بلاهة الأطفال وليس براءتهم بقلم:د.أمل الكردفاني

بلاهة الأطفال وليس براءتهم بقلم:د.أمل الكردفاني


07-04-2021, 08:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1625425591&rn=0


Post: #1
Title: بلاهة الأطفال وليس براءتهم بقلم:د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 07-04-2021, 08:06 PM

07:06 PM July, 04 2021

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر







يستخدمون كلمة براءة لصيقة بالأطفال، رغم أن الأطفال في الواقع ليسو أبرياء. كل ما في الأمر أن بهم نقصاً في الدماغ، لعدم اكتمال نموه. إنني حين أتذكر بعض الأطفال الذين يأتون مع أسرهم لزيارتنا أو أطفال الجيران أتأكد من أن براءة الأطفال كلمة مخادعة، بديلة عن كلمة خباثة، فهؤلاء ليسوا أطفالاً بل شياطين. وخاصة أطفال دولنا النامية؛ عرباً أو أفارقة. إنهم كائنات شديدة اللؤم، وترى العنف في أعينهم الصغيرة وسلوكياتهم اللا مسؤولة. وشتان بينهم وبين أطفال الأوروبيين. في أوروبا يتجمع الحمام في مناطق مكتظة بالناس، فيأكل مما يرمونه له من طعام. وترى أطفال الخواجات يمرون عبره بسلام ويداعبونه بطمأنينة، وفجأة ستجد طفلاً عربياً أو أفريقيا يبدأ بقذف الحمام وإيذائه وملاحقته (العرق دساس). أحد السودانيين تزوج رومانية، وأنجب منها طفلة شقراء تشبه حلاوة حربة، تمشي كالنسيم، وقليلاً ما تتحدث، لا تأخذ أي شيء لا تملكه، بل حتى لو أعطيتها شيئا لا تقبل أخذه بسهولة. عندنا الطفل (حرامي من صغير)، في المدرسة لم نكن نسلم من سرقة أقلامنا وحقائبنا، وخاصة في المدارس الحكومية، فكلهم لصوص، ومن هذه المدارس يأتِ الرؤساء والوزراء والمسؤولون، وهم محملون بقيم الفقر وجينات الحرمنة. وفي المدرسة الابتدائية تجد الأطفال يضربون بعضهم ضرباً عنيفاً، ويضربهم المدرسون ضرباً أعنف. فأغلب المدرسين مضطربين نفسياً ويمارسون إضطهاد الطفل ولا تخلو المدارس من مدرسين يتحرشون جنسياً بالأطفال، ولذلك التحرش في السودان في كل مكان. إحدى الصحفيات تعرضت داخل مباني حزبها للتحرش، والكثير من النساء يتعرضن للتحرش في الأسواق وأماكن العامل بل في الشارع العام، ومعهم الغلمان، لذلك لدينا نسبة كبيرة من الشذوذ الجنسي. وكل هذا نابع من كوارث الطفولة.
الأطفال عندنا ليسوا بشراً بل فيهم خباثة، بل فيهم ما لا يمكنك تصديقه وهو العنصرية. ولا أعرف كيف يكتسب الطفل العنصرية أم هي نابعة من تكوينه الجيني.
في المواصلات يخرج الطفل الموس ويمزق بها تلبيسة المقاعد، وهذا الطفل يكبر وهو نفسه في المراهقة الذي يكتب (حبيب نسرين) ويرسم قلب وعليه سهم فيه حرف الN، وحرف اسمه الأول.
هذه لعنة وليست طفولة.
يظن البعض أن تغيير الأنظمة السياسية يمكن أن يدفع بالدولة إلى الأمام، وهذا وهم، لأنك ستستبدل لصاً بلص. فاللصوصية والحرمنة كامنة في الجينات. وإن كنا أقل تطرفاً سنقول بأنها مكتسبة من عمايل الكبار.
في السودان؛ لو سقط منك قلم وانحنيت فلن تجده. فالأطفال يدهم خفيفة، مثل خفة قلب الأرنب. فأين يتعلمون ذلك؟.
عندما كنا نلعب كرة القدم، كنا نخلع السفنجات، ونعود فنجدها مسروقة. يسرقها الأطفال الذين يتفرجون على الدافوري. ولو خرج طفل (ابن ناس) ومعه لعبة سرقوها منه. وخاصة في المناطق الشعبية. فهل أهل ذلك الطفل اللص لا يرون تلك المسروقات، ولا يسألونه عن مصدرها؟ إنهم لا يفعلون؛ لأن السرقة مفخرة، ومن هؤلاء اللصوص الصغار تنشأ الحكومات الكبيرة.
هل نكذب على انفسنا؟
فلنتابع كل الصراعات السياسية الآن، إنهم في الواقع يبحثون عن (اللبعة) الكبيرة، وهذه سرقة تتم شرعنتها سياسياً. لقد قال لصوص تجمع الوهميين بأنهم لن يشاركوا في الحكم، وشاركوا أجمعين. فانتقلوا من قشف الفقر والحرمان إلى دعة السلطة فركبوا اللاندكروزرات واشتروا الفلل والقصور وأنشأوا شركاتهم الخاصة. وقالت الأحزاب لن تشارك، فحاصصت الحكم برمته. ولو كان الحكم لا يكسبهم مالاً لما شاركوا ولحسوا كلام السنتهم؛ ولذلك هم حتى الآن يرفضون -جميعاً- سن قوانين حقيقية لإبراء الذمة ومكافحة الإتجار بالوظيفة العامة. فهم لصوص صغار كبروا. وينعون على الكيزان السرقة واللصوصية، وهم نرى فيهم نعمة المال الحرام قبل أن يكملوا ثلاث سنوات، فكيف بمن يسرق منذ ثلاثين سنة. (إنتو حرامية كلكم).
الأطفال ليسوا أبرياء، بل بلهاء في الأصل، أما عندنا فخبثاء، خبث الشياطين، وفيهم روح إجرامية ونزعات عنف ظاهرة، وإصلاح الدولة لا يبدأ فقط بتغيير الأنظمة بل ببناء تعاليم أخلاقية كما فعل اليابانيون بعد هزيمتهم في الحرب العالمية، وتدريس هذه التعاليم في المدارس، وتدجين البالغين عليها، وهذا صعب مع التراكمات النفسية والمفاهيمية عبر القرون.