خالد سلك والسعوط..الانضمام لقائمة المشاهير والنبلاء بقلم:د.أمل الكردفاني

خالد سلك والسعوط..الانضمام لقائمة المشاهير والنبلاء بقلم:د.أمل الكردفاني


08-07-2021, 06:32 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1628357565&rn=0


Post: #1
Title: خالد سلك والسعوط..الانضمام لقائمة المشاهير والنبلاء بقلم:د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 08-07-2021, 06:32 PM

05:32 PM August, 07 2021

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




كنت اشاهد فيلم عن جورج بوش الابن، واثناء المشهد؛ اخرج بوش حقته (نعم حقة عدييل)، ودردم سفة ووضعها في شفته السفلة ثم بصق، اثناء سيره مع احد الأشخلص في الحديقة.
اكتشفت ان بوش الابن من التنباكة الأصيلين، فللتنباك تاريخ طويل في أمريكا واوروبا، لقد انتقل -بحسب ويكيبيديا بالانجليزي- من امريكا اللاتينية إلى أوروبا ثم عاد إلى امريكا الشمالية، وفي امريكا الشمالية، تحول السعوط من السعوط المستنشق للسعوط الذي يوضع في الشلاليف.
في اوروبا اصبح الصعوت من علامات الارسقراطية، لأنه كان غالياً جداً، بحيث لا يتناوله إلا النبلاء، وتم انشاء مصانع للسعوط وعلبه الفاخر (حقة ذهبية وفضية الخ)، وقاموا بوصف خصائصه الطبية، وخاصة فرنسا حيث اصبح يطلق عليه اسم الملكة هيرب. واصبح السعوط سلعة فاخرة، وكان من ابرز التمباكة (البابا بنديكت الثالث عشر)، وكذلك الملكة شارلوت زوجة الملك جورج الثالث، نابليون، ماري انطوانيت.
وحتى الان لم تستطع الدراسات العلمية اثبات اي اضرار من السعوط، حتى السرطان نفسه محل شكوك. خلافا لاضرار التدخين.
إذاً فالسعوط كالملوخية تماماً، فقد كانت الملوخية أكلة الملوك، واصبحت لعامة الشعب، وكذلك السعوط.
إن ما يحدد ما إذا كان سلوكاً ما معيباً ام لا، ليس السلوك نفسه، (لأن فكرة العيب فلسفياً لا زالت محل جدل)؛ ولكن ما يحدد العيب هو الصراع الطبقي (ماركس اللعين دائماً). فإذا كانت الطبقة الارستقراطية أو البرجوازية العليا تستخدم السعوط لأنه غالٍ، فسيكون استخدام الفقير للسعوط دلالة عز وفخر، وأما إذا كان السعوط شائعا عند البروليتاريا، فسيكون السعوط دلالة على الانحطاط والعيب. تماما كالكلمات التي تعتبر سوقية، لمجرد ان الطبقة العليا لديها كلمات اخرى. فكلمة ادبخانة كلمة تركية كانت ذات دلالة تفاخرية، وبعد التحول للحمامات الافرنجية والتواليت أصبحت كلمة معيبة عند بعض الطبقات وهكذا. (هذا الموضوع يحتاج لبحث أكبر).
بالعودة للتنباكة في السودان. فإن التنباك أو السعوط هو حتى الآن أكبر مصدر دخل للخزينة العامة، من الضرائب وعائدات الصادر، وكذلك فالسعوط مصدر صبر الشعب الوحيد على الأنظمة الفاشلة، ليس لأن السعوط مخدر، فهو لا يفعل الشيء الكثير، لكنه يخلق انتظاماً لعالمنا الخاص والذي يعتبر نقطة ضئيلة داخل عالم مضطرب ومضطرم. لذلك يتميز التنباكة بالكرم، والصبر، وفوق هذا فإن التنباكي لا يبخل بسعوطه على اي شخص خرمان، وهم متعاونون جداً، خلافا لمدخني السجائر المفترين.
يمثل التدخين أيضاً علامة نخبوية عند الفلاسفة، فأغلب فلاسفة فرنسا يدخنون حتى اثناء اللقاءات التلفزيونية، وقد فعلها الكثير منهم، أمثال دولوز وفوكو، وسنجد أن الفيلسوفة اليهودية الألمانية حنه أرندت من المدخنات الشرهات. في الغالب فإن أغلب الفلاسفة الماركسيين، بما فيهم مدرسة فرانكفورت هم مدخنون شرهون.
إن ما فعله خالد سلك في الواقع هو نتيجة مجتمع يخنق الحرية الفردية ويجعل دردمة سفة ووضعها في الفم كارثة كونية.
مع تحياتي لكل محل عماري جيد واخص بالذكر الحبيب سمسم صاحب محلات القنطار..