رجل في حياتي:الجزء الثالث

رجل في حياتي:الجزء الثالث


01-05-2022, 00:55 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1641340549&rn=0


Post: #1
Title: رجل في حياتي:الجزء الثالث
Author: اشراقة شاع الدين خلف الله
Date: 01-05-2022, 00:55 AM

11:55 PM January, 05 2022

سودانيز اون لاين
اشراقة شاع الدين خلف الله-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



مدي ومداد


ashraqtshaaldynshaaldyn@Gmil


كلما عصف بي الهم ،وكلما غلبني المكان وصخب الناس من حولي ،استنشق الطرقات لأرتوي من عبير ترابها رغم قذارتها التي غلبت المسئوليين من نظافة المدينة فقرروا تركها قذرة وهي تضحك بصمت خجول لآنها هي من أعلنت العصيان عليهم وهمست لهم في خفاء في لحظات غفلة وهم يتقاسمون الاموال المخصصة لتلميعها لانها آثرت الآ ينظف قذارتها اصحاب النفوس القذرة والملابس النظيفة لانها وحدها تعلم بأن القذارة بالقذارة تحتذي. وهي تحمل عهدا علي نفسها الآ تتلون والآ تترك حتي الحرباء ان تاخذ لونها الترابي. أرتوي منه ليقيني كثرة التفكير والسؤالات . استنشق رحيقه المعتق باقدام السائرين من كل العهود والحقب التاريخية النيرة منها والمظلمة . وأهيم عاصفة بالزمان حتي يجمع الليل خيوطه وارجع الي ذلك الوكر الذي أعيشه ويعيشني أجيده ويجيدني ، يترجم لي كل المصطلحات التائهة والمختبئة في الاعماق .. والاعماق دوما تكون مكانا مناسبا للإختباء تختارها لنفسها لانها تجسدها آيما تجسيد . ظلم قهر حزن استبداد موت دمار .
وأعرج كالعادة علي كشك في ناصية الشارع لإشتري قلما واذهب به الي ذلك الرجل الأنيق النظيف الذي يحمل حقيبته واوراقه كل صباح يبدو من تشبسه بها انها كل ما يملك من الدنيا ،ليجلس علي عتبة ذلك المبني المطل علي شارع رئيسي في ذلك الموعد الصباحي وكانه محجوز له غيابيا او كأنه يأتي مبكرا لئلا يجعل منه المارة استراحة وقتيه للانتظار او الراحة ولا يدرون بأنه مقعدا محجوزا ودائما لشخص خصصه له القدر وبصم له فيه .يجلس ليرسم خطوطا علي اوراقه وكأنها قصة حياته يجعلها خطوطا لتكون عصية الفهم علي الفضوليين ومرشدا له يرسم له طريق العودة .كنت أجلس كل يوم بجانبه ويلتفت لي خلسة ثم يواصل في خطوطه ولاحظت ان كل خط يختلف عن الآخر وكأن كل واحد منها يحمل تعبيرا مختلفا ولكنها تنسجم في المعاني ،آتيت له بقلم ذات يوم وطلبت منه ان يقبله مني رمقني بنظرة ورجع الي الوراء ليتفحصني جيدا . لم أستطع ان أفسر نظرته وكأن عيناه تطلق اشعة تختلط وتمتزج مع بعضها لتعطي الرآئي صورة مبهمة لئلا يفهم مغزاها امعانا في الغموض ، ثم مد يده بعد تفكير عميق وسريع وأخذه وكأنه يتسآل بينه وبين نفسه عن مدي جراءتي وربما اعتبرها وقاحة في اقتحام مكانه وزمانه وربما خاف ان اقتحم عقله وافك شفرة خطوطه لذلك قرر ان يقبل بالقلم لربما بعدها اتركه في حال سبيله ، ابتسمت له ليحس بالأمان . وانا أعلم تمام العلم من مراقبتي له الدائمة بأنه ليس ابكما ولا اصم ولكنه تحالف مع الصمت وأوفي بعهده ولكن ما هو المقابل ؟!. أيكون حارسا غيبيا للزمن والوقت وموزعا لمهامه انه لا يبرح مكانه حتي ليشرب ماء ،او ليقضي حاجته ، واذا كان في مهمة غيبية متجسدا الزمان والمكان فربما لا يحتاج لرغبات البشر العاديين .فحمل القلم ووضعه في حقيبته وواصل في رسم خطوطه تمنيت لو انه رسم بقلمي ليضيف قصتي الي قصته وتكون كتابا مفتوحا عنده .او ربما حملني معه الي بوتقة الزمن واجلسني علي عرشه ولكن يبدو انه حارسا فقط وليس له صلاحيات منوطة به . وكررت زياراتي له لآري هل هنالك شخصا يزوره او يشير له بما يفعل او ربما له حراس يحرسونه عن كثب لئلا يفضح امره ويفشئ سره ولكن لا شي مريب حوله تفحصت الموجودين في المكان والعابرين لا يوجد ما يشئ باحساسي .لو كتب بقلمي ربما جمع عالمي مع عالمه وحملني الي ذلك الخط الفاصل بيننا ونطق ولو بكلمة . .تعبت من المجئ والجلوس بقربه دوما افتكرت لو انه تعود علي وجودي بجانبه واهتمامي به ربما يتحدث الي ويخبرني بقصته وربما يشترط علئ الأ اخبر احدا وسأعاهده علي الصمت ولكنه لا يعيرني اهتمامآ ولا يشعرني بأنه يعرفني ولا يبدر منه تعبيرا يحمل معنا للكراهية او الحب انه رجل الغموض اختاره ليمثل دوره كاملا ويحمل معانيه ليعيش بها وسط الذين يحملون وجوها كثيرة تتغير بتغير السبب والمسبب ، فربما حراس الزمن كالجنود يطيعون الاوامر فقط دون مشاعر شخصية وانتماءات عاطفية . وعندما تأتي مواعيد ذهابه يجمع اوراقه بسرعه ويذهب مسرعآ بخطوات موزونه وكأنها تقيس المسافات بالتساوي حتي حمل رجله من الارض ووضعها للخطؤة الآخري بزمن ومقياس واحد ولو كان للخطوات مقياس عالمي لأ صبح خطؤه مقياس للخطئ العالمية ولكن سيضطرون ان يجدوا له اسما يعنون به المقياس العالمي وربما اجمعوا ان يطلقوا عليه رجل الغموض . طلبت منه ذات يوم ورقة لخطوطه وهو مغادرا فرفض بغير تعبير وحمل اوراقه وغادر مسرعا وكأنه يوحي لي بعدم ارتياحه لفضولي .وكأنه يخاف ان اكتشف سر وجوده في هذا المكان من كل يوم فالرجل في بداية العقد السادس من عمره تقريبا وقد عاقر الصمت لئلا تفضحه الكلمات وتشئ به. فحولها الي خطوط ليلجم الفضوليين مثلي من معرفتها ربما اكتشف سرا لسعادة البشرية او لدمارها ولكن لا اظن ان مثله يلحق ضررا بالبشرية ولكن من الممكن ان يكون انانيا وآثر ان يحتفظ بالسر متحالفا مع الصمت ،فهل وجودي بجانبه كل يوم سيجعله يشفق علي ويعطيني سره وماذا لو كان متضامنا مع الطغاه ومع امي قاهرة الزمن فللجبابرة آليات وتحالفات غيبية تساعدهم لإحكام قبضتهم .آليت علي نفسي ان اكتشف مؤامراتهم وان اجلس كل يوم بجواره وان اقدم له كل يوم قلما علي آمل ان يضيع قلمه السري راسم الحروف خطوطا ذات يوم ، ويكتب بقلمي فتخذله الخطوط هذه المرة ويخط الحروف والكلمات وأعرف السر الذي يخبئونه في الزمن الجالس هو علي بوابته ، انا مسرعه هذه المرة واحمل القلم علي يدي اليمين والحقيبة علي كتفي الشمال لان الوقت تأخر والشوارع مترسة والثوار يملأونها ضجيجا جميلا رغم ان الضجيج في الاحوال العادية مربك ومشتت للتفكير ولكن ضجيجهم فرحا للحزين وهدهدة ما قبل النوم للإطفال الجياع بديلا للحليب .