إتفاقية الأسير ...طعنة نجلاء في الظهر

إتفاقية الأسير ...طعنة نجلاء في الظهر


11-23-2021, 00:37 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1637624277&rn=1


Post: #1
Title: إتفاقية الأسير ...طعنة نجلاء في الظهر
Author: أحمد القاضي
Date: 11-23-2021, 00:37 AM
Parent: #0

11:37 PM November, 23 2021

سودانيز اون لاين
أحمد القاضي-كندا
مكتبتى
رابط مختصر




ما رشح من تسربيات أن وسيط الجامعة المصرية المسماة زورآ بالجامعةالعربية، قد قال لحمدوك :[ نريد أن ننهي المشكة بصيغة لا غالب ولامغلوب]... ولا نشك أنها طبخة أدارتها المخابرات المصرية من سفارتها بالخرطوم، وهي سفارة تابعة لها عينآ وليس للخارجية المصرية كما هو معروف....وبموافقته على هذه الصفقة المهينة لدماء الشهداء، فإن حمدوك يكون قد أعطى (قبلة الحياة) لتلك العصابة الدموية المجرمة، ووجه ضربة للإحتشاد الوطني لمصلحتها، وجلب لها شيئآ من الإعتراف الدولي والإقليمي.

فهكذا إتفاقية تسمى ولا شك، بإتفاقية (حكم القوي على الضعيف) فحمدوك كان أسيرآ والأسير في ذمة آسره، فاقد الرأي والإرادة...فبعد نحو قرابة شهر من إحتجازه حبيسآ لديهم، خرجت إلينا العصابة الباغية بحياكة رديئة، لإتفاقية منسوبة إلى جسم شبحي يسمى بــ(المبادرة الوطنية للشخصيات القومية) عمل على صياغتها، وإنتزع موافقة حمدوك بالرغم من أنه لا يجوز قانونيآ ولا أخلاقيآ التفاوض مع أسير، أو مساومته في أمر عام أو خاص، إذ يعتبر ذلك إرغامآ على قبول شيء بالإكراه، حتى وإن جرى في أجواء ودية ...وفي هذه الحالة الحمدوكية، لا أحد يدري الظروف النفسية والعقلية، التي تحت وطأتها أقدم على إرتكاب هذه الجريمة، التي بررها بعد خروجه من الأسر بقوله (وقعت الاتفاق حقنآ للدماء)...وهي عبارة أو بالأحرى إكليشيه يستخدم بغرض (فض المجالس) حسب التعبير الشعبي...وهذه العبارة ذاتها (من أجل حقن الدماء) إستخدمتها قوى الحرية والتغيير لإقناع شباب الثورة بــ(الوثيقة الدستورية) والشراكة مع العسكر...والمفارقة التي لم تغب عن ذهن أحد، أنه في الوقت الذي كان فيه حمدوك يتحدث عن حقن الدماء في حضرة السفاح البرهان، كان صوت الرصاص يلعلع في الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان لقتل شباب الثورة، ومن المؤكد أنه سيلعلع في قادمات الأيام، ما دام في الشباب عرق ينبض من أجل الدولة المدنية، التي أضاع قطفها، ذاك الحمدوك مخدوعآ بصيغة "لا غالب ولا مغلوب"، وربما متآمرآ أصيلآ كان يعرف كل التفاصيل، حسب روايات أخرى تذهب إلى أنه متآمر لا يشق له غبار، وتذكر بذلك المثل الشعبي القائل (المسكين أديلو سكين)

