الحركة الاسلامية ...المراجعة قبل المواجهة بقلم:مصطفي مكي العوض

الحركة الاسلامية ...المراجعة قبل المواجهة بقلم:مصطفي مكي العوض


07-31-2021, 12:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1627730985&rn=0


Post: #1
Title: الحركة الاسلامية ...المراجعة قبل المواجهة بقلم:مصطفي مكي العوض
Author: مصطفي مكي العوض
Date: 07-31-2021, 12:29 PM

11:29 AM July, 31 2021

سودانيز اون لاين
مصطفي مكي العوض-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



*بسم الله الرحمن الرحيم*


(وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ ۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ۖ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ).
ظلت علاقة الدين بالدولة في السودان علاقة متجذره وتاريخية حيث انه من بعد انهيار ممكلة كوش كآخر الممالك الوثنية اعقبها قيام الممالك المسيحية كمملكة المقرة في الشمال والتي كانت عاصمتها دنقلا او دولة علوة في الوسط وعاصمتها سوبا
اعتنقت ممالك المقرة وعلوة ونوباتيا المسيحية قبل انتشار الاسلام ليشهد القرن السادس عشر في بدايته قيام مملكة سنار كاول دولة اسلامية في السودان قبل انهيارها بالغزو التركي في ١٨٢١ حيث لم يهتم الاتراك بالحكم الديني للسودان لان اهدافهم كانت تنظر للسودان كمستودع للذهب والعبيد للاستعانه بهم في صراعهم مع المماليك حتي سقطت التركية في يد المهدي ليعلن قيام دولة دينية علي اسس الشريعة الاسلامية(علي طريقته) قبل ان يخلفه الخليفة عبد الله التعايشي ليحكم باسم الاسلام ايضا
بعد سيطرة الحكم الثنائي علي السودان ظلت الاحزاب الطائفية حاضرة وحاكمة ومتحكمة في المشهد السياسي تحت عباءة الدين والاسلام
بعد الاستقلال دخلت جماعة الاخوان المسلمين المسرح السياسي السوداني كامتداد للاخوان في مصر قبل ان يقوم الدكتور حسن الترابي بسودنتها استعدادا لزحفه نحو السلطة حتي انقض عليها في الثلاثين من يونيو ١٩٨٩ ليستمر الدين وتاثيره علي الدولة قائما كامتداد لنظم الحكم المختلفة في التاريخ السياسي السوداني
حكمت الحركة الاسلامية السودان تحت شعارات اسلامية لثلاثين عاما حكما مطلقا وقد مكن لها الله في الحكم ما لم تنله دولة اسلامية في التاريخ الحديث حتي ضربتها النزاعات والاطماع فتآكلت من الداخل قبل ان تخر صريعة في الحادي عشر من ابريل ٢٠١٩
رغم سقوط الانقاذ وفقدان الحركة الاسلامية للحكم الا ان وجود الاسلام وتاثيره علي الحياة السياسية سيظل باقيا لمدة من الزمن ولا يمكن محوه بسهولة كما يعتقد البعض من اهل اليسار واصحاب الايدلوجيات المعادية للاسلام
حكومة الفترة الانتقالية في شقها الرسمي متمثلا في الحكومة المدنية او الشق العسكري لم تستطع المساس بجوهر القوانين الاسلامية لحساسية الامر وعدم تقبله من الشعب السوداني .
بان علي اداء حكومة الفترة الانتقالية ضعفا وفتورا اغري الحركة الاسلامية للتحرك لاسقاطها كما اعلنت ودعت لذلك في الثلاثين من يونيو ٢٠٢١ الا ان تقديراتها لم تكن صحيحة و دقيقة حيث لم يجد الحراك تجاوبا من الشارع ولعل قيادات الحركة الاسلامية التي لازمها سوء تقدير منذ حراك ثورة ديسمبر ٢٠١٨ لم تحسن قراءة المشهد السياسي السوداني .
ماتحتاجه الحركة الاسلامية وكل التيار الاسلامي بمختلف مذاهبه مراجعات منهجية شاملة تعلي من شأن تربية الفرد باعتبرها المقصد الاساسي من الدين ومدخل مهم لاصلاح المجتمعات كذلك مراجعة علاقتها بالمجتمع والاخر المختلف عنها ويجب ان تشمل المراجعات وسائل الدعوة وتقييم وتقويم تجربتها في الحكم كذلك يجب ان تشمل المراجعات العلاقة بين الدعوة ودولة وكذلك العلاقة والتصالح مع المجتمع المحلي واستعادة الثقة والمصداقية التي افتقدتها بدخول الوصوليين والانتهازيين
كذلك من المراجعات المهمة العلاقة مع المجتمع الاقليمي والدولي والغاء فكرة التمدد خارج اسوار الوطن
هذه وغيرها من المراجعات مهمة قبل التفكير في الدخول في اي مواجهة مع السلطة الانتقالية والتي ان طالت او قصرت ستؤول لصناديق الاقتراع حينها ربما يكون التيار الاسلامي استعاد بريقه ان احسن نقد الذات ومحاسبة النفس وسداد فواتير الاخطاء الفادحة خلال فترة الثلاثين عاما
( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ )