ضاقت الأرضُ بما رحُبَت على حميدتي! بقلم:عثمان محمد حسن

ضاقت الأرضُ بما رحُبَت على حميدتي! بقلم:عثمان محمد حسن


06-07-2021, 03:27 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1623032828&rn=0


Post: #1
Title: ضاقت الأرضُ بما رحُبَت على حميدتي! بقلم:عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 06-07-2021, 03:27 AM

03:27 AM June, 06 2021

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




كلام خطير صدر من حميدتي قبل أيام.. كان حميدتي مضغوطاً ( في فتيل) وهو يصرخ كالملدوغ.. فالمصائب لم تأته فرادى.. والتحديات تتوالى أمام ناظريه وزوال امبراطوريته يوشك أن يكون حدثاً يتم تسجيله للتأريخ.. لذا حُق له أن يصرخ، كاشفاً ما لم يكن ليكشفه عن مجزرة القيادة العامة.. وزاد وأربى على المعروف لدى الشعب وعن غير المعروف من (حدس ما حدس)!

* تحدث حميدتي عن عداء الشعب له ولم يقل لنا أن شرفاء القوات المسلحة السودانية لا يطيقونه منذ أن جرحهم بلسانه السليط جرحاً غائراً لا يندمل يومَ قال:-
" ..... زول ما بكاتل ما عندو رأي.. أي واحد يعمل مجمجة أهي دي النقعة و دي الذخيرة توري وشها..! و يوم الحكومة تسوي ليها جيش، بعدين تكلمنا!”

* لا أعتقد أن في الجيش السوداني من لم يصِب هذا التجريح شرفه العسكري في مقتل؟ لا أحد في الجيش لم ينجرح، اللهم سوى البطينيين، وما أكثرهم في قيادة الجيش السوداني الحالي..

* أعداء حميدتي صنيعة أفعاله وأقواله.. ولا ينحصرون في الداخل فحسب.. إنما له أعداء في الخارج أيضاً يتربصون للإيقاع به.. فقد أثار حفيظة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أيام كان يجنِّد المرتزقة من القبائل العربية في شرق وغرب السودان، تجنيداً يعتقد السيسي أنه يهدد الأمن المصري بإمكانية تمدده إلى مثلث حلايب وشلاتين السودانيتين.. وقد يتمدد على طول الحدود السودانية المصرية، وكانت ميليشيا الجنجويد تزداد قوةً ًعدةً وعتاداً يوماً بعد يوم، وامبراطورية آل دقلو تتوسع.. وعُدتها وعتادها يُحَجِّمان عُدة وعتاد الجيش السوداني بدعم إماراتي مشهود..

* إذن، حميدتي كان، ولا يزال، يشكل خطراً أمنياً على مصر من وجهة النظر المصرية، خطراً لن يتوقف عند الحدود السودانية المصرية بل ربما يمتد إلى سيناء وما حولها وما بعدها!

* فلا غرو في أن يضع عبدالفتاح السيسي حميدتي تحت المجهر ضمن قائمة الخطر المحتمل على مصر، علماً بأن السيسي رجل استخبارات عتيق يقرأ ما بين السطور كما لا يقرأه آخرون، ويرى تطلعات حميدتي المحمومة ل(لكرسي نمرة واحد!) في السودان وليس (الكرسي نمرة 2!) الذي يجلس عليه الآن..

* مخطئ من يعتقد أن المناورات العسكرية المهيبة التي جرت بين السودان ومصر تستهدف إثيوبيا فحسب، كلا، فالأمر أشمل من ذلك.. وحميدتي وميليشياته التوسعية، بكل تفاصيل مخططاتها، جزء من صورة في إطار تلك المناورات.. وربما أحس حميدتي بوجود صورته وميليشياته فيها.. وأن ما وراء التحالف بين الجيشين ( السوداني والمصري) استهداف شخصي له..

* ولم يكن سفره إلى قطر ثم إلى تركيا اعتباطاً، بالرغم من معرفته بأن تركيا هي الملاذ الآمن للمتأسلمين الهاربين من جرائمهم في السودان.. لكنه يعرف أنها العدو الأول لمصر السيسي، وذلك هو المهم بالنسبة إليه.. مع أن تركيا، في نفس الوقت، عدوة للإمارات، حليفة حميدتي وولية نعمته، لكنها، من ناحية أخرى، حليفة لدولة قطر التي تآمرت عليها دول محور الشر العربي، بقيادة الإمارات، وحاولت الاجهاز عليها قبل سنوات لولا تدخل تركيا في الوقت المناسب..

* لقد خلط حميدتي الأوراق، من حيث يدري ولا يدري، خلطاً خسر بمقتضاه دولة الإمارات، ربة نعمته، وعمَّق عداء مصر له.. ولم يكسب تركيا تماماً، وهي تحاول تحسين علاقاتها مع مصر والسعودية والإمارات، بعد قطيعة دامت طويلاً..

* هكذا انتهى الأمر بحميدتي الذي صنعه المخلوع عمر البشير وغرس بذور الفتنة بينه وبين الجيش السوداني منذ اتخذ الجنجويد درعاً لحمايته من الجيش.. ومنذ وضع كل ثقله على الجنجويد وأهمل الجيش إهمالاً أتاح لفصاحة حميدتي أن تنطلق وتخين الجيش:- "... و يوم الحكومة تسوي ليها جيش، بعدين تكلمنا!”

* لكن لابد من وجود جيش واحد وعقيدة عسكرية واحدة تحت قائد عام واحد، إذا شيئ لأي بلد أن تكون، وإلا فلن تكون! وقد تطرقت الوثيقة الدستورية إلى حتمية وجود ذلك الجيش الواحد والقائد الواحد والعقيدة العسكرية الواحدة.. حيث أوصت بإعادة هيكلة القوات النظامية، بدمج كل الحركات المسلحة وقوات الدعم السريع في جيش مهني بعقيدة جديدة..

* وهنا مربط الفرس.. فأي دمج علمي دقيق يخلق جيشاً واحداً وعقيدة عسكرية واحدة تحت قائد عام واحد سوف يُفقد حميدتي سلطاته ويضعضع أحلامه في (الكرسي نمرة واحد)! لذا فمن الصعب اقناعه بالتخلي عن منصب القائد العام لميليشيا الجنجويد، عصاتُه التي يهش بها علينا وله فيها مآرب أخرى..

* والمصائب تتالى.. والأرض تضيق عليه بما رحبت.. وقبل أيام أعلنت لجنة إزالة التمكين إخلاء الجنجويد مقر (الطلاب الوافدين) وتسليمه للوحدة الإدارية.. لكن عبدالرحيم دقلو، شقيق حميدتي ونائبه في قيادة الجنجويد، رفض الإنصياع للقرار.. ما حدا بلجان مقاومة جبره باعلان القيام بتصعيد ثوري ضد وجود تلك الميليشيا في منطقتهم السكنية..

* إن الجنرال حميدتي (في فتيل!) لكنه يتشبث بفهلوجوده خارج الفتيل.. وربما ينتهج نهج شمشون الجبار فيهدم المعبد على من فيه وهو يصرخ: " عليَّ وعلى أعدائي يا رب!"

* على كلٍّ، لستُ من الذين يتمنون زوال دولة آل دقلو بالقوة.. أي بالاقتتال بين قواتنا المسلحة وميليشيا حميدتي..

* حفظ الله السودان من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا..