تصريحات لأطفال الشوارع ..! بقلم:هيثم الفضل

07:52 PM June, 03 2021

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

صحيفة الديموقراطي

سفينة بَوْح –



قبل عامٍ وأشهر من الآن كنتُ حضوراً في فعالية بعنوان ( تنمية القدرات الخفية لأطفال الشوارع ) أقامها مركز راشد دياب للفنون بالتعاون مع الإتحاد الأوربي ، حيث جمعوا مجموعة غير منتقاة من أطفال الشوارع و دفعوا بهم في دورة للمركز خاصة بإكتشاف وتطوير و تنمية المواهب الفنية المتعلقة بالرسم والنحت والنجارة والحدادة ، وكانت المفاجأة التي لم أكن أتوقعها شخصياً ، أن لؤلك الأطفال رؤية ومنهج و قدرة على التعبير ، نراهم على المستوى الشكلي هزيلي الجسد يرتدون الرث القذر من الثياب ويوحون إلينا أن عقولهم خواء وضمائرهم بلا عاطفة ولا شعور ، ولكنهم وعلى مابدا في ما عُرض من أعمالهم الفنية بالمركز كانوا غير تلك الصورة القاتمة التي طالما رسمها لهم المجتمع ، إستعملوا آلة اللون بعقل متقد ومنفتح على الحياة بما في ذلك ما تحتويه من أمل وطموح وتحدي ، وحدّدوا إتجاهات عواطفهم تجاه المجتمع بشتى تفاصيله بوضوح وشفافية وحِدةٍ في التصوير والتعبير لا تخطئها عين حصيف ، خاطبوا حينها الرئيس المخلوع وألقوا إليه التحية من خلف تمركزهم في عمق الألم والوجع والمعاناة ، ثم بعد ذلك جمّلوا إشارتهم القاتمه بأن وضعوا (لروحهِ اللاهية عن مواجعهم) وردةً بها ألوان الحياة الطبيعية والسويه ، رسموا للحبيبة ورفعوا لها شعار الذكرى الذي لا يزول ، وقالوا في لوحاتهم وأعمالهم الفنية الزاهية أنهم لم تزل لديهم رغبة في الحياة الحقيقية ، وأنهم قادمون بالخير أو بالشر ، لأنهم جزء لا يتجزأ من واقعنا المرير ، القوانين و اللوائح لا تحمي الطفولة لأننا لم نصل إلى الحد المقبول في تطبيق فضيلة إحترام القانون وتقديس العدالة و إيفاء كل ذي حقٍ حقه ، لأن ما بُني على باطل فهو باطل ، و لأن الشر الأكبر المتمثل في التشرزم والتناحر الإنساني القبلي والفكري والسياسي هو المرجل المُتقِد الذي يقذف بالشرر الأصغر وهو أصناف شتى تبدأ بالفقر وفقدان الأمان وتنتهي بالتشرد ، إن حماية أطفال السودان واجب وطني يجب أن تؤديه الدوله في المقام الأول ، وتساندها في ذلك قوى المجتمع المدني ، ليس بسن القوانين وملأ الأوراق بالحبر الأسود الذي لن يشرب أحد مائه إذا ما أبتل غير المغلوبين على أمرهم من المشردين ، وهو كذلك لن يكون بإنشاء دور الإيواء ولا توفير الطعام و الملبس ولا .. ولا .. إنه لن يكون إلا بإيقاف الحرب والإحتكام إلى مبدأ التعايش الفكري و السياسي السلمي ، عبر منطق إفشاء روح الحرية والعدالة في تداول السلطة والتعايش مع السحنات والأعراق والأفكار المغايرة ، والإعتراف بالوجود الإنساني للآخر إعترافاً كلياً ومطلقاً بلا تجزئه ، فضلاً إلى الإحتكام إلى قواعد المنطق المتعلقة بفرض العداله الإجتماعية الشامله في توزيع الثروة والتنمية ، هذا ما سيحمي أطفال الشوارع أو فلنقل بثقةٍ عارمة هذا ما سيجعل شوارعنا خاليه من الأطفال إلا الذين يجوبونها بصحبة والديهم في سرور وحبور وأمان.

<هيثم الفضل.jpg>
<تصريحات لأطفال الشوارع.docx>