الحيطة العالية (١٣) بقلم:شهاب طه

الحيطة العالية (١٣) بقلم:شهاب طه


07-29-2021, 10:46 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1627595161&rn=0


Post: #1
Title: الحيطة العالية (١٣) بقلم:شهاب طه
Author: شهاب فتح الرحمن محمد طه
Date: 07-29-2021, 10:46 PM

09:46 PM July, 29 2021

سودانيز اون لاين
شهاب فتح الرحمن محمد طه-
مكتبتى
رابط مختصر




تطلعات البرجوازية الصغيرة الدرافورية الإنتهازية الجديدة المتجددة .. أسألوا أهل الهامش إن كنتم لا تصدقون .. أسألوهمعن حوجتهم للحيطة العالية حتى يجدوا خصوصيتهم وأمانهم .. فلسفة الحيطة العالية تكمن في أنها كفيلة بخلق الأمانالداخلي الخصوصي والجار الممتاز .. في كل الدنيا توجد حيطة بين كل بيتين والحيطة العالية تعنى ضمان الحرمةوالخصوصية بصورة متساوية للجارين أي بمعنى أنها لن تفيد جار وتضر بالآخر، ولذا نجد الغباء يكمن في ذلك الجار الذييرفض الحيطة العالية .. ونعود لتلك الهجمة العارمة من تلك البرجوازية الصغيرة المتطلعة لنعيم المناصب والمكاسب على حسابأهلهم في الهامش .. إسمعوا وأعوا أيها الناس، هؤلاء الذين ينادون بضرورة المشاركة في الثروة والسلطة هم فئة تسعى لنيلالممكن لشخوصهم بحجة أنهم هم المدافعون عن حقوق أهل الهامش في دارفور .. دعونا نفكر بعقلانية وبعيداً عن العواطفونقبل بإتفاقية جوبا الفاشلة المعيبة ونقر بأن يتم تخصيص ٤٠٪؜ من الوظائف الدستورية والاتحادية والإقليمية للمتطلعين منأهل دارفور ولنقدرها بستة آلاف وظيفة ثم نضيف لها التعينات العسكرية حيث ٣ ألف وظيفة ضابط في الجيش، ٣ ألف وظيفةضابط في الشرطة، ٣ ألف وظيفة ضابط في الأمن والمخابرات، على سبيل المثال .. فيكون المجموع الكلي ١٥ ألف وظيفة وهيبالطبع تتمركز في العاصمة وفي ولايات ومناطق أُخر، أغلبيتها خارج دارفور

ولكن لماذا كل هذا؟ فهذا فقط لإشباع رغبات المتطلعين من أهل الهامش الدارفوري والذين يعتبرون أنهم مستحقين لتلكالقسمة، لا لسبب إلا لأنهم تفوقوا على أهلهم في دارفور بشيء من العلم والإستنارة ولذلك يجب تمكينهم من الحقوق المستردةلأهل دارفور وأن تمنح لهم نيابة عن أهل دارفور وبذلك يكون العدل قد غطى كل دارفور .. فقط ١٥ ألف هم المعنيين بعدالةتقسيم الثروة والسلطة وهم فقط المستحقون ولا عزاء للملايين الباقية من أهلهم، ولكن ماذا سيقدم هؤلاء لدارفور؟ الإجابة: لاشيء .. حقيقة الذي يريد أن يقدم لأهله يجب أن يبقى معهم بينهم ولكن حتماً ستجد الساذجين العاطفيين يعتقدون جازمين أنتقسيم الثروة والسلطة لهذه الثلة البرجوازية الضاغطة هي العدالة بعينها وهي الفعل الذي يرسخ لقومية ووحدة السودان ويزيلالغبن والمظالم وينهي الحروب ويبيد كل المعوقات التي تقف في طريق السلام بل سيخلق السلام نفسه ويحقق النماء والرخاء،وكأن أهل دارفور يكفيهم فخراً أن يتوظف فلذات أكبادهم بعيد عنهم فيكون لهم الفرح الذي يعينهم على نكاءة العيش فيالأرض المحروقة .. الحذر ثم الحذر من هؤلاء لأنهم، وإن تفجرت الأوضاع في أي منطقة في دارفور، ستجدونهم يعيدون توجيهأصابع الإتهام للجلابة وستجدونهم أشد الناقدين للسلطة المركزية التي هم شركاء فيها وهكذا تتكرر السيناريوهات المحزنة

