بعثة دبلوماسية أم زعماء عصابة..!! بقلم:كمال الهِدَي

بعثة دبلوماسية أم زعماء عصابة..!! بقلم:كمال الهِدَي


07-25-2021, 05:21 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1627230074&rn=0


Post: #1
Title: بعثة دبلوماسية أم زعماء عصابة..!! بقلم:كمال الهِدَي
Author: كمال الهدي
Date: 07-25-2021, 05:21 PM

04:21 PM July, 25 2021

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




تأمُلات


نشرت على صفحتي بالفيس بوك صباح اليوم الفيديو الكامل الذي يصور معاناة بعض شبابنا وأطفالنا الذين يقعون ضحاياً لتجار بشر يمشون بين الناس بقلوب سوداء لا تعرف الرحمة.
الفيديو الذي بثته قناة الجزيرة يوجز المأساة بوضوح تام، وقد رأينا المكان البائس الذي احتشد فيه نحو مائتين من هؤلاء الشباب والأطفال السودانيين مجبرين بعد أن أوقعهم في هذه الورطة بعض أبناء جلدتهم من الوحوش البشرية.
واتضح من روايات هؤلاء الضحايا، ومن حديث الشباب عادل مكي الذي عرف نفسه بأنه الأمين العام الشباب بالجالية السودانية بليبيا أن سفارة السودان هناك على علم بهذه المأساة وهذا الوضع المزري لهؤلاء الشباب والأطفال.
والمثير للاشمئزاز أن بعضهم قد زاروا السفارة لطرح مشكلتهم إلا أنهم طُردوا من سفارة بلدهم حسب الروايات.
والأنكى والأمر أن المهربين السودانيين الثلاثة الذين استلموا من أفراد هذه المجموعة الكثير من المال نظير تهريبهم قد ذُكروا بالإسم وهم قصي، نزار ومحمد كبة، وأن صورهم بحوزة أمين الشباب بالجالية السودانية هناك.
والأكثر إيلاماً الرواية التي تقول إن تاجر البشر (كبة) يعرف أعضاء السفارة السودانية في طرابلس فرداً فرداً وأنه يزورهم بين الفينة والأخرى، وهذا ما يجعلنا نشكك فيما إذا كان من أرسلتهم وزارة الخارجية السودانية لهذا البلد مجموعة من الدبلوماسيين أم أنهم زعماء عصابة!!
فلا يعقل أن يتعامل أفراد سفارة مع المجرمين، بينما يطردون ضحايا لا ذنب لهم سوى أنهم يعيشون في بلد بلغت فيه المعاناة حدوداً لا تُطاق، وتقل فيه حملات التوعية، في مقابل فتح الأبواب واسعة أمام اللصوص والمجرمين والقتلة والمفسدين لكي يعبثوا ويرتكبوا من جرائمهم كيفما اتفق مع نفوسهم وعقولهم المريضة.
وقد ذكر الأمين العام للشباب السودانيين عادل مكي نقلاً عن بعض الضحايا أن جزءاً منهم قد تم تهريبهم بواسطة السلطات السودانية نفسها وهنا يكبُر السؤال لنلقي بالكرة في ملعب أعلى الهرم في حكومة الثورة، أعني مجلسي السيادة والوزراء.
حدثنا الأستاذ عادل مكي عن مساعِ يبذلها مع منظمات طوعية بغرض تقديم بعض المساعدات الطفيفة من أسِرة ومُعقمات للمكان وغيرها، إلا أن ذلك لا يمثل حلاً لهذه الأزمة الكبيرة.
فالحل الحقيقي والجاد يتمثل في التدخل الفوري للحكومة بمجلسيها.
لابد من مساءلة سريعة لوزيرة الخارجية عن مثل هذه الجرائم البشعة التي يساهم فيها مسئولو سفارتنا في ليبيا بشكل أو بآخر.
ويجب استدعاء سفير السودان في ليبيا والعمل بأسرع ما تيسر لإعادة هؤلاء الشباب والأطفال لأرض الوطن.
أي كلام غير ما تقدم لن يكون أكثر من ذر للرماد فوق العيون، فهذه واحدة من المآسي التي لا تحتمل التأجيل إن كانت حكومة الثورة جادة في استعادة كرامتنا التي ظلت مهدورة منذ ثلاثة عقود، الشيء الذي حتم على هذا الشعب المغلوب على أمره التضحية بخيرة شبابه وشاباته الذين كانوا وقوداً لواحدة من أعظم الثورات في عالمنا المعاصر.
نريد أن نسمع رداً سريعاً من السادة البرهان والدكتور حمدوك والدكتور مريم الصادق المهدي، وزيرة الخارجية.
ولابد من تكثيف الجهود والحملات الإعلامية المناهضة لمثل هذه الممارسات الشاذة والقبيحة والجرائم البشعة التي تُرتكب في حق سودانيين يستحقون العيش بكرامة ، غض النظر عن الجهات والأشخاص الذين يقفون وراء مثل هذه الجرائم.
كما نتمنى أن يُستفاد من وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الوعي وسط بعض الأسر السودانية من البسطاء الذين يتوهمون حلولاً بعيدة المنال.
فبعض العائلات التي أرهقتها المعاناة، وعدد من شباب البلد وأطفاله يعرضون أنفسهم لمخاطر لا حصر لها في سبيل هجرة إلى أوروبا يظنون أنها ستفتح أمامهم أبواب الأمل والمستقبل المشرق فينتهي بهم الأمر في مثل هذه المباني البائسة كالذي شاهدناه في الفيديو ليبدأون معاناة من نوع آخر.
وما دمنا نقضي الساعات الطوال في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي لتبادل النكات والسخرية من أنفسنا واللهث وراء الفارغة والمقدودة فالأفضل أن نستثمر هذا الوقت في توعية بعضنا البعض بهكذا مخاطر.
أما الحكومة فليس أمامها من حل سوى مخاطبة جذور هذه الأزمة فوراً ودون أدنى تأخير، وإلا فسنعتبرهم جميعاً امتداداً لنظام المجرمين السفلة الذين أغرقوا الوطن وأهله في أزمات مستمرة منذ العام 89.
ختمت بالعبارة أعلاه حتى لا يتوهم البعض أن هذه الأزمة من صُنع حكومة الثورة، فكل هذه المشاكل وغيرها ما كان لها أن تطفو على السطح لو لا سنوات حُكم (المقاطيع) عذبهم الله عذاباً لا ينقطع بقدر ما أذلوا هذا البلد وأهانوا أهله الكرام.