الوحش يقتل ثائرًا و أرض السودان تنبت ألف ثائر بقلم عبير المجمر(سويكت)

الوحش يقتل ثائرًا و أرض السودان تنبت ألف ثائر بقلم عبير المجمر(سويكت)


05-12-2021, 04:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1620832988&rn=0


Post: #1
Title: الوحش يقتل ثائرًا و أرض السودان تنبت ألف ثائر بقلم عبير المجمر(سويكت)
Author: عبير سويكت
Date: 05-12-2021, 04:23 PM

04:23 PM May, 12 2021

سودانيز اون لاين
عبير سويكت-فرنسا
مكتبتى
رابط مختصر




عندما هبت الانتفاضة السودانية ضد النظام البائد و تمت استضافتى فى القناة الفضائية "فرنسية ٢٤ "، و طُرح على سؤال : هل هى أنتفاضة حالها حال الانتفاضات العديدة التى شهدها السودان؟؟؟، أجبت على المذيعة : أنها ليست أنتفاضة بل هى ثورة، هى ساعة الصفر لإجلاء ظلام الاستبدادية، و شروق شمس الحرية، و العدالة، و الديمقراطية.
و عندما تمت استضافتى فى حلقة اخرى و كان معى محلل مصرى يراهن على انها مجرد زوبعة فى فنجان، و حتى و ان تمكنوا من شئ سيكون مصيرهم مصير بلدان الربيع العربى، و عندها اوقفته قبل ان يكمل حديثه، و ذكرته ان السودان لا شبيه له فى التاريخ الثورى، و لايمكن مقارنة تجربته باى تجربة اخرى لا على الصعيد العربى، و لا الافريقي، و ذكرته بان الربيع العربى بدأ عندنا فى السودان منذ آلاف السنين، و ليس وليداللحظة، و قلت له : انها اللحظة الحاسمة و بثمارها تعرفونها.

بما انى كنت الصحفية التى وثقت لنداء السودان من الالف لى الياء ، سُئلت عما اذا كان لنداء السودان و عودة الامام للسودان تاثير فى قيام هذه الثورة ، فكانت اجابتى: لا انها ثورة شبابية، محلية، انطلقت من قلب السودان بعد قناعة تامة ان اذا الشعب يومًا أراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر ، و ان الشعب وصل لقناعة انه لن يحك جلده الا ضفره، لا أحزاب، و لا معارضة، و لا مجتمع دولى، و بالفعل نجح الثوار فيما فشل فيه الاخرين منذ ٣٠ عامًا، و قلت حينها ان هذه الثورة محصنة و مصفحة لانها ثورة وعى تنفذ السلمية عملًا و ليس قولًا.
لكن للأسف فض الاعتصام كان بمثابة الخذلان، إتفاق الجانبين على فض الاعتصام بتوقيع من الطرفين المدنى و العسكرى، متعللين بأهمية التحول السياسي السلسل و السريع، و الحقيقة هى أن البعض سال لعابهم للسلطة، و تحمسوا للجلوس على الكراسي الملوثة بدماءالشهداء، وبعدها أتضح لنا ان شهداء الثورة لا بواكى لهم.
عندما تمت استضافتى مرة اخرى فى القناة الفضائية فرنسية ٢٤ القسم الفرنسى قلت لهم رسالتى للشعب السودانى: عضوا على ثورتكم بالنواجذ، لاننا نخشى ان يكرر التاريخ نفسه و تسرق الثورة من القوى التاريخية المعتادة على سرقة ثورات الشعوب، و كتبت مقالى باللغة الفرنسية لتحذير للفت انتباه العالم تحت عنوان : (الإحتجاجات الجماهيرية فى السودان، الانتهازيون و غيرهم ينتظرون شيئًا وأحدًا أن تسقط الثمار و تنضج ليلتقطونها)
Contestation au Soudan : des opportunitistes et d'autres puissants n'attendent qu’une chose voir le fruit mûrir et tomber pour venir le ramasser.

و بالفعل حدث ما حدث، و تكرر ذلك اليوم فى ظل حكومة الثورة، و تحت سمع و بصر من اعتقدنا انهم سوف يكونوا أمناء على الأمانة.
و للأسف لا نملك إلا ان نقول : حسبنا الله و نعم الوكيل، و نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة، و ان يتقبلهم الله قبولًا حسنًا، و ينقهم من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الابيض من الدنس ، و ان يتجاوز عن خطاياهم و يزد في حسناتهم، و يجعلهم في سدر مخضود وظل ممدود و ماء مسكوب، و فاكهة كثيرة لا مقطوعة و لا ممنوعة، و نسأله تعالى لهم الأمن يوم الوعيد مع المقربين الشهود الركع السجود الموفون بالعهود، المكرمين بأكرم الوعود من لدن رحيم ودود .

و نسأل الله ان يلهم ذويهم الصبر والسلوان و ينزل السكينة في قلوبهم .
و نختم مذكرين بأن الوحش يقتل ثائرًا و أرض السودان تنبت ألف ثائر

عبير المجمر(سويكت)