زفرات حُرّة: من حرارة الانغلاق الجهوي والعنصري .. الي الانفتاح والنقد الحُرّ بقلم محمد سمنّور

01:28 PM June, 10 2021

سودانيز اون لاين
محمد سمنّور-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

آلمتنا نهاية مطاف نافذة (زفرات حرّي)
ولكن كل اول له اخر
قلنا في المقال السابق:
ان تلك "الزفرات" العنصرية قد انقطعت الي الابد
وقد دعونا بالمغفرة لصاحبها
ومع اننا لا نخفي فرحنا بانقطاع تلك الزفرات العنصرية
لكننا نؤكد حزننا علي رحيل الرجل
علي الاقل لانه كان يحفزنا للكتابة والرد عليه
لاننا كنا دائما نتبني عكس ما يعتقده الرجل من افكار
***

مشكلة الكثيرين انهم لا يتغيرون
مهما تبين لهم انحراف افكارهم
وبعضهم مثل الذين قال عنهم القرآن
(الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا،
وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا)
لقد تأثرنا بكثير من الافكار والاتجاهات
من اقصي اليمين الي اقصي اليسار
وكنا دائما نعيد ترتيب افكارنا بل وتصحيحها
وعلي استعداد دائم للمراجعة من اي احد كائنا من كان
***

كنت اعتقد بعض ما يعتقد صاحب الزفرات
ولا انكر انني انبهرت في الاول بفكرته عن ضرورة الانفصال
علي اساس الاختلاف في الدين والثقافة والسحنة
وطالما ان ذلك يمثل حلا جذريا ونهائيا للمشكلة
ولكني سرعان ما تبينت انحراف الفكرة
حتي عن روح التعاليم الاسلامية
التي يدّعي رجال الاسلام السياسي التمسك بها
ولكن نعتقد ان المشكل الرئيسي
هو الفهم الخاطئ للاسلام نفسه ولتعاليمه
***

وحتي نساهم في ازالة بعض الافكار المنحرفة
التي رسختها تلك النافذة العنصرية المنغلقة
فاننا نود ان نطل عليكم بين الفينة والاخري
نطلق بعض (الزفرات) المضادة
ولكنها بالطبع مختلفة
فقد ننتقل من نقد الانقاذ والاسلام السياسي
الي نقد التخلف المجتمعي
من تعنصر وتحزب وتطيّف
وربما نبدأ بعد قليل بنقد المنظومة الحاكمة حاليا
وان كنا نظن ان ذلك من المبكر الآن مهما كانت الاخطاء
لأنه من الصعب التخلص من فشل 30 عام في اقل من 3 اعوام
ولكن نشعر انه برحيل صاحب الزفرات
نقصت الاقلام المنتقدة
ونحن نؤمن بضرورة الرأي الاخر
ولكن سنحاول بقدر الامكان الا نحيد عن النقد البناء
لن يكون هدفنا بالطبع اسقاط النظام الجديد!
فلا اظن ان ذلك ممكنا
ونصدقكم القول
اننا حتي عندما كنا ننتقد النظام البائد
لم يكن هدفنا اسقاطه بل اصلاحه
علي العكس سيكون هدفنا توطيد دعائم الدولة الحديثة
القائمة علي الديمقراطية والعدل والمساواة
ومراعاة انسانية الانسان واحترام التنوع الثقافي
ان (زفراتنا) ستكون زفرات (حُرّة) وليس حَرّي
(حُرّة) لانها لا تتقيد بالانتماءات الضيقة
***

لقد كانت الزفرات السابقة تخرج حارة
بسبب عيش صاحبها في سجون الانتماء الجهوي والعنصري
وبسبب التقوقع الديني الطائفي والمذهبي
وهي انفاس قاتلة
ليست اقل فتكا من حمي الكوفيد
افضل ما يفعله فيروس الكورونا
هو انه يجعلنا نشعر بقرب آجالنا
فيجعلنا نصحح انفسنا ونقف مع الحق مهما كان
فاحيانا اشعر ان احساس الانسان كأنه خالد في الدنيا
يجعله يدخل في تلك المنغلقات وذلك التقوقع والتحجر
ولذلك تظل الخدعة الابليسية للبشر بالخلود
هي الاشد في اضلالهم عن الحق:
(هل ادلك علي شجرة الخلد وملك لا يبلي)
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
واعوذ بك اللهم
من شر نفسي