هل من سبيل الى تحليل الانقلاب ..!

هل من سبيل الى تحليل الانقلاب ..!


11-14-2021, 03:25 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1636899910&rn=0


Post: #1
Title: هل من سبيل الى تحليل الانقلاب ..!
Author: عبد المنعم عثمان
Date: 11-14-2021, 03:25 PM

02:25 PM November, 14 2021

سودانيز اون لاين
عبد المنعم عثمان-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





كعادتهم يحاول المحللون الاستراتيجيون ك " تنوقراط " اوتنكوقراط " لافرق ، يحاولون "تحليل" الانقلاب كما حلل الذين من قبلهم الرجوع عن السرقة بالتحلل ! والحقيقة ، اننى اجد لهم العذر ، بل والأدلة الموضوعية على مايذهبون اليه . فهم فى تحليلهم يقولون بأن الخطوة " التصحيحية" التى قام بها الفريق البرهان ومن وراؤه ،هى حدثت بسبب الاخطاء التى وقعت فيها قحت اثناء سلطتها خلال السنتين ونيف من عمر الثورة ، وهو حديث صحيح من حيث المبدأ مع بعض التحفظات التى سنوردها فى ردنا . وايضا بان المعارضين لخطوات البرهان مدفوعون الى ذلك بهلعهم من الانتخابات التى يعلمون بان لا نصيب لهم فيها . وهو امر صحيح ايضا من حيث المبدا ، ولاأظن ان من توجه اليهم التهمة من اهل اليسار ينكرونها ، ولكن العيب فى انهم لا يقدمون تفسيرا مقنعا لجماهير الثورة عن الاسباب الموضوعية لذلك الخوف من الانتخابات ، وهو ماسنحاول ايضاحه بدء من هذا المقال .
أولا : اخطاء قحت كسبب للانقلاب :
اشرت فى عدد من مقالاتى الى ان هذا امر صحيح تماما ، لكنه لايمكن ان يحسب على المكون المدنى وحده ، اذا انه كان واضحا ، وقد ازداد وضوحا بعد الانقلاب ، ان المكون العسكري قد لعب دورا اساسيا فى افشال محاولات المكون المدنى على قلتها وخجلها ، غير ان المكون المدنى ، عوضا عن كشف تلك المحاولات ، قد ظل يكرر انه فى حالة وفاق تام مع المكون العسكرى ، ولم يفتح الله عليه بكلمة ضده الابعد الانقلاب ، حيث خرج السادة ابراهيم الشيخ ومناوي وغيرهم وهم يكشفون اسرارا لوعلمها الثوار لما وصل الامر الى حد الانقلاب على المرحلة الانتقالية بأكملها . وكذلك وضح من تحسن بعض الاسعار نتيجة لضخ كثير من السلع المخبأة والفتح الجزئى لطريق الميناء وكذلك وضع الجنيه بشكل طفيف مقابل العملات الصعبة .
لكل هذا ، وقبله لتكرار محاولات قيادات الجيش التى لم ولن تنحاز الى الثورة ، فانه من غير الوارد استمرار الشراكة مع تلك القيادات ، مع بقاء الباب مفتوحا للتعاون مع شرفاء الجيش فى سبيل اكمال الفترة الانتقالية مع التحديد القاطع لدور القوات المسلحة المعروف سلفا فى كل البلاد التى تنهج الحكم الديموقراطى , وكذلك اصلاح الاخطاء التى ادت الى هذا الوضع ، والتى يكررها المحللون كسبب رئيس للانقلاب " التصحيحى "!
الهلع الانتخابى :
صحيح ايضا ان الثوار عموما يخافون الانتخابات بالصورة التى كانت تحدث بها خلال كامل فترة مابعد الاستقلال . وهناك عديد من الاسباب لذلك الخوف . اولها التكوينات السياسية المعتمدة على الولاء الطائفى والقبلى والجهوى ..الخ ، وهو ماجعل بعض هذه التكوينات تعتمد على ماتسميه الدوائر المغلقة فى مناطق السودان المختلفة ، ولا ترضى بأى تطوير لقانون الانتخابات يؤدى الى زعزعة ذلك النفوذ ولا تقوم بتطوير تنموى لتلك المناطق حفاظا على تبعيتها العمياء . وليس ادل على هذا ما حدث بعد الاستقلال مباشرة ، عندما جرت الانتخابات على اساس القانون الذى وضعه المستعمر فى الفترة الانتقالية ووضع فيه بند يحددعدد من الدوائر الانتخابية للخريجين على انهم يمثلون الفئة الاكثر وعيا ، ففاز باحد عشر من تلك الدوائر ممثلون للحزب الشيوعى . غير ان ماقام به اولئك النواب من كشف لالاعيب الحكومة كان سببا فى طردهم بتصويت الاغلبية من البرلمان بل وحل الحزب اشيوعى! واستمر الحال على ذلك وكان سببا رئيسا فى استمرار ما اصبح يعرف بالدائرة الخبيثة ( حكم ديموقراطى " شكلا " \ انقلاب عسكرى \ عودة الى الحكم الديموقراطى ). وفى تلك الفرة الممتدة قدمت عدة مقترحات من طرف اليسار الى تعديل لقانون الانتخابات بتطوير بند دوائر الخريجين ليبيح تحديد دوائر للقوى الحديثة من عمال ومزارعين فى القطاع الزراعى الحديث .. ألأخ وقد كان رد القوى التقليدية بالمثل السودانى " تلقوها عند القافل!"
