أطفال في القيادة ..! بقلم:هيثم الفضل

أطفال في القيادة ..! بقلم:هيثم الفضل


06-07-2021, 05:10 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1623039019&rn=0


Post: #1
Title: أطفال في القيادة ..! بقلم:هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 06-07-2021, 05:10 AM

05:10 AM June, 06 2021

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



صحيفة الديموقراطي

سفينة بَوْح –



رغم أن زخم التغيير وآفاق الإستنارة الجمعية التي صنعتها ثورة ديسمبر المجيدة بكل ما فيها من إنجازات وإخفاقات ، قد عمَّت جذوتها كل الناس بكافة أعمارهم وقُدراتهم وتوجُّهاتهم ، إلا أن أمر (تقنين) وتنظيم مسيرة الفاعلين فيها من أبناءنا في لجان المقاومة وغيرها من المؤسسات الثورية ، أصبح واجباً ضرورياً ومُلِّحاً ، وذلك حتى تتوافق فعالياتها مع روح القانون والأعراف التي تستهدف المصلحة العامة ، فما حدث من تداعيات سلبية عبر الوقائع المؤسفة التي حدثت قبل أيام في إعتصام مستشفى التميُّز والتي توجَّتها مأساة إغتيال الطفل حسن عبد الله البالغ من العمر ستة عشر عاماً ، فيه إشارات كبيرة إلى أن (تجويد) الضوابط التي تحكم تنظيمات لجان المقاومة وإدارة مهامها باتت مطلب عاجل ، وأن وجود إستشاريين وذوي خبرات يوجِّهون ويرشدون أبناءنا نحو تبَّني الطُرق والأساليب الصحيحة في توزيع الأدوار وتحديد المهام وتخطيط الفعاليات بما يوفِّر أكبر قدر ممكن من السلامة و الأمن لأعضاء اللجان ، هو بالتأكيد أقصر طريق لتحقيق المطالب بأقل قدر من الخسائر والمخاطر.

ورغم إيماننا التام بدور صغار السن في الثورة ومساهمتهم الفاعلة التي ولَّدتها قناعاتهم الراسخة بأنهم يسعون وراء الحصول على حقوقهم المشروعة ، إلا أن مشاركة أطفال دون الثامنة العشرة في مثل تلك الفعاليات التي تحوم حولها المخاطر من كافة الإتجاهات المُعادية للثورة ، سيظل مرهوناً بخبرة وحكمة القيادات الراشدة في لجان المقاومة عبر تحديد أدوار الناشطين ، فضلاً عن وضع الشروط التي تؤهِّل الشباب للإنخراط في التنظيمات الهيكلية لفرعيات العمل بلجان المقاومة بما فيها العُمر والمؤهلات والخبرات المتوفِّرة ، فتحديد أعمار الناشطين وقصر أدوارهم ومهامهم في ما يناسب أعمارهم وتأهيلهم ، مع التركيز على وجودهم ضمن خبرات راشدة وقادرة على التوجيه والسيطرة على الإنفعالات المُضرة بالقضية والمُهدِّدة للسلامة والأمن العام ، هو جوهر ما يمكن أن نُطلق عليه (التأمين الثوري) ضد مؤامرات الفلول والطامعين.

لقد أقرَّت معظم القوانين والأعراف الدولية شروطاً خاصة في مجال (إستثمار) طاقات الأطفال فيما يفيدهم ويفيد المجتمع ، وفق قواعد كثيرة أهمها تأمين سلامتهم وأداء حقوقهم المنصوص عليها في كافة الدساتير ، فضلاً عن منع إستغلالهم أو حتى إيكال المهام لهم دون إرشاد أو وجود إحتياطات تضمن عدم تعرضهم للمخاطر ، ومن هذا المنطلق فإن رؤساء وقيادات لجان المقاومة في الأحياء المختلفة مسئولين مسئولية مباشرة عن سلامة الثوار الذين هم في سن الطفولة ، وذلك عن طريق إبعادهم عن المواقع المتقدمة في مختلف دوائر المسئوليات ، وتكليفهم على قدر قدراتهم وخبراتهم المحدودة في إدارة الأزمات ، اللهم تقبَّل الشهيد حسن عبد الله البالغ من العمر ستة عشر عاماً ، والمُعرَّف عبر البيانات التي نعتهُ بأنهُ (أحد قيادات لجان مقاومة العٌشره).

<أطفال في القيادة.docx>
<هيثم الفضل.jpg>