الأمية الفكرية أشد خطورة من أمية القراءة والكتابة !!بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

06:39 AM October, 06 2021

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر

بسم الله الرحمن الرحيم

الأمية الفكرية أشد خطورة من أمية القراءة والكتابة !!

المعية قد تجمع ولكنها قد لا تعدل ولا تنصف في كافة الأوقات ،، والضائع في بلاد الضياع والتهميش هو ذلك الغشيم المغشوش طوال الحياة والأعمار ،، يدعي ما لا يملك من المقدرات ويفني الأعمار في حوبة الإدعاءات بغير المؤهلات ،، يا ذلك النباح في مجاهل الأهواء هل تدري بأنك غريب وغشيم في هذه البلاد مهما تدعي غير ذلك ؟؟ ،، هؤلاء في واد يهيمون خلف أهدافهم تلك المديدة اللامحدودة ،، وأنت في واد آخر تهيم خلف تلك الأحلام التي تعادل مباهج السراب في أوقت الظهيرة ،، ومن يتواجد في مجالس هؤلاء يوماَ بالصدفة هو كالأطرش الذي يتواجد في مواكب الزفة ،، يصول مع الصائلين ويجول مع الجائلين وهو لا يفقه ولا يفهم ماذا يدور في أذهان هؤلاء الأذكياء النبهاء من الناس !! ،، وتلك هي أحوالهم وديدنهم منذ استقلال البلاد في خمسينات القرن الماضي ،، وأبواب الخيارات مفتوحة أمام الجميع بدولة السودان ،، من يرضى بذلك الواقع المعاش هو مجبور على ذلك رغم الأنف ،، ومن يرفض ذلك الواقع المعاش فهو أيضاَ مجبور على ذلك ولا يملك غير الصمت والسكوت ،، هؤلاء في واد يلوكون أحاديث الأثرياء التي تليق بالعقلاء من الناس ،، وهؤلاء في واد آخر يلوكون تلك الأحاديث التي تغم الصدور ،، وهي تلك الأحاديث التي لا تسمن ولا تغني من الجوع ،، تعالوا لنجلس في مجالس هؤلاء لساعات قصيرة ولنستمع ماذا يقول هؤلاء الأذكياء من الناس : ،، يقولون أن المتر المربع في منطقة كذا وكذا بالخرطوم ( العاصمة ) في هذه الأيام بمبلغ ( ألف دولار أمريكي !! ) ،، وأن المتر المربع في منطقة كذا وكذا بالخرطوم (العاصمة ) بمبلغ ( 3 الف دولار أمريكي !! ) ،، وأن المتر المربع في منطقة كذا وكذا بالخرطوم بحري بمبلغ ( 2 الف دولار أمريكي !! ) ،، وأن المتر المربع في منطقة كذا وكذا بأم درمان بمبلغ ( 3 الف دولار أمريكي !! ) ،، تلك هي أحاديث هؤلاء الشطار من الناس في هذه الأيام ،، وتلك هي حرفة الأذكياء العباقرة الشطار في أزمان المهازل والضياع !!،، هؤلاء الشطار لا يهدرون الأوقات في هموم ( الشرق ) الذي يشتكي من التهميش والفاقة لسنوات وسنوات ،، ولا يهدرون الأوقات في هموم الغرب الذي يشتكي من الفاقة والتهميش منذ سنوات وسنوات طويلة ،، ولسان حال هؤلاء الأذكياء من الناس يقول دائماَ : ( لحظات في ظلال المكاسب والأرباح برفقة أهل العقول والأموال والتدابير والتخطيط أفضل ألف مرة من لحظات يهدرها المرء في خيام البكاء والعزاء والنحيب والعويل مع هؤلاء الأنجاس المناكيد ،، هم هؤلاء أهل الأهواء الفارغة الذين قد أضاعوا البلاد منذ خمسينات القرن الماضي ،، ويبدو أن تلك الأهواء من أجلها قد تم حياكة خيام البكاء والعزاء والنحيب لأهل السودان ،، ولسان حال العقلاء من الناس في هذه الأيام يردد عبارات : ( مالنا ومال ذلك الجمل الذي رمى صاحبه على الأرض ؟؟؟ )،، وفي اعتقاد الشعب السوداني فإن ذلك الصاحب يستحق أكثر من الإسقاط ويستحق أكثر من الرمي على الأ رض والاهانة !! ،،