الحركة الإسلامية بين وهم تحرير القُدس، و موطئ قدم لإفطار رمضاني في ساحة الحرية.. بقلم :خليل محمد س

الحركة الإسلامية بين وهم تحرير القُدس، و موطئ قدم لإفطار رمضاني في ساحة الحرية.. بقلم :خليل محمد س


05-01-2021, 11:40 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1619865624&rn=0


Post: #1
Title: الحركة الإسلامية بين وهم تحرير القُدس، و موطئ قدم لإفطار رمضاني في ساحة الحرية.. بقلم :خليل محمد س
Author: خليل محمد سليمان
Date: 05-01-2021, 11:40 AM

11:40 AM May, 01 2021

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




في إجازة قضيتها في مدينتي الصغيرة، في منتصف تسعينيات القرن الماضي، قادماً من الإستوائية، و انا اجلس ذات صباح امام منزلنا الذي يفصله عن رئاسة المحافظة شارع عرضه لا يتجاوز العشرين متر، فإذا بالمحافظ في لقاء جماهيري، و قد ذُبحت النوق، و نُصبت السُرادق، و عُلقت مكبرات الصوت.

ظللت اتابع هذا المشهد، من مكاني، و كأني داخل الصيوان الذي غطى كل مساحة الميدان الممتد امام المحافظة.

طلع السيد المحافظ علي المنصة، و بدأ حديثه بأن امريكا، روسيا قد دنى عذابها، فالويل لهم بالحرب، و الثبور، و عظائم الإمور من دولة الخلافة.

ذكر بالحرف الواحد " سيصلي جمعنا هذا في القدس قريباً جداً إن شاء الله"

ثم اردف قائلاً في إشارة الي طفل يقف حافي القدمين قاده الفضول : " لا استبعد ان يكون هذا الغلام والياً علي نيويورك في دولة الخلافة الإسلامية التي ستُحرر الكرة الارضية من الكفر، و العبودية"

إنتهى..

نفس ذات المحافظ بعد ان ترجل لم تمر بضعة اسابيع، حتي تمت محاكمته بالسجن في فضيحة سرقة، ثم ذات نفس المذكور احد قيادات الحركة الإسلامية تم تعينه موظف كبير في منظمة الدعوة الإسلامية بعد خروجه من السجن مباشرةً، إذن الفساد منهج وليس حالات فردية معزولة.

لا تزال تسيطر علينا نُخب خربة إستغلت العاواطف الدينية، و وظفت حالة الجهل الممنهج لتغييب اجيال بحالها، فصورة الشباب المغيّب المتدافع بالشعارات الجوفاء تدعو الي القلق، و القرف في آن.

حجم الفساد الذي إنتهجه قادة الحركة الإسلامية، و الجرائم التي أُرتكبوها في ثلاثة عقود بإسم الدين من قتل، و إغتصاب، و تعذيب، و إبادة جماعية، جديرة بأن تخلق حالة من الوعي إذا تمت مراجعات حقيقية، و شفافة، و ما ادراك ما الإعترافات امام المحكمة في الايام الاخيرة فهي جديرة بدفن مشروع هذه الحركة الي الابد.

الحركة الإسلامية السودانية شاء من شاء و ابى من ابى هي حركة إستغلت الدين لأجل الوصول إلي السلطة، و المال، و النفوذ.

حتى زعيمها المتوفي بالامس حاسبه الله بما يستحق تدور حوله شبهات فساد، حسب تصريحات العميل عضو الحركة الإسلامية مدير مكاتب اللص الحقير المخلوع، الإسلامي كامل الدسم كما وصف نفسه، و رفقاء دربه التعساء في آخر ايامه.

الراحل احد المتهمين في قضية الإنقلاب علي الشرعية في قضية إنقلاب 30 يونيو، و قضية خط هيثرو، بالضرورة يُعتبر الراحل شريك في كل جرائم النظام البائد من إبادة جماعية، و معتقلات تمت فيها عمليات تعذيب ممهنج، و قتل.

كل اعضاء الحركة الإسلامية، و قادتها شركاء في جرائم النظام بالتساوي لطالما كانت الحركة تمثل الغطاء السياسي، و الحاضنة الإجتماعية لأقذر نظام مر علي دولة في وجه الكرة الارضية حديثاً.

من يريد ان يعرف سوء هذه الحركة، و قُبح مشروعها الإجرامي، عليه ان يتجول في شوارع العاصمة الخرطوم، و كل المدن السودانية، و النظر في وجوه المارة، فلسان حالهم يقول : " بئس القوم، و بئس افعالهم، و إلي جهنم و بئس المصير.

الجهلاء، و الرجرجة، و الدهماء الذين يتباكون علي النظام البائد بسبب سوء الاحوال التي تمر بها البلاد بعد الثورة هي نتيجة مباشرة لفساد دولة الحركة الإسلامية، و حكمها العضوض الذي كرس للجهل، و القبلية، و تقسيم المُقسم، وترسيخ مبادئ للفساد، و المحسوبية.