إسألوا أهل الهامش وخيروهم ما بين أن يحكمون أنفسهم بأنفسهم وبواسطة المستنيرين من أبنائهم وبناتهم، أم يتم تغريبالمستنيرين من أولادهم وبناتهم في العاصمة وبقية السودان؟ وتبقى السلطة متراكمة في المركز؟ بالطبع ومن المنظور العقلانيوالمنطقي سيكون خيارهم هو الأول إسترداد سيادتهم وأن يحكموا أنفسهم بأنفسهم .. تلك الثلة المتطلعة الضاغطة تحتاج لأنتُلقن الدروس الواجبة والقيم الكبرى إبتداء بالإنتماء الحقيقي للمنشأ والغيرة على الأهل والتعايش معهم وتذوق معاناتهموالعمل على ترسيخ السلام المجتمعي ونزع السلاح وترتق النسيج الجتمعي ما بين كل مكونات دارفور كافة، وخاصة عربوزرقة .. المخجل المحزن أنه، وحتى اليوم، لم نسمع عن الدعوة لمؤتمر تأسيسي دارفوري خالص وجامع، تشهده البشريةجمعاء، تشارك فيه كل القوى الدارفورية السياسية والإدارات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني والدعم السريع والحركاتالمسلحة والنقابات والإتحادات الطلابية والشبابية ليعقدوا العزم ويشحذوا الهمم على إسترداد السيادة المطلقة لجعل دارفوررواندا الثانية في أفريقيا، وهي جديرة بذلك من حيث الثروات، وحتى لايكون هناك هامش ولا تهميش وينعم أهل دارفوربالسيادة والفخر .. وبذلك لابد أن نعي أن السعي لإصطفاء ثلة، بحجة إنتمائهم للهامش، ومنحهم نسبة معتبرة من الجاهوالسلطة في المركز، أو حتى كلها، هو مزيد من التهميش والإذلال لأهل الهامش ليبقوا في فقرهم وضياع سيادتهم علىأراضيهم وثرواتهم .. الكارثة الكبرى هي التنصل عن الإنتماء الحقيقي للأرض ودرع الفشل على عاتق الآخرين وتهجيرالقضية من موطنها إلى مناطق الآخرين، وهو أمر لن يحلها بل سيزيدها تعقيداً ويسهم في إبعاد أهل الهامش من مناطقهمويزيد شتاتهم وعجزهم عن بناء ذاتهم وبقائهم مواطنين يشعرون بالدونية ويعيشون الفقر المدقع والتهميش الحقيقي في مناطقالآخرين، والمخجل المحزن أنه في حين نجد بشر يتحلون بالإنسانية والأخلاقية يتطوعون من بقاع العالم أجمع ويحضرونلدارفور للعمل الإغاثي والعون الإنساني، يتشبث قادة الحركات المسلحة والدعم السريع بنعيم العاصمة .. أمر مخجل بحقوحقيقة .. هل فكر هؤلاء في حجم الثروات الطبيعة التي تتميز بها دارفور؟ هل فكروا في إمكانية الإزدهار المهول واللّامحدودلدارفور إن عادوا إليها وعملوا على ترسيخ السلام؟ لا ولم ولن يفكروا فيها طالما كانت عقولهم وجوارحهم مشغولة فقط بالجلابةوبلاد الجلابة .. دعكم من شماعة العنصرية وراجعوا بموضوعية وعقلانية

mailto:[email protected]@msn.com

٢٩ يوليو ٢٠٢١