الأحوال قد أجبرت الشعب السوداني أن يخرج من طوع الصمت والتأدب !! بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد

الأحوال قد أجبرت الشعب السوداني أن يخرج من طوع الصمت والتأدب !! بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد


07-22-2021, 06:40 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1626932405&rn=0


Post: #1
Title: الأحوال قد أجبرت الشعب السوداني أن يخرج من طوع الصمت والتأدب !! بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 07-22-2021, 06:40 AM

05:40 AM July, 22 2021

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

الأحوال قد أجبرت الشعب السوداني أن يخرج من طوع الصمت والتأدب !!

الشعب السوداني قد تحمل ما فيه الكفاية ،، وقد ألتزم بالصمت والسكوت والوقار ما فيه الكفاية ،، وقد تأدب مع هؤلاء وهؤلاء ما فيه الكفاية ،، وقد تجامل مع هؤلاء وهؤلاء ما فيه الكفاية ،، وقد أمتطى أفراس الحشمة والوقار ما فيه الكفاية ،، وقد خنع وركع وسجد لشروط من يستحق ومن لا يستحق ما فيها الكفاية ،، وقد خضع واستكان لإملاءات وشروط هؤلاء الأقزام ما فيها الكفاية ,, كما أنه قد خضع لإملاءات وشروط هؤلاء العمالقة والطغاة ما فيه الكفاية ،، وتلك الصورة الانهزامية المخزية الكئيبة قد لازمت مسار الشعب السوداني لأكثر من ستين عاماَ بعد استقلال البلاد ،، وأخيراَ كانت المحصلات وخيمة وقاتلة على الشعب السوداني ،، حيث قد اكتشف الشعب السوداني أن محصلات الطيبة والوداعة والسلمية ليس من وراءها إلا تلك المخازي والوبال والدمار !!،، وهو ذلك الشعب السوداني الذي تعود أن يتنازل طوال المدى والسنوات لمن يستحق ولمن لا يستحق ،، ثم كانت ثمار الحصاد حنظلاَ وعلقماَ لا تطاق ،، وتلك الشعوب في دول العالم لا تعرف المهادنات والمجاملات ولا تنطلق إطلاقاَ من مفاهيم العواطف الهوجاء ،، حيث تلك الشعوب التي تبرز الأنياب الحادة عند الضرورة والحاجة ،، وبتلك الجرأة الفائقة فإن تلك الشعوب في أرجاء العالم تنال مرامها وتحقق أمنياتها عند الضرورة ،، والشعب السوداني قد أهدر السنوات تلو السنوات بعد استقلال البلاد في تلك المجاملات الفارغة التافهة ،، وهي تلك المجاملات والتنازلات والترضيات الفارغة التي لم تنفع البلاد في يوم من الأيام .

في هذه الأيام البعض من هؤلاء الجبناء الذين تعودوا على حالات السمع والطاعة العمياء في السراء والضراء يتعجبون من موقف الشعب السوداني الذي بدأ ينتقد بشدة كل من يفشل في الأداء ،، وهو ذلك الشعب السوداني الذي قد هجر كلياَ حالات التقديس والمجاملات للأفراد والأشخاص لمجرد التملق والمداهنات والتدليس ،، وذلك المسئول في البلاد لا يملك الوزن والقيمة إلا بمقدار الأداء والانجازات ،، وهؤلاء الجبناء من الناس يريدون من الشعب السوداني أن يوالي ويصفق لكل من هب ودب لمجرد الأسماء والانتماءات !!،، وتلك الصورة المخزية التي سادت بدولة السودان لأكثر من ستين عاماَ بعد الاستقلال قد فقدت مفعولها في هذه الأيام بعد الانتفاضة الأخيرة ،، والمسئول السوداني يكسب القيمة والمكانة لدى الشعب السوداني بمقدار الانجازات والأداء ،، ولا يكسب مثقال ذرة من القيمة والوزن والاحترام لمجرد السمعة والاسم والشهرة ،، وقد ولت أزمان العبادة للأفراد وللرموز والأشخاص ،، والشعب السوداني بعد الانتفاضة الأخيرة قد أصبح مثل تلك الشعوب في أرجاء العالم ،، حيث أصبح يتعامل مع هؤلاء المسئولين في البلاد من منطلق تلك الإنجازات الكبيرة التي تقدم للبلاد بغض النظر عن تلك الأسماء والشهرة والسمعة والانتماءات الحزبية والسياسية ،، الأفراد والأشخاص مصيرهم الزوال والفناء في يوم من الأيام ،، أما الدولة والوطن هو الذي يمثل الملاذ في نهاية المطاف .