Post: #1
Title: لماذا المساسقة لمصر ياوزيرة الخارجية ، لماذا ليست أثيوبيا ؟ بقلم:د.زاهد زيد
Author: زاهد زيد
Date: 04-26-2021, 07:23 PM
07:23 PM April, 26 2021 سودانيز اون لاين زاهد زيد-Sudan مكتبتى رابط مختصر
لم يمض على زيارة السيدة مريم المهدي لمصر إلا قليلا فإذا بها تشد الرحال إليها مجددا . في لقائها ذاك مع وزير الخارجية المصري ، لا يمكن وصف كلامها إلا ب"الخرمجة " التي لا يقدر عليها إلا المخرفون ، ممن لا يحسنون في الكلام إلا "الطبظ" فقط . وأحسن أخونا الفاضل الجبوري بأن نصحهها أن تلزم الصمت إذاء ما حدث في تشاد ، لأن الموضوع حساس ، ولا يحتمل " اللت والعجن " . الآن وقد رجعت السيدة الوزيرة إلى مصر ، ومدار الكلام عن سد النهضة ، ماذا تريد السيدة الوزيرة من تلك الزيارة ، التي هي على حساب المواطن المطون ؟ كل الأمور واضحة : موقف أثيوبيا واضح وهورفض إقتراح السودان بشأن اللجنة التي أرادها لحل النزاع . وهي ماضية في ملء الخزان ، رغم أنف مصر والسودان . وموقف مصر : يتأرجح بين خيار عسكري تريد من السودان القيام به وهي تختبئ من خلفه ، وبين قبول مقترح السودان المرفوض من أثيوبيا . وموقف السودان كما هو واضح بعد فشل مقترحه هو الشكوى للأمم المتحدة ومجلس أمنها . هذه هي المواقف بكل وضوح . فلماذا " المساسقة " لمصر ؟ ماذا في يد القاهرة أن تقدم ، غير شيئين : الأول محاولة دفع السودان لحرب مع أثيوبيا ، أو دعم موقفه في الحافل الدولية تجاه الشكوي تلك . ليس من السهل دفع السودان لحرب بالوكالة ، السودان ليس مستعدا في ظرفه الحالي أن يحارب ، لا هو مستعد اقتصاديا ولا نفسيا ولا بأي وجه من الوجوه . أما الشكوي فقد أعلنت مصر مساندتها لها ، بكل الطرق الدبلوماسية والقانونية . إذا لماذا الزيارة ؟ والواقع الذي نراه أننا في موضوع السد ، ملكيين أكثر من الملك نفسه . مصر رتبت أمورها على الأسوأ في نظرها ، وحسبت لكل حسبة حسابها ، بإعتبار أن ملء الخزان أمر لا مناص منه ، وأن كل ما يجري لن يوقف هذا الأمر مهما فعل الآخرون . فبدلا من هذه الزيارات التي لا فائدة منها ، كان علينا أن نستعد ، كما استعدت مصر تحسبا لفيضان شحيح ، وهو عمل وزارة الرى التي لا نعلم إلى الآن ماذا تنتظر ؟ العمل المفروض أن يتم الآن هو عمل فني بحت يخص وزارة الرى ، أما خرمجات السياسة فليس هذا هو المعول عليه . فالسؤال هو ما هي استعدادات وزارة الرى في حالة بدء أثيوبيا ملء الخزان ؟ هل تحسبتم لهذا ، أم تنتظرون ما تنتج عنه جولات وزيرة الخارجية . مصر استعدت ، وفي إطار استعداداتها قامت بتطهير وتنظيف كل مجاري الري على أراضيها ، وكذلك حجزت الماء خلف السد العالي بما يسمح بارتفاع منسوب بحيرة " ناصر " أما على المدي البعيد فهي لم تتأخر في تنفيذ مشروع قديم بربط نهر الكونغو بالنيل الأبيض ، وبالفعل قامت بإرسال معداتها لبدء العمل في المشروع ، والسودان غائب عن اتفاقية مصر مع الكنغو بالرغم من مرور النيل الأبيض بأرضنا قبل أن يصل إليهم . ولا استبعد قيام مصر بإحياء مشروع قناة جونقلي مرة أخرى . فأين نحن من كل هذا ؟ نتحرك في دائرة مفرغة ، تقودها وزيرة الخارجية ، وهي قبض الريح ، لا فائدة منها بكل المعطيات . لن نتحدث عن الخطأ الأكبر في استعداء الجارة أثيوبيا ، ولا معنى لهذا العداء الغير مبرر ، فنحن أقرب لأثيوبيا من مصر ، فنحن دولة مجاورة لأثيوبيا وبيننا الكثير من المصالح المشتركة ، خاصة في مسألة المياه ، فالنيل الأزرق ونهر عطبرة والسوباط كلها تنبع منها . فيجب أن يفهم أننا نحتاج لعلاقة طيبة مع أثيوبيا ، ومصر تحتاج لعلاقة طيبة معنا ومع أثيوبيا . وفي أمر المياه لا حاجة لنا لمصر بتاتا ، مع أهمية العلاقة معها في مجالات أخرى لا ننكر ذلك ، لكن في موضوع المياه القصة مختلفة تماما . ليت وزيرة الخارجية عكست الاتجاه وشدت رحالها لأثيوبيا دون اصطحاب مصر معها ، وبكل تأكيد كانت ستنجح في عقد اتفاقيات معها ، لأن كل المطلوب هو التنسيق في موضوع ملء الخزان ومشاركة المعلومات . لكن الوزيرة ذهبت في الاتجاه الخطأ للمرة الثانية ، وواصلت تصريحاتها المستعدية لأثيوبيا بدون أي داع . فيا أخونا الجبوري ألحقنا بنصيحة أخرى لأختنا مريم ، قبل أن تجوطها في مصر في اللقاء الثاني .
|
|