لا مماحكة أن صيغة لا غالب ولا مغلوب التي بنيت الإتفاقية المزعومة عليها، تعد بكل المقاييس الهزيمة بعينها لحمدوك، إن كان يعي معنى الهزيمة، والإنتصار لبرهان وشركائه...فها هو السفاح البرهان يتفاخر ويتمطى من موقع السلطة والقوة، ويقول ضمن كلمته بعد التوقيع الرسمي للإتفاق (إن حمدوك محل ثقتنا وأن الجيش لا يريد إقصاء أي جهة في السودان، حتى استكمال المسار وصولآ لانتخابات حرة نزيهة) وهذا يعني بلا لف أو دوران، أن الجيش هو المرجعية وله الحاكمية...والبرهان دائم الترديد لهذه العبارة ليؤكد أن سلطة الجيش هي الغالبة...إذن الأمور سارت كما أرادها السفاح حرفآ حرفا... فتبآ لذلك الحمدوك.....فكيف لصاحب الشرعية أن ينزل من عليائه، ويتنازل عن شرعيته لخونة متعطشين للسلطة والدماء، ويعتاشون بالغدر والكذب....وقد وسم المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي جيفري ديفيد فيلتمان السفاح عبد الفتاح البرهان بالكذب، في حوار أجرته معه قناة "سكاينيوز" الأماراتية بتاريخ 25 نوفمبر 2021 م، حيث قال (سأقول لكم شيئآ قلته للجنرال برهان، سأتقاسمه معكم بالرغم من أنه لا يجوز إفشاء الكلام الذي يدور بين أطراف، ولكن بالنظر إلى ما فعله فقد كذب عليّ وكذب على الشعب السوداني)...وشرح فيلتمان ملابسات كذبته بقوله، أنه في الاجتماع الأخير، الذي جمع بينه وحمدوك والبرهان قبل ساعات من الإنقلاب، طلب من البرهان عدم تنفيذ نيته في حل مجلس الوزراء...وافق البرهان وطمأنه بأنه لن يفعل...فغادر فيلتمان ليأتيه نبأ الإنقلاب وهو في الطائرة...ومعنى هذا أن حمدوك شاهد على كذبته لفيلتمان...ويبدو ان هذا هو سر غضب فيلتمان العارم على البرهان، والكاذب في المجتمعات الغربية يفقد أهليته تمامآ.

فكيف يطمئن هذا الحمدوك لهذا الكذّاب المعجون في ماء الكذب، ويجالسه ويعقد معه صفقة ملعونة...ومما يثير العجب أن حمدوك عاد بسرعه بعد إطلاق سراحه من الأسر، لمثل تلك العبارات الجوفاء، التي كان يطلقها بين الفينة والأخرى قبل الانقلاب...إذ أخذ يبشرنا بالمدنية وهو يرقد على مهاد العسكر ويرضع من ثديهم، حيث قال (سوف نحصن التحول المدني الديمقراطي بتوسيع قاعدة الإنتقال)....و(الطريق ليس محفوفآ بالورود) وما إلى ذلك من العبارات الطنانة، التي لن تساعده في محاولته لتجميل جريمته، المتمثلة في الغدر بثورة الشباب، بوضع يده في يد السفاح البرهان، الملطخة بالدماء...ترى هل يهذي (يداي لن تستطيع محيطات نبتون كلها أن تغسل عنهما الدماء) كما هذي "ماكبث" في أسى، بعد جرائمه في المسرحية التراجيدية الشكسبيرية..... فقد سقطت ورقة التوت، فبعد أن تغاضت قوى الثورة عن سقطاته وإرتجافاته وإرتعاشاته السابقة، أمام العسكر والقوى الرجعية، التي تعوق المسير نحو المجتمع المدني الديمقراطي، دعمته بكل قوة ليقف منتصبآ في وجه الإنقلابيين، ولكنه عجز أن يكون قائدآ لأنه لم يخلق ليقود، وعجزه عجز ذاتي في صميم تصميمه النفسي والبيولوجي، وليس من ذلك النوع الذي قال عنه المتنبي (عجزالقادرين على التمام)

كان شذاذ الآفاق قد أخذوا يتنصلون عن مشاركتهم في صناعة الإنقلاب ويقفزون من السفينة الغارقة كال############ان...فعلى سبيل المثال، قالت تسربيات بأن المرتزق الدولي مني أركومناوي، قد أرسل رسالة في الخفاء لرئيسة المفوضية الأوربية، سلمها إياها مندوب له في أوربا، وتنفي الرسالة إشتراكه في إنقلاب البرهان...وبينما سفينة الإنقلاب تغرق رويدآ رويدآ قام حمدوك في لحظة مفصلية بمدهم بطوق النجاة...ولكن من المحال أن تعطي هذه اللعبة الإستخباراتية المصرية، القبول للإنقلاب بين أبناء الشعب السوداني، ولو أتوا بألف حمدوك وحمدوك.... فالعميل للمصريين السفاح البرهان، هو الذي يتحكم في (الزمبلك) الذي يحرك حمدوك ، الذي تملأ هتافات الشباب ضده الآفاق (حمدوك طلع ماسورة | حمدوك طلع ماسورة ) (حمدوك الني والشارع حي) ...فأمامك عسكروخلف ظهر عسكر، فإلى أيّ جانبيك تميل .

أحمدالقاضي

كنــــدا

22 نوفمبر 2021 م