إذ تتوجس قحت من عودة البوط العسكرى

إذ تتوجس قحت من عودة البوط العسكرى


10-09-2021, 01:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1633782052&rn=0


Post: #1
Title: إذ تتوجس قحت من عودة البوط العسكرى
Author: عبدالرحمن حسين دوسة
Date: 10-09-2021, 01:20 PM

12:20 PM October, 09 2021

سودانيز اون لاين
عبدالرحمن حسين دوسة-UK
مكتبتى
رابط مختصر





التطورات السريعة والمتلاحقة فى المشهد السياسى والأمنى تطرح سؤلاً جوهرياً عماده فيما إن كانت ثورة ديسمبر ستكون محطة لإستتاب الأمر للطغاة أم أن الطغاة هم العابرون لها وأن المدنية قادمة لا محالة.

ذلك لأن ثمة ما يشبه القناعة فى أوساط قطاع عريض من الشعب السودانى أن هذه التطورات عصفت بالكثير مما كان قائما ولم يبق من أمس حالنا السياسى إلا القليل وإن ثوابت وثيقتنا لم تعد ثوابت ولا البديهات كذلك وهذا بطبيعة الحال خبر غير سار لنا جميعاَ.

وإذ لا يزال من المبكر رسم صورة واضحة لمآلات المشهد إلا أنه وبإستدعاء تجاربنا السابقة بات لدينا ما يكفى من مؤشرات لنتوجس خيفة من عودة البوط العسكرى للدعس على رقابنا من جديد.

كيف لا نتوجس وما يحدث أمام أعيننا الآن ما هو إلا نسخ ولصق لأساليب البشير فى الحكم ومسرحياته (وكأنك يا أبوزيد ما غزيت). للأسف نحن الشعب الوحيد الذى قيض الله له ساسة درجوا على إعادة إختراع النار كلما أرادوا إشعال عود ثقاب.

الناظر ترك:

المسرحية التى هى من إنتاج وإخراج القوى المضادة للثورة بطلها الناظر ترك وهو شيخ – إتفقنا أم إختلفنا معه – محل إحترام وتقدير قومه. صمت أمام البشير ثلاث عقود ونيف. ظهر اليوم رافعاً قميص عثمان ومطالباً بحل حكومة الثورة. عطل الميناء واغلق الطريق فظل الجميع رهائن.

لم يبق راهناً من معترض أو حتى متحفظ على مطالب الناظر المشروعة – وهى على أية حال تماثل مطالب جميع أقاليم السودان المهمشة – بيد أن ما لا نشاطره – لا اليوم ولا غداً – هو تعمد تعطيله لمرافق قومية عامة يتوقف عليها أمن وحياة الشعب السودانى بأسره وإلا جاز لأهالى الرصيرص وسوبا والفتيحاب قطع الكهرباء وتعطيل المستشفى الجامعى وقفل كبرى الإنقاذ على خلفية ذات المطالب وبنفس المنطق.

سيدى الناظر، هذه مسألة وجودية ولعلها أيضاً من المحرمات الوطنية التى إن تعاطينا معها بنظرية فائض القوة الشعبية فقد يتجه وطننا نحو فرز مطلق لا مكان فيه للتواصل والعيش المشترك وعندئذ ستغدو المعادلة صفرية الكل فيها خاسر علماً بأن للإنسان وطن واحد وأم واحدة.

الإنقلاب الفطير:

ثم تتواصل المسرحية الهزيلة بوقائع إنقلاب فطير وسمج. حتى اللحظة لا يعلم أحداً قائده ولا المشاركين فيه ولا الأهداف أو البرامج وأين هم الآن وما هى الإجراءات التى أتخذت ضدهم وهى وقائع من الصعب التكتم عليها أو التحكم فيها إن كان هناك إنقلاباً بالفعل ولكن العسكر فى بلادى ومن دون خلق الله أجمعين لديهم Power over the truth

لا أود التوقف عند هذه المحطة المليئة بأيدلوجيا الأكاذيب الملونة فالقصة معروفة لدرجة البداهة والإبتذال لشعب جبل بالفطرة على الحرية وهذه الحرية - لمن يعرف شخصية الإنسان السودانى - هى المبرر الأول لبقائنا حتى اللحظة وسر قدرتنا على إبهار العالم بثوراتنا المتفردة (أكتوبر – أبريل).

