لو توقف الشعب السوداني عن التساهل والهبالة لتوقف أهل الأطماع والأهواء !! بقلم الكاتب / عمر عيسى

03:25 AM March, 24 2022

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر

بسم الله الرحمن الرحيم

لو توقف الشعب السوداني عن التساهل والهبالة لتوقف أهل الأطماع والأهواء !!

العيب كل العيب يكمن في الشعب السوداني ،، ذلك الشعب الذي يجاري ويوالي أهل الأطماع والمفاسد في كافة الأوقات !! ،، يرضى بالمذلة والإهانة دون تلك الغيرة والنخوة والتعاضد المفروض كما هو الحال في شعوب الأرض !!،، شعب لا يماثل إطلاقاَ تلك الشعوب الحرة الأبية فوق وجه الأرض ،، ولا يعرف إطلاقاً تلك الوقفة الجماعية الشجاعة التي تراعي ( المصلحة العامة ) ،، ومن السهل للغاية لكل من هب ودب أن يتلاعب بمصير ومعايش الأمة السودانية ،، شعب فقط يخضع لمشيئة الآخرين بمنتهى المذلة والضعف ،، شعب يتصف بصفة ( العبيد ) المسخرين لخدمة الأسياد أهل الجشع والأطماع !!،، شعب يتواجد في الحياة فقط لتلبية رغبات أصحاب الأطماع والجشع والمفاسد والأنانية !،، وهؤلاء أصحاب المتاجر بدولة السودان يفرضون تلك الأسعار الفلكية المستحيلة بالقدر الذي يوافق ويرضي أمزجتهم الخاصة في غياب الدولة والرقابة الصارمة !،، فإذا بالشعب السوداني بمنتهى الرضا والبلاهة يجاري تلك الأمزجة ( الخربة) للتجار دون إعراض أو اعتراض أو توقف عن الشراء !!،، وهؤلاء المسئولين عن شركات الاتصالات بالسودان يرفعون أسعار الاتصالات وأسعار الفئات والباقات وفئات الانترنت بالقدر الذي يرضي طموحاتهم في أعقاب كل شهر ،، فإذا بالشعب السوداني بمنتهى التساهل والعفوية والغباء يجاري تلك الشركات ثم لا يقاوم ولا يحتج ولا يتوقف عن التعامل مع تلك الشركات !! ،، وهؤلاء المسئولين عن الطاقة الكهربائية والمياه بالسودان يرفعون أسعار تلك الطاقات الحيوية بذلك القدر الجنوني في الأسعار رغم رداءة وندرة الخدمات ،، فإذا بالشعب السوداني يجاري تلك الزيادات في الأسعار دون التوقف عن الطلب والاستهلاك ودون تلك الاحتجاجات الضرورية الملحة !! ،، وهؤلاء اصحاب وسائل النقل المختلفة بدولة السودان يرفعون أسعار الفئات وتكاليف التنقل والترحال بين المناطق داخل المدن وخارج المدن حتى بلغت تكاليف الترحيل بين منطقة وأخرى ضرباَ من المستحيل والخيال !! ،، فإذا بالشعب السوداني يجاري تلك الزيادات بمنتهى العفوية والبلاهة !! ولا يمتنع عن تلبية رغبات أهل الأطماع ،، ذلك الشعب الذي رفض في يوم من الأيام زيادة ( واحد قرش ) في تعرفة المواصلات وذلك في أيام جعفر النميري !!.

معروف عن الشعب المصري أنه لا يتساهل إطلاقاً عن كل من يريد التلاعب بضروريات الحياة كالخبز والأغذية والأدوية !! ، وكذلك لا يتساهل إطلاقاَ عن كل من يتلاعب في أسعار الخدمات الضرورية كالمواصلات والكهرباء والمياه والغاز ،، الشعب المصري شعب واعي للغاية ويلتقي عند المحن ويتعاضد مع البعض بالقدر الذي يراعي المصلحة العامة ،، شعب يقاوم بشدة رغبات أصحاب الأطماع والجشع في البلاد ،، وتلك المقاومة الشرسة هي التي تمنع الارتفاع الجنوني للأسعار في أي بلد من البلاد ،، وهي تلك المقاومة التي يفتقرها الشعب السوداني بكل القياسات ’’ شعب بمنتهى البلاهة والبلادة يجاري تلك الزيادات الرهيبة في أسعار السلع والخدمات ،، والأوجع في الأمر أن المسئولين في البلاد بمثابة النساء والحريم في اتخاذ القرارات الشجاعة التي تليق بالرجال !! ،، ولا يملكون تلك النخوة والرجولة في أصدار القرارات الصارمة التي تحد من الفوضى والانفلات .