بومة منيرفا مرة أخرى.. - كان يمكن تفادي ما حدث بقلم:محمد الامين على المبروك

بومة منيرفا مرة أخرى.. - كان يمكن تفادي ما حدث بقلم:محمد الامين على المبروك


08-21-2021, 05:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1629561767&rn=0


Post: #1
Title: بومة منيرفا مرة أخرى.. - كان يمكن تفادي ما حدث بقلم:محمد الامين على المبروك
Author: محمد الامين على المبروك
Date: 08-21-2021, 05:02 PM

04:02 PM August, 21 2021

سودانيز اون لاين
محمد الامين على المبروك-
مكتبتى
رابط مختصر



21.08.2021


• في رحلة عودته من لندن، بعد أن تجرع كأسات الفشل غصة غصة، قال مصطفى سعيد، بطل رواية موسم الهجرة للشمال عبارة تلخص حال فشل الطبقة السياسية السودانية، إذ ردد يحدث نفسه:(هل كان يمكن تفادي ما حدث؟)
• حالة من عدم اليقين تخيم على المرحلة الإنتقالية وعلى حاضنتها السياسية الحرية والتغيير حتى قال بعض قادتها إن رئيس الوزراء ربما يفكر في تغيير الحاضنة بتشكيله الأخير لآلية مبادرته للحل السياسي الشامل وهذا صعب إن لم يكن مستحيلاً، فالحرية والتغيير تعتبر الضلع الثالث في الإطار السياسي الذي تحكمه الوثيقة الدستورية ولا سبيل للإطاحة بها إلا بإسقاط الإطار كله.

• علق صديق داعم لموقف الحزب الشيوعي على ما أثرته سابقاً من إنّ خطأ الحرية والتغيير الفادح هو إتخاذها منهج (الشلليات) على حساب المؤسسات والعمل الجماعي، قائلا: " .... الخلاف ليس في آليات العمل ولكنه خلاف مصالح.. لذلك اعادة الاصطفاف على اساس المصالح مهم جدا.. المصالح الطبقية."
• لعلها وجهة نظر معقولة فالمصالح هي كل شيء، وإن كنت استعجب ألا يعطي الرفاق في اليسار العمومي "الشللية" حقها من الذم الكافي فقد كانت في يوم من الأيام ثالثة الأثافي في الممارسة السياسية في أدب الشيوعيين بالذات.
• ثم أعود فأصر، عن دراية، أن أساس الأزمة والمحك الحقيقي هو تغييب مؤسسات الحرية والتغيير وتجمع المهنيين - على علاتها- فحتى الاصطفاف على أساس المصالح سيكون مؤسسا ومفيدا للثورة لو تم عبر حوارات ممتدة لإدارة الخلافات داخل هذه المؤسسات أعني تنسيقية الحرية والتغيير والمجلس المركزي للحرية والتغيير وأجهزة تجمع المهنيين تنسيقية ومجلس مركزي.

• كان يمكن تفادي ما حدث.. لو كان إحترام هذه المؤسسات مقدم على ما سواها لما انشق تجمع المهنيين ولما أضطر حزب الأمة لتجميد نشاطه ولما أنطوى الحزب الشيوعي على نفسه يغرد وحيدا ضد ما يسميه الهبوط الناعم، ولما أندفع شباب التجمع الاتحادي، للاحتماء من طوفان التكتيك، بالتحالف العابر للكتل مع بعث علي الريح السنهوري، ولما أضطرت المجموعة الغاضبة من الإقصاء للتهديف من خارج خط 18 أي من خارج مؤسسات قوى الثورة التي عجزت عن أن تستوعبهم وتستوعب خطابهم الداعي لإعادة النظر في هيكلة الحرية والتغيير.

• كل هذا، وغيره من مظاهر إدارة الثورة، كان نتائج مباشرة للتخلي عن العمل المؤسسي والجماعي. وهكذا ساد منهج الشلليات والأصحاب والمقربين وبالضرورة كانت النتيجة ما ترى الآن لا ما تسمع.

• أعجب أن نتعشم في نجاح عمل سياسي يتم في المقاهي والصالونات وخارج المؤسسات في وجود مؤسسات منافسة مثل الجيش والمخابرات العامة والدعم السريع، حيث تعلو قيم المؤسسية والضبط والربط.

• إذا كنا نظن أننا سننجح هكذا فلا بد أننا نمزح يا صاح.

نداء النجوم
اليوم التالي