الدواء من جنس الداء:

أسوأ ما تعلمناه من مدرسة الإنقاذ أنه وعند بلوغ الأزمات حدها الأقصى وتشتد الإستقطابات فالحل فى إنتاج حواضن أكثر سخاء وعطاء للتوتر والإستقطاب ، أى الدواء من جنس الداء.

إذ على خلفية سوء التفاهم الذى حدث داخل تفاهم قحت، تفاهم المنشقون مع كل من يقع خارج تفاهم قحت وحينها إنشطرت الخيارات الوطنية وتلوثت الثورية فتولدت على خشبة مسرح قاعة الصداقة إصطفافات تذكرنا بجماهير المؤتمر الوطنى حيث كل شئ مدفوع الأجر حتى وجبة الغداء وإن تتطلب الأمر مسح عرق التوم هجو لزوم البركاوى. إنها متلازمة الإنشقاقات التى لازمت حركاتنا.

بعيداً عن ميثولوجيا التهميش يبدو – للوهلة الأولى – أن منطق المنشقين سديد ومشروع ولكنه يبقى مشروطاً بمشروعية ومصداقية ممارساتهم، فمطلبهم بتوسيع المشاركة لا يرفضه عاقل ولكن فى المقابل هل هم أصلاً فى وضع إخلاقى وقيمى يخولهم المطالبة بذلك خاصة ونحن نعرف من الذى رفع الفيتو أمام مشاركة بعض الرفاق منبر جوبا وكيف تم محاصصة ما تيسر من غنائم. إما بشأن رفض الهيمنة والإقصاء فالأحرى التحلى بفضيلة الصمت، فقد جرى إركاب بعضنا التونسية وإقصاءهم من الحياة - لا من قحت فقط - وذلك لمجرد أننا إختلفنا معهم سياسياً. أخشى ما أخشاه أن يظهر فى دارفور ترك آخر يطالب بإلغاء مسار دارفور.

على الأخوة أن يدركوا منذ البداية بعدم إمكانية أن تكون جسماً محترما داخل قحت المدنية وفى ذات الوقت حركة عسكرية ترابط على أرض الرباط أمام القيادة العامة فى إنتظار العطايا. منطق الصلاة خلف على أقوم والجلوس عند مائدة معاوية أدسم قد لا يستحسنه هذا الجيل الراكب راس.

قدسية الأحكام القضائية:

إكتملت الفرحة – لا المسرحية طبعاً – بقرار المحكمة العليا القاضي بإعادة القضاة المفصولين على خلفية قرارات لجنة إزالة التمكين. لا نود السجال فى حكم قضائى عبر مقال كمقالنا هذا، فللأحكام القضائية قدسيتها وإحترامها.

على أن ذلك لا يحول من دون الإشارة الى أن الأجهزة العدلية التى أنصفت اليوم المفصولين هى ذاتها الإجهزة التى عجزت أو لم ترغب طوال أكثر من ثلاث عقود فى إنصاف ضحايا الإنقاذ عن جرائم أبكت الضمير الإنسانى على إمتداد قارات العالم كما عجزت عن إعادة رفاقهم الذين أحالهم الإنقاذ للصالح العام.

قديما قيل، إذا كان زمان الجور فيه أغلب من العدل فليس لأحد أن يظن بأحد خيراً حتى يرى ذلك منه، وبطبيعة الحال لا تتنازع سخلتان فى أن الجور عند عهد البشير أغلب.

وبعد، فهل نحتاج الى القول أن الصدق مع الذات يقتضى الصدح بضرورة إصلاح المنظومة العدلية بأعجل ما يمكن ولا مبرر إطلاقاً لهذا التسويف الذى يرقى الى التعمد.

المسرحية ما زالت متواصلة، فقط تم نقل بعض المشاهد والفصول الى جبرة لإشراك القاعدة وداعش فى التمثيل وستتواصل فصولها بمشاهد أكثر إثارة الى أن تحقق هدفها وتجهض الثورة.

رغم ذلك فلا خيار لنا سوى أن نتحاور بمسئولية وجرأة وأمانة وأن نفهم بعمق قضايانا الوطنية بتعقيداتها وإكراهاتها ومتطلباتها وتحدياتها وهذه فرصتنا الأخيرة لإنقاذ الوطن من الإنقاذ.


