تكمن في حل مشكلة الهوية او طبيعة الدولة علمانية ام دينية ، ولا في تقسيم السودان مرة اخرى ، وانما تكمن في ضرورة اعادة تعريفنا لهويتنا من منظور ما نملك من ثروات ومقدرات . فالعالم اليوم لا يهمه ان يكون السودان افريقي او عربي ولا يهمه ان يكون السودان دولة دينية ام علمانية ، وانما تهمه الثروات السودانية التي يبحث الجميع طرق التحصل عليها والإستفادة منها (عدا السودانيين الذي يشغلون انفسهم بايدولوجيات زائفة).

وهذه الفرضية تشبه فرضية اخرى ترى ان مشكلة السودان هي مشكلة تخطيط وتنمية فقط ..

سبق ان قرأت في صحيفة لبنانية ان امريكا تعرف منذ ان الاربعينيات من القرن العشرين ان بالسودان ثروات نفطية كبيره، ولن تشرع في استغلالها حتى تعرف الى كم دولة سينقسم السودان.

هل لابد من عقداجتماعي سوداني اولا، او بالعكس ان استغلال الثروات سيفرز لاحقا عقدا اجتماعيا بشكل تلقائي؟؟؟

عموما اود من الاستاذ كبر ان يتوسع اكثر في شرح فرضيته..

الأخ أستاذ أسامة الخواض
ألف شكر علي الإضاءة ..

أنا أفتكر ول أبا كبر طرح رؤي أخري مهمة منها ..

Quote: لم تضع النخب السودانية في اعتباراتها الثروات التي تتمتع بها تلك المناطق (مناطق التماس) وهي صمام الأمان لمستقبل السودان الحقيقي. فالنخب السودانية تشغل نفسها بايدولوجيات زائفة ، ودونما تشعر تجد نفسها بانها تطبق اجندات القوى العظمى التي لا تريد السوداني ان يفكر في السودان كدولة غنية وتمتلك مقدرات وثروات الأجدى التفرغ للإستفادة منها.

وول أبا كبر هنا يأخذ علي النخب تجاهلها الصراع الحقيقي .. الصراع حول الموارد .. وأشار في عدة مواضع حتى بعد أنفصال الجنوب .. مازال الصراع في الجنوب مشتعل حول مناطق الموارد .. ومن هناك يستنتج ول أبا كبر إستمرارية الصراعات في السودان سواء في الشمال أو الجنوب إلي أن تبرز كيانات جديدة تستجيب لمطالب القوي العظمي في العالم حول صراعها من أجل الموارد السودانية في حين تعترك النخب السودانية في صراعاتها حول الأيديولوجية وإعادة تعريف الهوية.

وحدد ول أبا كبر .. مناطق الثروات ب 8 ولايات .. منها 5 ولايات في الشمال و 3 ولايات في الجنوب .. تشكل العمود الفقري للثروات السودانية سواء في الشمال أو الجنوب

Quote: وتقع في خمس ولايات سودانية (النيل الأزرق ، النيل الأبيض ، جنوب كردفان ، غرب كردفان ، جنوب دارفور) في جنوب السودان ولايات (اعالي النيل ، الوحدة ، بحر الغزال).تتميز هذه المناطق بانها مناطق الثروات (مياه ، بترول ، يورانيوم ، نحاس ، كروم ، غابات ، ثروة حيوانية ، اراضي زراعية) ، وفي نفس الوقت هي المناطق التي تكثر فيها الحروب والنزاعات الدموية التي ادت الى تغيير التركيبة السكانية والنزوح المستمر لإنسان تلك المناطق. فهي مسرح الحروب على الجانبين (السودان وجنوب السودان).

سؤالي لول أبا كبر هل تتوقع بروز دولة جديدة في مناطق التماس؟ أم بروز دويلات عدة علي طول الشريط الحدودي ..؟ وما هي فرص تلافي مثل تلك الأحتمالات؟

بريمة

أيضاً لدي سؤال حول التكييف الخاطئ للصراع في السودان .. ويقول ول أبا كبر،

Quote: ومع كل محاولات البحث عن سلام ، لم يحقق السودان سلام دائم وشامل. اذن قضايا الهوية وعلاقة الدين بالدولة هي ايدولوجيات خاطئة يتم استخدامها لتكييف الوضع في السودان ، ولم تفكر النخب السودانية في السودان كواحد من اغنى دول العالم وان به ثروات عديدة وان المطلب الأساسي هو تنمية السودان والنهوض به من دولة ذات عوز وفقر الى دولة ذات انتاج واستقلال في الإقتصاد والتنمية.

