هـــــل يكفــي مجرد الشعارات والاستنكارات ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

02:35 PM November, 20 2021

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر

بسم الله الرحمن الرحيم

هــل يكفــي مجرد الشعارات والاستنكارات ؟؟

تلك المرأة كانت تتجول في المركبات والمرافق العامة وهي تزرف الدموع الغزيرة ،، وتحمل في يدها ورقة مكتوب عليها : ( التكاليف المطلوبة للعلاجات والفحوصات الطبية بجانب العملية الجراحية مبلغ ( 4 مليار جنيه سوداني ،، وأن ذلك المبلغ قابل للزيادة حسب المجريات والظروف !! )،، تلك المرأة كانت في حيرة شديدة من أمرها ،، فهي تجهل كلياَ كيف تتصرف حيال ابنها الوحيد الذي يرقد في أحد المراكز الصحية ،، وقد اشترط ذلك المركز الطبي توفير المبلغ المطلوب مقدما قبل الشروع في العلاجات ،، وتلك المرأة تقول أنها لم تمسك طوال حياتها مبلغ ( مليون ) جنيه سوداني في يدها !! ناهيكم عن تلك المبالغ ( بالمليارات ) من الجنيهات السودانية !!،، وأمثال تلك المرأة بالآلاف والآلاف في المجتمعات السودانية في هذه الأيام الكالحة العصيبة ،، والناس في هذه الأيام يتحدثون عن دور أبناء السودان البواسل في التكافل وتقديم المساعدات الاجتماعية للغلابة من أفراد الشعب السوداني ،، وعليه يقترحون بشدة إنشاء ( صناديق مالية خيرية ) لمساعدة أمثل تلك المرأة المسكينة وخلافها ،، ويقولون أن الوقت قد حان لكى يتصدى أبناء السودان بالداخل والخارج بإنشاء تلك ( الصناديق المالية الخيرية ) فوراَ ،، وذلك لمساعدة الغلابة من أفراد الشعب السوداني ،، ويرون أنه لو تبرع أي مواطن سوداني في الداخل أو في الخارج فقط بمبلغ يعادل ( واحد دولار ) في الشهر الواحد لتمكنت تلك الصناديق الخيرية من جمع المليارات والمليارات من الجنيهات السودانية ،، وخاصة حين تباع تلك الدولارات بالعملة المحلية ،، وفي نفس الوقت يقترحون تكوين لجان للإدارة والإشراف على تلك ( الصناديق الخيرية ) ،، وكل مواطن سوداني يحتاح لمثل تلك المساعدات المالية الكبيرة ليس عليه أن يتسول ويتجول في المركبات والمرافق العامة وهو مجروح الكرامة والكبرياء !! ،، بل عليه أن يلجأ فوراَ لتلك ( الصناديق الخيرية المالية ) ويطلب المساعدة من أبناء السودان الأفاضل ،

تلك هي أنواع المساعدات التي يحتاج إليها الغلابة من أفراد الشعب السوداني في هذه الأيام العصيبة السوداء الكالحة ،،، وليست تلك المناكفات والسجالات الفارغة التي تدور في الطرق والميادين السودانية العامة بين أنصار المتسلط ( برهان ) وبين خصومه ( أهل الشعارات والثرثرة بالألسن والأقلام !! ) ،، وفي حقيقة الأمر والواقع فأن تلك المعنويات والشعارات الواهية لا تسد الرمق ولا تسمن ولا تغني من الجوع !!!!! ولا تزيل الدموع عن أحداق الغلابة من الناس ,. ولا تطرد الهموم عن النفوس ,