عبدالرحمن حسين دوسة
مستشار قانونى



عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/08/2021
  • بيان صحفي : بمناسبة جائزة نوبل للسلام، وجائزة محجوب محمد صالح فى السودان
  • المنتدى الثقافي ببلجيكا يقيم يوم مفتوح لدعم التحول الديمقراطي ..
  • وفد عسكري سوداني يصل تل ابيب
  • قوى الحرية والتغيير تتمسك بنقل السلطة للمدنيين وحميدتي يرفض تسليم الشرطة والمخابرات
  • مباحث التموين تداهم مخبزا اعلن عن زيادة في سعر الخبز

    عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/08/2021
  • شكرا لكم أخواتي و أخوتي .. رحم الله شقيقي و حبيبي الدكتور حسن سعيد
  • من المهمُوسِ به الي المجهُورِ به ...هل حان الوقت للحديث عن تقسيم السودان ...
  • المبدئيون..!!صديق يوسف و مضوي إبراهيم مثالا
  • ما زال هناك وقت للناظر ترك لتقوية الموقف
  • البلوم عبدالرحمن عبدالله في ذمة الله
  • كلمات تركية في الدارجة السودانية


    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 10/08/2021
  • فرنسا.. صراع الهويات وأوهام النقاء
  • لجنة التحقيق فى فض الاعتصام التغيير والإصلاح ,الانقلاب الشتوى!!!
  • كمال شداد لازم يرحل:كنان محمد الحسين
  • عبد العزيز حسين الصاوي و صديق الزيلعي و رهانات السياسة
  • إحتراق الفلول والمخصيين
  • لو دامت لغيرك لما الت إليك
  • لجنة التحقيق في فض اعتصام القيادة متى !! تعزف مزاميرك يا مولانا اديب
  • لقمان احمد .. قرية الملم .. لقمان الحكيم بن ياعور .. أسوان ..
  • نادية حسن سيدأحمد:حق الشعوب الأصلية
  • حمدوك المحنك في لقاءه بالبرهان يستعيد زمام المبادرة بترتيب ورقة اللعبة السياسية في السودان!
  • أسباب انهيار الأموية ليس لغز تاريخي غامض في السردية التاريخية الأكاديمية
  • قرارات السماح لليهود بالصلاة في الأقصى باطلة ومخالفة للقانون الدولي
  • الكفاءة وشهادة الخبرة من المخلوع إلى الفتاوى ذات الكفاوى!!
  • بسط حكم القانون وتحقيق العدالة تنازع الاختصاص وحكم التشريع
  • مدد يا أبو هاشم ...مدد
  • الحرية والتغيير والصحوة بعدالصدام مع الفلول واللجنة الأمنية
  • كان الضرب بالسياط عقوبة الشباب الثائر في محاكم الإنقاذ
  • الانقلاب الكاشف ...! عبدالمنعم عثمان
  • لشهادة الأدبية في الأدب العربي الحديث …بحث في المحاقلة بين القانون والأدب للبروف الصفراني
  • كانت الديون مدخل لاستعمار مصر فهل تكون سبب لغزو السودان
  • العودة لمنصة التاسيس ،،لتنفيذ شعارات ثورة ديسمبر ،،
  • عادل هلال:الفترة (الإستكرادية) !!..
  • عناوين سودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم 08 اكتوبر 2021
  • أكدت التجربة خطورة الاتفاق الهش
  • كان العسكر عَلَى أيامنا معروفين بالرزانة و الوقار, فأين ذاك العسكر!
  • حميدتي باهو نفس نفس الزول الكاتل ولدك.. وبيدعي حمايتك من المدنيين!
  • ابن دارفور العاق
  • ما قولكم يا قدامى لاعبي الهلال.!!
  • تعرف على ثلاثة من بنات وايقونات السودان البارات ؟
  • اختراق بدو شرق وغرب آسيا والبربر والفولاني لرؤوس قبائل وقوميات وادي النيل
  • ما القصد من وثائق باندورا ؟....... بقلم : محمد فؤاد زيد الكيلاني
  • نوعا العنصرية في السودان
  • الفطاحل قد اوجدوا المعدوم لإراحة الشعب السوداني ،، والأنجاس قد أزالوا الموجود لتعذيب الشعب السوداني
  • المجلس العسكري يحتجز الشعب السوداني رهينة خوفاً من عقابهم علي جرائم دارفور وجريمة مجزرة فض الاعتصام
  • حكومة من الديمقراطية محرومة
  • من العراق الي السودان الخداع المنهجي والترويج لفوبيا داعش الارهابية
  • عبد المنعم هلال:قدامى الرياضيين يعانون