حمدوك, أرادوه وزيراً لِمالِيّتهم, فجاءهم رئيسا لوزراء(الثورة) بقلم :عبدالعزيز وداعة الله عبدالله

حمدوك, أرادوه وزيراً لِمالِيّتهم, فجاءهم رئيسا لوزراء(الثورة) بقلم :عبدالعزيز وداعة الله عبدالله


06-09-2021, 02:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1623244813&rn=0


Post: #1
Title: حمدوك, أرادوه وزيراً لِمالِيّتهم, فجاءهم رئيسا لوزراء(الثورة) بقلم :عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
Author: عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
Date: 06-09-2021, 02:20 PM

02:20 PM June, 09 2021

سودانيز اون لاين
عبدالعزيز وداعة الله عبدالله-
مكتبتى
رابط مختصر





و نقتبس مثلاً قاله الإمام الصادق المهدي في وضْعٍ مشابه: ( أرادوا اصطياد أرنبٍ فاصطادوا فيلاً), حيث رشَّحوا حمدوك وزيراً لماليتهم في اواخر عهدهم فجاءهم رئيسا لوزراء (الثورة). و ترشيحوه ذاك و تمثيلية محاولة اغتياله واقعتان تحتاجان لتفسير, و هي تمثيلية سرعان ما أُفتُضح سخف إعدادها و إخراجها و قد اكتفي حمدوك قبل فترة بالإجابة عن سؤال عن التحقيق في محاولة اغتياله بأن قال: تسير سيرا حسناً. و كل مَن أُوتِى قدْرَا يسيراً مِن المعرفة بأمور السياسة يلاحظ ان حمدوك دائم الاستجابة لكل ما يرضي اهل النظام البائد و ما مِن شخص ضيَّق عليهم إلاَّ و سارَع بالإطاحة به. و الإعلام على سبيل المثال المفترض ان يكون لسانا للثورة فاضحا و كاشفا للنظام البائد اختار له فيصل محمد صالح الذي أول ما فعله أَنْ طمأن الفلول بأنْه لنْ يمسهم بسوء و لن يقصى احدا, و حينما جرَى التعديل الوزاري أبتْ نفس حمدوك إلاَّ انْ يأتِ به مستشارا إعلاميا. و يلاحظ توقف الآلة الإعلامية الكيزانية منذ وقت مبكر من الكيل لحمدوك, و علَى ماذا يعتبون عليه و قد حرص على مصالحهم كرئيس للوزراء و ليس وزيرا للمالية فحسب, و للمالية جيء لهم بوزيرٍ مِنْ انفسهم عزيز عليهم بالكيزان رؤوف رحيم. و علَّق احد الظرفاء بتلك الطرفة التى تقول انَّ فاسقاً ذهَب الى الحج و حينما هَمَّ الحجاج بِرَمْى الجمرات على الشيطان قال لهم انه لن يرجم الشيطان, و قال الشيطان علَى ماذا يرجمني و هو يفعل كل ما اريده.
و إنْ كان حمدوك و مشايعوه يظنون أنَّ له إنجازا هائلاً برفع اسم السودان من قائمة الارهاب و دعوة الشركات الكبرَى للاستثمار في السودان, فإنَّ هذا سيحدث لو كان حمدوك أو أي شخص غيره, و لربما حتي لو كان نظام الانقاذ باقيا بالبشير و اخوانه المطلوبين للجنائية او غيرهم, فالعالَم ضاق به الحال و هو يري موارد السودان الضخمة بعيدة عنه بسبب اتهام لحكومة البشير بالإرهاب. و (الرجل) ضعيف بما فيه الكفاية, و قد بدأ هوانه على نفسه و على الثورة يوم أنْ بقى نائبا لحميدتي في اللجنة الاقتصادية, و هو الذي زعموا انه خبير اقتصادي دولي, فأي دوْلَيّة هذه؟ و ما شأن حميدتي بالاقتصاد, بل بكل أَمْرٍ سيادي تنفيذي؟ و كُوّنتْ لجنة ازالة التمكين و تربَّع عليها ياسر العطا أحد مكونات العسكر و كانت واحدة من اكبر الاخطاء في حق الثورة, و قد رأَسَ اللجنة لفترة قصيرة و تركها لنائبه(المدني) يوم أنَّ مَسَّتْ اللجنة منظمة الدعوة(الاسلامية) التى ثبَتْ خروج بيان انقلاب الحركة الاسلامية منها, و مِن دون مراعاة للشعب خرج الرجل مغاضبا دون ادني اعتذار او استقالة و قد كان حري به و باخوانه الاستقالة من أي تكليف لحكومة الثورة و العودة لحيث كانوا, و دامتْ بعدها سيطرة المكون العسكري على الجانب التنفيذي, و المنظومة الامنية برمتها لا تزال كما هي و بذات حصتها من الميزانية العامة التى ابقت على حصتي التعليم و الصحة كما كانت مِن الضآلة بمكان تضعها في قائمة اسوأ الدول انفاقا على الصحة و التعليم.
و المنظومة الامنية بكل اطيافها خصما على الثورة و تحاول بكل جهدها افشالها, فالتهريب-إنْ كانت تَصحّ تسمية خروج الذهب علنا و عبْر مطار الخرطوم بالتهريب- و الانفراط الامني بالتقاعس المقصود, و غير ذلك من الاعمال الاجرامية كالتخريب في انابيب مياه الشرب و اغلاقها, و السرقات و الترويع نهارا جهارا مما يُحسّب على فعالية هذه المنظومة. و إنْ يبلغ الحال بمعاقبة أو إبعاد الصادقين منهم فتلك كارثة و فضيحة, و نسوق مِن ذلك مثالاً شاع في وسائل التواصل و في صحيفة الانتباهة بتاريخ7يونيو تحت عنوان( انباء عن تسبب تجار عملة و مافيا في اجبار ضابط شرطة على الاستقالة) ما يلي: (دفَعَ مدير دائرة الشؤون العامة بإدارة المباحث و التموين العميد شرطة حقوقي عبدالشكور حسن احمد حامد باستقالته الى مدير عام قوات الشرطة إثر نقله من مباحث التموين الى ادارة السجون بالجنينة, و قالت مصادر داخل ادارة المباحث و التموين للانتباهة ان مافيا السوق و تجار العملة و المهربين وراء نقل عبد الشكور الذي استطاع ضرب اوكار الفساد بالسوق, و زعمت المصادر ان المرجح ان يكون لهم اعوان من الشرطة خاصة و ان عبدالشكور عرف بنزاهته التى شهد بها مديره المباشر)
و القضاء لم يشهد في تاريخه تقليلاً من هيبته بمثلما نراه هذه الايام في المحاكم و استعلاء بالإثم فيها , و علي أبسط القضايا ضد هؤلاء الموقوفين. فبدلاً من الدعاوي الفظيعة اكتفي الجهاز العدلي بتقديم قضايا من الدرجة ربما العاشرة من حيث الفظاعة, و نبيل اديب الذي لا نعرف غيره في اخطر و اهم لجنة تحقيق ضنين الكلام في ما يخص اللجنة مسرف في انتقاد كل ما هو ايجابي لمصلحة الثورة, و بعد انقضاء نحو العامين جاء خانعا للتحقيق مع مستر(حدث ما حدث) الذي كان قد اعترف علناً و بكل تحدٍ بالتخطيط و التوجيه بفض الاعتصام و بالمجزرة و أَنْ حدث ما حدث, فكان على القضاء بدلاً عن نبيل اديب ان يسألوه: و مَنْ المسؤول عن[ حدث ما حدث], أَهي مخلوقات من خارج السودان جاءت أمَام قيادتهم العامة لإهدار الارواح و إلقاء الجثث في الماء؟
و ما يجري من غلاء طاحن و انفراط امني و شح في مياه الشرب و الكهرباء و الخبز و انعدام الدواء, و سياسة خارجية تُحركها علنا السفارات بالخرطوم و احيانا بدعوات لزيارة الدول, و أكثر مِن ذلك هو ثمار حكومة حمدوك للشعب صاحب اغني موارد طبيعية و بشرية.