منصة القوى المدنية بشرق السودان وضرورة الانفتاح على المحليات بقلم:جعفر خضر

منصة القوى المدنية بشرق السودان وضرورة الانفتاح على المحليات بقلم:جعفر خضر


08-28-2021, 10:03 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1630184619&rn=0


Post: #1
Title: منصة القوى المدنية بشرق السودان وضرورة الانفتاح على المحليات بقلم:جعفر خضر
Author: جعفر خضر
Date: 08-28-2021, 10:03 PM

09:03 PM August, 28 2021

سودانيز اون لاين
جعفر خضر -السودان
مكتبتى
رابط مختصر






صحيفة الديمقراطي ٢٨ أغسطس ٢٠٢١

علا صوت القبيلة بشرق السودان نتاج لضعف القوى المدنية والسياسية وبسبب تحركات المكون العسكري الذي يعمل على العبث بالإقليم، ويحرص على صناعة حاضنة اجتماعية يستند عليها متى حانت لحظة الانقلاب الكامل على الثورة .
وقد زاد مسار الشرق، الموقّع ضمن اتفاق سلام جوبا، من حدة الصراع، مما جعل الإقليم يعاني من عدم الاستقرار.
كانت قوى إعلان الحرية والتغيير بالإقليم في مطلع العام ٢٠٢٠م، قد رفضت توجه الحكومة في التعامل مع ملف الشرق في مفاوضات السلام. فقد جعلت الولاة العسكريون في ذلك الوقت يهيمنون على الملف بإعطائهم السيطرة على النسبة الأكبر من تمثيل الأعضاء في المؤتمر، وإضعاف نسبة قوى الحرية والتغيير.
لم يكن هنالك ثمة تنسيق يئكر بين قوى إعلان الحرية والتغيير بولايات الشرق الثلاث. وعندما شعرت بالخطر من تغول الولاة العسكريين حدث أقصى تنسيق بينها، تجلى في البيان المشترك لقوى الحرية والتغيير بالولايات الثلاث في أواخر يناير ٢٠٢٠ والذي أعلنت فيه مقاطعة المؤتمر التداولي لتحديد موقف من منبر شرق السودان المقام في جوبا، ورفضت الطريقة التي أدير بها .
ونص البيان على أن قوى إعلان الحرية والتغيير بولايات الشرق اتفقت على أسلوب لمعالجة قضايا الإقليم ، تبدأ بترتيب رؤية من قوى إعلان الحرية والتغيير في الولايات الثلاث ، يليها ترتيب مشترك يحرص على مخاطبة قضايا شرق السودان عبر مؤتمر يُعنى بجذور المشكلة لا تداعياتها تمثل فيه كل المكونات الحية وصاحبة المصلحة بإقليم شرق السودان.
ولكن الحكومة سدرت في غيها، لا تلوي على شيء، ومضت في مفاوضات جوبا، حتى جاءت بمسار الشرق، لتصب الزيت على النار.
كما أن قوى الحرية والتغيير في الولايات الثلاث، لم تمضي في ما التزمت به في بيانها بترتيب رؤى قحت في أي ولاية، ومن ثم الاتجاه نحو مؤتمر الشرق، مما أدى إلى خفوت وانحسار العمل السياسي والمدني في قضايا الإقليم، وانفسح المجال للأدارات الأهلية لتكون الفاعل الرئيسي ، ويتحرك عبرها وبداخلها فلول النظام.
في ظل هذا الواقع المتأزّم انعقد في الفترة من 19 الي 21 اغسطس 2021م بمقر منظمة زوم بالخرطوم، ملتقي تفاكري لتجمع القوى المدنية بولايات شرق السودان، بتمويل من منظمة شركاء خدمات التنمية (PDS).
وهدف الملتقى إلى الوصول الي رؤية واهداف مشتركة بين القوى المدنية بالولايات الثلاثة وتعزيز التنسيق والعمل المشترك في شرق السودان.
