رحل من كان لايحب كل ماهو اسود اللون بقلم:علاء الدين محمد ابكر

رحل من كان لايحب كل ماهو اسود اللون بقلم:علاء الدين محمد ابكر


05-18-2021, 03:06 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1621303613&rn=0


Post: #1
Title: رحل من كان لايحب كل ماهو اسود اللون بقلم:علاء الدين محمد ابكر
Author: علاء الدين محمد ابكر
Date: 05-18-2021, 03:06 AM

03:06 AM May, 17 2021

سودانيز اون لاين
علاء الدين محمد ابكر-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



المتاريس

𝖺𝗅𝖺𝖺𝗆9770@𝗀𝗆𝖺𝗂𝗅.𝖼 𝗈𝗆򂀊𝗆𒠊

عندما اختار جنوب السودان يوم التاسع من يوليو2011 ليكون يوم لميلاد دولتهم قام هنا في الخرطوم رجل تخصص في الكراهية بذبح ثور اسود اللون ولم يختار لون اخر بل حرص ان يكون لون الثور اسود وهذه اشارة واضحة بان الرجل لايحب السواد وكل مايتعلق به
و بالامس رحل راعي الانفصال وتمزيق شمل البلاد بعد ما ترك ارث بغيض من الكراهية بين السودانيين المنحدرين من اصول افريقية والمنحدريين كذلك من اصول اخري لا اريد ان اصفها بالعربية فحسب فالسودان بلد يضم اعراق من احفاد الاتراك والارناؤط والاغريق والهنود والغجر وشعوب القوقاز وحتي اليهود وبربر شمال افريقيا فجميع هولاء شكلوا في فترة مابعد فترة سقوط المهدية طبقة اجتماعية جديدة تزعم انها من نسل شريف وان هذه الارض ملك لهم وان كل من تواجد عليها سخره الله لهم نفس فهم الاوربيين الاوائل الواصليين الي موضع الولايات المتحدة الامريكية عندما جعلوا من الهنود الحمر اثر بعد عين وما كان راعي الكراهية وممزق شمل البلاد الا لسان حال اصحاب تلك المجموعة التي تزعم النقاء العرقي وفي داخل كل واحد منهم نسخة من فكر ذلك الرجل العنصري حتي وان اختلفوا معه في تعاطي السياسية الا من رحم ربي فالعنصرييون جميعا علي قلب رجل واحد ظهر ذلك في التعامل مع قضايا المهمشين حيث نجد ان الثروة والسلطة موزعة ومحتكرة علي دوائر جغرافية متعارف عليها منذ العام 1956 تحت زعم سودانة الوظائف ليشمل ذلك حتي الثقافة لتصير احادية الفكر تفرض علي سائر اجزاء الوطن مما قاد الي قيام حركات كفاح في اطراف البلاد بحث عن الحقوق المشروعة وما النظام البائد الا حلقة من سلسلة طويلة لاتختلف عن سابقتها او التي سوف تاتي من بعدها الا اذا حدثت معجزة

لقد لعبت صحيفة راعي الكراهية وممزق شمل البلاد في فترة توقيع اتفاقية السلام مع الحركة الشعبية دور كبير علي تنفير ابناء الجنوب من اي محاولة للوحدة مع الشمال عبر نشر مقالات عنصرية تسخر منهم ومن افريقيا وتمجد ثقافة غرب اسيا تحت زعم حماية الاسلام ذلك. الدين الحنيف الذي لايربطهم به الا حمل الاسماء فقط فكل تصرفتهم تدل علي انهم ضد الاسلام نفسه