سؤالي كيف يمكن تحويل النمط الخاطئ للتفكير.. مع وجود أحزاب تؤمن بتلك الأنماط الخاطئة ؟ أو علي أي أساس تبني الأحزاب السودانية؟ .. وما هي الرؤية التي يجب أن تتبناها الحكومة الحالية لتصحيح الرؤي الخاطئة في إدارة الحوار؟


بريمة

Quote: فالنخب السودانية تشغل نفسها بايدولوجيات زائفة ، ودونما تشعر تجد نفسها بانها تطبق اجندات القوى العظمى التي لا تريد السوداني ان يفكر في السودان كدولة

بالفعل ، ما تركوا أيدولوجية إلا وجربوها فينا وكأنهم أتوا من خارج رِحِم هذا الوطن
هذا دليل على رهن مقدرات البلاد لقوى خارجية لا تريد لنا أن نتقدم ونعيش في استقرار
انظر للوضع السياسي الراهن في بلادنا لتدرك ذلك جيدا
شكرا كبر على هذه النظرة الثاقبة

حبيبنا الأديب بريمة .. تحياتي
الحبيب كبر أضاف قيمة كبيرة جداً للبوست
أرجو المحافظة على البوست من الأرشفة
هذه ليست ورقة يا الحبيب كبر ( لا تتواضع ) هذه مرجعية
لكل سوداني ينحو إلى السلام ودولة التسامح والمحبة
شكرا كثير الحبيب كبر دائماً على موعد مع الوطن

الحبيب بريمة شكراً ..
ثنائي ( بريمة وكبر ) أينما حللتم كان للابداع حضور

والله يا أستاذ كتبت تعليق طويل فيه طواف على المحاور لكن للاسف اتمسح ..
اكثر حتة عجبتني اعادة توصيف النزاع اعتقد دي حتة بتعتبر الكور بوينت في علوم فض النزاعات ..
بجانب تحديدك لنقاط نزاع لا يولونها الأهمية المطلوبة مثل آثار الثقافات المحلية ومردودها الاجتماعي الذي أشرت إلية بعبارة ( طالعنى الخلا)..
مشكور على تنويرنا ببقية محتويات الورقة بس برضو عايزين نشوف الفيديو ..

تاريخيا -انطلاقا من مفهوم غنى السودان-كان يمكن الاستجابة لمطلب "الجنوبيين" بالفيدرالية،

بدلا من التعلل بانعدام الامكانيات..

الامريكان كانوا يعرفون غنى السودان منذ الاربعينيات، اما عن النخبة الشمالية الحاكمة فلا أظن ان لديها تلك المعلومة..

التعامل مع السودان كبلد غني مليئ بالثروات، يفرض فهما لاستراتيجيات الدول الأخرى تجاه هذا الغني وهذا الثراء.

فبعض المراقبين يعتقدون ان استراتيجية امريكا تجاه السودان هي انه مخزون مستقبلي للمواد الخام، كما في الفقرة التالية:

Quote: مراقبون أشاروا إلى أن السودان في تصنيف الخارجية الامريكية لا يتبع للشرق الاوسط إنما إفريقيا، وأن الولايات المتحدة الامريكية تضعه في استراتجيتها كمخزون لها من المواد الخام للقرن الواحد والعشرين، لذلك المطلوب أن لا يتعافى السودان اقتصاديًا، حتى لا تقل مواده الخام ولا يكون له دور فاعل، مشيرين إلى أن امريكا لم تثبت حتى الآن أن السودان متورط في “المدمرة كول” وليس لديها تأكديات على المشاركة، لأن القارب الذي دمرها لم يكن به سودانيين، وكانت ترسو بعيداً عن المياه الاقليمة للسودان، وأن التخطيط الاستراتيجي لامريكا تفكيك السودان للحصول على المواد الخام.

التحية للأصدقاء..
بريمة ،
علي عبد الوهاب ،
محمد علي الملك
اسامة الخواض

وكتر خيركم على الملاحظات والأسئلة وسوف اتناولها بالتفصيل لأنها مهمة في تطوير الفكرة..

