Post: #1
Title: فهم دور البلاغ الجنائي في قضايا الحصانات
Author: أمل الكردفاني
Date: 01-11-2022, 10:54 PM
09:54 PM January, 11 2022 سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر
د.أمل الكردفاني
بالتأكيد كان حمدوك يتمتع بحصانة قانونية حين رفعنا ضده البلاغ الجنائي، فالبلاغ الجنائي، في القضايا القومية ليس المقصود منه الوصول إلى القضاء حتماً، فهذه مسألة قد تصدق في ثنايا استثناءات قانونية وداخل جدل فقهي مستمر حول مسألة الحصانات، خاصة في الدعاوى الجنائية. وسنجد ان القانون الجنائي الدولي هو من هز وأقلق قوة الحصانة، حينما رفض الاعتراف بها في الدعاوى الجنائية الدولية.
أما رفع الدعاوى التي يكون الخصم فيها طرفاً متمتعا بالحصانة فلها أهداف أخرى أقوى من دخول الدعوى في الولاية القضائية. فهي -على سبيل المثال لا الحصر:
- إبراز سلوك مضاد لمصالح المجتمع وينتهك القانون.
- إعلان موقف قانوني تجاه خطر يهدد سيادة الدولة.
- توجيه إنتباه الشعب نحو المؤامرات التي تحاك ضد وحدته وسيادته.
- التأكيد للخصم (صاحب الحصانة) بأن موقفه مخالف للقانون.
- وضع الاعتبار لرأي الشعوب، باعتبارها الممثل الأوحد لمصالحها.
- التأكيد على أن الأفراد أضحوا شخصاً من أشخاص القانون الدولي العام إثر جدل مزمن حول هذه المسألة.
- إشراك الشعب في الوعي القانوني بالجوانب الخفية التي يجهلها غير المتخصصين.
إذاً؛ يمكننا أن نقسم اهداف البلاغات الجنائية إلى هدفين:
- هدف تكتيكي. أي منهج اقتضاء حق خاص أو عام. وهذه هي البلاغات الجنائية العادية.
- هدف استراتيجي، ينظر إلى المستقبل ويربطه بالحاضر. وهذا ما يتوفر في القضايا ذات الطابع السياسي والدولي.
ففي البلاغات المقدمة ضد رئيس دولة، لا يشترط أن يدان فيها رئيس الدولة بل القصد الأهم هو فضح وكشف جانب منتهك للقانون.
وهذا الهدف الاستراتيجي، هو ما يتم اتباعه بكثرة في الممارسات الدولية. فمثلاً، نعلم جميعنا أن اي قرار ضد إسرائيل ستستخدم فيه أمريكا حق الفيتو. أو أن أي قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد إسرائيل لن يجد سبيله إلى التنفيذ. غير أن ذلك لا يحول دون طلب إصدار ذلك القرار من مجلس الأمن او الجمعية العامة. لأن الغرض هنا استراتيجي وليس تكتيكي فقط. فالغرض هو إظهار مخالفة إسرائيل للقانون الدولي وليس معاقبتها، وحينما تستخدم أمريكا الفيتو، فإنها في الواقع تؤكد ميلها إلى انتهاك القانون الدولي وهذا ما يؤدي إلى تشويه صورتها أمام المجتمع الدولي وأمام الشعوب الأخرى. وبالتالي فإن ذات الخسائر تكون أكثر فداحة بالنسبة لإسرائيل.
في ظل حكم البشير تقدمنا للجنة الأمنية بطلب الخروج في مظاهرة، وتم رفض الطلب في الوقت الذي سمحوا فيه لشباب حزب المؤتمر الوطني بالخروج دعماً للبشير.
كنا بالتأكيد نعلم أن الطلب سيرفض رغم مطالبتنا بأن نعامل بالمثل. لكن الطلب هنا ليس طلباً تكتيكياً بل له هدف استراتيجي، وهو أن نؤكد بأن ما قاله البشير كان كذباً حينما قال بأن حرية التظاهر مكفولة، (فقط قدموا طلباً للجهات الأمنية المختصة). وبالفعل لم يكرر البشير هذا القول مرة أخرى.
يجب أن نعلم بأن الدفاع عن الحقوق لا يتم دوماً بشكل مباشر فقد يكون في ذلك شيء من الحمق. إن الدفاع عن الحقوق، وعن الوطن، يحتاج لفهم العدو، وفهم ما يسمى بطريقة العمل modus operandi، وبنموذجه المعرفي. قبل أن نتحرك إلى الأمام.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/11/2022
عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 01/11/2022
عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/11/2022
|
|