وتناول الملتقى اتساع الفقر والتهميش والامراض وانعدام التنمية واهمال انسان الاقليم في قضايا الصحة والتعليم ومياه الشرب والطاقة ، واهمال لوضع المرأة . واسهب النقاش في وصف ما يحدث من نهب للموارد واستغلال للأراضي وتدمير للغابات وتأثير سلبي علي البيئة ، واستيلاء الشركات وكبار الملاك على مئات الالاف من الافدنة الزراعية علي مدار السنوات الماضية والتي لازالت مستمرة الي الآن علي حساب السكان المستفيدين المحليين ونتيجتها هو زيادة حدة الصراع بين صغار المزارعين والرعاة بتضيق المورد المتاحة ، تعدد اساليب نهب الموارد وفي قطاع التعدين من نهب للذهب وتدمير للبيئة وتهديد لحياة الانسان بمخلفات عمليات تعدين الذهب، وحتي المياه الاقليمية بالبحر الاحمر تتعرض لتدمير بيئي للجرف البحري بالصيد الجائر والتعدي علي المكنوزات الطبيعية والشُعب المرجانية. جاءت قضية السيادة الوطنية وضرورة التصدي للتدخلات الخارجية وللمحاور الاقليمية والدولية التي تبحث لها عن موطئ قدم كاستخدام القواعد العسكرية ، او جعل الاقليم ساحة خلفية لتصفية الخصومات بين هذه الدول ،وتضع نصب اعينها اطماعها لنهب الموارد الطبيعية كالأراضي الزراعية والذهب، والرغبة في الاستيلاء علي ساحل البحر الاحمر وما به من موانئ، وشدد المجتمعون علي ضرورة استعادة اراضي حلايب، وثمن الحضور استعادة اراضي الفشقة وعودتها الي حضن الوطن.
كما تناول الملتقى النزاعات ذات الطابع الاثني والجهوى بين مكونات الاقليم والتي تتجدد في كل مرة مخلفة شهداء وجرحي ، وأن أي قطرة دم سوداني تراق هي فقد للجميع يجب إدانتها والعمل علي ايقاف نزيف الدم .
وأكد المجتمعون/ات علي ان المعرفة بالواقع الحقيقي هو ان ننظر لتداخل القضايا وتعدد مسبباتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية بصورة كلية . وخلص الملتقي على ضرورة معالجتها عبر حزمة متكاملة من الحلول، والتي لن تأتي من المركز او الاتفاقيات الجزئية، بل عبر اشراك انسان الإقليم بشكل حقيقي في مناقشة قضاياه بشكل واسع ومساهمته في وضع الحلول.
وخلص الملتقى إلى ضرورة تكوين منصة للمجتمع المدني بالإقليم، حتى يتم سد الفراغ الماثل، ومن ثم تعمل القوى المدنية على التأثير إيجابا لمصلحة الإقليم.
ولكن أرى أن هنالك مشكلة أن تظل هذه المنصة قاصرة على العواصم الثلاث، ولا تنداح في محليات الإقليم ال٣٣، بالنظر إلى سيطرة الفاعلين في العواصم على مقاليد المجتمع المدني. كما هنالك مخاطر أن تتحول المنصة إلى جسم فوقي مختطف، لا صلة له بالمنظمات القاعدية، مثله ومثل نعظم التحالفات الماثلة في المشهد.
ولكن المشاركين في الملتقى قد عقدوا العزم أن تكون نواة المنصة تجمعات القوى المدنية في الولايات الثلاث، على أن توجه الدعوة الي جميع تنظيمات المجتمع المدني في الوحدات الإدارية والمحليات ، وذلك من أجل تمتين المجتمع المدني وتقوية دوره ليساهم إيجابا في تصحيح الأوضاع المختلة بالإقليم وفتح حوار مفتوح مع كل مكونات الإقليم ومناقشة قضايا الإقليم بعمل يبدا من انسان الشرق الموجود في أصغر وحدة إدارية مرورا بالمحلية، ثم الولاية والاقليم وصولا لمؤتمر للقضايا بإقليم الشرق.
ويظل التحدي الماثل هو قدرة القوى المدنية بالولايات الثلاث على الانفتاح على منظمات المجتمع المدني في المحليات المختلفة، واستمرار التشبيك الخلاق بين القوى المدنية بالإقليم، لكن هذا هو الطريق الوحيد لدرء المخاطر المحدقة بالإقليم.