ودمتم
كبر

صديقاتي واصدقائي..حبابكم جميعا..
ونعتذر عن التأخير في المطايبات هنا ، ونحن نعاني المحنة التي طرحها صديقنا اسامة الخواض من قبل ، ولازال يؤكدها ، باستمرار ، عبر ادبيات (الكتابة كوردية ثالثة)..!
عبركم جميعا الشكر لمن حضروا الندوة واثاروا بعض الملاحظات ، الصديقات والأصدقاء من كالقري (الإبنة ريان ادم (سؤالها باللغة الإنجليزية ) ، سهام مراد ، بثينة امام ، امال منزول ، الفاتح موسى ، صافي الدين احمد ، ادم اسمث ، ابراهيم غبوش ، امام ، موسى ، عادل سبيل ، واخونا المهندس الخلوق محمد سليمان عدار)..لهم الشكر جميعا..!
والشكر لصديقنا الأستاذ (الحاج ، دي ضروري لصديقنا الحاج ول ابا محمد دودي وهو يعرف الفكرة) محمد عبد الرحمن صالح ، رئيس منظمة التماس ، الذي قام بادارة الندوة ، وقبل الإعداد وتوفير المكان والفرصة.. شكرا يا محمد عبد الرحمن على الثقة الكبيرة يا صديقي ..!
ما لفت نظري في هذه الندوة ، خلافا للندوات والفعالية السودانية التي نعرفها ، لم يكن هناك خلاف في النقاش ، وانما هناك تامين على ان الندوة قدمت طرح جديد لم يكن في حسبان الجميع ، وانها دعوة لتفكير مختلف تجاه المشكل السوداني..وهناك من قال صراحة انه لأول مرة يسمع عن فكرة مناطق التماس وان الحروب التي تدور فيها احدثت اثار فادحة دون ان تكون تلك الأثار جزء من خطاب النخبة السودانية..!
التحية للشباب (بنات واولاد) في مدينة كالقري ، ممن كانوا حضور في الندوة ، ومطالبتهم بان تعاد الندوة باللغة الإنجليزية ، ووعدتهم بذلك ، وكذا الأستاذ محمد عبد الرحمن الذي وعد بتوفير وتنظيم مثل هذه الجلسات التنويرية، وهم شباب لمست فيهم الجدية واصرارهم بانهم لا يريدون الإعتماد فقط على النت (الشبكة العنكبوتية) لأن بها (داتا) فيها بعض المغالطات مما يجعلها مصدر غير نهائي للمعرفة بالسودان (تأريخ وثقافة وتنوع وواقع)..شباب بهذا الوعي والثقة هم رصيد مستقبل السودان..!..ومن هنا اتوجه بالنداء لكل السودانيين والسودانيات ، خاصة في اوربا ، نورث امريكا ، استراليا.. بان ينتبهوا لهذه الفئة ، وان يعملوا على تنويرها بشفافية عن السودان ، لأنهم رصيد مهم في مستقبل السودان..!
ما لمست في شباب كالقري ، فكرة القدوة الشفافة ، واظن هي مشكلة الشباب السوداني في مختلف بقاع العالم.. فيا ليتنا نوفر تلك القدوة..!!
التحية للشابة السودانية شهد كبر التي قامت بتسجيل الندوة (تحديدا المتحدث) ورفعه في اليوتوب ونشره..وكذا التحية للشابة شروق كبر ، لحضورها الندوة ، وهي تعرف كيف تثير اسئلتها الخاصة..فحينما تقول لها مناطق التماس ، تقول لك بكل بساطة: ارح قوقل ونشوف الخريطة..!!..ثم تطلب منك مصادر معلوماتك..!..جيل سوداني مختلف للغاية ، واكيد هناك شابات وشباب سوداني في بقاع العالم يفكر في السودان بصورة مختلفة للغاية..!