اول من ادخل العنصرية في الحياة السياسية هي الحركة الإسلامية حيث عاصرت صراعهم العنصري البغيض وانا إبن الثامنة عشر في الكلية الحربية بداية تسعينيات القرن الماضي حيث يُعتبر نواة الخراب، و الدمار، و خطاب الكراهية الذي نعيشه، وقد عم كل المجتمع السوداني.

كان صراعهم لا يخفى علي احد فكانت تفاصيله في الهواء الطلق، علي رؤوس الأشهاد، فطرفي الصراع هم اعضاء الحركة الواحدة فكان يحمل الصفة" اولاد البحر، و الغرابة" هذه العبارة القميئة كانت متداولة بين ابناء الحركة في الإتجاهين، كمنتج من منتجات الحركة.

الصراع العنصري داخل الحركة الإسلامية القى بظلاله في الساحة السياسية في السودان بشكل عام، و ما ادراك ما تمرد " اولاد "الغرب" داخل الحركة ، بقيادة الراحل الدكتور خليل ابراهيم، الكادر الإسلامي المعروف، و ابناء عشيرته، مروراً بالمفاصلة، و ما ادراك ما الكتاب الاسود الذي خطته ايادي " الغرابة" داخل الحركة الإسلامية.

اما الإنقلابات العسكرية الفاشلة ذات الطابع القبلي، و الجهوي التي قام بها عناصر من داخل الحركة من " الغرابة" تُثبت ما ذهبنا إليه، و حالة المواجهة التي تستهدف اللون، و الشكل، و الجهة إبتداءً من داخل صفوف الحركة.

يجب مواجهة الحقيقة المرة، لإنقاذ جموع الشباب الذين تقودهم العاطفة بلا معرفة، او خبرة، فأصل الصراع في السودان حتى تاريخه يُعتبر صراع لأجل السلطة، و الإستئثار بالنفوذ، و المال، يميناً، او يساراً، او جماعات الوسط، و الجميع اسرى في حقبة الدولة الوطنية المتوهمة بعد الإستقلال حيث صراع الكبار، و ما ادراك ما الحرب الباردة، التي صنعت كل هذه الحركات اليمينية، و اليسارية، لنصبح بيادق في لعبة لا نمتلك مبادرتها.

الحقيقة المرة ايضاً من افقر الحركات الإسلامية حيث الكادر البشري هي الحركة الإسلامية السودانية، فبالمقارنة بالحركات الإسلامية في كل بقاع العالم تتضح الصورة.

الحركة الإسلامية السودانية بالنسبة لأتباعها هي مغنم لأجل السلطة، و المال، و الجاه، فجاءت بأعضاءها من قيعان المدن، و القرى كما ذكر عرابها الراحل الترابي متحسراً علي إعتماد نظريته الفاشلة في تمكين الفقراء، و تنظيمهم في ما يُسمى بالحركة الإسلامية.

هذا يعني ان هذه الحركة إرتباطها الفكري لا علاقة له بالدين، او الفضيلة، فالحركات الفكرية يتداعى لها افراد المجتمع من كل فئاتهم، فالفكر لا يستهدف طبقة دون اخرى.

فدورة حياة العضو، او الفرد في الحركة الإسلامية.. فقر ثم تمكين، فسلطة، ثم مال، و وجاهة، إذن فهي للسلطة، و للمال، و الجاه.

إن اردت إثبات هذه الدورة الحياتية للعضو، او الكادر الإسلامي، فأنظر إلي محيطك في القرية، او الفريق، او الحي، و الحارة، و في المدينة ستجد الإجابة الشافية!!!

تذكروا المخلوع الذي كان ينتظر مصيره التعيس في المسجد عندما فاوضوه علي التنحي، و تحت سريره اموال حصل عليها من دولة اجنبية خارج أُطر دولته المعطوبة نفسها، و خزائن الشعب خاوية علي عروشها.

اخيراً .. حركة إدعت تحرير القُدس، و لم تجد موطئ قدم لإفطار رمضاني في ميدان تُعد مساحته بامتار في قلب العاصمة التي حكمتها لثلاثة عقود بالحديد، و النار غير جديرة بالإحترام، بعد ان بذلت كل هذه الشعارات الجوفاء للتضليل، و الخداع، لغسيل ادمغة البسطاء، و الغلابة.

يجب تحرير الشباب السودانيين من هذا الوهم حتي يصبحوا منتجين في كل مناحي الحياة، و الخروج من هذه الوهدة.

ارجو من العقلاء في هذه الحركة ان يقرأوا الواقع بشكل صحيح، فحالة العداء اصبحت مع الشعب السوداني مجتمعاً، فكره هذه الحركة، و عافها حد التحريم.

احمدوا الله علي ضعف حكومة العواطلية التي سطت علي الثورة، و التي لو كانت علي قدر مستوى عنفوان الشارع لرأينا مشهد من فصول مختلفة، ثم تذكروا الخوف من غضبة الشعب، و رحلة الهروب إلي تركيا حيث المال، و نعيم الدنيا، تاركين ارض الجهاد، و المعركة للغلابة المغيبين.

ثم تذكروا ادب، و اخلاق، وقيّم الحركة الإسلامية في آخر ايام دولتها الماجنة، و الذي تلخص في خازوق في دُبر معلم حتي الموت.

للحديث بقية