بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي: الإستثمار في الثقافة من أنجح مشاريعنا للوحدة الوطنية

بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي: الإستثمار في الثقافة من أنجح مشاريعنا للوحدة الوطنية


05-20-2021, 04:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1621523765&rn=0


Post: #1
Title: بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي: الإستثمار في الثقافة من أنجح مشاريعنا للوحدة الوطنية
Author: د.فراج الشيخ الفزاري
Date: 05-20-2021, 04:16 PM

04:16 PM May, 20 2021

سودانيز اون لاين
د.فراج الشيخ الفزاري-قطر
مكتبتى
رابط مختصر



يحتفل العالم ، في الحادي والعشرين من مايو ، كل عام، باليوم العالمي للتنوع الثقافي، وهو اليوم الذي أقرته الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نوفمبر عام 2001، وبدأت منظمة اليونسكو الاحتفال به في العام التالي للقرار في 2002 م.حيث تحتفل به هذا العام تحت شعار( التنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية) وما أحوجنا نحن في السودان الي هذا اليوم وشعاراته الإنسانية.
تأتي احتفالات هذا اليوم ، هذه المرة، وقد حقق السودان أروع انجازاته في مؤتمر باريس للأستثمار ، مما يمكنه من تحقيق العديد من مشاريعه التنموية، في كل المجالات بما في ذلك المجال الثقافي الذي نعتبره من أكبر المشاريع الاستثمارية في الإنسان السوداني نفسه كمواطن صالح لتحقيق الوحدة الوطنية وتعزيز قيم التعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد ، الأكثر ثراءا في ثقافاته النوعية.
ولو كنت أملك من الأمر شيئا، أو في موقع المسئولية التخطيطية أو التنفيذية ، لجعلت من متغير ( الثقافة السودانية) هدفا إستراتيجيا للمرحلة القادمة ، ومرتكزا جوهريا من مرتكزات ( الرؤية الوطنية للسودان ) للعقود الثلاثة القادمة..
وكما قالت السيدة/ أودري أزولاي، المدير العام لمنظمة اليونسكو، في رسالتها للعالم، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتنوع الثقافي، فإن التنوع الثقافي يمنح حياتنا غناها ولونها وديناميتها. وسيظل التنوع الثقافي جزءا من التراث المشترك بيننا وقوة دافعة للسلام والازدهار . وكلنا يعلم، فإن مفهوم الثقافة يعني ، بالدرجة الأولى، أنه ( أسلوب حياة ).وتدخل في هذه المنظومة مجموعة متنوعة من الممارسات والمتغيرات الوثيقة بحياة الناس، منها اللغة والمبادئ والقيم والعادات والتقاليد والمعايير والسلوكيات ..كما ان ثقافة المجتمع الذي ننتمي إليه، هي التي تشكل وتحدد هويتنا وسلوكنا وأنماط حياتنا..
وفي السودان، ورغم ثراء مجتمعاتنا بالتنوع الثقافي، إلا أننا لا زلنا نفتقد التخطيط الاستراتيجي للإستفادة من هذا التنوع ، بل لا زلنا نجهل عن أنماط وسلوكيات وتفكير غيرنا حتي داخل هذا الوطن الواحد ، مما يشكل عنصرا أساسيا في عدم فهم الآخر واحترام خصوصياته أو حتي حقوقه المشروعة.
التنوع الثقافي، في السودان، وتوظيفه لصالح الفرد والمجتمع ، سوف يخلق علاقات اجتماعية متبادلة تساعد في حل المشاكل الجهوية والقبلية من خلال بناء شخصية سودانية قوية تدرك عن وعي ومعرفة احتياجات الآخر مشروعيتها.
التنوع الثقافي وتوظيفه لخدمة المجتمع، هي المشروع والفكرة الأولي للتسامح والقبول والابتعاد عن إصدار الأحكام السلبية والمتسرعة عن الآخر.
نحن، محتاجون، خلال الفترة القادمة، الي إنشاء مشروع ثقافي متكامل لتحقيق أهدافنا الكبري وأبرزها التحول من ثقافة الحرب والكراهية والعنصرية ، الي ثقافة السلام والمحبة واحترام الآخر وإيجاد لغة حوار مجتمعية من أجل التغيير والتنمية المستدامة .
ولتحقيق هذا المشروع الوطني ، فإنه لابد من أن تضعه الدولة ضمن مشاريعها الاستثمارية الاستراتيجية.. بالاستثمار في الإنسان السوداني من أنجح مشاريعنا للوحدة الوطنية..ويتطلب الأمر ( الإجرائي ) إنشاء أو تكوين( مفوضية قومية للتنوع
الثقافي السوداني ) مدعمة بالخبراء والعلماء وأساتذة الجامعات والأدباء والمفكرين في مجالات الثقافة والفكر والفلسفة والسياسة والاجتماع والتاريخ من صحاب النزعة الانسانية والنظرة القومية المتسامية عن كل الشوائب العرقية والجهوية ، حتي تضع منظومة متكاملة من الخطط والبرامج الإجرائية القابلة للقياس لترسيخ مفهوم الهوية السودانية ذات الثقافات النوعية المتعددة وتوظيفها في خلق ثقافة مجتمعية تليق بثقافة السودان الموحد المعافي الخالي من الجهوية والعنصرية وحب الذات...
د.فراج الشيخ الفزاري
[email protected]