ان السعي لتقسيم السودان علي اساس الشكل واللون يعتبر خيانة وطنية لا تغتفر فالشتم الذي كان يكال لابناء الجنوب من تلك الصحيفة العنصرية بحجة انهم لايشبهون في الشكل وتقاسيم الوجة بقية ابناء السودان فان ذلك الوصف العنصري يجعلني كمواطن اسود اللون اتحسس جسدي فنحن السودانيين السود في الشمال عامة لافرق بينا مع اخواتنا ابناء الجنوب الا في اللسان وربما الدين وحتي الدين ذاته ربما ان نسبة المسلمين الجنوبين تكاد تكون اكبر من معتنقين الدين المسيحي بالجنوب نفسه وفي مجال اللغة كان هناك جنوبيين رمز للشعر والادب و من فينا لايعرف الشاعر عبد المنعم عبد الحي و الفنان رمضان زايد اذا القصة اكبر من انتماء للدين الذي لم يشفع حتي للوقور ابن الجنوب الشيخ عبد الله دينق نيال من ان يسلم من لسان راعي الكراهية وممزق شمل البلاد عبر مقالات جارحة، من شخص لم يكن يحب هذا الوطن فعمل علي تمزيق شمله وبث الكراهية التي لن تتوقف حتي بعد رحيله
برحيل الرجل ربما تشجع البعض في تبني فكره العنصري والذي من المفترض ان يكون مرفوض في سودان الثورة والتي اندلعت منذ العام 1924 بقيادة نخبة من ابناء السودان بقيادة علي عبداللطيف وعبيد حاج النور وعبد الفضيل الماظ اذا الثورة علي التهميش ليست وليدة ديسمبر 2019 تلك الثورة التي لم تنجز شي يزيل العنصرية و الجهوية ضد المهمشين او العمل علي اصدار قوانين جديد تحارب الدعاية لها ورفع الفقر عن بقية الاعراق الاخري حتي يتساوي الجميع في الدخل والمنصرف فنجد احياء في عاصمة البلاد تكاد تكون معروفة من ملامح سكانها تعيش الفقر والجوع مما اجبر ابناءها علي امتهان مهن غير مجدية ان معظم عمال جمع (النفايات) من تلك المناطق وراتب الواحد فيهم في الشهر لا يتجاوز الثلاثة الف جنية فقط ورغم ذلك تقوم الحكومة برفع الدعم الاقتصادي عنهم فماذا سوف تكون النتيجة غير. تفشي الجرائم وما ظاهرة. (تسعة طويلة) الا ردة فعل علي مايحدث من تميز بين ابناء الوطن وبالطبع لن ابرر للجريمة ولكن لن اجد افضل من وصف مايحدث الا بانه نهج منظم من اطراف لا تريد لهذا الوطن ان يستقر وذلك بنشر الفقر وجعل طبقة من السكان تعجز عن العيش الا عبر امتهان الجريمة او مغادرة العاصمة والتي يطالب بعض العنصريين بان تكون الخرطوم (برتوريا) جديدة
يتزرع العنصريين بان سبب تدني عيش المهمشين هو عدم نيلهم التعليم الكافي وتلك كلمة حق اريد بها باطل فهل ترك الانتهازين من العنصرين شي للمهمشين حتي يتمكن ابناءهم من مواصلة مسيرة التعليم فالحياة الاقتصادية الصعبة التي فرضت عليهم تجعلهم يعجزون عن اكمال التعليم ولكن هذا لايمنع في حجب الحقوق فالمواطنة يجب ان تكون متساوية بين الجميع فابناء المهمشين لايتاح العمل لهم الا في مهنة الجندية وحتي تلك المهنة نجدها في قوات نظامية معينة ولكن ابناء الاشخاص المرضي عنهم كانوا يتمعون برواتب طيبة وذلك من خلال الانتساب الي جهاز امن النظام البائد الذي يكاد العاملين فيه ينحدرون من اماكن تكاد معروفة للجميع

لن ينصلح حال السودان الا، بازالة التهميش الاجتماعي والاقتصادي. واعادة توزيع الثروة والسلطة علي جميع السودانيين بمختلف اللوانهم وسن قوانين لمكافحة العنصرية حينها يمكن ان نكون قد وضعنا قدم في طريق تاسيس دولة العدالة والقانون