هروب السفير البريطاني من الإجابة بقلم:د.أمل الكردفاني

هروب السفير البريطاني من الإجابة بقلم:د.أمل الكردفاني


07-20-2021, 11:36 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1626777363&rn=0


Post: #1
Title: هروب السفير البريطاني من الإجابة بقلم:د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 07-20-2021, 11:36 AM

10:36 AM July, 20 2021

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




هل نجحت برامج التقشف في الدول المنكوبة حول العالم؟ لا لم يحدث أي نجاح يذكر، مع ملاحظة أن لهذه الدول كاليونان وغيرها بنية تحتية قوية (صناعية وزراعية وخدمية) معضدة بقوانين ومؤسسات قديمة.
السودان دولة بلا بنية تحتية..،
..
على صفحتهم في الفيس بوك، حدد السفير البريطاني موعداً للإجابة على أسئلة المعلقين في الصفحة، فسألته: لماذا تفرض اوروبا على دولة كالسودان تطبيق التحرير الاقتصادي وهي دولة بلا بنية تحتية قوية، بالرغم من أن بريطانيا لم تنطلق إلا بعد أن طبقت المركنتالية إبان الثورة الصناعية؟ وسألته عن الدعم البريطاني اللا محدود للإرهاب وخاصة في ليبيا (بلحاج نموذجاً؛ وقوات فجر ليبيا، وتنظيم الإخوان المسلمين)، ومكاتب داعش المفتوحة في بريطانيا ومساجدهم التي يتم تجنيد المجاهدين فيها؟ وسألته بضعة أسئلة أخرى. ولكنه لم يفِ بوعده الذي قطعه هو على نفسه، ولم يظهر بعد ذلك للإجابة على الأسئلة كما وعد.
برنامج التقشف في دولة منهارة تماماً، تم تدميرها بشكل منظم عبر دعم الأوروبيين للإخوان المسلمين فيها سراً (كما فعلوا في ليبيا)، والقوى السياسية والمسلحة والحركات النسوية جهراً، ومحاصرتها اقتصادياً، دولة تنقطع فيها الكهرباء كل يوم لأكثر من إثنتي عشرة ساعة. لا تملك أي سلعة ذات ميزة نسبية، والسلعة الوحيدة وهي الصمغ العربي، تستولى عليه شركات إسرائيلية. دولة فقيرة ومعدمة، ومع ذلك يتم فرض نظام اقتصادي (لا تدخلي)، دون أي قدرة على المنافسة الخارجية، فماذا يعني هذا سوى تدمير الصناعات الوطنية والزراعة وغيرها من قطاعات إنتاجية، وزيادة اللجوء للاستيراد من الخارج؟ وبالتالي زيادة الفجوة بين الجنيه والعملات الصعبة.
هذا يعني أن هذا البرنامج التدميري الذي يقوم به حمدوك (وكيل أوروبا) في السودان سيؤدي خلال بضع سنين إلى زيادة الفقر والبؤس، وتكتيل المال في يد الرأسمالية العميلة، وانقسام الشعب لأقلية تملك كل شيء وأغلبية لا تملك أي شيء. وسيتم توزيع الأدوار في هذه اللعبة لتبدو للناظر كما لو كانت هناك دموقراطية حقيقية؛ ولكنها في الواقع موجهة من قبل أصحاب المال.
ما يفعله حمدوك وهو التخلي عن فعل أي شيء، إنسياق جبان وراء أوامر الإستعمار الجديد، الذي تحول من إرسال جنود من الخارج إلى تعيين مواطنين من الداخل كجنود له.
قبل أسبوع تركت أمريكا أفغانستان تواجه مصيرها الأسود، وفي لفتة إنسانية منها، جمعت عملاءها في الداخل وأرسلتهم بالطائرات إلى أمريكا لتحميهم من انتقام الشعب الأفغاني المظلوم. إذاً، فأمريكا تعرف أنهم خونة، وتعرف أنها دمرت أفغانستان، وتعرف أن الشعب الأفغاني غير راضٍ عن عملائها ولا عنها. وهذا ما سيحدث في السودان. ولكن بعد فوات الأوان.
إن لم يعمل الشعب السوداني بنفسه ومن الداخل على حلحلة مشاكله، واتباع جادة الصواب، وتحرير نفسه من عقلية العبيد هذي، فلن يتقدم أبداً إلى الأمام.
هذا العالم ليس ديوان زكاة، ولا أحد يعطك حقك دون صراخ، فكيف يعطك ما ليس حقاً لك، وكيف يتبرع من ماله ليثري جيبك الخالي؟