وبرغم تكرار الانقلابات والثورات الشعبية ، الفاشل منها والناجح ، والتى كان جزء منها ذا ميول يسارية بدليل تكوينات السلطة التى تحددث بعد الانقلاب " كمثال اكتوبر ومايو " الا ان الاحزاب التقليدية كانت تجمع امرها بعد فترة من نجاح تلك التغييرات فتنقلب عليها بكل الوسائل المتاحة لديها ، ابتداء بتسليم العسكر " عبدالله خليل \عبود " وانتهاء بالترهيب الجماهيرى " اكتور \ مظاهرات الانار المسلحة !".
وقد وضح فى مسيرة ديسمبر الظافرة باذن الله ، ان محاولات وأدها قد بدأت منذ الشهور الاولى باستيلاء اللجنة الامنية الانقاذية على الشراكة مع قحت ثم انفرادها بها من بعد بشكل غير مرئي ، ثم انفرادها بها تماما بعد انقلاب البرهان . ولكن الوعى المتراكم للشعب من خلال التجارب المذكورة قد جعله يرفض وجود العسكر فى الحكم ، بل ويضع شروطا لفترة انتقالية تمنع تكرار الدائرة الشريرة ، نذكر منها :
فترة انتقالية ممتدة تجعل من الضرورى ازالة آثار الحكم الدكتاتورى الانقاذى ، الذى مثل ذروة الاستبداد والفساد . غير ان الاداء المدنى غير الثورى قد اعطى الضوء الاخضر لبقايا النظام ، التى لازالت تتحكم فى مفاصل الدولة والاقتصاد ، فظنت انه قد آن الاوان للحصاد . ولاادرى كيف ظن المكون المدنى انه يمكن ان ينجز فترة انتقالية بالتعاون والشراكة مع ممثلى النظام المزال ، مع الخوف من تمكين الثوار من تلك المفاصل ، وهو امر لابد منه اذا كان المكون المدنى يهدف فعلا الى مارادته الثورة الظافرة . ولاارى تفسيرا لتلك المواقف غير تماثل الاهداف النهائية لجزء من المكون المدنى مع عودة النظام القديم مع بعض التغييرا الشكلية . ورغبة جزء آخر فى المحافظة على مصالح شخصية.
استكمال هياكل الحكم الانتقالى بتكوين المجلس التشريعى كاولوية قصوى مع التمثيل المناسب للقابضين على جمر الثورة الى درجة التضحية بالنفس والخروج الى الشوارع بدون أمل فى لوز او موز ، بل برغم الحرمان الممنهج من ضروريا الحياة من رغيف وترحيل ..ألخ وكذلك مؤسسات العدالة واستكمال عملية السلام بتكوين الجيش الواحد كأولوية قصوى مع رد الحقوق للاجئين والمشردين واول تلك الحقوق اشراكهم كاصحابه من الدرجة الاولى فى مراحل تقريره وتنفيذه
فتح لباب لمناقشات شعبية لبنود الدستور الدائم للبلاد بما يحفظ حقوق مناطق الهامش والعدالة الاجتماعية والنظام الديموقراطى الذى يكفل تبادل السلطة من غير تغول على الدستور الذى هو اب القوانين جميعها باى صورة وكيفية.
وضع الاساس المتين لتنمية اقتصادية\اجتماعية تعتمد على موارد البلاد وعلى وضع خطة تنموية يشترك فى وضعها كل جماهير الشعب وتلتزم بتنفيذها السلطة مع الرقابة الكاملة من المجلس التشريعى الذى يساهم فى وضعها ويقرها . ونعتبر هذا البند من اهم واجبات الفترة الانتقالية ، حيث تساعد التنمية فى تكوين الطبقات الحديثة وبالتالى سحب البساط من تحت المؤسسات التقليدية التى تعتمد على الولاء الطائفى والقبلى .. الخ .
ومع ذلك وبرغمه ، فان مايلاحظ الآن فى مناطق النفوذ القديم المدعاة من قبل الاحزاب التقليدية ، لايبشر اولئك بخير فى الانتخابات ولو جرت غدا . فماحدث فى اللقاءآت الجماهيرية فى دارفور لاولئك القادة ، وكذلك انكشاف مواقف بعض من شارك فى تمثيلية تجمع القصر من حزبيين وقادة حركات مسلحة يدلان على التغيير الذى حدث فى وعى جماهير تلك المناطق المغلقة والذى سيتضح اثره فى انتخابات الغد قرب اوبعد !

