النيل الأبيض حمداً لله على السلامة ..! بقلم:هيثم الفضل

النيل الأبيض حمداً لله على السلامة ..! بقلم:هيثم الفضل


09-13-2021, 04:54 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1631505244&rn=0


Post: #1
Title: النيل الأبيض حمداً لله على السلامة ..! بقلم:هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 09-13-2021, 04:54 AM

03:54 AM September, 13 2021

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



صحيفة الديموقراطي

سفينة بَوْح –



بعدما أسفر عنهُ المؤتمر لصحفي للجنة إزالة التمكين أول أمس السبت عن ما أصاب ولاية النيل الأبيض بحواضرها وبواديها من نهب مُمنهج وتعطيل مُبرمج لكل أوجه النماء العام لصالح منظومة الفساد المُنكبة على مصالحها الشخصية ، زال إستغرابي وإندهاشي من تلك المُعاناة الإستثنائية التي ظل أهلنا الطيبين بالنيل الأبيض بين براثنها في شتى مجالات الحياة ، فالنيل الأبيض في العهد البائد بدت وكأنها (مركز الفقر الإستراتيجي) في السودان بالرغم من إحتواء أرضها الطيبة على كل ما يخطر على بال من موارد وقُدرات وثروات ، وقد كان إنسان النيل الأبيض لزمانٍ مضى من أكثر قاطني الولايات السودانية تردُّداً إلى الخرطوم للحصول على أبسط متطلباتهِ الخدمية وفي مقدمتها الإستشفاء والتعليم ، كما أن إحتكار الوظائف في خدمتها المدنية للموالين ، وإحتكار أوجُه العمل التجاري والزراعي والصناعي فيها دفع بثروتها البشرية من فطاحلة الأكاديميين والمهنيين إلى الهجرة فكانوا في مقدمة من تشتتَّوا في بقاع العالم ينشدون لقمة العيش الكريمة ، الآن وعبر اللجنة الفرعية لإزالة التمكين بالنيل الأبيض يتم تدشين تصحيح المسار التنموي والإصلاحي بالولاية الصامدة من أجل إستعادتها مكانتها المرموقة السابقة ومن ثم تحصيل المزيد من التنمية المُستدامة والخطو قُدماً للأمام ، فالسودان جميعهُ ينتظر مشاريعها الزراعية المُثمرة وثروتها الحيوانية المُميَّزة ومواردها السمكية الواعدة وميناءها النهري التجاري الواعد بكوستي وفوق كل هذا وذاك ريادتها في رفد التعليم السوداني العام بالمناهج التربوية والمعلمين ومازالت بخت الرضا ترفع راية الصمود في إنتظار ركب الثورة الأغر.

ورغم التأخير الكبير الذي حدث في ملاحم التغيير التي إستوجبتها ثورة ديسمبر المجيدة في كل بقاع السودان بولاياته المختلفة حواضراً وأريافاً ، خصوصاً في مجال إسترداد ما تم نهبه من خيراتها الوافرة بواسطة التمكين الكيزاني والفساد وإستغلال النفوذ وعدم الإعتداد باللوائح والقوانين التي تحفظ الحقوق والواجبات الشخصية والعمومية ، إلا أن ما يحدث الآن من تفعيل لآليات مثول التغيير والتحوُّل الثوري في الولايات على أرض الواقع ، يظل محل إحتفاء كبير لدى عامة الناس ، الذين وعلى مدى عامين أو يزيد من تولي الحكومة الإنتقالية لمهامها قد أصابهم الملل وحاصرتهم مواجع اليأس والإحباط من كون هذه الثورة بالفعل تخصهم وأنهم بالفعل موعودون بذلك اليوم الذي سيشعرون فيه بتأثيراتها الإيجابية على واقعهم ، على الأقل في مجال إسترداد ما تم نهبهُ ، فضلاً عن تغيير الوجوه التي ما زالت تُمسك بزمام الأمور في الكثير من مرافقها الحيوية.

ولو كنتُ مكان القائمين على لجنة إزالة التمكين المركزية ، لأعطيت أولوية الإمكانيات المُتاحة لإزالة التمكين في الولايات قبل العاصمة الخرطوم ، لتوافُق ذلك مع مبدأ دعم حركة التنمية العامة بالبلاد ، فالكثير من المشكلات التي تدفع أهالي الولايات إلى الهجرة المؤقتة أو الدائمة إلى العاصمة أسبابها الأساسية إستمرار دوران عجلة الفساد فيها ، هذا فضلاً عن نهب ثرواتها ومواردها لصالح ما تبقى من موالي الطُغمة البائدة ، فلو أسرعت اللجان الفرعية لإزالة التمكين بالولايات السودانية المُختلفة بإكمال إجراءاتها وتحرياتها ، ومن ثم إتخذت قرارات إسترداد هذه الثروات وتغيير الكوادر التمكينية التي ما فتئت تعرقل حركة الإصلاح والتنمية ، لما إحتاج أهلنا في الولايات إلى الهجرة للخرطوم للإشتغال في المهن الهامشية ، ولتوفَّرت ولو نسبياً حالة من النماء والإستقرار في الخدمات وسائر مُتطلبات سُبل العيش الكريم.

<النيل الأبيض حمداً لله على السلامة.docx>
<هيثم الفضل - Copy.jpg>