ظاهرة التمدد الوهابي في وطن الخيارات الحزينة00 (الجامعات نموذجاً)

ظاهرة التمدد الوهابي في وطن الخيارات الحزينة00 (الجامعات نموذجاً)


05-09-2004, 02:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=51&msg=1116937270&rn=1


Post: #1
Title: ظاهرة التمدد الوهابي في وطن الخيارات الحزينة00 (الجامعات نموذجاً)
Author: atbarawi
Date: 05-09-2004, 02:16 PM
Parent: #0

عندما تستوطن الانكساريات في مجتمع ما يصبح الهوان مرتكزاً أساسيا لمعنى الوجود0 وهذا هو حال السودان منذ زمناً ليس باليسير0 ومع مجيء الإنقاذ اكتملت كل عناصر لوحة البؤس والألم0 وها هو الهوان يأتي مجسداً هذه المرة في ظاهرة التمدد الوهابي ويلج بسهولة أبواباً كانت في ما مضى عسيرة عليه للدرجة التي كان مجرد وجود ه الخجول فيها والذي غالباً ما تكون منشئه ظروف استثنائية هو بمثابة منتهى احلامه0 وسودان اليوم الذي هو في حكم اليتيم المستوفي لشروط تعلم"الحجامة في قفاه" يغري كافة أشكال الهوان بالجرأة على التوغل في كامل نسيجه والعبث فيه بغية تغيير ملامحه إن أمكن ذلك0 فشروط المجازفة باتت متوفرة وبكافة الأشكال والأحجام لمن يريد المغامرة0
والوهابية- ليست استثناء في ذلك – وهي التي كانت في غابر الزمان تقنع في بالعيش في "جيتوهاتها" المعزولة التي توختها بعيداً في القرى والنجوع حيث الفقر والفاقة والجهل هم السمات المميزة لم تجد في نفسها حرجاً هذه المرة في التوغل عميقاً وبقوة فيما كان يسمى – سابقاً – "بمناطق الوعي" أي مراكز التعليم العالي وتحديداً جامعة الخرطوم بما لها من قدح معلى في هذا الخصوص0 وما كان للتيار الوهابي أن يعلن عن نفسه بهذه الفعالية في انتخابات الاتحاد للسنين الأخيرة ما لم يكن هناك زلزال حقيقي أصاب كبد البنيان الثقافي- الاجتماعي للوطن0 ولا شك أن تغلغل الوهابية بمعطياتها الفكرية – العقلانية الفقيرة حد البؤس وبروزها اللافت في الجامعات ليس له من تفسير سوى أن السياسة التعليمية لدولة الإنقاذ متمثلة في نثرها لتلك "الفكة" من الجامعات قد أتت أكلها وأثمرت انهياراً تعليمياً حقيقياً تحولت بموجبه مراكز التعليم العالي إلى مدارس تلقينية لا تنتج سوى إنسان هش فكرياً عرضة لكافة أشكال الاستلاب الثقافي- الديني وليس أدل على ذلك من شاكلة بروز المذهب الوهابي الذي هو في صميم مضمونه ليس سوى نتاج خليط بائس من الدين والثقافة البدوية القادمة من شبه الجزيرة العربيـة0
والمؤشر الآخر الذي لا يقل خطورة عن سابقه هو أن التمدد الوهابي كشف بما لا يدع مجال للشك تمكن الفقر والفاقة بالمجتمع وإمساكه الخانق بتلابيبه، وهذا يفسر إلى حد ما ازدياد هذه الظاهرة وتفشيها بين من هم مقدر لهم أن يكونوا روافد مستنيرة تمثل ذروة الوعي المنشود0وهذا ليس بالغريب لأن الوهابية في أحد أكثر أشكالها وضوحاً ليست سوى "ظاهرة اقتصادية" كما وصفها بحق الدكتور نصر أبوزيد، لأنها أصلاً ارتبطت في تناميها وتمددها بالطفرة البترولية في دول الخيج العربي - والتي وسمت سبعينات القرن الماضي- 0 والشاهد أنه قبل ذلك لم يكن يحصد ثمار تخلفها سوى أهلها أنفسهم0 ولكنها الآن باتت تملك مقدرة اقتصادية لا يستهان بها بفضل الموارد المالية التي تنهل منها بغير ضابط طالما هي تقوم بدورها المرسوم لها في تجهيل إنسان تلك الديار وشغله عن قضاياه الحقيقية من وتعليم وحرية، وليس أدل على ذلك من اعتراض كبير علماء المملكة السعودية "عثمان آل الشيخ" على مذكرة الإصلاح الدستوري التي قدمها بعض المثقفين السعوديين للنظام الحاكم ووصفه لهم بمثيري الفتن والخارجين على إجماع الأمة والجماعة من أهل السنة والذين من أوجب شأنهم طاعة أولي الأمر 00فتأمل!!!0 وان كان ما يدور هناك ليس يعنينا بالقدر الذي يجعل منا "مسيحيين أكثر من البابا" ، لكن ما يفزعنا حقاً هو هذا التضافر اللعين بين الظروف الراهنة وهذه الهجمة الشرسة من تيار التخلف والظلامية وكأن ما فينا لا يكفي!!0
وحق لنا أن نتساءل بحسرة وحيرة، ما الذي يمكن أن يأتي به هؤلاء الطلاب المستلبين من منافع كان حرياً بها أن تثمر في بيئتها إن كانت لها مواصفات ذلك حقا؟؟ فما يجهله هؤلاء الأغرار حقاً إن هذا النوع من الثقافة البدوية في مخلوطها الديني غير المتماسك لم تكن إلا عائقاً صلداً في وجه كل محاولات النهوض بمجتمعات شبه الجزيرة العربية رغم ما توفر لها من ظروف موضوعية مناسبة للحاق بركب الأمم ذات الشأن ، ولكنها بدلاً من ذلك رمت بها الوهابية إلى مجاهل التخلف الاجتماعي والتبعية السياسية المذلة ورهن المقدرات إلى أجل غير مسمى0
ان هذا الوطن رغم ما تكتنفه من مخاطر وأزمات للحد الذي قد تقصف باستقراره حتى أزمان قادمة إلا أنه من المؤكد متجاوز بقرون لذلك النمط الثقافي – الديني الوافد والذي يبدو أن معتنقيه بما يتميزون به من خفة في العقل وبساطة في التصور للواقع الوجودي نسوا أو تناسوا أن المال مهما كانت سطوته لا يستطيع أن يلغي هوية المجتمعات بذات السهولة التي يرسلون بها لحاهم.

