سَاقية جُحَا و عَرفاتُ السُلطة بقلم:محمد حسن مصطفى

سَاقية جُحَا و عَرفاتُ السُلطة بقلم:محمد حسن مصطفى


07-16-2021, 05:14 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1626408844&rn=0


Post: #1
Title: سَاقية جُحَا و عَرفاتُ السُلطة بقلم:محمد حسن مصطفى
Author: محمد حسن مصطفى
Date: 07-16-2021, 05:14 AM

04:14 AM July, 16 2021

سودانيز اون لاين
محمد حسن مصطفى-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




في التاريخ كانت أقوى البلاد و الجيوش مَن يُشارك في حروبها بل يقودها قادتها و زعاماتها. و جَرَى الزمانُ بنا!
القادة منَّا يَركنُون و يَعشقُون إلقاء الأوامر من على كراسي السلطة أكثر من النظر في كيفية تنفيذ تلك القرارات و متابعتها؛ دعك عن المشاركة فيها!
فلا نستعجب تكرار حالات إنقلابات الجيوش على السلطة الحاكمة و التي كان العامل المشترك فيها دائماً -على الأغلب و ذاك الغالب- أن الرئيس هو ضابط من رحم الجيوش تلك!
فهل الحكاية أن العسكر يَستسهِلُون الخروج على حكم قياداتهم في السلطة!
و هل السبب إنعزال أولئك القادة في ظلال عروش السلطة عن جيوشهم! أم أن الإنقلابيِّين يَشتهُون ما يَرون زملاء لهم يَتمتَّعوُن به فيها -السلطة- بغير وجه حق أو عله ضعف يعلمُونه أو استشعروه فيهم! أو نتيجة الإرهاق من كثرة تلقي الأوامر -فارغها و ثمينها-و الإنصياع لها و دفع التكليف و إن بأرواحهم بسببها!
*



خَبِّرُونا عن إنقلاب -صَرف- قام به مَدَنيُّون -"مَلكيِّين"- بمعزل عن أي عسكر أو أشباه عسكر و نجحوا فيه؟!
إذا فهناك "سِرٌّ" قابع في التربيًّة العسكرية عندنا إذ دائماً ما تواجدت في دواخل أصغر الضباط في قواتنا بذرة و شعلة للتمرُّد و الإنقلاب!!
بذرة يسقيها عدم العدالة و الإنصاف و الإلتزام بقوانين الجيش بينهم و شرارة تنفجر في وجه الظلم و القهر أو "جُبن القادَة" إن شعروا به و فجأة.
*



و نُشاهِدُ الحكومات فينا مُسترجعين شريط أحداث "تذبذب" الجيش فيها بين خضوعه للأنظمة و انحيازه لإرادات الشعوب منَّا! حالات "فرديَّة" نادرة سنجدُها أن قادة تلك الجيوش وقتها أخلصوا في تكاليف حملهم الأمانة؛ استلموا السلطة حماية لأوطانهم و نُصرَة لشعوبهم ثم سَلَّموها للمدنيِّين منَّا.
لكن أغلب الحالات جاءت بأنظمة قهر و ظلم و فساد و "طواغيت" عسكريَّة جديدة!
*



الشعوب "تعشق" في قادتها مظاهر و مواقف الحزم و الحكمة و القوة. و تخضع لهم راغبة طايعة إن أحسُّوا بالأمان تحت أنظمة تلك القيادات الصارمة مهما ضاقت الأحوال عليها.
لكن القادة تغريهم العروش و هاجس الحفاظ عليها بقهر شعوبهم في ظنِّهم أن قتل الناس و سحقهم حَقٌّ مشروع لهم! لتُصَاب زعامات منَّا ب"سُعَار السُلطة" فتسقط في نوبات هِستِيريَّة من انفصالات الشخصية و تراجيديا انفصالهم عن واقع شعوبهم! فيثور الشعب عليهم مُنتفِضاً مُستبسِلاً ليطُلِقَ الحاكم "آلة" الجيش و أسلحته عليهم فتنتشي الجيوش في سكرة الحكم ثم ما تلبس أن تعود إلى رُشدِهَا بعد أن تريق الدم و تسلب الأرواح من أهلها!
*



ختام مُعايدة: بعد أسابيع أحاديث و حوارات و لقاءات و سفريات "النهضة"؛ من جاء و من ذهب و من "دفع" و ماذا حدث؟!



محمد حسن مصطفى