هرج محمول جواً .. بقلم:محمد المبروك

هرج محمول جواً .. بقلم:محمد المبروك


09-08-2021, 06:22 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1631121728&rn=0


Post: #1
Title: هرج محمول جواً .. بقلم:محمد المبروك
Author: محمد الامين على المبروك
Date: 09-08-2021, 06:22 PM

05:22 PM September, 08 2021

سودانيز اون لاين
محمد الامين على المبروك-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



نداء النجوم

[email protected]
• منذ اللحظات الأولى لانتشار خبر القبض على الطائرة الإثيوبية (التي تحمل أسلحة مهربة للأمن الشعبي) والذي نُسِبَ للجنة إزالة التمكين، لاحظتُ أنّ الرأى العام قابل الخبر بالتشكيك أولاً، ثم السخرية والهُزْء لاحقاً. هذا مؤشر ينبه إلى أن لجنة إزالة التمكين وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو ومحاربة الفساد بدأت تفقد مصداقيتها، وعلى السادة القابعين في مقر المجلس التشريعي بشارع الجمهورية بالخرطوم الانتباه لتناقص مصداقيتهم عند الرأي العام ومراجعة خطابهم وفحص أدواتهم الإعلامية .
• تقوم استراتيجية خطاب لجنة إزالة التمكين على فكرة مستلفة من إرث الستينات السياسي، وهي خلق عدو وتركيز معركة مركزية ضده .. "ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة." وهي فكرة ثبت فشلها خلال كل التجارب الشاهدة عليها من مصر عبدالناصر إلى عراق صدام حسين. يكاد خطاب اللجنة الدعائي لا يخرج عن هذه الفكرة القديمة التي تجاوزها الزمن ولم تعد صالحة في عصر الميديا الحديثة الكاشفة لكل مستخبئ وراء الأخبار الدعائية. فالإسلامويون - الكيزان - تمت هزيمتهم هزيمة ساحقة في أبريل 2019 م وليس ثمة حاجة لخوض معركة ثانية مع عدو سبق وانتصر الشعب عليه إلا من باب خلق – عدو - شماعة لتعبئة الجمهور ضده وشغله عن قضايا المرحلة على الأرض وما أكثرها.
• في عصر الميديا الحديثة يستحيل نجاح هذه الفكرة، وهذا ما حدث في الواقع. بعد ساعات من خبر كشف لجنة إزالة التمكين لطائرة الأسلحة المزعومة بدأت الحقائق تتضح وبالوثائق وبالبيانات التي توالت من شرطة الجمارك، الخطوط الإثيوبية ، والسفارة الإثيوبية في الخرطوم، واتضح – حسب البيانات - بأن ليس هناك أسلحة مهربة ولا أمن شعبي ولا رسمي، ولم يعد ممكناً التغطية على هذا الهرج المحمول جواً، الهرج الذي أصبح سمة بارزة في خطاب اللجنة.
• مشروع إزالة التمكين وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو ومحاربة الفساد مشروع وطني كبير، ولا مستقبل لنظام ديمقراطي تتساوى فيه كل القوى السياسية بدون نجاح معقول لهذا المشروع، فحزب المؤتمر الوطني الذي رضع من ثدي الدولة وسمن خلال الثلاثين عاماً يجب أن تنزع منه كل أموال الشعب التي نهبها ويجب محاكمة قادته الفاسدين، ولكن خطة اللجنة الحالية لا تبشر بنجاح إذ استمرأت الدعاية والتعبئة السياسية بديلاً للانضباط المؤسسي والالتزام الصارم بالقانون واللوائح المنظمة لعمل اللجنة، والأهم من ذلك وقف التغول على مؤسسات الدولة الأخرى.
• نخشى أن يلحق مشروع إزالة التفكيك، بمشروع إصلاح المناهج التعليمية، الذي حوله الدكتور عمر القراي لمهرجان هزلي بتوظيفه موقعه، مديراً للمركز القومي للمناهج، للكسب السياسي واستجداء تصفيق الجمهور على حساب عملية إصلاح المناهج والمقررات الدراسية، وهي عملية ذات طابع علمي بحت، يجب أن تتحلى وتزدان بالرصانة ومكانها ورش المتخصصين في المجال التعليمي وليس مايكروفونات الليالي السياسية الصاخبة. بهذا فشلت عملية إصلاح المناهج الدراسية .. والعاقل من اتعظ بغيره.