الضحك على الذقون ..! بقلم:هيثم الفضل

الضحك على الذقون ..! بقلم:هيثم الفضل


05-27-2021, 04:47 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1622087249&rn=0


Post: #1
Title: الضحك على الذقون ..! بقلم:هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 05-27-2021, 04:47 AM

04:47 AM May, 26 2021

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



صحيفة الديموقراطي

سفينة بَوْح –



الضحك على الذقون أصبح أحد المسارات اليومية التي تعتري حياتنا والتي صرنا نتعامل معها بكل بساطة ودون إكتراث ، وأستعنا عن ما يفي معناها من المصطلحات الشارعية اليومية بلفظ (ماسورة) ، تعبيراً عن سوء حال ما أقدمتْ عليه من شراء أو عمل أو خدمة وإنخداعك في ما كنت تأمله فيها من مكاسب ومصالح ، لتصبح آمالك وأحلامك بخصوصها مجرد (ماسوره) مجوَّفه ليس بداخلها سوى فراغ الهواء ، والضحك على الذقون شمل كل مناحي الحياة بدءاً بالسياسة وشئون الإدارة العمومية في الدولة والمؤسسات الخاصة ونهايةً بالبيع والشراء في الأسواق ، ثم ربما إنتقل إلى العلاقات الإنسانية نفسها فقد سمعت أحدهم في مناسبةٍ عامة يقول ( إن العروس طلعت ماسورة ) ، إذن حتى علاقاتنا الإنسانية والإجتماعية لم تنجو من سطوة داء الضحك على الذقون ، والحقيقة فإن سوء الأحوال المادية والنفسية التي يعانيها الشعب السوداني والتي لا تخفي على عين حصيف ، دونكم في ذلك زحام المواصلات والبطالة والغلاء الذي أثقل كاهل الأغنياء ومتوسطي الحال والفقراء معاً ، فما من أحد يدَّعي أنه قادر على مُجاراة ما يحدث من إرتفاع في أسعار الضروريات المتواتر والمستمر يوماً بعد يوم بلا منطق ولا معقولية ، مهما بلغ دخله اليومي أو الشهري ، وفي مثل هكذا أجواء قاتمة يشوبها العوز والحاجة والخوف من الغد غير المضمون ، تزدهر الكثير من الأخلاقيات السلبية العامة في المجتمع كالغش والخداع وعدم تحري الدقة والأمانه في كل منحى من مناحي الحياة وذلك جراء التكالب والهلع الذي أصاب الناس ، فكل أمر كان عادياً في حياتنا في السابق أصبح الآن يمثِّل معضلة وعقبة كأداء تصد الناس عن الشعور بالأمان والسكينة ، فمجرد مرض بسيط يصيب أحد أفراد الأسرة ، أو حالة وضوع عادية أو دخول ضيوف فجائيين ، سيهدد الميزانية و يدفعك إلى إستنفار قوى الفهلوة و(اللولوه) فيك حتى تستطيع أن تخرج من عنق الزجاجة أو قبضة الحاجة والعوز ، أما الذين ليس لديهم هذه المواهب والغير قادرين على صناعة الضحك على الذقون ، سيظلون دائرين دوماً تحت وطأة عجلة المعاناة وسيظلون حتماً هم الضحايا للذين يسوِّقون ويبيعون المواسير) ، أما الحكومة وعليَّة القوم من القادة والسادة المتمرِّغون في جاه الوطن وثرواته فهم على ما عهدناهم عليه من الجهل بما يدور في الشارع السوداني من تغيُّرات هامة وعميقة هدَّدت الأخلاق والقيِّم والمُثل والتقاليد والأعراف ، إن كل من إنهد من بناء في مجالات عدة بما فيها الإقتصاد والسياسة والتعليم والصحة يمكن إعادة بناءه إذا ما تضافرت الجهود وتوفَّرت الإرادة المُعينات والسُبل ، غير أن الأخلاق والقيِّم النبيلة لا يمكن تعويضها بيُسر لأنها إستغرقت ردحاً من السنين لتعميق مبادئها في والجدان الجماعي للمجتمع وفق ما يُحصى من المواقف والمواثيق والتجارب الجميلة والمريرة.

<الضحك على الذقون.docx>
<هيثم الفضل.jpg>