لقد ولت عهود التملق والمدح والثناء لمن يستحق ومن لا يستحق !! بقلم / عمر عيسى محمد أحمد

لقد ولت عهود التملق والمدح والثناء لمن يستحق ومن لا يستحق !! بقلم / عمر عيسى محمد أحمد


04-23-2021, 08:51 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1619164314&rn=0


Post: #1
Title: لقد ولت عهود التملق والمدح والثناء لمن يستحق ومن لا يستحق !! بقلم / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 04-23-2021, 08:51 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد ولت عهود التملق والمدح والثناء لمن يستحق ومن لا يستحق !!

منذ استقلال البلاد والشعب السوداني مصاب بداء المدح والثناء لكل من يستحق ومن لا يستحق ،، وهي تلك الظاهرة العقيمة الكئيبة التي كانت السبب الأساسي في انهيار البلاد في نهاية المطاف بتلك الصورة المؤلمة المؤسفة المريرة ،، ولا يدري أحد لماذا تفشى ( داء التملق ) في بعض أبناء السودان بذلك القدر الذي يبكي !!،، ذلك البعض الذي يعبد الأفراد والرموز بطريقة مخجلة ومؤسفة لا تليق إطلاقاَ بالعقلاء من الناس ،، وهي تلك الطريقة التي تؤكد أن هؤلاء المادحين والطبالين للآخرين في السراء والضراء يفتقدون أدنى معايير الحصافة والكياسة واللباقة ،، وهؤلاء بمنتهى البلاهة يرون أن كل من ينتقد شخصاً من الأشخاص أو ينتقد رمزاً من الرموز أو ينتقد طائفة من الطوائف أو ينتقد جماعة من الجماعات حول قضية من القضايا أو حول موقف من المواقف بمثابة ذلك التهجم الغير مستحب !! ,, وهنا يخلطون بين تلك الانتقادات الشجاعة الصريحة التي تريد الإصلاح والفائدة للوطن والمواطن وبين تلك المواقف العاطفية العقيمة الكريهة المقيتة ،، وما أضاعت دولة السودان إلا تلك المواقف المايعة المتخاذلة الموبوءة بتلك العاطفية المبالغة المتطرفة الهوجاء ،، وقد أقسم الشعب السوداني بأن لا يسكت إطلاقا عن قول الحق ولا يجامل أحداَ بعد تلك الانتفاضة الأخيرة ،، ولسان حال الشعب السوداني يقول : ( كفى بالبلاد أن تعيش في ظلال التملق والنفاق والرياء لأكثر من ستين عاماً )،، وهي تلك البلاد التي قد أوشكت على الانهيار والسقوط في الهاوية بتلك الصورة المؤلمة القاتمة بأفعال هؤلاء المتملقين البلهاء للآخرين في السراء والضراء ،، الشعب السوداني بعد الانتفاضة الأخيرة ينطلق من ذلك المنطلق الغير عاطفي والغير منحاز لفرد من الأفراد أو لشخص من الأشخاص أو لطائفة من الطوائف أو لجماعة من الجماعات ،، وعليه كان يطالب بعد الانتفاضة بشدة أن تتولى زمام الأمور بالبلاد تلك الأجيال السودانية الشابة المؤهلة القديرة الخبيرة ،، وفعلاَ بعد نجاح الانتفاضة بدأت تلك الخطوات التي تحاول أن توجد تلك الوجوه السودانية الشابة المؤهلة الواعية في أروقة الرئاسة والوزارات والمصالح الحكومية ،، ولكن سرعات ما تبدلت الأحوال وبدأت تلك المؤامرات ،، وقد عادت حليمة لقديمها ،، وبدأ ذلك التملق والنفاق يطفو على السطح من جديد ،، كما بدأت تلك الممارسات والمؤامرات وتلك الاختيارات الخائبة للأفراد والرموز في البلاد ،، حيث تلك الاختيارات لهؤلاء ( الكراكيب) من بعض أبناء الشعب السوداني ليتولوا تلك الوزارات والمناصب والخدمات في بعض المصالح والمرافق الحكومية ،، كما تم تكليف بعض تلك الوجوه الغير محبوبة والغير مرغوبة من قبل الشعب السوداني ليتولوا تلك المناصب والوظائف الحساسة الهامة بالبلاد ،، وهؤلاء الذين قاموا بتلك الاختيارات مع هؤلاء المختارين المرفوضين من قبل الشعب السوداني جملة وتفصيلاَ كانوا يظنون ببلاهة شديدة أن الأحوال بدولة السودان بعد الانتفاضة الأخيرة سوف تكون بنفس الوتيرة كما كانت في الماضي ،، حيث كانوا يظنون نفس المجاملات والتملق والنفاق ثم ذلك السكوت من قبل الشعب السوداني في نهاية المطاف ،، ولكن ذلك الشعب السوداني البطل قد خيب ظنون هؤلاء بكل قوة وشدة ،، ووقف تلك الوقفة الصارمة في أوجه أصحاب التملق والنفاق ،، حيث قد جاهر بالرفض لهؤلاء ( الكراكيب ) ،، كما جاهر بالقول وعدم السكوت عن تلك الممارسات القديمة العقيمة التي كانت تجري في البلاد ،، وفي نفس الوقت قد جاهر ورفض كلياَ تواجد هؤلاء الأشخاص الغير مرغوبين في بعض تلك المواقع الهامة والحساسة بالبلاد ،، ولسان حال الشعب السوداني بعد الانتفاضة الأخيرة يقول بمنتهى الشجاعة والرجولة والبطولة لأمثال هؤلاء : ( كفى وكفى ذلك التملق وذلك النفاق ،، وكفى تلك المواقف المتخاذلة التي لا تليق بالعقلاء من الناس !! ) .

