جــزا لله جعفر النميري فقد أضاع تلك المؤسسات العريقة !! بقلم الكاتب / عمرعيسى محمد أحمد

04:23 PM March, 13 2023

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر

بسم الله الرحمن الرحيم

جــزا لله جعفر النميري فقد أضاع تلك المؤسسات العريقة !!

في فترة من الفترات عاشت البلاد نوعاَ من القوة والممارسات الاقتصادية المتينة القوية ،، وفي تلك الفترات كانت البنوك لها المكانة والقوة والهيبة التي تليق بالبنوك وفي نفس الوقت تليق بالعاملين في تلك البنوك ،، حيث الهيبة والمكانة والأمانة المهنية القوية المعروفة عن البنوك في كافة أرجاء العالم ،، وكانت أسماء تلك البنوك عالمية توحي بمتانة وقوة الاقتصاد في منشأ وبلاد تلك البنوك ،،

• أين أيام بنك باركلز العالمي ؟؟
• وأين أيام البنك العثماني العالمي ؟؟
• وأين أيام بنك مصر العالمي ؟؟
• وأين أيام بنك ( الكريدي يوناني ؟؟

من المهازل والإخفاقات العديدة التي ارتكبها جعفر محمد النميري بمعاونة الحزب الشيوعي السوداني أنه قام في يوم من الايام بتأميم العديد والعديد من تلك المؤسسات المالية العريقة في البلاد ,, وفي نفس الوقت قام بتبديل تلك الأسماء العريقة العالمية للبنوك بتلك الأسماء السودانية الهزيلة التي نعرفها الآن ،، وقد سقطت كافة تلك البنوك في أداء واجباتها!! .

كانت البنوك السودانية قبل خزعبلات وهرجلات جعفر النميري لها مكانة وهيبة مهنية عالية للغاية في نفوس الشعب السوداني ،، ولم تكن بتلك المهزلة التي نشهدها في هذه الأيام !! ، حيث أن البنوك في الماضي كانت معروفة بالأمانة والصرامة والدقة المبالغة !! ولكننا فجأة وجدنا أنفسنا نتعامل ونتعايش مع مؤسسات بنكية فوضوية لا تحترم ألف ياء المهنة بنفس الدقة والصرامة المعروفة عن البنوك في أرجاء العالم !! ،،

ولأول مرة شاهدنا كيف أن البنوك السودانية تسحب أرصدة العملاء المفتوحة لديها بالعملات الصعبة لصالحها بحجة عدم حراك الحساب خلال السنة المالية !! ،، وكذلك لأول مرة نجد البنوك السودانية تفرض عمولات وهمية كبيرة على الحسابات المفتوحة لديها تحت حجج واهية وتافهة تجلب السخرية في النفوس !! ،، وفي نفس الوقت هي عمولات كبيرة بالمقارنة مع تلك العمولات التي كانت تفرضها البنوك في الماضي .. وكنا نجد أن تلك البنوك كانت تستحق تلك العمولات لجدارتها وأمانتها في الأداء .

تعاملنا مع البنوك في دول الخليج العربي وفي بعض دول العالم ،، ولم نسمع في حياتنا أن البنوك تخصم عمولات في مقابل دفاتر الشيكات التي تصرفها العملاء ،، وفي عرف البنوك العالمية فإن تلك الدفاتر تعد من أوجب واجباتها ،، وكذلك لم نسمع في حياتنا أن البنوك تأخذ عمولات في مقابل كشوف الحساب التي يطلبها العملاء !! ،، لأن تلك الكشوف تعتبر من الأساسيات الشهرية المفروضة على عواتق البنوك ،، حتى ولو لم يطالب بها العملاء !!

الأفظع من ذلك كله أن التعامل مع البنوك السودانية الحالية في مرحلة من المراحل قد كشف نوعاَ من الخيانة للأمانة والسقوط في الأخلاقيات !! ،، حيث أن البعض من هؤلاء الموظفين ( أصحاب النفوس الضعيفة ) كانوا يتعمدون في سحب أوراق مالية لصالح جيوبهم عند تسليم مبالغ كبيرة للعملاء ،، وذلك حين يدركون بأن العميل سوف لن يقوم بالعد تكاسلاَ أو معتقداَ سلام النوايا لدىهم ،، وتلك الظاهرة في مرحلة من المراحل قد مثلت قمة الخيانة للأمانة لموظفي البنوك السودانية ،، وهي تلك الأمانة المعروفة لدى موظفي البنوك في أرجاء العالم !! .

جعفر النميري بفضل تلك السياسات والقرارات الرعناء المسترجلة الغير ماهرة والغير مدروسة بعناية قد أسقط هيبة ومكانة البنوك السودانية !! ،، وتلك علة أصبحت ملاصقة لتلك البنوك الوطنية وفي نفس الوقت أقد أصبحت من علل أبناء السودان العاملين في البنوك !

يا حليل أيام البنوك السودانية العريقة !! ،، ويا حليل أيام بنك السودان تحت لواء ( مامون بحيري ) حين كانت العملة السودانية تحتفظ بقيمتها لأطول فترة ممكنة مهما تتبدل الأحوال السياسية في البلاد ،، وكانت العملة السودانية تنافس أقوى العملات في أرجاء العالم ،، ويا حليل أيام بنك السودان حين كان يوجه تلك البنوك السودانية ،، ويجيد قيادة البنوك ،، كان يحاسب ويعاقب تلك البنوك في حال التلاعب بأموال وودائع العملاء !! ،،

ولكن مع الأسف الشديد اليوم نجد أن بنك السودان يعد من أضعف البنوك القيادية لقلة المهارة المهنية لدى المسئولين في تلك المؤسسة المالية الهامة !!

ــــــــــــــــــــ