عبد الخالق السر/ ملبورن
8/5/2004م

Post: #2
Title: Re: ظاهرة التمدد الوهابي في وطن الخيارات الحزينة00 (الجامعات نموذجاً)
Author: Elmosley
Date: 05-09-2004, 02:57 PM

عزيزي عطبراوي
تحياتي واشواقي

اعتقد انك تحرث في البحر وتؤذن في مالطه
فما عادت الثقافة هنا مطلوبه

فقد سيطر الردحي والشتم علي هذا البورد
برغم ان الغالبيه المحترمه تلوذ بالحزن النبيل
ويبدو انه قد حان الوقت
لاعادة النظر في التواجد هنا

Post: #3
Title: Re: ظاهرة التمدد الوهابي في وطن الخيارات الحزينة00 (الجامعات نموذجاً)
Author: atbarawi
Date: 05-10-2004, 02:29 AM
Parent: #2

العزيز جدا موصلي
لك الود أينما حللت

أعلم جيدا ما آل اليه حال البورد ومحاولاتك المستميتة مع بعض النفر الكريم لانقاذ ما يمكن انقاذه، واعلم ان بعض ما يكتب هنا من كلام جيد لا ثمن له0 ولكن ما العمل؟ حقيقة لي فترة طويلة كنت انعم فيها بالغياب0 ولكن يبقى لهذا الكيان رابطة الدم وهذا ما يجعلنا لا نسلم بالهزيمة مبكراً0 على الاقل حتى اشعار آخر0

لك خالص المحبة والتقدير
عبد الخالق السر

Post: #4
Title: Re: ظاهرة التمدد الوهابي في وطن الخيارات الحزينة00 (الجامعات نموذجاً)
Author: muntasir
Date: 05-10-2004, 06:17 AM
Parent: #3

العزيز عطبراوى
ما يحدث هنا هو صوره مصغره لما يحدث فى وطننا وهو الذى جعل من تتكلم عنهم فى مقالك يتسللون الينا ويتسيدونا بل لقد تبنينا جميعنا أدبياتهم فى الخلاف لا فرق بين يميننا ويسارنا طائفيين كنا أو تقدميين أو حتى اللامنتمين منا فكلنا أصبحنا كيزان وإن إختلفت أحزابنا ولك ان تقرأ خلافات الصادق ـ مبارك الإتحادى ـ الحاج مضوى القصر ـ المنشيه عبدالعزيز خالد ـ تيسير وحتى هلال مريخ أو حتى المدارس الشعريه أو اللغويه لتعرف أننا لا نجيد لا الإتفاق ولا الإختلاف لذا أحرق الملايين فى بلادنا وأبيدوا ونحن نحارب فى طواحين الهواء بسيوف من خشب ونحن نمارس ترف التنظير دون أن نطعن لا الفيل ولا ضلوا
ولك العذر فى كلامى العارفو لا بودى ولا بجيب

Post: #5
Title: Re: ظاهرة التمدد الوهابي في وطن الخيارات الحزينة00 (الجامعات نموذجاً)
Author: atbarawi
Date: 05-10-2004, 02:18 PM
Parent: #4

العزيز منتصر
سلامات
كلامك في محله ولم تجافي الحقيقة قط0 فمصيبة السودان هو انه لم يتطور اجتماعيا عن مجتمع القبيلة بالقدر الذي يتيح له ان يمارس فعلا حضاريا بكل ابعاده0 وما يحدث حاليا هو ما اسميته بشيوع ثقافة التبخيس بديلاً للاختلاف الحضاري في مقالي القادم0
لك المحبة