و ضاعت الفرص تلو الاخري: اضاع اولها اغبياء السودان الذين تولوا أول وزارة عند إعلان استقلاله

و ضاعت الفرص تلو الاخري: اضاع اولها اغبياء السودان الذين تولوا أول وزارة عند إعلان استقلاله


08-01-2023, 01:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1690893773&rn=0


Post: #1
Title: و ضاعت الفرص تلو الاخري: اضاع اولها اغبياء السودان الذين تولوا أول وزارة عند إعلان استقلاله
Author: احمد التيجاني سيد احمد
Date: 08-01-2023, 01:42 PM

01:42 PM August, 01 2023

سودانيز اون لاين
احمد التيجاني سيد احمد-ايطاليا
مكتبتى
رابط مختصر






من طبيعة الأشياء إنه هنالك رد فعل لكل فعل. و مازال السودان في مرحلة رد الفعل الاول. الفعل الذي كان خطأً جسيما. ظل شعبه المسكين في مرحلة رد فعل قاسية مدمرة انتهي بها الامر الي دمار حاضرة مدائن النيل الخرطوم الكبري .. دمارا يتمني كل من شاهده الموت قبل حدوثه.

بداًت اللخبطة الماساة كالكوميديا الالهيةً لدانتي حيث نامت العقول وفقد الناس القدرة علىالتفكير والإدراك والفهم نتيجة لحكم الخليفة الدموي الجاهل عبدالله التعايشي وجنودة الذين قتلوا واغتصبوا وكمان اكلوا لحوم البشر ….بإسم الاسلام و حكم الإسلام!

ثم اتت حكومة ١٩٥٦ واغمضت عينها عن التطهير العرقي الذي وقع علي
النوبيين منذ ١٩٠٣، و عن تجار وتجارةً الرقيق .. وو و انبطحت للعرب وبدات في قصف قري من سمتهم عبيدا و زرقة.

و منذ إحتلال الحركة الماسونية الكيزانية العنصرية الارهابية الحكم اثر انقلاب ١٩٨٩،زرعت الفتن وتامرت مع جماعات الاخوان المسلمين في فلسطين و تركيا ومع كل الاسلامويين الارهابيين اينما كانو ومن حيث اتو.

عموما فشلت او تجاهلت الحكومات المتعاقبة ديمقراطية كانت اوعسكرية في التخطيط لبرامج من شانها ان ترفع الظلم الذي حاق بشعوب السودان المضطهدة في غربه و شرقه وشماله و جنوبه ووسطه وتركتهم في حالة الم واضطهاد دايمين.

نعم ضاعت الفرص ،الفرصة تلوالاخري. اولها بسبب اغبياء السودان الذين تولوا أول وزارة بعد إعلان أستقلال السودانً. بالرغم من قيادة الكردفاني ود الجلابة اسماعيل الازهري لتلك الحكومة حيث اثبت عفة وخلقا كريما و نال الاحترام لكنه كما اقتضت الظروف الخانعة التي منح بموجبها السودان الاستقلال، اختار حكومة من الصفوة المتفوقين في اركان و اشعار اللغة العربية اكثر من تفوق مطلوب في علوم الجغرافيا والاجتماع و التنوع الاثني و العرقي وعلوم السكان الاصليون. مثلا كان المحجوب جميل المحيا ناصع البشرة انيق الملبس. الافرنجي متحدثا لبقا بالعربية (الجد جد!!)، فاقنع جامعة الدول العربية بقبول السودان عضوا بها بعد أعتراض. أتي كفرسان شعراء العرب بقول رصين محتواه إن السودانيون اكثر عروبة منهم جميعا (والله و الله العظيم!):
نسي العجم النوبيون المضطهدون حتي في الافلام المصرية ((سرقوا السندوق يامهمد لكن مفتاهو ماايا)).
و نسي الخادم ست المريسة النوباوية و العبدة الفوراوية و الاغلف الجنوبي والاشعث الاغبر الهدندوي؛ و نسي الانقسناوي الذي يسمي المغترب عن جباله عبدا؛
و نسي بان المستعربين الذين يفتخرون بانساب اشتروها بالمال يفرضون علي البروناري. التشدق بعروبة لا ينتمي اليها لان وجهه مقطوع بشلوخ جعلية. انا كنت شاهدا عندما صرخ في البروناري امام دكان الجلابي :((انتي اميان.. ما تشوفي الشلوخ! اني جاالي.. آني اربي هر)).اي انت عميان انا جعلي انا عربي حر!
و صرنا بفضل بلاغة المحجوب أعضاء في الجامعة العربية بدلا من دخول الكومنولث!! خرجنا بالدنانير التي لا تكفي سكرة في (انداية) مثل شاعر العرب الذي يمدح الخليفة ويخرج منه ببضع دنانير ينفقها في سكر و عربدة!

يا للحسرة!!

لو دخل السودان عند استقلاله في منظومة الكمنويلس مثل الهند و سنغافوره وكينيا يوغندا و تنزانيًا و جنوب افريقيا و نيوزيلندا و غانا الخ بدلا من الانبطاح لفئة عربية فاشلة فاسدة مضطهدة بواسطة حكامها؛ لكان شان السودان الان كشان الهند الذي راس بلدها المتنوع و صنع القنبلة الذرية عالمً من الاقلية المسلمة ! ومن المعروف ان أثري اثرياءالهند من الأقلية المسلمة. كما ان رئيسة سنغافورة- اغني دولة في العالم - من الاقليات المسلمةً عرقيا و دينيا. نسي حكام و أحزاب وانقلابيو السودان بان هذه انتصارات يجنيهاالمسلمون في البلاد التي تحكمها دساتير مدنية علمانية ديمقراطية !!

كسرة
قال لي أبني الصغير : هذه الحرب في السودان ضرورية لان السودانيون فقدوا القدرة علي الاستماع وإحترام البعض. قلت له نعم ياابني. لقد حكم السودان حثالة أبناءه وبناته خاصة اولئك الذين يتشدقون بالاسلام و بالتدين. يقضون أوقاتهم في همهماتمبعثرة و صلوات لا يفقهون معانيها و يتلمظون شهوة في النكاح الثنائي والثلاثي والرباعي و نكاح الميت و أغتصاب الغلمان حتي ان ادخلوا في ميزانيةً دولةً البشبر وظيفة إخصائي أغتصاب!
قلت له: يا أبني لا تاتي حكومة دينية الا وتسبب الخراب و الدمار والجهل لان سدنتها لادينيين أنما تجار دين يستخدمونه لارهاب وإذلال الفقراء . ولو لا ذلك الضعف و البدائية في كل عصور المسلمين لما تشبثوا في تاريخهم الذي أمتد قرابة ألالفين عام من الزمان بسيرةً قلة قليلة تعد علي الاصابع كامثلة للنهج الصحيح .

اراد الله القضاء علي فكر عصبة الماسونية الاسلاموية التي انشاءها سيد قطب والهضيبي بناءا علي شعائر بن تيمية و تجارب الوهابيون الارهابيون و الدواعش خلال التاريخ الاسلامي بوضعها موضع التنفيذ الفعلي. لكن للاسف كانت الارض التي تم فيها تطبيق هذه الكارثة الفكرية هي السودان و الضحايا هم شعب السودان.

فطوبي لشعب السودان!

نواصل

د. احمد التيجاني سيد احمد
١ أغسطس ٢٠٢٣. رومًا إيطاليًا