أغـــرب انقلاب عسكــري في تاريخ الأمم والشعوب !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

[B بسم الله الرحمن الرحيم

أغـــرب انقلاب عسكــري في تاريخ الأمم والشعوب !!

ثورات الربيــــــع العربي ما لها وما عليــــها ،، وتعد من أكثر الثورات والانتفاضات جدلاَ وخيبةَ وفشلاَ في تاريخ الشعوب ،، وتلك الدول العربية التي خاضت شعوبها تلك الثورات قبل سنوات وسنوات لم تهنأ إطلاقاَ بالاستقرار والهدوء وراحة البال التي تؤكد نجاح تلك الثورات في دولة من تلك الدول العربية التي خاضت معارك الربيع العربي ،، بل قد تجسدت وتمثلت تلك الثورات وبالاً وقتالاً ودماراَ وتفرقاَ وشتاتاَ على العديد من تلك الدول ،، وبغض النظر عن تمكن الشعوب في تلك الدول العربية من السيطرة على مقاليد البلاد ( كتونس ومصر وليبيا واليمن ) ،، أو فشلها في دول عربية أخرى ( كسوريا ) فإن العواقب لذلك الحراك الشعبي الثوري كانت وخيمة وسوداء كالحة على شعوب تلك البلاد بكل القياسات ،، وتلك الدول التي خاضت معارك الربيع العربي مازالت تشتكي من الأوجاع والآلام ،، ولم تنل إطلاقاَ مراحل الصحة والعافية حتى هذه اللحظات ،، وهي تلك الدول التي تشتكي من الشتات والتفرق ،، وتشتكي من قلة الاستقرار والهدوء وعدم التقدم في المجالات الاقتصادية وخلافها .

في هذه الساعات تشهد دولة ( تونس ) الشقيقة أغرب صورة من صور الانقلابات العسكرية التي تعرفها البشرية في العالم ،، وهو ذلك الانقلاب العسكري الذي قام به رئيس البلاد : ( قيس السعيد ) ،، وقد أعلن للشعب التونسي بأنه قد أتخذ تلك القرارات الجريئة العجيبة اعتمادا على المادة ( 80 ) في الدستور التونسي التي تبيح له بذلك ،، ومن تلك القرارات العجيبة إعلان تجميد أنشطة البرلمان التونسي لفترة محدودة ،، وكذلك حظر السفر لأعضاء البرلمان لخارج البلاد ,, وفي نفس الوقت فإن السيد : ( راشد الغنوشي ) رئيس البرلمان التونسي قد رفض تلك القرارات جملة وتفصيلاَ ،، وقد اعتبر أن تلك القرارات بمثابة انقلاب عسكري على الشرعية الدستورية في البلاد ،، وطلب من الشعب التونسي الخروج في الشوارع والطرقات في تظاهرات مليونية احتجاجا على ذلك الانقلاب المبطن ،، وبغض النظر عن صحة قرارات رئيس دولة تونس الشقيقة فإن المحصلة تؤكد بأن ثورات الربيع العربي مازالت تشتكي من من الأوجاع والآلام في العديد من تلك الدول ،، وذلك الرئيس التونسي ( قيس سعيد ) قد يكون محقاَ ولديه تلك المبررات الكافية للحفاظ على حقوق وأموال ومكتسبات الشعب التونسي ،، وقد لا يكون محقاَ في تلك القرارات ،، ولكن في كل الأحوال فإن الشعب السوداني يقف بجانب الشعب التونسي الشقيق ،، ويتمنى له دوام التقدم والاستقرار والهدوء ،، كما يتمنى ذلك الاستقرار والهدوء لكافة الشعوب العربية والأفريقية .