كبر

اسامة الخواض..حبابك يا صديقي
كتر خيرك على اثارة هذه الملاحظات ، والتي سوف تساعد كثيرا في تطوير الفرضية المعنية وفي مشروع التثقيف والتنوير الذي نسعى لتحقيقه عن مناطق التماس خاصة ، ورؤيتنا تجاه المشكل السوداني خاصة.
فرضية ضرورة اعادة تعريف هوية السودان عبر الثروات وليس عبر الأيدولوجيات الزائفة ، تقوم على ضرورة طرح الأسئلة المغفلة في مشهد الذاكرة السودانية ، مثلا: درسنا في مناهج تأريخ السودان في المدارس عن اسباب تفكير محمد علي باشا في غزو السودان 1821 ، وايضا درسنا في نفس التاريخ اسباب الحكم الثنائي الإنجليزي المصر للسودان والذي بدأ في 1899 ، واستمر ثنائيا لغاية ثورة اللواء الأبيض 1924 ، ثم بعدها اصبح حكما انجليزيا صرفا.
التركية السابقة (محمد على باشا) ، اسباب وجودها في السودان (البحث عن الذهب والرجال الأقوياء) وهذا في مفهوم اليوم هو البحث عن الثروة العالية القيمة والساهلة في تكلفة الحصول عليها.
الأنجليز حينما فكروا في حكم السودان ، في اعتبارهم البحث عن الثروة ، وذلك لكي تستمر مصانع النسيج الإنجليزية فلابد من توفير خام القطن ، فكان السودان هو المكان الأمثل للحصول على القطن بصورة قليلة التكلفة..اذن الباعث الأساسي هو البحث عن الثروة.
نفس النهج (نهج معرفة العالم الخارجي بقيمة السودان كمنجم للثروات ، وهي المعرفة التي لا نضع لها كبير شأن نحن السودانيون) استمر الى غاية الأربعينات ، وهي النقطة التي ذركرتها انت بان امريكا تفكر في ثروات السودان منذ ذلك الزمن ، وتطور الأمر لغاية الخمسينات ، وتم اعتباره بصورة عملية في عقد السبعينات من القرن الماضي حينما دخلت الشركات الأمريكية (تجربة شيفرون) في ابتدار صناعة البترول في السودان ، وحتى اللحظة هذا التفكير مستمر ويأخذ اشكال عملية (الصراع بين امريكا والصين الذي ادى الى انفصال جنوب السودان ، حيث ظنت الحسابات الأمريكية بان الإنفراد بالجنوب سيمنحها ثروة سهلة ويمكن التحكم فيها واستغلالها لصاح امريكا وشعب امريكا..!)..
ذاك النهج هو الذي تطور في بعض الحقبات التأريخية بان تم استنزاف اهم ثروة في السودان (الإنسان المؤهل) وذلك في شكل الهجرة المنظمة لإنسان السودان والتي ادت الى تعمير الخليج والسعودية وجعلها قوى اقليمية تتحكم في الأقليم (بالمال). هنا تتفق فرضيتنا مع فرضية (سوء التخطيط والإدارة) وهي الفرضية التي ساقها الكيس دوال /دوفال بقوله (النخبة السودانية تتمتع بسمعة سيئة في ادارة السودان).
دول الخليج ، لم تشغل نفسها بالأيدولوجيات الزائفة (سؤال الهوية الزائف: اسلام مقابل علمانية ) وانما اتبعت نهج براغماتي واضح: نحن نملك ثروات ، اذن نعمل لكي نستفيد من تلك الثروات.!..وهو نفس النهج الذي تم اتباعه لبناء الولايات المتحدة الأمريكية اقتصاديا ، لكي تكون قوى عظمى. وانت يا صديقي تعرف التنوع الهائل في الولايات المتحدة ، وانا اعرف التنوع الهائل في كندا ، وكليهما قوى ذات منعة والإنسان فيها يمارس تنوعه وثقافته ومعقتداته ، ولكن تم تصميم قوانين صارمة وقوية: لك الحق ان تمارس التعبير عن هويتك وثقافتك كما شئت ولكن غيابك عن العمل يعني انه مخصوم منك يوم ، ويعني ان هذا سيؤثر على دخلك وعلى اسمهك في التأمين الصحي ، وتأمين سيارتك ، وكثرة الغياب ستعرضك ان تفقد فرص العمل في المستقبل..!!..وهذا يقودني لنقطة العقد الإجتماعي..
بالنسبة لسؤالك عن العقد الإجتماعي ، دعنا نسأل يا اسامة: لماذا تطورت دول الخليج اقتصاديا؟..تطور هذه الدول هو ظاهرة في المشهد الدولي ، وظاهرة (في اعتقادي) احرجت فكرة العقد الإجتماعي..!
هذه الدول تطورت (استغلال الثروات) ثم بعد ذلك افرزت عقدها الإجتماعي الخاص..وهو ما يحاول بعض المسلمين (ناس التفكير في الأيدولوجيات الزائفة من شاكلة تطبيق الشريعة اهم ) ان ينظر له وفق مفهوم (المستبد العادل)..!
في السودان يا صديقي ، لا يسأل السياسي كم تعداد السودان (الناس الذين يسعى لحكمهم) ، ولا يسأل ماهي امكانيات السودان من ناحية الثروات ، ولا يسأل عن مساحة السودان ، ولا يسأل عن التنوع في السودان..!
تخيل يا صديقي ، لو أي فرد سوداني وجد فرصة عمل ، مسكن ، توفير تعليم وعلاج لأسرته ، وقوانين تقمع الفساد وتقفل ابواب ثقافة الغنى السريع/ثقافة الإستهلاك المرحلية العابرة ..فهل سيجد مثل هذا الإنسان الفرصة لممارسة الإنغلاق في الأيدولوجيات الزائفة؟..
اذن يا صديقي ، استغلال ثروات السوداني كفيل بان يخلق عقد اجتماعي جديد فيه لن يكون المعيار هو ممارسة الدفاع عن ايدولوجيات زائفة ، وانما سيخلق ذلك منظومة قيم جديد يكون فيها: الغياب عن العمل ليوم يعني فروقات كثيرة للفرد..!!