تجربة الوجوه السودانية الشابة في تولي زمام الأمور بالبلاد بعد الانتفاضة لم تجد تلك السانحة المتاحة بالقدر المطلوب ،، وفقط جرت تلك ( المهزلة ) التي أتت بنفر من أبناء السودان المتواجدين بالخارج ليتلوا بعض تلك الوزارات والمناصب بالدولة ،، وهؤلاء مع الأسف الشديد كانوا أبعد الناس عن أداء تلك الوظائف والمناصب الهامة بتلك المقدرات والمؤهلات المطلوبة في دولة تواجه أبشع ألوان التردي والتراجع والانهيار ،، بل كانوا في حقيقة الأمر أبعد الناس عن فهم مجريات الأحوال بدولة السودان ،، ولا يدري أحد لماذا تم اختيار هؤلاء الشباب ( بالذات ) ليتولوا أمر تلك المناصب والوزارات الهامة وهنالك المئات والمئات غيرهم من الشباب السوداني أهل الكفاءات والمهارات والخبرات بالداخل والخارج !!،، ويبدو أن أحدهم أراد أن يفشل فكرة الاستعانة بالشباب الواعد في تولي زمام الأمور بالبلاد ،. وأراد أن يعيد هؤلاء ( الكراكيب ) والفاشلين من أبناء السودان في تلك المواقع والوظائف الهامة الخطيرة .

من المضحك للغاية أن ( كراكيب السياسة ) بدولة السودان في الماضي هم نفس الأشخاص والمسميات التي تتولى الأمور بالبلاد حالياَ بعد الانتفاضة ،، نفس الأسماء ونفس الجهات ونفس البيوت الطائفية هي التي تتولى شئون البلاد في هذه الأيام بعد الانتفاضة ,, ولا جديد تحت السماء ،، ويا أبا زيد لا رحنا ولا غزينا !!! ،، نفس الملاح والشبه ونفس الرموز والأسماء ،، وبالمختصر المفيد هي تلك الأسطوانة المشروخة منذ استقلال البلاد ،، كل ذلك يجري في البلاد والشباب السوداني أصحاب المؤهلات والمقدرات والمهارات مازالوا يتواجدون في تلك الهوامش وفي تلك الساحات الخلفية وليس لهم شأن في أحوال البلاد ،، وبنفس تلك الصورة القبيحة القديمة يجري في البلاد ذلك التملق والنفاق والمدح والثناء لهؤلاء ( الكراكيب ) من قبل هؤلاء البلهاء من الناس في البلاد ،، والمعروف أن مناطق السودان شرقاَ وغرباَ وجنوباَ وشمالاَ ووسطاَ تعج بالآلاف والآلاف من هؤلاء الشباب المؤهلين أصحاب العقول المتقدمة الواعية ،، ولكن مع الأسف الشديد لا تتاح لهم المجالات إطلاقاَ بدولة السودان المنحوسة ،، تلك الدولة المنكوبة التي لا تتقدم إطلاقاَ نحو الأمام في تواجد هؤلاء ( الكراكيب ) الذين يحتلون تلك الساحات السياسية ويسيطرون على تلك الأوضاع في البلاد ،، وفي تواجد هؤلاء المداحين والطبالين الذين لا يجيدون غير ذلك التملق والنفاق والمدح والثناء لكل من يستحق ومن لا يستحق !!