تلجين الدولة بقلم:محمد حسن مصطفى

تلجين الدولة بقلم:محمد حسن مصطفى


08-24-2021, 04:35 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1629776152&rn=0


Post: #1
Title: تلجين الدولة بقلم:محمد حسن مصطفى
Author: محمد حسن مصطفى
Date: 08-24-2021, 04:35 AM

03:35 AM August, 24 2021

سودانيز اون لاين
محمد حسن مصطفى-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




من الإجراءات الرسميَّة المعروفة الشائعة في مختلف الدوائر الحكومية و مؤسساتها في دولنا العربية هي طريقة تشكيل أل"لجان" لإجراءات ما محددة من فرز لمناقصات و عطاءات و عروض أو جرد لمستودعات و عُهَد و مخازن أو اختيار لوظائف عامَّة و تعيين لمهام و هكذا.
الإجراء هذا مع الوقت أصبح يحتمل أحد أمرين إما أنه عملي إداري "حَقَّانِي" عادل مُنصف؛ و إمَّا أنَّه مُحَاولة للتحايل و الخداع و طمس الحقائق فتقوم اللجنة "المُختارة" بعنايه بطمس رسمي إداري "شرعي" لسرقات المال العام و التعيِّينات بالواسطة و التوصيَّة في دولنا بإسم "التلجين" أي تشكيل لجنة!
الأمر مشابه لتشكيل "لجنة طبيَّة" للعسكريين تحديداً و الموظفين عامة للإحالة إلى المعاش الإختياري و نقول فلان "لجَّنوه" أي أحالته اللجنة الطبية على المعاش.
و في العامِّيَّة "لجَّنُوه" أي كسَّروه و أصابوه بعاهة و أطروحه الفراش أو أصبح "مُلَجَّن" بمعنى لا فائدة منه.
*



في سودان ما بعد الثورة من كثرة تشكيل "اللجان" و إنبثاقها في كل هيئات و مجالس و مؤسسات الدولة
نكاد أن نتصدَّر دول العالم في كيفية إدارة شئون الدولة بنظريَّة "التلجين"!
حتى في القضاء و العدالة موضة عندنا تشكيل اللجان حتى أصابتنا نحن العامة حالة من البلاهة ممزوجة مع الهم و الكمد في سماع تشكيل و مهام كل لجنة و عضويتها و أهدافها و المسموح لها و المحظور عليها و كيفية اختيار الأفراد فيها!
فمن افترض أن اللجان هي طريقة تصلح لتحقيق العدالة فكيف لقيادة الدولة؟! و ما فائدة الوزراء و الوزارات و مستشاريهم و علاما الصرف عليهم بموظفيهم إن كُنَّا سنحتكم في أمور الرعيَّة و الدولة إلى كل "لجنة"؟!
و لماذا وضع صلاحيات لبعض اللجان -لجنة إزالة التمكين- تتجاوز صلاحيَّات القاضي و الجلاد بل و تجمعهما و تتجاوزهما مع صلاحيات الحكم نفسه كجسم "موازي" مستقل لسيادة الدولة؟!
و ما فائدة لجنة كلجنة أديب لإحقاق العدل و رئيسها مازال يتشكى من العدل و فيه يتذرَّع؟! و لجان مثلها و قبلها و بعدها حتى صرنا دولة العدالة و الحكم "المُلَجَّنة"!

كنَّا نضحك و نشمت في صاحب نظريَّة "الدفاع بالنظر"
فإذا بنا ننتهي إلى أصحاب نظريَّة "الحكم بالتلجين"!
*



ختاماً تحية إحترام واجبة و تقدير و حب و اعتزاز إلى "لجاننا الشعبيَّة" حُرَّاس الثورة و عذراً أن هان استخدام من في السلطة لتكوين اللجان ذريعة لإستسهالهم الخداع لنا و خروجهم عن معاني الحكم و سماحة شعار حرية سلام و عدالة.



علَّ الرسالة تصل.

محمد حسن مصطفى