كتر خيرك

كبر

ول ابا بريمة..حبابك يا صديقي
كتر خيرك على اثارة الملاحظات والأسئلة ،
بالضبط يا بريمة ، تلك الرؤى الأخرى ، تنطلق من اسئلة بسيطة ومهمة ومغفلة (شرحتها في ردي على اسامة الخواض)..لماذا غزا محمد علي باشا (التركية السابقة) السودان؟ الإجابة : البحث عن الذهب والرجال ، أي البحث عن الثروة واستغلالها..!..ايضا لماذا غزا الإنجليز السودان؟ الإجابة البحث عن اقامة مزارع القطن لتوفير الخام لمصانع النسيج في المدن البريطانية (الواقعة وثقها الشاعر الكبير محمد المكي ابراهيم في قصيدته المشهورة قطار الغرب)..يعني الإنجليز فكروا في استعمار السودان بحثا عن استغلال الثروات السودانية..!
شيفرون ، الشركات الصينية ، الشركات الماليزية ، الشركات الكندية ، الشركات الهندية ، الشركات الباكستانية ، الشركات الكويتية ، الشركات السويسرية..الخ..كلها دخلت السودان بحثا عن استغلال ثروات السودان ، وهذا ما نرجو ان يضعه أي سوداني أو سودانية في تفكيره اليومي..!
مناطق الثروات في التماس ، خذ مثلا يا صديقي منطقة كفي كنجي (حفرة النحاس) كيف ينظر اليها السوداني وكيف ينظر اليها العالم الخارجي؟ في الوقت الذي يعرف فيه العالم ان منطقة غرب بحر الغزال ومنطقة جنوب دارفور ، انها تساوي كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية ، او البرتغال واليونان ، وان كيفي كنجي تساوي مساحة بورتو ريكو ، والبحث في غازيتة السودان والكلام عن حدود المناطق بالشبر والخور والنهر والشجرة..وان اليونسكو تعتبر منطقة كفي كنجي محمية عالمية ، وان الحديث واضح عن منطقة الردوم ، وانواع الحيوانات النادرة في كفي كنجي والثروات فيها..ومحاولة الحاق مقاطعة كفي كنجي (العالم يعرفها بانها مقاطعة) بالجنوب ، كل هذا يا صديقي ولا نعرف نحن اهل السودان عن تلك المنطقة ، اللهم الإ اشارات غامضة من شاكلة (حفرة النحاس ، واليورانيوم فيها..!!)..!
الردوم يا يا بريمة ، وهي جزء من كفي كنجي، اليوم لوسألت السودانيين والسودانيات عنها ، فقد لا تجد اجابة ، اللهم الإ كونها اكبر منطقة لإنتاج البنقو في السودان ، وليت هذا الإنتاج تم تسخيره كثروة وتصديره للدول التي تجيز استخدام البنقو لأغراض طبية..!!!
سؤالك عن بروز دولة جديدة في مناطق التماس أو دويلات ، وفرص تلافي ذلك..
التلافي ممكن يا صديقي ، وذلك باعادة التفكير..!
احتمالات بروز دولة او دويلات في مناطق التماس، يأتي من فكرة المعارضة الجنوبية (تحديدا النوير والمناورة بالإنفصال من جنوب السودان) ومن المعارضة في السودان (تحديدا مناورة الحركة الشعبية شمال بفكرة المطالبة بحق تقرير المصير)..، وضعية منطقة أبيي ووضعية منطقة كفي كنجي (التي يعرفها العالم بأنها مقاطعة)..!
اضافة لذلك ، في بداية الألفية الثالثة ، ظهرت ادبيات سودانية ، تتحدث عن مشروع تقسيم السودان الى دويلات عديدة (بعضهم يقول خمس دويلات وبعض يذهب الى اكثر من ذلك..!)..فنجد بعض السياسيين والمثقفين ممن يتحدثون عن مشاهدتهم لخريطة للسودان مصممة بطريقة معينة حيث تظهر السودان مقسم لدويلات ، وان هناك مثقفين من الغرب يروج للفكرة بالحديث عن دويلات السودان الفاشلة (دولة السودان ودولة جنوب السودان) وضرورة تقسيم السودان الى دويلات رشيقة (قليلة السكان ، كثيرة الثروات ، وبالتالي سهلة التحكم فيها لإستنزاف ثرواتها..!!)..فأين الخطأ؟
الخطأ في التفكير السوداني ، فالساسة والمثقفين ممن يستعرضون مثل تلك السيانورهات/التصورات..لم يقدموا تصور لمجابهة ذلك؟ يعني السوداني مستعد لتشخيص المشكلة لأدق التفاصيل ولكن غير مستعد لتقديم حلول ومعالجات..!..
والسبب هو الركون للأيدولوجيات الزائفة والعمل الجاد لخلق مشروعيتها..!
الخوف الحقيقي يا صديقي ، ان الأيدولوجيات الزائفة ادت الى انفصال الجنوب ، ولو استمر نفس النهج ستؤدي الى انفصال السودان الى كذا مرة..!
تلافي هذا السناريو المحزن/المأساوي ، في تقديري ، ممكن وذلك بان نعترف بنهج التفكير والخاطئ ونعمل على تصيح الأوضاع باسرع ما يمكن..!

