نزعة غريبة بقلم:كمال الهِدي

02:10 PM May, 28 2021

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

تأمُلات



. بعد جدل كثيف أُقيل عبد المهيمن من منصبه كمدير للكرة في نادي الهلال، وليس في الأمر جديد.

. فقد تعودنا على إيجاد أكباش فداء بعد أي فشل أو هزيمة.

. والفشل في الهلال ليس وليد الهزيمة من المريخ، فهذه لا تعني الكثير لو كانت الأمور ماضية في طريقها الصحيح.

. صحيح أن الأهلة انقسموا في الرأي حول عبد المهيمن.

. هناك من رأوا أنه أجدر من يتولى المنصب، وما كان للجنة (التطبيع) أن تقيله.

. وهناك من قالوا أنه لم يقدم الكثير، بل جاء بعدد من لاعبي أهلي شندي المصابين.

. لست بصدد ما إذا كانت اقالته قراراً صائباً أم لا، لكن ما يستوقفني حقيقة هو نزوعنا الدائم لاستنساخ الأخطاء.

. فما أن صدر قرار الإقالة بدأت الترشيحات بذات الفهم القديم الذي أدى لتعيين عبد المهيمن نفسه.

. فمن يرون عاطف النور كخيار مثالي لتولي المنصب فات عليهم أن غيرهم وجدوا في مدير الكرة المُقال عبد المهيمن أفضل خيار أيضاً في وقت مضى.

. وسؤالي هنا: إلى متي سنحن للماضي بالرغم من أننا لم نحقق انجازات تذكر في هذا الماضي حتى نقول أنه ليس لدينا خيارات سوى من حققوا تلك الإنجازات الكبيرة.

. لا أقصد التقليل مما بذله عاطف النور في أوقات مضت، لكن الشاهد أننا نعاني من غياب المنظومة التي لا يهم فيها كثيراً إن شغل هذا المنصب أو ذاك زيد أو عبيد من الناس.

. بعضنا يرشحون السادة وآخرون يقولون أن النقي هو الأنسب وينسى هؤلاء وأؤلئك أن كل من يشيرون لهم قد عملوا في مناصب مرتبطة بقطاع الكرة في الماضي القريب أو البعيد دون تحقيق اي اختراقات.

. فالمشكلة كما أسلفت في غياب المنظومة.

. وأياً كان البديل حالياً سيأتي وقت نسمع أخباراً حول البحث عن بديل له.

. فما الحل إذاً؟!

. الحل هو أن يتم التعامل مع هذا المنصب الهام بشكل احترافي وبعيداً عن هذه الآراء الانطباعية حول الأفراد.

. إن كانت هناك جدية من اللجنة وتم تحديد مهام الوظيفة بشكل واضح، لن يفرق كثيراً إن تولاها فلان أو علان.

. وإن تم تحديد الصلاحيات بشكل جاد تلتزم به اللجنة فالأفضل أن يتم اختيار شاب جديد كلياً من أصحاب الكفاءة.

. القصة ما لوغريثمات ولا اختراع ذرة لكي نقول ( ما لها إلا فلان).

. هي وظيفة يملك الكثيرون القدرة والمؤهلات لآدائها متى ما توفرت الإرادة وسط أعضاء لجنة (التطبيع) والرغبة الجادة في أن يكون العمل احترافياً.

. أما بالشكل الحالي فإن جاء عاطف، السادة أو النقي فلا اتوقع حدوث أي جديد.

. أتمنى أن يأتي علينا يوم نتخلص فيه من نزعتنا الغريبة لتفصيل كل وظيفة أو موقع على مقاس أشخاص بعينهم فقد أوردنا هذا الوهم مهالك عديدة.