جلود الأضاحي تـــلك الثروة المهدورة ســـــــنوياَ في الهباء !! بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد

جلود الأضاحي تـــلك الثروة المهدورة ســـــــنوياَ في الهباء !! بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد


07-22-2021, 06:37 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1626932278&rn=1


Post: #1
Title: جلود الأضاحي تـــلك الثروة المهدورة ســـــــنوياَ في الهباء !! بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 07-22-2021, 06:37 AM
Parent: #0

05:37 AM July, 22 2021

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

جلود الأضاحي تـــلك الثروة المهدورة ســـــــنوياَ في الهباء !!

سنوياَ لأكثر من عشرين عاماَ نفس الملحمة ونفس الإهدار ونفس المهازل ،، وكالعادة تلك الصورة الهزلية المعهودة في البلاد ،، حيث في أعياد الأضحى عادة هنالك أحد هؤلاء الفلاسفة ( أصحاب الألسن ) الذين يقفون فوق المنابر ويعلنون للمصلين بأن إدارة مسجد من المساجد على استعداد تام لقبول جلود الأضحى من المتبرعين ,, وذلك تدعيماً لخزائن المساجد ،، ومع مرور السنوات فقد اعتاد المصلون أن يسمعوا مثل تلك الأهازيج الفارغة التي تدور حول جلود الأضاحي ،، فهي في الغالب الأعم مجرد ثرثرة فارغة في الهواء لا يصاحبها الجدية في يوم من الأيام ،، ولا توجد لها حقيقة وجدية في أرض الواقع ،، والتجارب لسنوات طويلة قد أثبتت أن لجان معظم المساجد بالعاصمة السودانية لا تهتم ولا تبالي كثيراَ بتلك الجلود في الغالب الأعم ،، وحين تأتي أعياد الأضحى يتوجه المصلون المتبرعون بجلود الأضاحي لتلك المساجد ثم لا يجدون من يستلم منهم تلك الجلود في لحظة من اللحظات ،، وعند ذلك يدركون بأن الأمر مجرد زوبعة من زوابع أهل السودان ،، وتدخل ضمن مناسك الأعياد ،، وفي السنوات الأخيرة قد أصبحت من السمات المعهودة أن تترك تلك الجلود حول أسوار المساجد ،، وهنالك تتواجد وتتعفن وتتلف تلك الجلود بكميات كبيرة في كل عام لقلة الرعاية والاهتمام ،، وفي نهاية المطاف تأتي عربات النفايات لتأخذ تلك الجلود للمحارق !!!!

تلك الثروة لها قدسية وقيمة عالية لدى الدول والشعوب التي تعرف قيمتها ،، ولكن في دولة السودان فإن التجارب والحقائق قد أثبتت بأن الدولة والشعب السوداني لا يعرفون إطلاقاَ أهمية وقيمة تلك الثروة الحيوانية التي تهدر عبثاً في مكب النفايات ،، وفي معظم المساجد بالعاصمة السودانية لا يتواجد أعضاء للجان لاستلام تلك الجلود من المتبرعين ،، ولا يوجد إطلاقاَ من يبالي ويهتم بتلك الجلود ،، وحين يسأل المتبرعون ويستفسرون عن الأمر يقال لهم أن تلك الزوبعة السنوية حول جلود الأضاحي مجرد اجتهاد من بنات أفكار أحد هؤلاء المصلين أصحاب تلك ( الفلسفات ) الذين يجيدون الثرثرة بالألسن فوق المنابر ولا يجيدون تلك الترتيبات الضرورية ،، وما أكثر أمثال هؤلاء بدولة السودان !! ،، وأعضاء اللجان في تلك المساجد في الغالب الأعم ينفون بأنهم قد طلبوا التبرع بجلود الأضاحي لمساجدهم في يوم من الأيام ،، ويقولون أن مثل تلك الأمور تحتاج لتجهيزات واستعدادات مسبقة قبل الإعلان فوق المنابر ،، ولكن مع الأسف الشديد يوجد في الكثير من المساجد أمثال هؤلاء الذين يجيدون الثرثرة فوق المنابر ولا يجيدون تلك الاستعدادات المسبقة لاستقبال تلك الجلود ., وأعضاء اللجان في معظم المساجد يعرفون جيداَ أن مثل ذلك الأمر يتطلب نوعاَ من التفرغ التام من قبل جهة من الجهات ،، أو من قبل شخص من الأشخاص ،، أو من قبل مجموعة من المجموعات ،، ،، كما أن أمر الجلود في مواسم الأعياد يحتاج للرقابة والتواجد لأربعة وعشرين ساعة بالليل والنهار ،، بجانب أن تلك الجلود تحتاج لعناية خاصة أولاَ بأول بعد الاستلام ،، حيث تلك العناية الضرورية التي تقي الجلود من التلف والتعفن السريع ،، وعليه فإن تسعين في المائة من تلك المساجد بالعاصمة السودانية لا تبالي ولا تهتم إطلاقاَ بأمر تلك الجلود ،، ورغم ذلك فإن تلك المساجد لا تخلو من ذلك المتسلط الذي يقف فوق المنابر ويطلب التبرع بالجلود للمساجد ،، وفي السنوات الأخيرة فإن تلك المساجد قد أصبحت مجرد ( مكب ) لنفايات جلود الأضاحي ،، حيث تتراكم الجلود حول أسوار المساجد وتتعفن هنالك بطريقة تدمي القلوب ،، وقد أصبحت من السمات المعهودة أن ترمى تلك الجلود حول أسوار المساجد عند أعياد الأضاحي .

في الغالب الأعم يسخر أعضاء اللجان من ذلك ( المتفلسف ) الذي يقف فوق المنابر ويعلن مثل ذلك الإعلان للمصلين وهو أجهل الناس عن الحقائق والعواقب ،، ويقولون فليأتي ذلك ( المتفلسف ) ويعسكر وليتواجد بنفسه في المساجد لاستلام تلك الجلود من المتبرعين ويقوم بواجب الإعدادات الأولية قبل الذهاب بها للمدابغ ،، وبتلك الصورة الهزلية الكئيبة تفقد البلاد سنوياَ تلك الثروة الحيوانية القيمة في غياب الاهتمام والرعاية من الدولة وفي غياب الوعي والفهم من قبل الشعب السوداني ,,. وفي هذه الأيام نجد أن الجلود تزكم الأنوف بروائحها الكريهة في الشوارع والطرقات والأزقة وحول المساجد .. مما يؤكد أن الشعب السوداني هو من أجهل الشعوب التي تتعامل مع تلك الثروة الحيوانية الغالية .