كبر

مواصلة مع ملاحظات واسئلة بريمة..
سؤالي كيف يمكن تحويل النمط الخاطئ للتفكير.. مع وجود أحزاب تؤمن بتلك الأنماط الخاطئة ؟ أو علي أي أساس تبني الأحزاب السودانية؟ .. وما هي الرؤية التي يجب أن تتبناها الحكومة الحالية لتصحيح الرؤي الخاطئة في إدارة الحوار؟


الواقع السوداني افرز عدة ظواهر ويجب ان نضعها في الإعتبار..
مثلا ، لأ اظن ان مناطق التماس (خاصة) والسودان عامة ، في حالة انقياد لخطاب الأحزاب السودانية وغيرها من قوى سياسية ومدنية ، وانما هناك بروز لظاهرة وعي جديدة تقوم على مساءلة ذلك الخطاب فيما يمكن ان يقدمه لتلك المناطق ومعالجة اشكالاتها (يعني تساوت الكتوف يا صديقي)..!
بعض الأحزاب السودانية ، بعد ثورة ديسمبر وفترة الحكومة الإنتقالية الحالية ، واضح انها لم تستوعب دروس الماضي ، ولازالت تحاول ممارسة الغش عبر بروباقندا الأيدولوجيات الزائفة ، ولكن هناك بعض التحولات التي يجب ان نضعها في الإعتبار..
الجمهوريين الآن يحاولون وراثة الوضع المعوج وممارسة بروباقندا الأيدولوجيات الزائفة ، ويلعبون دور جبهة الميثاق (الأخوان المسلمون) ابان الفترة الإنتقالية التي عقبت اكتوبر 1964.. الديموقراطية الثالثة (1986-1989) وبالتالي هذه قوى لا مستقبل لها ، لأنها ببساطة تعيش في غيوم سماوية بعيدة عن الواقع السوداني..!
الأحزاب التقليدية ( الأمة ، الإتحادي ، الشيوعي) فيها صراعات داخلية كبيرة بين تيارات الشباب وتيارات القيادة التقليدية: فالقيادة تتعامل مع واقع السودان (2020) بعقلية الستينات والخمسينات ومحاولة فرض نمط الصراع بناءا على الأيددولوجيات الزائفة( هل السودان عربي ام افريقي ، اسلامي ام علماني ، وبالطبع لا اعتبار لثروات السودان وعدد سكان السودان وتنمية السودان..الخ) وبين اجيال صاعدة (داخل تلك الأحزاب) تتبنى خط البحث عن طرق للتفكير خارج الصندوق ، وتعني معالجة التفكير الخاطئ واعتبار السودان دولة ثروات وتنوع وتحتاج لنظام دولة يقوم على المواطنة والتتفرغ لبناء مشروع النهضة..!
بالنسبة للرؤية التي يمكن ان تتبناها الحكومة الإنتقالية الحالية لتغيير نمط التفكير الخاطئ..القضية ليست الحكومة الإنتقالية فقط ، وانما الحكومة والحركات المسلحة (طرف التفاوض في جوبا ) وقوى اعلان الحرية والتغيير وتجمع المهنيين ومنظمات المجتمع المدني ..والرؤية بسيطة: عليها (كل تلك المكونات) ان تكون قدوة حقيقية ..مثلا..التفكير في مصلحة السودان وتعريف هويته وفق للثروات التي يملكها وكيف استغلالها..!
في الأسبوع الماضي خرجت جموع من شباب الثورة في مظاهرات ، وشعارها (الجوع ولا الكيزان) ، وهذا شعار كبير ومهم للغاية ويوضح الــ
Shift
في طريقة التفكير..!
فما يجب ان نعرفه ونتأمله أن: الإنسان الذي يفضل الجوع (الصبر على الضائقة المعيشية والإقتصادية) على الكيزان (الأيدولوجيات الزائفة) فهذا انسان يشكل رصيد كبير للتغيير في السودان ، وانه يفكر في السودان بطريقة مختلفة عن نمط التفكير السائد طيلة عمر الدولة الوطنية منذ الإستقلال.
السودان وقع على ميثاق روما لتأسيس المحكمة الجنائية الدولية ، ولم يصادق..فلماذا لا تبادر الحكومة بالمصادقة على هذا الميثاق وتقوم بتسليم المطلوبين لتلك المحكمة؟..
مثل هذه الخطوة مهمة ( في بالي الكتابة عن فوائد تسليم المطلوبين لتلك المحكمة) لأن السؤال سيكون: ماهي الفوائد الممكن تحقيقها من تسليم المطلوبين السودانيين للمحكمة الجنائية؟ هل سيؤثر هذا على مسألة الديون الدولية التي تكبل السودان؟ هل سيؤثر هذا في تطمين المشهد الدولي بان الحكومة الإنتقالية ليست امتداد للإنقاذ (الإنقاذ 2)؟ وبالتالي اعادة ثقة المجتمع الدولي تجاه السودان؟
اهل السودان (خصوصا الشباب) الآن يدركون جيدا ان ثورة ديسمبر هي الفرصة الأخيرة للسودان ، وان الجميع عليه ان يلعب دور في بناء السودان ، اول خطوة الإلتفاف حول الحكومة الإنتقالية (الجوع ولا الكيزان) والعمل على انجاح الفترة الإنتقالية ، والأهم حماية مستقبل السودان ، وكل هذا يشكل رصيد رؤى للحكومة الإنتقالية والقوى السياسية الأخرى.

كبر

حيدر.. حبابك يا صديقي
كتر خيرك على هذه الملاحظات..
الغريبة يا صديقي ، حتى من اتوا من خارج رحم الوطن (المستعمر الإنجليزي مثلا) كان يتعامل بمبدأ (فيد واستفيد) ، ومعروف ان المستعمر وضع بعض البنيات التحتية لتأسيس التنمية في السودان ، واستفاد منها ولكن حينما خرج لم يقم بتدميرها ، وانما تركها لأهل السودان بغية تطويرها..
في الدولة الوطنية ، اضعنا الوقت واهدرنا الطاقات في انحيازنا لقضايا الأخرين ومصالحهم (القضية الفلسطينية ، الهجرة السودانية التي ساهمت في تأسيس دول الخليج..الخ) ولو انفقنا نصف هذا الجهد في السودان لكان السودان شيئا اخر غير الذي نرى الآن..!
مشروع الجبهة الإسلامية كان يؤمن بالتنظيم العالمي وحماية مصالح ذاك التنظيم اكثر من ايمانه بالسودان ومصالح السودان ، وحتى اللحظة نجد من يؤمن بان (الشريعة قبل القوت) ، وجيد ان انتبه شباب الثورة لتلك البروباقندا التي تسعى لترسيخ الأيدولوجيا الزائفة ومقابلتها بشعارات واقعية ومختلفة في التفكير (الجوع ولا الكيزان).
وقبله مشروع مايو المتأرجح بين اليسار والقومية العربية واليمين الإسلامي..!
هذه هي الفرصة الأخيرة لأهل السودان ، واستغلالها بصورة جيدة سيضع مستقبل السوان في المسار الصحيح.


كتر خيرك
كبر

ول ابا علي عبد الوهاب..حبابك يا صديقي
كتر خيرك كتير على المطايبة ، وشكرا على الثقة الكبيرة يا صديقي
هذا جهد يا صديقي ، نحاول ان يكون بداية لمشروع اكبر للكتابة عن مناطق التماس ، وصدقني يا علي هناك اشخاص كتبوا كتابة جيدة ، ولكن معظمها باللغة الإنجليزية ، فرنسيس دينق ، بريمة ، اكول ، واخرين (معظمهم اجانب) ، وهي كلها كتابات تحتوي على معلومات غنية وتتحدث عن ثراء مناطق التماس.
دولة التسامح والسلام والمحبة ممكنة يا صديقي ، ولكنها تحتاج جهود عديدة وربنا يوفقنا في اضافة ما يخدم ويؤسس لهذه الدولة المفقودة.
شكرا لطلب نقل البوست للربع الحالي ، وسوف نضيف فيه بعض الخواطر..