وهكذا يتضح ان للفترة الانتقالية القدح المعلى فى تشكيل مجتمع مابعد الدكتاتورية باشكالها العسكرية والحزبية ، وان هذا الهدف لاينحصر فى قوى اليسار فحسب ، وانما اصبح شعارا لكل ثوار ديسمبر، حيث اصبح من المعلوم بالضرورة نتاجا لتجارب الماضى القريب والبعيد ، انه بغير هذه اتغييرات المطلوبة فلن ينعتق السودان من مصائب الدائرة الخبيثة . وبالطبع فان مايروع الثورة المضادة هو احداث هذه التغييرات ، ولذلك فقد هرع ممثلوهم فى محاولة ارجاع جميع السلطة ليدهم عندما استشعروا خطر ماتقوم به لجنة التفكيك من عمل خطير يطال مواقع سلطتهم التى لم تتزعزع فى مجالات الاقتصاد والمناصب الرئيسة فى القضاء والحكومة والبنوك .. الخ وليس أدل على هذا من العجلة المكشوفة فى فصل وتعيين البدائل الموالية فى هذه المناصب والمواقع وابقاء بعض المحسوبين على نظامهم فى مواقعهم حتى الوزارية منها !



عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 11/13/2021



عناوين المواضيع المنبر العامبسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 11/13/2021


عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 11/13/2021

  • دولة المؤسسات والقانون الهيكلة والمرجعية
  • الذهاب إلى جوبا خطأ تاريخي تتحمله قوى الحرية والتغيير.
  • خطوة متقدمة لاسقاط الانقلاب
  • نعم بروف ابيا كدوف.. الكُوير لا يصبح كونى!!
  • حكومة تكنقراط واسعة ذات كفاءات وطنية مستقلة !!! أبيتم ام رضيتم.
  • قراءة تحليلية لتطورات الأحداث فى السودان ما بعد ٢٥ أكتوبر 4-1
  • الى قضاة المحكمه العليا
  • لماذا يتهرب النظام الإيراني من العدالة؟ 2-2
  • مزيدا من الوحدة ، مزيدا من الاستبسال !!
  • إنتصار الشعب لثورته والاقتلاع السلمي للانقلابيين من القصر
  • أشمُ رائحة الحرية
  • هل يتصدى للقيادة..!!
  • مصر والغاء حالة الطوارئ
  • لماذا العالم كله يريد قتل السوريين؟
  • مرحلة التيه بين الدولة واللادولة
  • الثقافة والقيم.. تحديات الداخل والخارج
  • الديمقراطية و تحديات العسكر في السودان
  • لماذا كان السودان فينا؟ الدولة الزعازع، الثورة الوتد
  • اوسع مقاومة جماهيرية لهزيمة الانقلاب
  • ماسح ولاعق حذاء البرهان -الكوز جبريل إبراهيم- يقول ان حمدوك قدم مطالب غير واقعية..
  • التماس الثقافي ـ الثقافي في الدنمارك
  • الاحتلال وتهويد المسجد الأقصى وإستراتيجية المواجهة
  • للتَّعْقِيد، ما دامَت في الجزائر تَنْعَقِد