رب أخٍ لك لم تلده أمك بقلم:محمد آدم اسحق

رب أخٍ لك لم تلده أمك بقلم:محمد آدم اسحق


07-20-2021, 11:38 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1626777489&rn=0


Post: #1
Title: رب أخٍ لك لم تلده أمك بقلم:محمد آدم اسحق
Author: محمد آدم إسحق
Date: 07-20-2021, 11:38 AM

10:38 AM July, 20 2021

سودانيز اون لاين
محمد آدم إسحق-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



-١-
أحد الأصدقاء جمعتني به رحلة سفر طويلة ومن خلال هذه الرحلة تعرفتُ عليه أنه زميل دراسة ودفعة وهو شخصية متواضعة وعطوفة كثير الإهتمام بالرياضة وقراءة الصحف الورقية حيئذاك وحل الكلمات المقاطعة فأصبح صديقاً حميماً نتفقده بين حين وآخر وخاصة عند تناول الوجبات الطلابية المتواضعه واهم ما يميزه دائماً البشاشة والمزاح فلم نجده يوماً وهو غضبان اطلاقاً بل دائماً يقول لنا قوله الشهير "خلوا الأمور لله "

-٢-
وبعد التخرج وبداية الحياة العملية زارني بالفاشر بمنزلي وأنا على أعتاب الزواج فاخبرته بهذه الخطوط مما زاده فرحاً وسروراً ايضاً طرح لى بأنه لديه رغبة فى الزواج من احدى زميلات الكلية وكان علي اتصال دائم بالزميلة ولكن الظروف الاقتصادية لا تساعده من تنفيذ هذا المشروع وبالتالي قرر السفر خارج السودان لذلك وصلت إليكم ومنكم الى الولاية التي يريد ان يتزوج منها لتقديم الإعتذار للزميلة مباشرة وبعد تقديم الإعتذار عاد اليّ بمدنية فاشر السلطان وقضينا معه ليلة إسترجاع الماضي وايام الجامعة وقدم لى دعوة لزيارته فى أحد المدن الجميلة بغرب السودان ولكنني لم اتوفق ولكن قدمتُ الى المدنية التي قدّم لى الدعوة لزيارته من سفرية أخري عبر الصدفة وفجأة قابلته فى الطريق مبتسماً الا أنه حلف لى بالله إذا سافرت فيكون نهاية صداقتنا فنزلت من السيارة التي تقلنا وذهبت معه الي داره فاكرمنا ودعا أهله وعشيرته فى الصباح الباكر للتعارف بي وكانت الزيارة محل إشادة

-٣-
ثم بعد ذلك انقطع الاتصال بيننا تماماً ولكن علمت أنه في زيارة الى تشاد ومنها الى ليبيا وقضي بها بعض الوقت وبعدها قرر ان يتوكل على الله ويغادر الى أوروبا عبر البحر او ما يسمي بالرحلة غير الشرعية الى أن وصل الي إيطاليا ثم فرنسا ومنها الى المانيا ولكن لم يطب به المقام في المانيا فعاد الى باريس وقدم أوراقه وتم اعتمادها بأنه لأجي واستقر به المقام هنالك وبعد البحث عبر صفحات الفيس ظهر لى إسمه وقدمت له طلب صداقه ووافق ثم تواصلنا معه وقد انطلق مشوار التواصل وقبل عام ونصف قدم لى دعوة لمشاركة أسرته في مراسم زواجه ولكنه وجدني ايام الامتحانات والتصحيح فاعتذرت له وتفهم هذا العذر فلك مني خالص التحايا الذكيات فكما التقينا بأذن الله نلتقي فنسأل أن يدوم التواصل والإخاء والمودة كما لقوله صلي الله عليه وسلم " مثل المسلمين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسحر والحمي "

-٤-
عند وفاة والدته كانت التلفونات فى الولاية التي نقيم فيها قلة فاتصل أحد أفراد أسرته عبر هاتف أحد الزملاء من أهل اليسار أخبره بأن يخبر هذا الصديق بوفاة والدته ونحن فى موسم امتحانات ولم يتبقى لنا سوي ثلاثة امتحانات ينتهي السمستر فاخبرني زميل صاحب الهاتف ولكن بعد التشاور اتفقنا بأن لا نخبره الا بعد الجلستين ورتبنا له سفرية بعد نهاية الجلسة لنقوم بتقديم واجب العزاء لاسرته علماً بأن والدته توفيت وسط اكثر من سبعة من أولادها ، إنتهت الجلسة فاخبرت أحد زملائي وهو حافظ لكتاب الله وآخرين من أهل الفقه والمعرفة بالعلوم الدينية فى جلسة حزينة داخل الغرفة ليخبروه بذلك لها الرحمة والمغفرة