كبر

استاذنا وصديقنا محمد على طه الملك..حبابك يا صديقي
كتر خيرك على المفاكرة ، ويا ريت تحاول اعادة الرد.
الكور بوينت ، تم توضيح بعض الأجزاء منها في ردي على صديقنا اسامة الخواض ،
فنحن يا صديقي ندرس في المدارس اسباب غزو محمد علي باشا للسودان ، واسباب استعمار السودان بواسطة الإنجليزي ، ولكنا لم نتوقف كثيرا في هذه الأسباب وهي ثروات السودان. فالآخر الحضاري والثقافي ينظر الى السودان من منظور الثروات ولا شئ غيرها ، بينما نحن نظر للسودان وفق تصورات مستحيلة وصعبة التحقق ، والدليل تجربة الخمس وستين سنة.
الثقافات يا صديقي ، ومعها المكاجرة السياسية ، هي المكون الذي يعبر عن الشخصية السودانية ، وهي تظهر دوما في المطبات والمحكات ، ولكنا لا ننظر اليها كجزء من اس المشكلة. فنحن على استعداد ان نكون ماركسيين مثلا ، ولكن المحرك الأساسي هو مكون الثقافي المحلي فينا..

كتر خيرك

كبر

الأخ سيف الدين بابكر ..حبابك يا صديق من الفيس بووك..
كتر خيرك على ابداء وجهة نظرك ، وهي مهمة حتى نفهم بعضنا البعض..

اهديك طرفة صغيرة يا صديقي..
في 1991 ،في ظل دولة الإسلام بتاعة الإنقاذ ، في مدينة الدلنج كانت عمتنا الرسالة (من اهلك الحوازمة دار نعيلا) جاءت الى سوق المحاصيل وهي تحمل ملوتين عيش كوريقي وديك وكانت تنوى بيع ما تحمل لتتحصل على نقود تساعدها في توفير حق الطحين حتى تتمكن من اعاشة اسرتها..!
في مدخل السوق ، التقاها اهل الحكومة الإسلامية وطلبوا منها الزكاة والأتاوات والضرائب (لاحظ ما تملك ملوتين عيش وديك) ، وحينما احتجت ، كانت اجابتهم ان الزكاة هي حق الله..!
فقالت مقولتها المشهورة: الأنجض منك بيندرع ليك في حبل الله..!
فحكاية وضع الصراع في مفاهيم مجردة من شاكلة صراع خير ضد ىشر ، اسلام ضد علمانية ، ملائكة ضد شواطين..الخ ، فلن نقول كما قالت حاجة الرسالة (الأنجض منك بيندرع ليك في حبل الله ) وانما سنقول هذه تصورات لا تهمنا في مناطق التماس ، وانما يهمنا البحث عن العدالة وبناء دولة المواطنة وتنمية تلك المناطق بصورة يستفيد منها اهل تلك المناطق وبقية اهل السودان وبقية الأخوان في الإنسانية.

كبر

بالفعل يا حبيب هذا ما غفل عنه الإسلاميون ، بدلا من أن يضعوا التنمية كهدف لبناء الإنسان نفسه، أصبحوا يضايقونه في سبل معيشته والانكى من ذلك يذهب كل ما يحصلون عليه من الغلابة الى جيوبهم لا لخزينة الدولة، كاننا مسخرين لخدمتهم ، هناك نماذج كثيرة لظلمهم وتجبرهم الذي أجبر الكثيرين عن الأحجام عن عمل بزنيس شريف يدر عليهم دخلا لتلبية متطلباتهم اليومية ، قصة عمتنا الرسالة نقطة في بحر المظالم التي برعوا فيها لعقود ، ما كان الله مزحزحهم عن حكمهم لولا تسلطهم وطغيانهم
بالله عليك لاحظ الثراء الفاحش الذي أصابه كل نفر منهم باسم الدين ، مع ان معظمهم كانوا بالأمس من المعدمين .. عن أي دين وعدل كانوا يتحدثون ، قبحهم الله اينما حلوا

شكراً يا ول أبا كبر .. علي الردود القيمة ..

بريمة