كانوا في طريقي فذهبت معهم وانا اهتف حتي اصبحت علي مقربة منه يفصلني الشارع المقابل له ورايته وهو جالسا في نفس مكانه وراسه علي الورق غير مبال بالهتاف ولا تشغله كثرة الحشود ،وانا لا هم لي سوي الوصول لذلك الرجل الصامت المجهول الذي جعلني اتبني خططه وخطوطه وخطواته واساهم في سبر غوره ابحث له وعنه واليه وفيه عن اجابات أهمها هل هو ظالم ام مظلوم .؟ !هل هو قاتل ام مقتول .؟! انعدمت الرؤية من دخان الغاز الكثيف وبدأ الرصاص ينزل كالمطر علي روؤسنا واشخاص يلبسون ملابس عسكرية يضربوننا بالهراوات والعصي الغليظة وبدأ التدافع والركض وانا اذرف دمعا من كثرة الدخان واحاول ان اصل للرجل الذي لا يحمل اسما وهو لم يتحرك من مكانه ساكنا كما تعود وانا امسك بالقلم جيدا اخاف ان يضيع مني من كثرة التدافع وضباب الدخان واجري نحوه في محاوله مني ان اعبر الشارع الذي يفصل بيني وبينه لابعده من هذا المكان فوقع شاب امامي وكتفه ينزف دما وتلملم من حوله يحملونه بعيدا وهم يمزقون قميصه ليربطون به الجرح النازف ويبدو انه جرح رصاصة اخترقت كتفه .وانا احاول ان اعبر للمجهول هو من يهمني اكثر من كل شي ، وعندما صوبت نظري نحوه وجدت حوله مجموعة من العساكر يوسعونه ضربا بارجلهم وبهرواتهم ويشتمونه ويسبونه وهم يضحكون وكأنه كرة قدم يقذفه احدهم للآخر لم يرآعوا أقلآها سنه ولا شفع له عندهم صمته ، والدم يتدفق منه وشابات حولي يصفعونهم علي خدودهم ويضربونهم بالعصي ويرمون بهم في عربات صغيرة لا تحمل شارة عسكرية حتي ،وضربا وسحلا بالاحذية والعصي وشتائم يندي لها الجبين .بداءت بالبكاء والنحيب وبداءت انهار ولم آقوي علي الحركة واحاول انا اجري عليه ربما انقذه ربما لو حكيت لهم عن قصته لتركوه ولكن قوتي خذلتني ووهن جسدي واذا بامرأة وشابات يحملونني وبداءت اصرخ : اتركوه انه حارس للزمن سينتقمون منكم . والمرأة تقول لي وهي تشدني للوراء : الراجل البضربوا فيه ابوك .
واقول لها : لا انه .....ولم استطع ان اكمل لها من هو لانني ورغم آلمي وحزني رجعت لنفسي برهة بسؤالها وطرحته عليها . .من هو؟
ولماذا انا مهتمة به ؟
وهل اصحاب الزمن سينتقمون مني ويعتبرونني شريكة في الجرم وانا من فضحت مهمته وكشفت هويته .
ويسحببوني بشدة وانا في غمرة ذهول وتوهان للشارع الجانبي الخالي من العسكر . ويقطع تفكيري صوت المرأة التي تمسك بي وتقودني هي وفتاتين يتناوبون علي الامساك بي وهي تقول لي : العساكر ما برحموا امشي هو انتهي خلاص عايني لنفسك. فكلمة انتهي عنت لي انه مات قتل فوقع القلم مني وداست عليه الاقدام واحاول ان امسك به ولا استطيع فاتابعه بعينئ وهو يتكسر بالاقدام وأري فيه نهاية زمن لحقبة وقتها لا ادري ما هي .و العساكر يختزلون المكان مبتهجين يرفعون سلاحهم عاليا وكأنهم حرروا وطنا مسلوب وكأن هذا الشارع هو مدينة دخلوها فاتحين .


عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/04/2022


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 01/04/2022


عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/04/2022